1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

تعليق للمقري

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 213-217

2024-10-28

256

 

تعليق للمقري

ويعني بالحضرة مدينة فاس المحروسة لأنها إذ ذاك كرسي الخلافة ، ومكناسة مقر الوزارة ، وأهل المغرب يعبرون عن المدينة التي فيها كرسي الخلافة بالحضرة . قلت : دخلت مكناسة هذه مراراً عديدة ، وقد أبلى الدهر محاسنها التي كانت في زمان لسان الدين ابن الخطيب جديدة ، واستولى عليها الخراب ، وتكدر منها بالفتن الشراب ، وعاث في ظاهرها الأعراب ، وفي باطنها سماسرة الفتنة العائقة عن كثير من الآراب ، حتى صار أهلها حزبين ، ليس كثير من أهلها ثياب البعد عنها والبين ، والله تعالى يجبر حالها ، ويعقب بالخصب إمحالها ، ويرحم الله تعالى ابن جابر إذ قال : .

مكناسة لا تنكرن السجن من فالحسن لم يبرح بها معروفا ولئن محت أيدي الزمان رسومها فلربما أبقت هناك حروفا         

               213

على أن ضواحيها كانت في زمان لسان الدين مأوى للمحاربين واللصوص ، ومثوى للأعراب الذين أعضل داؤهم بأقطار المغرب على العموم والخصوص ، ولذلك يقول لسان الدين رحمه الله تعالى :

مكناسة حشرت بها زمر العدا فمدی بريد فيه ألف مريد من واصل للجوع لا لرياضة أو لابس للصوف غير مريد فإذا سلكت طريقتها متصوفاً فانو السلوك بها على التجريد

وما أشار إليه رحمه الله تعالى فيما سبق من ذكر الزاوية القدمى والجديدة أشار به إلى زاويتين بناهما السلطان أبو الحسن المريني الكثير الآثار بالمغرب الأقصى الأوسط والأندلس ، وكان بنى الزاوية القدمي في زمان أبيه السلطان أبي سعيد والجديدة حين تولى الخلافة ، وله في هذه المدينة غير الزاويتين المذكورتين عدة آثار كثيرة جميلة من القناطر والسقايات وغيرها ، ومن أجل مآثره بها المدرسة الجديدة ، وكان قدم للنظر على بنائها قاضيه على المدينة المذكورة ، ولما أخبر السلطان بتمام بنائها جاء إليها من فاس ليراها ، فقعد على كرسي من كراسي الوضوء حول صهريجها ، وجيء بالرسوم المتضمنة للتنفيذات اللازمة فيها ، فغرقها في الصهريج قبل أن يطالع ما فيها ، ، وأنشد

:

لا بأس بالغالي إذا قيل حسن ليس لما قرَّتْ : ليس لما قرت به العين تمن

وهذا السلطان أبو الحسن أشهر ملوك بني مرين ، وأبعدهم صيتاً ، وكان قد ملك رحمه الله تعالى المغرب بأسره وبعض الأندلس ، وامتد ملكه إلى طرابلس الغرب، حصلت له الهزيمة الشنعاء قرب القيروان حين قاتل أعراب إفريقية ، فغدره بنو عبد الواد الذين أخذ من يدهم ملك تلمسان ، وانتهزوا الفرصة فيه ، وهربوا إلى الأعراب عند المصافة ، فاختل مصافة ، وهزم أقبح هزيمة ، ورجع إلى تونس ، وركب البحر في أساطيله ، وكانت نحو الستمائة من السفن ، فقضى الله تعالى أن غرقت جميعاً ، ونجا على لوح ، وهلك من كان معه من أعلام المغرب ،

                                     214

وهم  نحو أربعمائة  عالم  منهم  السطي  شارح  الحوفي  وابن  الصباغ  الذي أملى

في مجلس  درسه  بمكناسة  على حديث  يا أبا  عمير  ما فعل  النغير  أربعمائة  فائدة

قال الأستاذ  أبو عبد الله  ابن غازي  رحمه الله  تعالى  حدثني  بعض  أعيان

الأصحاب  أنه بلغه   أن الفقيه  ابن الصباغ المذكور  سمع  بمنصورة تلمسان   المحروسة  ينشد  كالمعاتب لنفسه :

ياقلب  كيف  وقعت   في أشراكهم   ولقد   عهدتك  تحذر  الأشراكا

أرضى  بذل  في هوى  وصبابة          هذا  لعمر  الله  قد  أشقاكا

ومات  رحمه الله تعالى   غريقا  في أسطول السطان  أبي الحسن  المريني على ساحل تدلس   هو والفقيه  السطي  والأستاذ  الزواوي  وغير  واحد  في نكبة  السلطان  أبي  الحسن  المعروفة ومن  نظم ابن  الصباغ    المذكور   في العلاقات  المعبرة  في المجاز  وفي المرجحات  له قوله   رحمه الله تعالى :

ياسئلا  حصر  العلاقات  التي           وضع  المجاز  بها  يسوغ  ويجمل

خذها  مرتبة وكل  مقابل                      حكم  المقابل  فيه  حقا  يحمل

عن ذكر  ملزوم  يعوض  لازم            وكذا  بعلته يعاض   معلل

وعن  المعمم  يستعاض  مخصص      وكذلك  عن جزء   ينوب  المكمل

وعن المضاف  إليه  ناب مضيفه              والضد  عن أضداده مستمعل

                                                      215

والشبه  في صفة  تبين  وصورة           ومن  المقيد  مطلق قد  يبدل

والشيء  يسمى  باسم ما قد كانه           وكذلك  يسمى  بالبديل  المبدل

وضع المجاور  في مكانه   جاره            وبهذه  حكم   التعاكس  يكمل

واجعل  مكان  الشيء  آلته  وجىء            بمنكر  قصد  العموم  فيحصل

ومعرف  عن مطلق وبه  انتهت                 ولجلها  حكم  التداخل  يشمل

وبكثرة  وبلاغة  ولزومه                         لحقيقة  رجحانه  يتحصل

 

انتهى كلام شيخ شيوخ شيوخنا الإمام أبي عبد الله محمد بن غازي رحمه الله تعالى . وقد حكى ابن غازي المذكور عن شيخه القوري عن شيخه ابن جابر أن ابن الصباغ المذكور اعترض على القاضي ابن عبد السلام التونسي ، قال : لما لقي ابن الصباغ بتونس اعترض عليه ابن الصباغ أربع عشرة مسألة لم ينفصل عن واحدة منها ، بل أقر بالخطإ فيها ، إذ ليس ينبغي اتصاف بالكمال ، إلا لربي الكبير

المتعال ؛ انتهى

وذكر الشيخ أبو عبد الله الأبي رحمه الله تعالى في «شرح مسلم » عند تكلمه على أحاديث العين ما معناه أن رجلاً كان بتلك الديار معروفاً بإصابة العين فسأل منه بعض الموتورين للسلطان أبي الحسن أن يصيب أساطيله بالعين، وكانت

كثيرة نحو الستمائة، فنظر إليها الرجل العائن ، فكان غرقها بقدرة الله الذي يفعل ما يشاء ، ونجا السلطان برأسه ، وجرت عليه محن ، واستولى ولده السلطان أبو عنان فارس على ملكه ، وكان خلفه بتلمسان ، ولم يزل في اضطراب حتى ذهب إلى سجل ماسة ، ومنها خلص إلى جبل هنتاتة قرب مراكش ، فذهب إلى حربه ابنه السلطان أبو عنان فارس بجيوشه ، وأناخ على الجبل بكلكله ، ولم تخفر أهل هنتاتة جواره لديهم ، ولا كبيراهم عامر بن محمد وأخوه ، وصبروا على الحصار وخراب الديار ، وحرق الأماكن ، حتى مات هناك رحمه الله تعالى ونقل بعد إلى شالة سلا مدفن أسلافه ، ومن أراد الوقوف على أخباره فعليه بكتاب الخطيب

ابن مرزوق  الذي  ألفه  فيه  وسماه  المسند  الصحيح  الحسن  من أحاديث  السلطان  أبي الحسن

216

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي