علم الكيمياء
تاريخ الكيمياء والعلماء المشاهير
التحاضير والتجارب الكيميائية
المخاطر والوقاية في الكيمياء
اخرى
مقالات متنوعة في علم الكيمياء
كيمياء عامة
الكيمياء التحليلية
مواضيع عامة في الكيمياء التحليلية
التحليل النوعي والكمي
التحليل الآلي (الطيفي)
طرق الفصل والتنقية
الكيمياء الحياتية
مواضيع عامة في الكيمياء الحياتية
الكاربوهيدرات
الاحماض الامينية والبروتينات
الانزيمات
الدهون
الاحماض النووية
الفيتامينات والمرافقات الانزيمية
الهرمونات
الكيمياء العضوية
مواضيع عامة في الكيمياء العضوية
الهايدروكاربونات
المركبات الوسطية وميكانيكيات التفاعلات العضوية
التشخيص العضوي
تجارب وتفاعلات في الكيمياء العضوية
الكيمياء الفيزيائية
مواضيع عامة في الكيمياء الفيزيائية
الكيمياء الحرارية
حركية التفاعلات الكيميائية
الكيمياء الكهربائية
الكيمياء اللاعضوية
مواضيع عامة في الكيمياء اللاعضوية
الجدول الدوري وخواص العناصر
نظريات التآصر الكيميائي
كيمياء العناصر الانتقالية ومركباتها المعقدة
مواضيع اخرى في الكيمياء
كيمياء النانو
الكيمياء السريرية
الكيمياء الطبية والدوائية
كيمياء الاغذية والنواتج الطبيعية
الكيمياء الجنائية
الكيمياء الصناعية
البترو كيمياويات
الكيمياء الخضراء
كيمياء البيئة
كيمياء البوليمرات
مواضيع عامة في الكيمياء الصناعية
الكيمياء الاشعاعية والنووية
مندليف: العبقري الروسي
المؤلف:
إريك شيري
المصدر:
الجدول الدوري مقدمة قصيرة جدًّا
الجزء والصفحة:
ص 69-70
2024-02-24
918
إنه ديمتري إيفانوفيتش مندليف، أشهر عالم روسي في العصر الحديث؛ فهو لم يكتشف فحسب المنظومةَ الدورية، بل أدرك أيضًا أن تلك المنظومة تشير إلى قانون عميق للطبيعة هو القانون الدوري. كما أمضى العديد من السنين محاوِلًا استنتاج ما يترتب على هذا القانون بشكل كامل، لا سيما عن طريق التنبؤ بوجود الكثير من العناصر الجديدة وبخواصها. وفضلًا عن هذا، فقد صحَّحَ الأوزانَ الذرية لبعض العناصر المعروفة بالفعل، ونجح في تغيير مواضع بعض العناصر الأخرى في الجدول الدوري.
ولكن لعل أهم شيء فعله مندليف في هذا الصدد أنه جعل الجدول الدوري مرتبطًا باسمه، وذلك بأن واصَلَ دراسته وتطويره خلال مراحل عديدة من حياته، على الرغم من أنه عمل في عدد من المجالات الأخرى الشديدة التشعُّب والتبايُن. وعلى النقيض من هذا، فإن أغلب مَن سبقوه أو عاصروه أخفقوا في متابعة اكتشافاتهم بعد بدايتها؛ ونتيجةً لهذا، ارتبَطَ اسم مندليف بالجدول الدوري برباط لا ينفصم، مثلما ترتبط نظريةُ النشوء والارتقاء عن طريق الانتقاء الطبيعي باسم داروين، ومثلما ترتبط النظرية النسبية باسم أينشتاين. ونظرًا لأهمية مندليف البالغة في قصة الجدول الدوري، سوف نخصِّص هذا الفصل بكامله لعرض جهده العلمي، فضلًا عن مراحل تطوُّره الأولى.
حين كان مندليف صبيًّا صغيرًا، أُصِيب والده، الذي كان يمتلك مصنعًا للزجاج، بالعمى ولم يلبث أن مات بعدها، تاركًا وراءه أربعة عشر من الأبناء، أصغرهم ديمتري، الذي تولَّتْ أمه الحنون تربيتَه، وكانت تحبه حبًّا جمًّا، فأصَرَّتْ على إتاحة أفضل تعليم ممكن له، ودفَعَها إصرارها هذا إلى قطع مسافات تصل إلى مئات الأميال مع ابنها الشاب في محاولةٍ فاشلةٍ ويائسة لإلحاقه بالدراسة بجامعة موسكو، وكان سبب رفض الجامعة، على ما يبدو، هو أصله السيبيري، كما كانت الجامعة لا تسمح بالدراسة فيها إلا للروس الأوروبيين. لم يفتَّ هذا في عضد والدة مندليف، فنجحتْ أخيرًا في إلحاقه بالدراسة في المعهد البيداجوجي الرئيسي بمدينة سانت بطرسبورج؛ حيث بدأ في دراسة علوم الكيمياء والفيزياء والأحياء والبيداجوجيا (علم أصول التدريس والتربية) بطبيعة الحال، وكان لهذا العلم الأخير تأثيرٌ واضح في اكتشافه فيما بعدُ للمنظومة الدورية. ولكن ما أثار الحزنَ في نفسه أن والدته تُوفِّيت بعد إلحاقه بالمعهد بوقت قصير، فلم يجد مناصًا من أن يعيل نفسه بنفسه.
بعد أن أنهى مندليف تعليمَه الجامعي، أمضى بعض الوقت في فرنسا، ثم في ألمانيا؛ حيث التحق رسميًّا بالعمل في معمل روبرت بنسن، بالرغم من أنه كان يفضِّل المكوثَ في بيته وإجراء تجاربه الخاصة على الغازات. وكانت تلك الفترة التي قضاها مندليف في ألمانيا هي التي حضر أثناءها مؤتمر كارلسروه في عام 1860، ليس لأنه كان كيميائيًّا بارزًا، ولكن في الأساس لأنه وجد نفسه في المكان والزمان المناسبين. وعلى الرغم من أن مندليف سرعان ما أدرك قيمةَ أفكارِ كانيزارو، كما فعل لوثار ماير في هذا المؤتمر، فإن تحوُّلَ مندليف إلى استخدام الأوزان الذرية، أسوةً بكانيزارو، يبدو أنه استغرَقَ وقتًا أطول ممَّا فعل لوثار ماير.
وفي عام 1861، أخذ مندليف يبدو واعدًا ومبشرًا بأمل حقيقي، حين نشر كتابًا دراسيًّا عن الكيمياء العضوية؛ ممَّا أهَّلَه للفوز بجائزة دوميدوف المرموقة في روسيا. وفي عام 1865 دافَعَ عن أطروحته لنيل درجة الدكتوراه عن التفاعُل بين الكحول والماء، وبدأ في إعداد كتاب عن الكيمياء غير العضوية بُغْيةَ أن يحسِّن مستوى تدريس الكيمياء. وفي أول أجزاء كتابه الجديد، عالَجَ العناصرَ الأكثر شيوعًا دون ترتيب معين. وبحلول عام 1868 كان قد أكمل هذا الجزء وشرع يفكِّر في كيفية انتقاله للعناصر الأخرى في جزء ثانٍ.