أي شكل من أشكال الأرض كان تعبا لديفز نتيجة لفعل البنية Structure والعلمية Process والزمن Time وكان ديفز يقصد بالبنية شيئا أكثر مما يقصد بها الآن فاللفظ لا يتضمن فقط هيئة صخور وطبيعية ميل الطبقات وما بها من التواءات وفوالق بل يشمل أيضا ما يصطلح على تسميته بعلم الخصائص الصخرية للطبقات، وطبيعية الصخور وصلابتها النسبية ونفاذيتها النسبية، أما العلمية فتتضمن عوامل التفكك والتعرية المختلفة التي تشمل المياه، والرياح والجليد، والجاذبية. وأخيرا فانه مما لا ريب فيه ان طول الفترة الزمنية التي تمارس العلميات عملها خلالها لا بد وان يكون تأثير عميق على أشكال الأرض، وتمشيا مع تصميمات دورته قسم ديمز اشكال الا التي تتكون خلال دورة التعرية إلى ثلاث مراحل هي : الشباب والنضج والكهولة.

ويمكن توضيح الدورة المثالية التي اقترحها ديفز من خلال توضيح الفروض التي افترضها والتي أدرك هو نفسه عدم إمكانية تحقيقها في الطبيعة. وكان الغرض الرئيسي من هذه الفروض هو تبسيط حركة الرفع التي تصيب منطقة ما مما ينتفي معه حدوث تعرية ذات أهمية تذكر خلال حركة الرفع ذلك لان مناقشة مثل هذه التعرية من شانها تعقيد دراسة الدورة تعقيداً شديداً. ومثل هذا الافتراض ليس بالأمر الخطير على الخطة العامة للدورة ما دامت هذه الخطة تتمتع بالمرونة بحيث تسمح بدراسة حركات رفع معقدة في مناقشات أعلى مستوى وهذا هو ما يحدث في الحقيقة وقد تعرض ديفز للانتقاد على أساس انه اخطأ في تفسير حركة الرفع في حين انه قرر بصورة قاطعة انه قصد فقط استخدام فرض مبسط،وفي الحقيقية انه في بحوثه التي كتبها بالألمانية أكد فيها على كمية التعرية التي تنجز أحيانا خلال حركة رفع وأكثر من هذا انه حلل الحالة التي تكون فيها حركة الرفع شديدة البطء مما يؤدي إلى ان الظاهرة الشبيه بآلهة الحكمة Minerva Like تدخل رأساً في مرحله النضج. والتحليل التالي لدورته يستفاد فيه أيضا من حركة رفع بسيطة لمجرد التيسير يمكن ان تتصور كتله من اليابس ظهرت حديثا من تحت البحر وان بنية هذه الكتلة معقده لأنها تتكون من طبقات هشة وأخرى صلدة وبها فوالق ومن المستحيل ان يكون سطح هذه الكتلة مستويا تماما ذلك لأنه من المفروض ان تكون هناك ضروب من عدم الانتظام الأولى ومن الواضح ان الأمطار التي تسقط على السطح ستتجمع في المنخفضات التي قد تصل إلى البحر وقد لا تصل إليه، فإذا أمكنها الوصول إلى البحر، فان الأرض يمكن ان تصرف مياها تصريفاً مباشراً. إما إذا وصلت إلى منخفضات مغلقه فان هذا سيؤدي إلى نشأة البحيرات تدريجيا إلى ان تفيض في النهاية ويواصل التصريف سيره إلى البحر، والأنهار التي من هذا النوع والتي تتبع عدم الانتظام الأولى في سطح الأرض تغلب على التصريف في المراحل المبكرة من الدورة وتعرف باسم الأنهار التابعة consequent streams وفي البداية تكون انهار أو بتعبير جيومورفولوجي ادى تكون قطاعاتها الطولية غير منتظمة نتيجة لعدم انتظام أولى في المنخفضات لوجود صخور صلبة وأخرى هشة إلا ان مجاري الأنهار تتمهد ببطء. ويحدث هذا عند المصبات أولا ويستمر تدريجيا صوب منبع النهر، ولا يستطيع النهر أن يعمق مجراه عند المصب إلى ما دون مستوى سطح البحر. وذلك فهناك مسقط وهمي لسطح البحر أسفل اليابس يمثل مستوى لا يستطيع النهر ان ينحت دونه، وأطلق على هذا المستوى مصطلح مستوى القاعدة Base level ولا يستطيع أي نهر أن يبلغ مستوى القاعدة مطلقا إلا عدنـه مـصبه ذلك لأنه يجب ان يحتفظ دائما بانحدار كاف يسمح للماء بان ينساب في مجراه صوب المصب.

وقد تم تتبع نشاء النهر التابع بصرف النظر عن نشأة نظم التصريف الأخرى التي تحدث وواضح ان النهر التابع سيتلقى بعض الروافد التي تصب فيه، فإذا كانت هذه بدورها تسترشد بمنخفضات أولية فأنها تسمى أيضا بالأنهار التابعة ولكن هناك فئات أخرى من الأنهار مثل الأنهار التالية التي تتبع مناطق الضعف الجيولوجي Subsequent streams، والأنهار العشوائية Insequent Streams والفئة الأخيرة الأنهار العكسية Obsequent streams. وتظهر هناك تعديلات متنوعة في نمط الصرف إذ يشير إلى ظاهرة الأسر النهري، ثم وصول النهر إلى الاتزان بعد مروره بفترات الشباب، والنضج، والشيخوخة.

ويؤدي الفعل المشترك للمجاري المائية المتوازنة وفتات الأنهار المتوازنة إلى نقل حصيلة التفكك كما يسمح بتخفيض سطح الأرض كله ببطء، ويكون النحت أسرع في المراحل المبكرة ثم أكثر بطئاً بالتدريج فيما بعد، وهكذا إلى أن تخفض المنطقة إلى ارض واطئة ذات تضاريس ضعيفة أو إلى سهل تحاتي Peneplain. وفي هذه العملية تكون الفلطحة البطيئة للسفوح بفعل عوامل التفكك أكثر أهمية من فعل الأنهار، التي على الرغم من أنها تكون عوامل نشطة في التعميق في المراحل المبكرة، فأنها تتحول فيما بعد إلى مجرد عوامل نقل للفتات المنقول إليها من السفوح الدنيا.

مواضيع ذات صلة

تصابي الأنهار Rejuvenation

حمولة النهر River Load

الأشكال الأرضية الترسيبية في بيئة المنحدرات

الخوانق والأخاديد Gorges & Canyons

السهل التحاتي Peneplain

الشلالات أو المساقط المائية

نواتج التجوية

انماط الصرف أو الشبكات تصنف على أساس الشكل والنسيج

المنحني الهيسوميتري لتوزيع اليابس والماء

العوامل المؤثرة في سرعة مياه الأنهار

التجوية Weathering

الأشكال الأرضية الترسيبية في بيئة المنحدرات