تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
قوس هالة المجد
المؤلف: والتر لوين ووارن جولدستين
المصدر: في حب الفيزياء
الجزء والصفحة: ص112–114
2024-01-10
892
أن حجم قطرات الماء وطبيعة موجة الضوء يفسران واحدة من أجمل الظواهر التي تزين السماء، ألا وهي هالة المجد (أو دائرة الضوء). وهالات المجد تلك تتجلى في أوضح صورها عندما يحلّق المرء فوق السحب، صدقني إنها تستحق الجهد الذي ستبذله لإيجادها. ولكي تجدها عليك بالطبع أن تجلس في مقعد ملاصق لنافذة الطائرة، وألا يكون عند منطقة الجناح؛ لأنه سيعيق رؤيتك. كما أن عليك أن تحرص على أن تكون الشمس في الجهة المقابلة لمقعدك لذا فعليك أن تحسب حساب وقت الطيران واتجاه الرحلة إذا وجدت نفسك ترى الشمس من نافذة الطائرة فهذا يعني أن التجربة قد انتهت (لا بد أن أطلب منك أن تثق بي إذ إن التفسير المقنع لا بد له من حسابات معقدة). إذا توافرت كل هذه الشروط، فعليك حينها أن تفتش عن النقطة المعاكسة للشمس وتنظر إليها من أعلى. فإذا حالفك الحظ فسترى الحلقات الملونة في الغيوم، وإذا لم تكن طائرتك تحلق على مسافة بعيدة فوق السحاب فقد يمكنك حتى أن ترى هالة المجد تدور حول ظل الطائرة – لهالات المجد أقطار تتراوح ما بين درجات قليلة و20 درجة؛ فكلما صغرت قطرات المطر اتسعت هالات المجد.
لقد التقطتُ الكثير من الصور لهالات المجد تلك ومن بينها صور كان ظل طائرتي فيها واضحًا جدًّا للعيان. والممتع في الأمر بحق هو أن موقع مقعدي كان في مركز هالة المجد والذي هو النقطة المعاكسة للشمس. واحدة من هذه الصور مدرجة في فاصل الصور.
لكنك تستطيع أن تجد هالات المجد في أي مكان لا من الطائرات فقط. عادة ما يراها من يمارسون المشي عندما يولون ظهورهم للشمس وينظرون إلى أسفل نحو الوديان المضببة. في تلك الحالات تحدث تأثيرات مرعبة جدا. إذ يرى هؤلاء السائرون ظلالهم مسلطة في وسط الضباب تحيطها هالة المجد، أحيانًا ما يحوطها عدد من الحلقات الملونة، تبدو كما الأشباح تعرف هذه الظاهرة باسم شبح بروكن (وتسمى أيضًا قوس بروكن)، وقد اتخذت تسميته من اسم قمة عالية بألمانيا تشيع فيها مشاهد هالات المجد وهالات المجد التي تحوط ظلال الناس تبدو مثل هالات القديسين والظلال نفسها تبدو كما لو جاءت من عالم آخر، حتى إنك لن تندهش عندما تعلم أن هالة المجد Glory هي في الواقع كلمة قديمة تعني حلقة الضوء التي تطوق رؤوس القديسين. وفي الصين تسمى هالات المجد ضوء بوذا.
ذات مرة التقطت صورًا بديعة لظلي وهو محاط بهالة المجد، وأسميها صورة القديس والتر. ومنذ سنين عديدة كنت مدعوا لدى بعض أصدقائي من الفلكيين الروس لأزور تلسكوبهم الذي يبلغ ستة مترات طولا والمشيد في جبال القوقاز. كان وقتها التلسكوب الأكبر في العالم. كان الجو مريعًا بالنسبة لشخص يريد المراقبة عن طريق التلسكوب. فكل يوم عندما أكون هناك في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء أجد جدارًا من الضباب يسري من الوادي ويلف التلسكوب بالكامل؛ وعندما أقول بالكامل فأنا أعني ذلك بالمعنى الحرفي للكلمة، لدرجة أننا لم نستطع إجراء أي مراقبة طوال زيارتي للتلسكو. لكن رفاقي الفلكيين أخبروني بأن ذلك أمر شائع الحدوث. ولذلك سألت: «فلماذا إذن شيد في هذا المكان؟». فقيل لي إنه شيد هنا لأن زوجة أحد مسؤولي الحزب أرادته هنا، فكان لها ما أرادت. لقد ذُهلتُ من الصدمة.
لكنني بعد عدة أيام خطرت ببالي فكرة أنني قد أتمكن من التقاط صورة رائعة؛ إذ كانت الشمس يوميا تظل قوية جهة الغرب وقت أن يأتي الضباب من الوادي جهة الشرق، وهي الظروف المثالية لحدوث هالات المجد؛ لذا ففي اليوم التالي أحضرتُ معي كاميرتي إلى المرصد، وكنتُ أخشى ألا يساعدني الضباب. لكن ما حدث أن جدار الضباب تضخم وظلت الشمس ساطعة فأوليتها ظهري. انتظرتُ وانتظرتُ ثم جاءت اللحظة، ووجدتُ هالة المجد تحوط ظلي فالتقطت الصورة. ما كنتُ أطيق الانتظار حتى أحمض فيلم الكاميرا – تذكر أن هذا كان قبل العصر الرقمي – وهناك كانت صورتي، كان ظلي الشبحي الطويل وظل كاميرتي في مركز حلقات هالة المجد البديعة.
لكنك لست مضطرًا للذهاب إلى مكان غريب كهذا لتشاهد تلك الهالة تحوط رأسك. فإذا ما نظرتَ في وقت باكر من نهار مشمس إلى ظلك الساقط على عشب ندي (بالطبع لا بد أن تكون الشمس وراءك)، فستتمكن حينها من رؤية ما يسميه الألمان الهالة أو «الضوء المقدس» الذي هو وهج يحوط رأسك. (لكنه ليس ملونا فهو ليس بهالة مجد). فقطرات الندى على العشب تعكس ضوء الشمس وتخلق ذلك التأثير. إذا جربت ذلك – وآمل أن تحاول – فستجدها أيسر في إيجادها من هالات المجد. ولأن الشمس في الصباح الباكر تكون منخفضة في السماء، فستجد ظلك طويلا جدا وستبدو كرسوم العصور الوسطى الممطوطة للقديسين التي تحوطها الهالات.