النبي وسر عظمته					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						محمد جواد مغنية					
					
						
						 المصدر:  
						تفسير الكاشف					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج2 ، ص192ـ 193.					
					
					
						
						11-10-2014
					
					
						
						2536					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				كان محمد صلى الله عليه وآله بشرا ، ومن وصفه بشيء من صفات الخالق الرازق فقد كفر باللَّه وبه ، ولكن البشر ، كل البشر من آدم إلى آخر أبنائه ليسوا كمحمد . .
والعظيم منهم من اعترف له محمد بالعظمة والفضيلة . . اعترف له بالنص وتعيين الاسم بالذات ، أو بالوصف العام الشامل ، كقوله : «خير الناس أنفع الناس للناس» .
أما السر لعظمة محمد صلى الله عليه وآله فيكمن في أنه كان يحمل هموم الناس جميعا ، ولا يكلف قريبا أو بعيدا بشيء من همومه . . كان يمشي مع الأرملة والمسكين ، فيقضي حاجتهما ، ولا يحول دون مقابلته حاجب ، وما من أحد صديقا كان أو عدوا إلا ويجد عنده الاهتمام به ، والعطف عليه ، والرعاية له .
وليس قولي هذا من وحي العاطفة ، ولا من وحي البيئة والتربية . . كلا ، انه من وحي اللَّه : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء/107]. ومعنى هذا ان عطفه واهتمامه ليس وقفا على عشيرته الأقربين، ولا أتباعه الموالين . . بل هي مشاع للناس أجمعين أعداء وأولياء . . انها تماما كالماء والهواء . . كسر قومه رباعيته ، وشجوا وجهه ، فقال : اللهم اهد قومي انهم لا يعلمون . . فلم يكتف ان سأل اللَّه لهم الهداية ، حتى اعتذر عنهم بالجهل وعدم العلم .
ولا غرابة إذا لم يغضب محمد صلى الله عليه وآله لنفسه ، ولم يحتجز لها شيئاً من أعراض الدنيا ، وانما الغريب أن يغضب لها ويحتجز . . ان هذا الخلق هو حتم وفرض لمن بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، ودعا الناس ، كل الناس ، لتصديقه والإيمان برسالته ، ولا معنى لتصديقه إلا تصديق العدل والإحسان ، ولا للإيمان به إلا الإيمان بالحق والانسانية ، لا بشخصه وذاته .
ناداه رجل : يا سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا . . فقال : لا يستهوينكم الشيطان . . أنا محمد عبد اللَّه ورسوله . . واللَّه ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي . .
وكان أصحابه إذا رأوه قادما لم يقوموا له ، وهو أحب الناس إليهم ، لأنهم يعرفون كراهيته لقيامهم . . وكان يكره أن يمشي أصحابه وراءه ، ويأخذ بيد من يفعل ذلك ، فيدفعه إلى السير بجانبه .
هذه هي أخلاق محمد صلى الله عليه وآله . . وليس كل الناس كمحمد . . ما في ذلك ريب . . ولكن أخلاقه تعبير وانعكاس عن حقيقة الإسلام . . فأي داع إلى الإسلام لم يقتد بسيرة نبيه ، ويتجاوب مع سنته فهو مخادع محتال ، سواء أشعر ذلك من نفسه ، أم ظن هو وظن الناس معه انه قدس الأقداس .
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة