تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
كيف تم اكتشاف النانوتكنولوجي؟
المؤلف: أ. د. محمد شريف الاسكندراني
المصدر: تكنولوجيا النانو من أجل غدٍ أفضل
الجزء والصفحة: ص146–147
2023-11-30
1013
يروي البروفيسور إيجيما أنه كان متعلقا ومغرما بكريات بكي ليس فقط بسبب جمال مطلعها عند فحصها وتعيين بنيتها تحت الميكروسكوبات الإلكترونية النافذة، ولكن نظرا إلى أنها تمثل مستقبل صناعة الحواسب والأجهزة الإلكترونية. لذا، وهو الباحث بشركة NEC إحدى أهم شركات صناعة الإلكترونيات في العالم، فقد انجرف نحو دراسة البكي بول، حيث كثف أنشطته البحثية حول تطويرها وتحسين خواصها وسماتها، وذلك منذ أن أعلن فريق العمل البحثي بجامعة رايس الأمريكية اكتشافهم لها.
وفي إحدى المرات التي قام فيها إيجيما بتخليق تلك الكريات، وفي أثناء فحصه لها تحت الميكروسكوب النافذ الإلكتروني، لاحظ وجودها مختلطة مع جسيمات نانوية أسطوانية الشكل لا تتعدى أقطار مقاطعها الدائرية 1.4 نانومتر، برزت تحت الميكروسكوب وكأنها أنابيب مفرغة وقد لفتت تلك الجسيمات ببنية هياكلها الفريدة المؤلفة من مئات الآلاف من ذرات الكربون المرتبطة، وامتداد أطوالها إلى عدة مئات من النانومترات، انتباه إيجيما، فاستوقفته ونحته عن فحص ما أمامه من كريات بكي. ومن هنا بدأت قصة الاكتشاف، الذي لم يفصح عنه إيجيما إلا بعد التأكد مرات ومرات من صحته، حيث قام بتحضير عشرات العينات الأخرى بنفس طريقة التحضير المستخدمة في العينة الأولى، الذي أثبتت صدق ما شاهده وصحة التجربة التي جعلت منه أشهر علماء القرن العشرين في مجال علم وتكنولوجيا النانو.
وأود هنا أن أطرح عدة تساؤلات: هل المصادفة وحدها هي المسؤولة عن تحقيق هذا الإنجاز العلمي غير المسبوق؟ ماذا لو قدر لتلك العينة أن تقع تحت عيني فاحص آخر غير إيجيما؟ هل كان سيصب تركيزه على تلك الأنابيب معتبرا إياها جسيمات غريبة تلوثت بها العينة؟ ومن يدري، فلربما كانت هذه الأنابيب الفريدة تقع أمام عيون فاحصين وعلماء آخرين قبل إيجيما، لكنها لم تسترع انتباههم.
إذن، والكلام هنا إلى أبنائي الشباب وزملائي من الباحثين العرب، ليس من العار مطلقا أن يكتشف الباحث ظاهرة ما من قبيل المصادفة، فمعظم الاكتشافات تمت على هذا النحو. ولعل نيوتن وتفاحته الشهيرة أحد أبرز النماذج الدالة على هذا – لكن الأمر غير المقبول هنا، أن تتوافر لنا هذه «المصادفة» من دون أن تسترعي ملاحظتنا وانتباهنا. ولربما تكون قصة اكتشاف أنابيب الكربون من الأمثلة الجيدة التي توضح كيف يستغل الباحث ما يراه، وكيف يسخر كل علمه المكتسب في تبرير سبب وقوع هذه المصادفة. وتماما مثلما فعل إيجيما وفريقه البحثي، فقد كانت تبريراتهم العلمية منطقية تستند إلى أسس وأركان العلوم الأساسية، وهو ما جعل الوسط العلمي في العالم أجمع مطمئنا إلى تلك النتائج، ومصدقا لهذا الإنجاز العلمي الكبير.