البث الإذاعي
المؤلف:
د. مرشد عبدصافي
المصدر:
الإعلام الإذاعي والتلفزيوني
الجزء والصفحة:
ص 58-60
2025-06-17
369
البث الإذاعي
تألف نظام البث الإذاعي من سلسلة تبدأ من محطة البث، وتنتهي عند أجهزة الاستقبال، بحيث تضخم في هذا النظام الإشارات الكهربائية الصادرة عن الميكروفونات أو آلات قراءة الأسطوانات أو الأشرطة المغنطيسية أو الأقراص الليزرية، وتُنقل الإشارات إلى المرسل الذي يقوم بتعديل موجة راديوية حاملة يشعها هوائي الإرسال، ثم تنتشر هذه الموجة الحاملة للمعلومات في الفضاء ويلتقط هوائي استقبال تلك الموجة، ومن ثم يستخلص المستقبل الإشارة المفيدة من الموجة الحاملة ويوصلها إلى مكبر الصوت.
كُلّف الاتحاد الدولي للاتصالات بعيد الحرب العالمية الأولى، الذي أنشئ في عام 1865 تحت اسم اتحاد البرق الدولي، تنسيق استخدام الترددات الراديوية على مستوى العالم، وهذا الدور للاتحاد الدولي ضروري، إذ تُتفادى بفضله التداخلات بين الموجات الصادرة عن المرسلات في البلدان المختلفة خاصة في المناطق الحدودية، وذلك بتخصيص حزم ترددية مختلفة لكل بلد ويقوم كل بلد بدوره بتخصيص كل مرسل لديه بحزمة ترددية معينة حول تردد معين يسمى التردد الأساسي.
وللعدد الهائل من المرسلات في العالم، قسمت هذه الجهة الدولية المشرعة طيف الأمواج الكهرومغناطيسية إلى ترددات حصرية مخصصة لمرسل معين، وإلى ترددات متشاركة مخصصة لمرسلين اثنين أو أكثر تباعدهما الجغرافي كبير بما فيه الكفاية لمنع التداخلات.
توفر وسائط بث البرامج إشارة كهربائية منخفضة التردد (موافقة للصوت) وبعرض حزمة يراوح بين 5 و 15 كيلو هرتز طبقاً للنظام المستخدم.
ويتمثل دور المرسل في استخدام هذه الإشارة لتعديل موجة كهرو راديوية مميزة بترددها (التردد الحامل)، ثم في إشعاع تلك الموجة بوساطة الهوائي، ولا يمكن الفصل بين المرسل والهوائي، إذ أن استطاعة الأول ومخطط إشعاع الثاني يحددان معاً، وتبعاً لشروط الانتشار، المنطقة التي يغطيها المرسل.
تختلف بنية المرسل باختلاف طريقة التعديل المستخدمة، ومع هذا فيوجد في جميع المرسلات وحدات رئيسية مشتركة كالمهتز المحلي الذي يزود بالإشارة الحاملة، ومضخمات الاستطاعة التي تقدم للإشارة المرسلة الاستطاعة اللازمة للانتشار، وهوائي الإرسال.
وتُستخدم الأمواج القصيرة في البث الإذاعي خصيصاً لتوفير تغطية انتقائية للمناطق البعيدة من سطح الكرة الأرضية، ومن ثَم فإن أنظمة الهوائيات تكون أكثر تعقيداً في هذه الحالة إذ تستخدم تقنية الأمواج الموجهة، وبمقدور محطة واحدة من هذا النوع البث الموجه بعشرات اللغات في اليوم الواحد إلى القارات الخمس ويتعلق اختيار ساعات البث والتردد المستخدم بأحوال الانتشار.
المستقبلات وتطورها
يعد المستقبل أكثر الأجزاء حرجاً في نظام البث الإذاعي، فمع وجود آلاف المحطات المرسلة في العالم العاملة على أنماط متنوعة كالبث الإذاعي AM والبث الإذاعي FM والبث التلفزيوني وأنظمة الاتصالات الراديوية العسكرية منها والمدنية، وعلى حزم ترددية متنوعة وبمستويات استطاعة إرسال عديدة، فإن المستقبل يواجه مهمته في انتقاء الإشارة المطلوبة ورفض كل الإشارات الأخرى.
ومما لاشك فيه أن التطور المذهل في الإلكترونيات كاستبدال الترانزيستورات بالأنابيب الإلكترونية، وتقنيات الدارات التكاملية وغيرها، قد أسهم في تحسين أداء المستقبلات وفي خفض حجمها ووزنها وكلفتها إلى جانب التطورات المذهلة التي رافقت الثورة الرقمية والتي تسمح اليوم بالحصول على أداء متميز جداً وجودة صوت تضاهي جودة الأقراص الليزرية.
الاكثر قراءة في الاذاعة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة