x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التفكير الإبداعي والأخلاق
المؤلف: إيهاب كمال
المصدر: شفرة النجاح
الجزء والصفحة: ص 160 ــ 162
2024-09-02
303
هل يرتبط التفكير الإبداعي دائماً بالأخلاق؟
الجواب، نعم. فالتفكير الإبداعي يرتبط في جميع الحالات بالقيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية.
فاكتشاف الذرة مثلاً، عمل إبداعي دون أي شك. خاصة إذا جرى استعمالها في المجالات التي تخدم الإنسانية وتساعد على رفاهية البشر وسعادتهم. أما إذا استعملت لتدميرهم فإنها تعتبر عندئذ عملاً ذكياً، لكنه لا أخلاقي.
ومثل ذلك اكتشاف الديناميت. فهو قد يستعمل لتفتيت الصخور من أجل استعمالها في بناء المنازل السكنية والمدارس والمصانع والمستشفيات، ولكن إذا استعمل لتدمير هذه المنشآت، فإنه يصبح عملا ذكياً لا أخلاقياً.
وما نحتاجه في زماننا الحالي، هو الكثير من التفكير الإبداعي المرتبط بالأخلاق، وبالقيم الإنسانية، في جميع المجالات.
فأي اكتشاف أو اختراع غير مرتبط بهذه الأخلاق والقيم، قد يؤدي إلى نشر الأوبئة وتدمير البيئة والقتل الجماعي للشعوب.
اختار مايكل هارت في كتابه المائة، أهم الشخصيات الخالدة على مدى التاريخ، ممن كان لهم أثر عالمي، سواء كان ذلك الأثر علمياً أم فنياً أم سياسياً أم دينياً. وقد كان على رأس القائمة النبي محمد (صلى الله عليه وآله). فأثره لا زال عميقاً متجدداً، ليس فقط على العرب والمسلمين، وإنما امتد ليشمل الناس كافة.
ليس غريباً أن تشمل القائمة عدداً كبيراً من المبدعين في العلوم كإسحاق نيوتن وألبرت أينشتين ومايكل فرادي وغيرهم. وفي الأدب كويليام شكسبير. وفي الفن كمايكل أنجلو وبيكاسو.
إلا أن الغريب أن تضم القائمة أشخاصاً كهتلر، باعتباره عبقرية شريرة إلى جانب المبدعين والعباقرة الذين قدموا إنجازاتهم لكل بني البشر.
لقد أصبح الربط بين التفكير الإبداعي والأخلاق مهمة عالمية، لا تقتصر على دولة دون دولة، أو شعب دون شعب. وإنما يجب على جميع دول وشعوب العالم، أن تتنبه إلى ضرورة التخلص مما هو ضار ومؤذٍ بالنسبة لها أو لغيرها. والى تحويل أية اختراعات أو اكتشافات إلى ما هو مفيد لها ولغيرها. وبهذا يتجنب الجميع الكوارث والمآسي التي قد تسببها تلك الاكتشافات والمخترعات.
وفي هذا الشأن، يجدر بهيئة الأمم، أن تعيد النظر في مهامها، وأن تقصرها على تحقيق العدالة والحرية والسلام والسعادة لجميع شعوب الأرض.
كما يجدر بنا جميعاً كمربين، أن ننشئ أطفالنا على ممارسة الأخلاق الحميدة، والمبادئ الإنسانية وعلى قيم الحق والخير والجمال، التي تكون بمثابة الحاضنة لأفكارهم وإبداعاتهم في الحاضر والمستقبل.