ليلة التدبير لقتل النبي الكريم صلى الله عليه واله
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص38.
2025-05-23
712
ليلة التدبير لقتل النبي الكريم صلى الله عليه واله
قال تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال : 30].
قال أحدهما عليه السّلام : « أنّ قريشا اجتمعت فخرج من كلّ بطن أناس ، ثم انطلقوا إلى دار النّدوة ليتشاوروا فيما يصنعون برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فإذا هم بشيخ قائم على الباب ، فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا ، قال : أدخلوني معكم .
قالوا : ومن أنت ، يا شيخ ؟ قال : أنا شيخ من بني مضر ، ولي رأي أشير به عليكم ، فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس ، وأجمعوا أمرهم على أن يخرجوه . فقال : هذا ليس لكم برأي إن أخرجتموه أجلب عليكم الناس فقاتلوكم . قالوا : صدقت ما هذا برأي .
ثمّ تشاوروا وأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه . قال : هذا ليس بالرأي ، إن فعلتم هذا - ومحمّد رجل حلو اللسان - أفسد عليكم أبناءكم وخدمكم ، وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه وامرأته .
ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه . قال : هذا ليس بالرأي ، إن فعلتم هذا - ومحمّد رجل حلو اللسان - أفسد عليكم أبناءكم وخدمكم ، وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه وامرأته .
ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يقتلوه ، ويخرجوا من كل بطن منهم بشاب ، فيضربوه بأسيافهم ، فأنزل اللّه تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ } إلى آخر الآية « 1 » .
وقال أبو جعفر وأبو عبد اللّه عليه السّلام ، في قوله تعالى :{ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ }.
قالا : « إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد كان لقي من قومه بلاء شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة ، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه ، فرفعته عنه ومسحته ، ثمّ أراه اللّه بعد ذلك الذي يحبّ ، إنّه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد ، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا ، حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون ، ثمّ لقي أمير المؤمنين عليه السّلام من الشدّة والبلاء والتظاهر عليه ، ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته ، أمّا حمزة فقتل يوم أحد ، وأمّا جعفر فقتل يوم مؤتة » « 2 » .
____________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 53 ، ح 42 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 54 ، ح 43 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة