1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تاريخ الفيزياء

علماء الفيزياء

الفيزياء الكلاسيكية

الميكانيك

الديناميكا الحرارية

الكهربائية والمغناطيسية

الكهربائية

المغناطيسية

الكهرومغناطيسية

علم البصريات

تاريخ علم البصريات

الضوء

مواضيع عامة في علم البصريات

الصوت

الفيزياء الحديثة

النظرية النسبية

النظرية النسبية الخاصة

النظرية النسبية العامة

مواضيع عامة في النظرية النسبية

ميكانيكا الكم

الفيزياء الذرية

الفيزياء الجزيئية

الفيزياء النووية

مواضيع عامة في الفيزياء النووية

النشاط الاشعاعي

فيزياء الحالة الصلبة

الموصلات

أشباه الموصلات

العوازل

مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة

فيزياء الجوامد

الليزر

أنواع الليزر

بعض تطبيقات الليزر

مواضيع عامة في الليزر

علم الفلك

تاريخ وعلماء علم الفلك

الثقوب السوداء

المجموعة الشمسية

الشمس

كوكب عطارد

كوكب الزهرة

كوكب الأرض

كوكب المريخ

كوكب المشتري

كوكب زحل

كوكب أورانوس

كوكب نبتون

كوكب بلوتو

القمر

كواكب ومواضيع اخرى

مواضيع عامة في علم الفلك

النجوم

البلازما

الألكترونيات

خواص المادة

الطاقة البديلة

الطاقة الشمسية

مواضيع عامة في الطاقة البديلة

المد والجزر

فيزياء الجسيمات

الفيزياء والعلوم الأخرى

الفيزياء الكيميائية

الفيزياء الرياضية

الفيزياء الحيوية

الفيزياء العامة

مواضيع عامة في الفيزياء

تجارب فيزيائية

مصطلحات وتعاريف فيزيائية

وحدات القياس الفيزيائية

طرائف الفيزياء

مواضيع اخرى

علم الفيزياء : الفيزياء العامة :

كلاسيكيات نيوتن لوصف المادة

المؤلف:  أ. د. محمد شريف الاسكندراني

المصدر:  تكنولوجيا النانو من أجل غدٍ أفضل

الجزء والصفحة:  ص37–39

2023-11-20

1141

على الرغم من ذلك النقد التهكمي اللاذع الذي تعرضت له نظريات نيوتن الخاصة بتعريف العالم المادي وعلاقته بالزمان والمكان، فإن تاريخ العلم منذ أن عرف الإنسان كيف تتحرك الأجسام وكيف تسبح الأجرام السماوية في هذا الفضاء الشاسع، وإلى يومنا هذا ما زال يحتفظ بذكر «إسحق نيوتن»، ذلك الإنسان المبدع مؤسس علم الفيزياء الكلاسيكية حيث يُعد العالم الفيزيائي والرياضي الأكثر شهرة والأعظم اعتبارا ومكانة على الإطلاق؛ فقد اخترع نيوتن التلسكوب العادي وراقب حركة الأجرام السماوية والكواكب ووضع قوانين لحركتها ودورانها، وفسر لنا ظاهرتي المد والجزر، وهو مؤسس علم التفاضل والتكامل وعلم الميكانيكا، والذي بفضله عرفنا قانون الجاذبية.

ووفقا لكلاسيكيات الفيزياء التي أسسها نيوتن، فإن الكون المادي يقوم على كلمات ثلاث هي: المادة والمكان والزمان. وقد رأى نيوتن المادة على أنها أجسام كبيرة صلبة ومتماسكة توجد على هيئة صور من الأشكال والأحجام المختلفة. كما اعتقد – أي نيوتن – أن الذرة هي أصغر جزء في هذا الكون المادي الذي يمكن أن تنقسم إليه أي مادة. وهذا يعني غياب محتويات الذرة من الجسيمات المتناهية في الصغر مثل البروتونات والنيترونات والإلكترونات من هذا التعريف الذي وضعه نيوتن في أواخر القرن السادس عشر.

وقد أضفى نيوتن على نظريته الخاصة بتعريف المادة صبغة دينية جانحة إلى المبادئ الفلسفية التي رسخها تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر وغيره من القياصرة والملوك الفيلسوف الإغريقي الشهير «أرسطو» ومفاهيمه المتعلقة بالكون والعلوم الفيزيائية، حيث شكلت تلك المبادئ – على الرغم من قدمها الذي يرجع إلى عام 360 قبل الميلاد – حجر الزاوية في نشأة مبادئ ومفاهيم الفيزياء القديمة التي روج لها أو بعبارة أخرى استمالت ترحيب وارتياح الكنيسة المسيحية خلال العصور الوسطى وعصر النهضة في أوروبا. لذا فقد آمن نيوتن بعدم فناء المادة وأزليتها في الوجود، وثبات كتلتها وطاقتها من دون أدنى تغيير، وقد أدى هذا الفرض إلى إيمان راسخ وعميق بأزلية الكون المادي واستحالة فنائه واندثاره.

وفي إطار هذا المنطق شيدت فلسفة نيوتن «المادية» أعمدة المدرسة الكلاسيكية الحديثة للفيزياء ورَسَّخت صرحها على عدة مفاهيم ثابتة اعتنقتها طائفة أهل العلم ورجالاته طوال قرنين من الزمن وحتى بداية القرن العشرين. وكان أهم ركن بها هو عدم الربط بين حقيقة المادة من جهة والزمان أو المكان الموجودة به، وذلك استنادا إلى المبدأ الصارم المؤمن بأزلية المادة، وبأنها لا تفنى ولا تندثر. وإن جازت لي صياغة مبادئ تلك المدرسة العلمية والفلسفية، فنستطيع أن نوجزها في النقاط الثلاث التالية:

  • قيام الكون على أساس المادة الممثلة في جسيمات – الذرة – ذات كتلة وطاقة.
  • تتمثل طاقة أي مادة في الضوء الإشعاع الحراري، وكذلك في الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن المادة.
  • لا مجال لمناقشة الظواهر الطبيعية في الكون، حيث إنها بعيدة كل البعد عن مجال تدخل الباحث الذي عليه أن يلزم الصمت أمامها، وذلك باعتبارها ظواهر مؤكدة تتمتع بالاستمرارية والتكرار ولا تحتاج إلى أي اجتهادات علمية لتأويلها أو تفسيرها، لأن كل هذا يمثل مضيعة لوقت وجهد الباحث فيما لا عائد منه ولا فائدة.

كانت هذه هي فلسفة المبادئ التي حكمت نظريات نيوتن وأسرتها داخل قضبان فولاذية لا تقبل أي تعديل أو تأويل. وعلى الرغم من ذلك كله، فقد حققت تلك المبادئ والأطر حينذاك نجاحات كبيرة ومتعددة في مختلف المجالات العلمية، خاصة بعد نجاح الجهود العلمية الخارقة التي قام بها عشرات العلماء الأفذاذ مثل فارادي Faraday وكلفن Kelvin، هيرشل Herschel الذين استوحوا إلهاماتهم الإبداعية في مجالات الكيمياء والفيزياء والفلك من عقل ومنطق نيوتن وفرضياته، محققين في ذلك إنجازات هائلة تمثلت في تفسير حركة الأجسام، وميكانيكية التفاعلات الكيميائية الحادثة بين ذرات المواد المختلفة، وكيفية انتقال الحرارة والكهرباء والضوء من جسم إلى آخر، وإلى ما غير ذلك من اكتشافات فيزيائية مهمة اهتمت بها الأوساط العلمية خلال القرون الثلاثة السابقة للقرن العشرين 2, 3.

________________________
هوامش

(2) للقارئ المتخصص في تكنولوجيا النانو وكذلك القارئ المثقف المهتم بقراءة مزيد عن المادة من وجهة نظر الفيزياء الكلاسيكية وميكانيكا نيوتن المعروفة باسم الميكانيكا النيوتينية Newtonian Mechanics، أرشح مرجعا مهما ورشيقا جاء تحت عنوان «الفيزياء الكلاسيكية للمادة ألفته نخبة متميزة من علماء الفيزياء وعلوم المواد من مختلف الجامعات البريطانية.

John Bolton and Others: Classical Physics of Matter, Institute of Physics Publishing, London, UK (2000). P 62-73

(3) لا تفوتني فرصة دعوة القارئ المهتم بمعرفة أسماء كثير من الفلاسفة والعلماء الأوائل وإنجازاتهم العلمية التي أدت إلى اكتشافات كبيرة غيرت مسيرة البشرية خلال القرون الأربعة الماضية، إلى مطالعة كتاب مهم وشائق، تأليف العالم الأمريكي البروفيسور توماس كون والذي ترجمه الأستاذ شوقي جلال بنية الثورة العلمية عالم المعرفة، تأليف توماس كون وترجمة شوقي جلال. العدد رقم 168 العام 1992، الصفحات من 261 إلى 288. الناشر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – دولة الكويت.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي