 
					
					
						 الملك قمبيز					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						سليم حسن
						 المؤلف:  
						سليم حسن					
					
						 المصدر:  
						موسوعة مصر القديمة
						 المصدر:  
						موسوعة مصر القديمة					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج13 ص 481 ــ 482
						 الجزء والصفحة:  
						ج13 ص 481 ــ 482					
					
					
						 2025-06-27
						2025-06-27
					
					
						 339
						339					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				على أثر وفاة الملك «كورش = سيروس» تولى بعده عرش الملك بِكْرُ أولاده «قمبيز» عام 529ق.م، وأمه هي الملكة «كاساندان Cassandane »، ولما كان قد نشأ في أحضان الملك فإنه كان — بلا ريب — يُعتبر الوريثَ المختار للإمبراطورية الشاسعة التي أنشأها جَدُّهُ العظيم. والواقع أنه كان مشتركًا مع والده في الحكم بوصفه ملك «بابل»، غير أن «كورش» على الرغم من ذلك كان قد قرر صراحةً قبل وفاته أن يشرك مع «قمبيز» في حكم البلاد أخاه «بارديا» الذي يسميه اليونان «سمرديس»، فولاه ملكًا على المديريات الشرقية من الإمبراطورية الفارسية، ولكن هذا النظام في الممالك الشرقية كاد يكون ضربًا من المستحيل على أية صورة من الصور، يضاف إلى ذلك أن طبيعة «قمبيز» الجامحة ونفسه التي تنطوي على الغيرة، قد جعلته يصمم على التضحية بأخيه إن عاجلًا وإن آجلًا، حتى ولو لم يقم بثورة تبرر القضاء عليه، وبذلك يصفُو له الجو ويحكم منفردًّا.
وقد زاد من حقد «قمبيز» على أخيه أنه كان محبوبًا لدى الشعب في حين أنه كان معروفًا باسم «السيد الغليظ الطباع»، ولا أدل على قسوته من القصة التي رواها عنه المؤرخ «هردوت»:
وذلك أن «قمبيز» بعد أن ثبت له أن القاضي «بركزاسبس Brexaspes » كان مرتشيًا، وكان أحد القضاة السبعة للمحكمة العليا، فإنه حكم عليه بسلخ جلده، غير أنه لم يكتفِ بذلك؛ إذ أمر بأن يُكسى كرسي القضاء الذي كان يجلس عليه بجلده، ثم أمر بأن يجلس على هذا الكرسي ابن القاضي الظالم خليفة لوالده أثناء فصله في قضايا الناس، )راجع:( Herodotus V, 25.
ولم يلبث أنْ حانتْ له فرصةُ قتل أخيه، وذلك أنَّ الملك «كورش» كان يستعدُّ منذ سنين لتنظيمِ حملة على «مصر»، غير أنه في بداية عصر «قمبيز» قامت ثوراتٌ في أنحاء الإمبراطورية جعلتْه يُحوِّل كل نشاطه لإخمادها، ولم يفرغ من ذلك إلا في العام الرابع من حُكمه، ومن ثم كان على استعداد للقيام بغزو «مصر»، غير أنه رأى أنه ليس من الحكمة في شيء أن يترك بلاده وفيها أخوه «بارديا» المحبوب من الشعب ملكًا على المديريات الشرقية.
هذا، ويمكننا أن نتخيل كيف كان رجال بلاطه يحرضونه على التخلُّص من أخيه قبل مغادرته عاصمةَ بلاده إلى «مصر»، ومن ثم أعطى الأمر لقتله خلسة، وعلى الرغم من بشاعة الجريمة في نظرنا فإنها كانت في هذا العهد لا يُنظر إليها بهذه النظرة؛ إذ الواقع أن تاريخ بلاد الفُرس وغيرها من الممالك الشرقية كان مُفعَمًا بمثل هذه الجرائم.
سار بعد ذلك «قمبيز» لفتح «مصر» وقد تحدثنا عن ذلك في موضعه، ولقد كان من نتائج الحملة على «مصر» وفتحها سقوط ثالث مملكة عظيمة في العالم القديم، والواقع أن «مصر» في تلك الفترة كانت أقل قوة من الوجهة الحربية من ممالك واديي «دجلة» و«الفرات»، غير أنها كانت بوجه عام تقوم بدور رئيسي في الحروب، ويرجع الفضل في ذلك إلى بعدها ووعورة الوصول إليها، ولا نزاع في أن «قمبيز» باستيلائه على مصر قد وسع رقعة بلاده وجعلها أكبر إمبراطورية عُرفت في التاريخ القديم حتى عهده، فقد امتدت من «نهر النيل» حتى نهر «سردايا (= سيحون) Jaxartes»، ومن البحر الأسود حتى الخليج الفارسي، وكانت تشمل ممالكَ قديمةً مثل «ليديا» و«بختريان».
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  العصور القديمة في العالم
					 الاكثر قراءة في  العصور القديمة في العالم 					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة