1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / الاهتمام بصلاة الأبناء

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص134ــ137

2024-08-02

460

إن من وطائف الأبوين هو اهتمامهما الفائق بصلاة أبنائهم، وإيقافهم على تلك الأهمية منذ مراحل الطفولة.

إن الصلاة ذكر الله تعالى، والحياة بلا ذكر الله لا معنى لها، والصلاة خير ما يعتمده الإنسان في حياته، والإنسان بلا وجود ما يعتمد عليه يكون مضطرباً، والصلاة إظهار للعبودية والشكر لآلاء الرحمن الرحيم والصلاة أمان للإنسان من الزلل والانحراف، والمجتمع المصلّي يكون مصوناً عن الكثير من المفاسد، والصلاة سكينة القـلـوب المضطربة وجلاء البواطن ونور الروح.

إن الصلاة قرة عين الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وسائر الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، وهي سلّم رقي الروح والعروج نحو الملكوت الصلاة تزيل الشعور بالفراغ والوحدة لدى الإنسان، الصلاة معراج المؤمن، فهي نداء الفطرة الصلاة هي الحديث مع خالق الوجود بلا واسطة وحجاب.

إن الصلاة بمنزلة النهر الزلال الذي يزيل الأدران والأوساخ الروحية، والذي يطهر به القلب ويضفي إليه نوراً الصلاة مفتاح الجنة، الصلاة هي الجهاد الأكبر مع الأعداء، ولذا فإنّ الشيطان يحاول جاداً صرف الإنسان عند اشتغاله بالصلاة عن ذكر الله تعالى إلى ما يجره إلى الغفلة عنه، كالتفكير بأمور الحياة ومشكلاتها.

يا بني، أقم الصلاة

لقد أكد القرآن الكريم على هذا الأمر الهام كثيراً، فمما ورد في ذلك ما حكاه عن لقمان في قوله تعالى: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].

يقول الأستاذ مكارم الشيرازي ذيل الآية المباركة المزبورة: إن لقمان بعد تحكيم أسس المبدأ والمعاد - اللذين هما أساس كل الاعتقادات الدينية - تعرض لذكر أهم الأعمال، وهي الصلاة ...؛ وذلك لأن الصلاة أهـم رابـط مـع الخالق، إن الصلاة تحيي قلبك وتصفّي روحك، وتضيء لك الدرب في حياتك، فهي تزيل آثار الذنوب عن نفسك، وتسلّط النور على قلبك، وتمنعك عن الفحشاء والمنكر(1).

بناءً على ذلك فإنّ على الوالدين تعليم أبنائهم ومنذ مراحل الطفولة لأخطر الوظائف وأهمها، وتحذيرهم من مزالق المستقبل ليكونوا في مأمن من الانحراف والفساد، قال إبراهيم (عليه السلام) بعد أن أقام أساس الكعبة المشرفة رافعاً يديه بالدعاء:

{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40].

وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده

أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قبل موته أولاده، فقال: ((الله الله فـي الصلاة فإنّها عمود خير العمل، إنها عمود دينكم))(2).

الصلاة عمود الدين

وأوصى لقمان ولده، فقال: يا بني، أقم الصلاة، فإنّ مثل الصلاة في دين الله كمثل عمود الفسطاط، فإنّ العمود إذا استقام نفعت الأطناب والأوتاد والظلال، وإن لم يستقم لم ينفع وتد ولا طنب ولا ظلال(3).

لا تستخف بالصلاة فإن....

روى أبو بصير عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: ((قال لي أبي عند موته: يا بني، إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة))(4).

وقال أبو بصير: دخلت على أُمّ حميدة أُعزّيها بأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فبكيت وبكيت لبكائها، ثمّ قالت يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه، ثمّ قال: ((اجمعوا إليَّ كلّ من كان بيني وبينه قرابة))، قال: فما تركنا أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثمّ قال: ((إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة))(5).

وكان ذلك وصيّة من الإمام (عليه السلام) إلى الذين يظنون بأنّ قرابتهم منه (عليه السلام) تضمن لهم السعادة والنجاة، أو تنالهم شفاعته ولو كان بسبب الاستخفاف بالصلاة، وقد كانت الوصية بالصلاة سيرتهم (عليهم السلام) جميعاً.

تعجب الرضا (عليه السلام) من طفل يترك الصلاة

عن الحسن بن قارون أنه قال: سألت الرضا أو سُئل وأنا أسمع عن الرجل يجبر ولده وهو لا يصلّي اليوم واليومين، فقال: ((وكم أتى على الغلام))؟ فقلت: ثماني سنين، فقال: ((سبحان الله، يترك الصلاة))؟ قال: قلت يصيبه الوجع، قال: ((يصلي على نحو ما يقدر))(6).

الصلاة أول الوقت

أوصى علي (عليه السلام) ولده الحسن (عليه السلام) فقال: ((أُوصيك يا بني، بالصلاة عند وقتها))(7).

وكان الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) يأمر من عنده من الصبيان بأن يصلوا الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء في وقت واحد، فقيل له في ذلك، فقال: ((هو أخفّ عليهم وأجدر أن يسارعوا إليها، ولا يضيعوها، ولا يناموا عنها ولا يشتغلوا)) وكان لا يأخذهم بغير الصلاة المكتوبة، ويقول: ((إذا أطاقوا الصلاة فـلا تؤخّروهم عن المكتوبة))(8).

وروى ابن القداح عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: ((إنا نأمر الصبيان أن يجمعوا بين الصلاتين، الأولى والعصر وبين المغرب والعشاء الآخرة، ما داموا عـلـى وضوء، قبل أن يشتغلوا))(9). ولعلّ المستفاد من هذه الرواية كون طريقة جميع الأئمة المعصومين (عليهما السلام) مع أطفالهم هو ذلك.

_________________________

(1) تفسیر نمونه، ج 17، ص52.

(2) تحف العقول، ص 195.

(3) بحار الأنوار، ج 13، ص 435.

(4) وسائل الشيعة، ج 17، ص 262.

(5) المحاسن، ج1، ص 80.

(6) وسائل الشيعة، ج 3، ص 13.

(7) بحار الأنوار، ج 75، ص 458.

(8) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 160: الكافي، ج 2، ص 409.

(9) وسائل الشيعة، ج 15، ص183.