الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
عوامل ترابية ( التربة ) وتأثيرها في الغلاف الحيوي
المؤلف: علي سالم أحميدان
المصدر: الجغرافية الحيوية والتربة
الجزء والصفحة: ص137 ــ142
2024-08-18
540
تؤثر التربة بدون شك على الغلاف الحيوي، وخاصة النباتات من حيث توزيعها ونوعيتها وخصائصها. فهي تؤدي إلى ظهور اختلافات واضحة بين النباتات. وذلك نتيجة للتباين في تركيب التربة الميكانيكي وخصائصها الكيماوية وسمكها ودرجة حرارتها.
اما من حيث تركيبها الميكانيكي وتأثيره في النباتات، فيعتمد على مقدرة التربة على حفظ الرطوبة داخل نسيجها، والاحتفاظ بها أكبر فترة ممكنة، وضمان درجة مناسبة من التهوية للنبات من ناحية أخرى. ولهذا يظهر تأثير هذا العامل للتربة في نمط النبات وخاصيته التي تميزه عن غيره من النباتات الأخرى داخل الأقاليم الحيوية. فمثلا نجد الترب الرملية في المناطق الرطبة ترب جافة نسبياء لأنها تحتفظ بكمية أقل من المياه إذا ما قورنت بالترب الغرينية أو الصلصال في مصب نهر الأمازون. ونتيجة لهذه الخاصية، نجد أن سبب نمو أعشاب السفانا الغنية داخل هذا الإقليم الاسترائي ذي الغابات الكثيفة، وفي جزيرة ماراجوا.عند مصب نهر الأمازون، هو نتيجة لنوعية التربة في وسط إقليم غابات السلفاس (السلفا) الكثيفة، وذلك لسعة مساحات ذرات هذه التربة وعدم احتفاظها بالرطوبة، كالتربة الطوبية ،الحمراء، أو التربة الطينية الفيضية في بقية المحاء حوض الأمازون.
ولكن نجد هذا النوع من التربة الرملية تربا رطبة نسبيا في المناطق الجافة وشبه الجافة. وذلك إذا ما قورنت بالترب الصلصالية التي تميل بوجه عام، لأن تكون جافة نسبيا. حيث تزداد قدرة الترب الرملية في هذه المناطق القليلة المطر، على تسرب أكبر كمية من المياه والاحتفاظ بها بينما نجد الترب الصلصالية أقل قدرة على تسرب المياه كالترب الرملية. ولو أخذنا ثلاث عينات من الترب الصلصالية والرملية والحصوية بنفس الكمية لكل منها، وعرضناها لمياه الأمطار التي قدرت بنحو 50 ملمتراً، فإننا نجد أن كمية المياه في التربة الرملية، قد تركزت في ال 50سم العليا من العينة، بينما نجد التربة الصلصالية تقل قدرة المياه على التسرب والتعمق أكثر، نتيجة لقلة مساميتها، وبالتالي تتركز الرطوبة حتى عمق 15سم فقط. أما في التربة الحصوية فنجد أن المياه قد تسربت إلى عمق أكثر من 50. سم العليا. فإذا افترضنا أن كسم من الطبقة العليا من الترب الثلاث قد تعرضت لعمليات التبخر وفقدان ما بها من مياه، فإن هذا يشير إلى أن التربة الصلصالية قد فقدت 50% من مخزونها المالي، بينما تراجعت النسبة إلى 10% فقط في التربة الرملية، وإلى 5% فقط في التربة الخصوية.
وبما أن النفاذية في الترب الرملية عالية فهي عند سقوط المطر تستوعب كمية من المياه المتسربة أكثر من التربة الصلصالية أو الطينية، وأن فرصة التبخر أو الانسياب السطحي في التربة الرملية قليلة جدا. ولهذا تصبح أكثر رطوبة نسبيا في المناطق الصحراوية من الترب الصلصالية. وهذا واضح كل الوضوح بين منطقة غرب السودان ذات التساقط الى 450 ملم، وبين منطقة شرق السودان ذات التساقط الى 600 ملم. مما يجعل غرب السودان أكثر غنى بالرغم من قلة التساقط عن شرقه. ويعزى سبب هذا الوضع للتباين في نوعية التربة والقيمة الفعلية للتسرب في كل منهما.
أما من حيث تأثير التربة الكيماوي، فيتمثل في أن للترب الملحية نباتات لها القدرة على مقاومة الملوحة، من خلال تمتعها بضغط از موزي عال يمكنها من امتصاص المياه رغم ملوحة التربة، ونزع الأملاح من المياه وطردها مع مياه النتح مسام الأوراق. كما أن بعض النباتات لا تعيش إلا في التربة الحمضية، كأشجار الغار الجبلي وأشجار الغابات الصنوبرية التي تعيش في تربة البودزول الحمضية غيركما تظهر أهمية التربة الكيماوية في التغذية المعدنية للنباتات. فهي مصدر هام للأكسجين والنيتروجين والكربون والفوسفور والكبريت. وكلها مواد ضرورية لإنتاج المواد العضوية الأساسية، بالإضافة لأهمية التربة في توفير مواد أخرى، ليست لها صلة واضحة بالمواد العضوية مثل الحديد والنحاس والزنك والكلور، والمولبيدنوم والمغنيسيوم وكلها مواد ضرورية تحتاجها النباتات بنسب ضئيلة. فالمولييدنوم ضروري جدا لعملية إنتاج الخمائر، والأنزيمات اللازمة لتحويل النتيرات. ويؤدي عدم وجوده إلى توقف المراحل الأولى للتفاعل، التي تمكن التربة من استخدام نيترات التربة لتحليل عناصرها النيتروجينية. ويدخل الزنك في التحليل الحيوي للأنزيمات والهرمونات. أما عنصر البورون فيمثل مرحلة هامة من مراحل التمثيل الضوئي تتمثل في نقل الكربوهيدرات والكلور. ويؤدي النقص في عناصر التربة المميزة إلى التأثير على أعضاء النباتات، وإلى إيجاد شذوذ تركيبي فيها.
أما من حيث تأثير سمك التربة على النباتات، فيتمثل بشكل واضح في السفوح الجبلية. ففي الجبال المتساوية في خطوط ارتفاعاتها (الكنتور)، وذات المطر الكافي لنمو الأشجار، نجد السفوح الشديدة الإنحدار ذات التربة القليلة السمك الناجم عن الجرف الشديد، تختفي فيها الأشجار، وتسود بدلا منها الحشائش. أما على السفوح القليلة الانحدار حيث يزداد سمك التربة نتيجة لقلة الجرف، فتكثر الأشجار بشكل واضح. كما يلاحظ نمو أشجار الصنوبر الحلبي والبلوط على السفوح ذات التربة السميكة نسبيا، بينما يتحول هذا النمو الشجري إلى شجيرات الماكي Maqui حيث يقل سمك التربة، وتعجز عن إعالة أشجار ذات جذور عميقة أو طويلة.
كما تلاحظ تفاوتاً كبيراً بين إقليم حيوي وآخر، فيما يتعلق بسمك التربة فيهما، فبينما نجد سمك التربة السوداء في أكرانيا، يتراوح ما بين 3-5 أقدام نجد تربة المناطق الاستوائية (المدارية الحمراء)، عبارة عن قشرة رقيقة لا يتعدى سمكها بضع سنتمترات، ترتكز فوق طبقة الصخور النخرة (ج) من مقطع التربة. وبالرغم من ضحالة هذه التربة، إلا أن الأشجار الاستوائية الصلية العملاقة تتصف بجذور سطحية لا تتناسب مع ضخامة أشجارها.
ولهذا وصفها د. جمال حمدان بقوله " إن أشجار الغابة المدارية المطيرة، هي بمثابة مارد عملاق يقوم على أساس هش. فالغابة المطيرة والتربة نقيضان يكذب بعضهما على البعض الآخر.
أما تأثير حرارة التربة على الغلاف الحيوي، فتتمثل في أن النبات لا يستطيع امتصاص الماء إلا إذا كانت التربة ذات درجة حرارة مناسبة. كما أن درجة حرارة التربة تسرع في عملية النمو النباتي. وقد أشير سابقاً إلى أن الحرارة الكامنة (المتراكمة) في التربة هي وراء نمو الغابات المخروطية في المناطق المعتدلة الباردة الشمالية، رغم المخفاض درجة الحرارة النسي وقصر طول فصل النمو الحراري.
كما تؤثر درجة حرارة التربة في المناطق الباردة في درجة سمكها؛ إذ يحدد مدى تجمد طبقات التربة سمك الطبقة المفتتة، والتي تتأثر بالتجوية الميكانيكية الطبيعية. ففي المناطق القطبية، يكون سمك هذه الطبقة محدودا جدا، بحيث لا تسمح إلا بنمو بعض الأعشاب والطحالب ذات الجذور السطحية الضحلة جدا. ويزداد سمك التربة نسبيا في المناطق شبه القطبية، ولكن يظل سمك هذه الطبقة المفتتة محدودا. وعليه تتصف جذور أشجار الغابات المخروطية بكونها سطحية، وتنمو أفقيا أكثر مما تنمو رأسيا . ويعتبر هذا التدرج في سمك الطبقة المفتتة نحو المقلة في السمك باتجاه القطبين، أحد العوامل التي تفسر لنا تدرج النباتات نحو الفقر وضحالة الجذور باتجاه القطبين وبتأثيرها هذا، تؤثر على نوعية الحيوانات في الإقليم النباتي، وبالتالي الكائنات المجهرية، وأخيرا النشاط الإنساني. وأخيراً، نجد أن التربة هي مأوى للحبوب، ومصدر العناصر المعدنية الغذائية للنباتات والإناء الحافظ للرطوبة اللازمة للنبات والحافظ لدرجة الحرارة اللازمة للنبات أيضا، كما أنها عامل طبيعي مؤثر في الغلاف الحيوي بكائناته المختلفة؛ النباتية والحيوانية والمجهرية الدقيقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(114) Elton, C.S., "The Reasons for Conservation", "in the Ecology of Invasions by Animals and Plants", London, Methuen, 1958, PP. 5-20, 102-130, 142-
(115) Waller, R.; OP. Cit; PP. 200-240
(116) White, L., The Historic Roots of Ecologic Crisis, Science, 1977, PP. 1203- 1215,
(117) Whitemore, F.C.; How much in Reserve? Environment, 1983, PP. 16-20, 31-35, 50-79.
18) Kelog, G.W.; OP.Cit.1 )