x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / العلاقة بالخالق
المؤلف: محمد جواد المروجي الطبسي
المصدر: حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة: ص115ــ120
2024-08-11
343
إن إحدى المسؤوليات الخطيرة الملقاة على عاتق الأبوين – والتي أشارت إليها الروايات خصوصاً ما ورد منها في رسالة الحقوق للإمام السجاد (عليه السلام) - هي دلالة الطفل على الله تعالى خالق العالم والوجود، ذلك أنّ من وظائف الأبوين أن يعرفوا أبناءهم الحقيقة الإلهية، والصفات التي يتصف بها الله تعالى، وأيضاً تعريفهم النعم الإلهية.
ومن الطبيعي أنّ لتعليم الطفل وتربيته على الأنس بالله تعالى في مرحلة الطفولة الأثر الكبير في تكوين شخصيته وحياته في المستقبل.
قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) فيما يتعلّق بوظيفة الأب تجاه ولده: ((وإنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه))(1).
درس في التوحيد
قال عليه لولده الحسن (عليه السلام): ((واعلم، يا بني، إنّه لو كان إلهاً آخر لأتتك رسله ولرأیت آثار مملكته وسلطانه، ولعرفت صفته وفعاله، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضادّه أحد ولا يحاجه، وأنه خالق كل شيء، وأنه أجــل مـن أن يثبت لربوبيته قلب أو بصر، وإذا أنت عزمت ذلك فافعل ينبغي لمثلك في صغر خطرك، وقلّة مقدرتك، وعِظَم حاجتك إليه أن يفعل مثله في طلب طاعته، والرهبة له والشفقة من سخطه، فإنّه لم يأمرك إلا بحُسنٍ، ولم يَنهَك إلا عن قبيح))(2).
لا عبادة كالتفكر في صنع الله
قال علي (عليه السلام) في وصيته لولده الحسن (عليه السلام): ((ولا عبادة كالتفكر في صنعة الله عز وجل))(3).
وأوصى لقمان ولده قائلاً: ((يا بني... وأطل التفكر في ملكوت السماوات والأرض والجبال وما خلق الله، فكفى بهذا واعظاً لقلبك))(4).
لا تشرك بالله أحداً
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
قيل في تفسير هذه الآية: إنّ حكمة لقمان تستوجب ـ وقبل كل شيء ـ ضرورة الاعتقاد بأهم المسائل الاعتقاديّة وهي مسأله التوحيد في جميع المجالات ومختلف الشؤون؛ ذلك لأنّ كلّ عمل لم تلحظ فيه الجنبة الإلهيّة يكون منشأه الشرك، نظير حبّ الدنيا، والمقام، والهوى ونحوها، حيث يعد كل واحد منها فرعاً من فروع الشرك، كما أنّ أساس جميع الأعمال الصحيحة والبنّاءة هو التوحيد، والملفت للنظر هو أن لقمان يذكر سبب نفي الشرك، ويقول بأنه ظلم عظيم، وهذا التعبير فيه التأكيد على نفي الشرك من عدة جهات.
وأي ظلم أشدُّ من الظلم الذي يكون في حقه تعالى بأن يجعل له نداً يستهان به، ويكون ظلماً في حق العباد حيث يجرّهم إلى الضلال بارتكاب الأعمال الإجرامية، ويكون ظلماً في حق نفسه حيث تهوي بعزة عبوديته لله إلى قعر وادي ذلّة عبادة من
سواه(5).
لا سبب أوثق مما بين العبد وربه
قال علي (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): ((وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله جل جلاله إن أخذت به))(6).
كن ذاكراً لله تعالى
وقال (عليه السلام) في وصيّته يوم شهادته: ((يا بني، كُن لله ذاكراً على كل حال))(7).
ذكر الله تعالى في كل مكان
قال لقمان لولده: ((يا بني، أقِلّ الكلام واذكر الله عزّ وجل في كل مكان، فإنه قـد
أنذرك وحذرك وبصرك وعلمك))(8).
الخشية من الله في السر والعلانية
قال علي (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): ((أوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك))(9).
وعن الأوزاعي، عن يحيى أن سليمان قال لولده يا بني، عليك بخشية الله عز وجل
فإنّها غَلَبَت كلّ شيء(10).
بين الخوف والرجاء
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): ((يا بني، خَفِ الله خوفاً ترى أنك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك، وارجُ الله رجاءً أنك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك))(11).
وسأل الحارث أو أبوه الإمام أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) عن وصيّة لقمان لولده، فقال (عليه السلام): ((كان فيها الأعاجيب، وكان أعجبُ ما كان فيها أن قال لابنه: خَفِ الله عزّ وجلّ خيفةً لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وَارجُ الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك)) ثـم قـال أبو عبد الله (عليه السلام): ((كان أبي يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة، ونورُ رجاءٍ، لو وُزِنَ هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا))(12).
وقال لقمان لولده: ((يا بني، لو شُقَّ جوفُ المؤمن لوُجد على قلبه سطران من نور لو وزنا لم يُرجّح أحدهما على الآخر مثقال حبة من خردل، أحدهما: الرجاء، والآخر: الخوف))(13).
وقال أيضاً: يا بني، كن ذا قلبين: قلب تخاف به الله خوفاً لا يُخالطه تفريط، وقلب ترجو به الله رجاءً لا يُخالطه تغرير(14).
خَفِ الله مخافة لا يأس معها من رحمته
قال لقمان لولده: يا بنيّ، خَفِ الله مخافة لا تيأس من رحمته، وَارجُه رجاءً لا تأمن من مكره(15).
إن الملفت للنظر في جميع ما تقدّم من الروايات هو التأكيد على ضرورة تربية الأطفال والأحداث على الخوف والرجاء بحيث إنّهم وبمجرد ارتكاب الذنب لا يحصل لهم اليأس والقنوط من رحمة الله، ولا يتطرّق تصوّر عدم عفو الله وتجاوزه عنهم إلى أذهانهم أبداً، وأيضاً لا يتخيلون - أنهم وبفعل بعض أعمال البر ـ سوف يتجاوز الله عنهم لو ارتكبوا المحرمات، ولا يتجرّأون على فعل الحرام بذريعة أن الله أهل الرحمة والمغفرة، بل يعيشون دائماً بين الرجاء والخوف من دون إفراط في ذلك ولا تفريط.
قطوف من شجرة المعرفة
من ذا الذي ابتغى الله فلم يجده؟
قال لقمان لولده: يا بني، من ذا الذي عبد الله فخذله؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده؟ ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره؟ ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره؟ ومن ذا الذي تضرّع إليه جل ذكره فلم يرحمه؟(16).
من ذا الذي لجأ إلى الله فلم يدافع عنه؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ((قال لقمان فيما يعظ به ولدَه يا بني، من ذا الذي لجأ إلى الله فلم يدافع عنه؟ أم من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه))؟(17).
أحسن الظن بالله
وقال لقمان لولده: يا بني، أحسن الظن بالله ثم سـل فـي النـاس، من ذا الذي أحسن الظن بالله فلم يكن عند حسن ظنّه به؟ يا بني، من يردّ رضوان الله يسخط نفسه إليه، ومن لا يسخط نفسه لا يرضي ربّه، ومن لا يكظم غيظه يشمت عدوه(18).
اعرف الله بهذه الصفات
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب لولده الحسن (عليه السلام): ((واعلم، أن الذي بيده ملكوت خزائن الدنيا والآخرة قد أذن بدعائك وتكفّل بإجابتك، وأمرك أن تسأله ليعطيك، وهو رحيم، لم يجعل بينك وبينه ترجماناً، ولم يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع إليه لك، ولم يمنعك إن أسأت التوبة، ولم يعيرك بالإنابة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يفضحك حيث تعرّضت للفضيحة، ولم يناقشك بالجريمة، ولم يؤيسك من الرحمة، ولم يشدّد عليك في التوبة، فجعل النزوع عن الذنب حسنةً، وحسب سيّئتك واحدةً، وحسنتك عشراً، وفتح لك باب المتاب والاستئناف، فمتى شئت سمع نداءك ونجواك، فأفضيت إليه بحاجتك، وأنبأته عن ذات نفسك، وشكوت إليه همك، واستعنته عـلـى أمورك، وناجيته بما تستخفي به من الخلق من سرّك، ثم جعل بيدك مفاتيح خزائنه، فألحح في المسألة يفتح لك باب الرحمة بما أذن لك فيه في. مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه، فألحح ولا يقنطك إن أبطأت عنك الإجابة، فإنّ العطية على قدر المسألة، وربما أُخّرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة وأجـزل للعطية ...))(19).
______________________________
(1) مكارم الأخلاق، ص 421.
(2) تحف العقول، ص 70.
(3) بحار الأنوار، ج 74، ص 402.
(4) الاختصاص، ص336.
(5) تفسير نمونه، ج 17، ص 38.
(6) بحار الأنوار، ج 74، ص 199.
(7) نفس المصدر، ج 93، ص 152.
(8) الاختصاص، ص336.
(9) تنبيه الخواطر، ص 378.
(10) حلية الأولياء، ج 3، ص 71.
(11) بحار الأنوار، ج 70، ص 394.
(12) الكافي، ج 2، ص 67: أمالي الصدوق، ص 597.
(13) عدة الداعي، ص 28.
(14) مجموعة ورام، ص 37.
(15) الاختصاص، ص 334.
(16) نفس المصدر، ص333.
(17) بحار الأنوار، ج 13، ص 433.
(18) نفس المصدر، ص 432.
(19) تحف العقول، ص 75.