x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
النجوم الوقتية والجديدة
المؤلف: يعقوب صرُّوف
المصدر: بسائط علم الفلك وصور السماء
الجزء والصفحة: ص128–132
2023-11-06
996
ظهر في صيف 1918 نجم في كوكبة النسر أو العقاب زاد إشراقه حتى صار مثل النسر الطائر أسطع النجوم ثم قلَّ إشراقه رويدا رويدًا، وثبت بعد ذلك أنه ليس نجما جديدا بل كان هناك من قبل ولكنه كان صغيرًا جدًّا بين القدر الثامن والتاسع فلا يُرَى بالعين. هنالك العديد من المقالات عن النجوم الجديدة منها مقالة حديثة للأب كورتي اليسوعي قال فيها ما يأتي:
إنَّ من أعجب الظواهر التي تُرَى في السماء أن يشرق فيها نجم بغتة بنور باهر، ووجه الغرابة في ذلك أن البشر راقبوا نجوم السماء منذ قرون كثيرة فرأوا أن عددها لا يزيد ومواقعها لا تختلف وأقدارها لا تتغير، والنجم الذي يسطع نوره على ما تقدَّم يسمَّى جديدًا Nova، وهو إما أن يظهر في مكان من السماء لم يكن فيه نجم من قبل أو كان فيه نجم، ولكنه لم ير قبل إشراقه هذا لا بالعين ولا بالصور الفوتوغرافية، مثال ذلك النجم الجديد الذي رآه الدكتور توماس أندرسن اللاهوتي في أواخر يناير سنة 1892 في صورة ممسك الأعنة Aurigae فإنه لم يظهر في الصورة الفوتوغرافية التي صورها الدكتور مكس ولف في 8 ديسمبر سنة 1891 أي قبل اكتشافه بأقل من شهرين مع أنها صورة البقعة التي ظهر فيها، وقد ظهرت فيها كلُّ صور النجوم التي كانت هناك حتى ما كان منها من القدر الحادي عشر، 1 وبعد يومين من اكتشافه ظهر في صورة فوتوغرافية صوّرها الأستاذ بكرنج في مرصد كلية هارفرد كنجم من القدر الخامس؛ أي زاد إشراقه مائتين وخمسين ضعفًا في يومين، وكذلك النجم الجديد الذي اكتشفه الدكتور أندرسن في صورة فرساوس Persei، فإنه لم يظهر في صورة فوتوغرافية صوّرت في 20 فبراير سنة 1901 مع أنه ظهر فيها نجوم من القدر الحادي عشر، وبعد يومين صار نوره أسطع من نور النجوم التي من القدر الأول دلالة على أن إشراقه زاد ستين ألف ضعف.
والنجم الجديد الذي ظهر في صورة الدجاجة Cyigni سنة 1920 كان تحت القدر السادس عشر ثم ظهر في صورة فوتوغرافية صورت في أسوج في 16 أغسطس سنة 1920، وكان من القدر السابع فثبت حينئذ أنه من النجوم الجديدة، وفي 20 أغسطس صار من القدر 7.3 وفي 24 أغسطس بلغ معظم إشراقه فصار من القدر 1.8 أو نحو القدر الثاني، والفرق في الإشراق بين القدر السادس عشر والقدر الثاني نحو أربعمائة ألف ضعف فزاد إلى هذا الحد في بضعة أيام.
أما النجوم التي يعلم أنها كانت موجودة ثم زاد إشراقها بغتة فمن أمثلتها النجم الذي ظهر في صورة العُقاب Aquila سنة 1918، فإن صورته كانت ظاهرة في الصور الفوتوغرافية التي صوّرت في مرصد كلية هارفرد سنة 1888 كنجم من القدر الحادي عشر، وظهرت أيضًا في صورة فوتوغرافية صورت في بلاد الجزائر سنة 1906 وكان إشراقه يتغير قليلا، وفي 3 نوفمبر سنة 1918 كان لا يزال من القدر الحادي عشر، وفي 7 يونيو صار من القدر السادس؛ أي زاد مائة ضعف، وفي اليوم التالي ظهر واضحا بالعين المجردة وبعد أربع وعشرين ساعة فاق نوره نور الشِّعرى بهاء؛ أي زاد إشراقه في أقل من ستة أيام أكثر من 25 ألف ضعف.
في الثمانية عشر قرنا الأول من التاريخ المسيحي كان متوسط ما يُكْشَف من هذه النجوم الجديدة واحدًا كل مائة سنة، وأشهرها النجم الذي ظهر في صورة ذات الكرسي Cassiopeia في نوفمبر سنة 1572، وعني برصده تيخو براهي الفلكي الدنماركي وكتب فيه رسالة يظهر منها أنه فاق الزهرة بهاء حتى صار يُرى في رابعة النهار ثم تغيَّر نوره واختفى في شهر مارس سنة 1574، وكان نوره قد استحال من الأبيض إلى الأحمر ثم عاد إلى الأبيض.
وسنة 1604 ظهر نجم جديد في صورة الحواء Ophiuchus وقد رصده ووصفه الفلكي كبلر، وسنة 1670 ظهر نجم في صورة الدجاجة وكان نوره متقلبا ثم مضت 187 سنة لم يذكر أحدٌ أنه رأى نجمًا جديدًا، وسنة 1848 اكتشف الفلكي هند نجمًا جديدًا في صورة الحواء، ومن تلك السنة إلى الآن رأينا اثني عشر نجمًا جديدًا مما يُرى بالعين ورأينا بالتلسكوب أكثر من ذلك كثيرا.
وقد بلغ عدد النجوم الجديدة التي رُئيت بالعين ورُصِدَت إلى سنة 1917 اثنين وثلاثين نجمًا تسعة وعشرين منها في المجرَّة والثلاثة الباقية واحد منها في الفكة Coronae وهو أول نجم جديد بحث فيه السر وليم هجنس الفلكي بالسبكتروسكوب، والاثنان الباقيان ظهرا في سديمين لولبيين: أحدهما سديم المرأة المسلسلة Andromeda وكان نوره ضاربًا إلى الخضرة وطيفه متصلا، وهو أول نجم فحصه الكاتب بالسبكتروسكوب.
ومن يوليو سنة 1917 إلى آخر سنة 1919 بلغ عدد النجوم الجديدة التي رئيت بالعين أو بالتلسكوب 17 خمسة عشر منها في سُدم لولبية وأحد عشر من هذه السبعة عشر في سديم المرأة المسلسلة.
ويظهر مما تقدم أن النجوم الجديدة محصورة في المجرَّة، وفي السُّدُم اللولبية مما يحمل على الظن أن كل سديم من هذه السُّدُم عالم كالمجرة التي عالمنا منها؛ لأن النظام الشمسي من نجومها ويبلغ عدد هذه السدم اللولبية نحو 750 ألف سديم، فإن كان كلٌّ منها عاما مثل المجرة التي منها شمسنا وسياراتها فما أعظم قدرة مكوّن هذا الكون وما أعجب حكمته.
وإذا قابلنا بين النجوم الجديدة التي ظهرت في المجرة من حيث الأقدار التي ظهرت بها حينما بلغ إشراقها أسطعه وبين النجوم الجديدة التي ظهرت في السُّدُمِ اللولبية حينما بلغ إشراقها أسطعه عرفنا بعض الشيء عن بُعْدِ هذه السدم؛ لأنه ينتظر أن تبلغ النجوم الجديدة قدرًا واحدًا؛ أي درجة واحدة من الإشراق حينما يبلغ إشراقها أعظمه سواء كانت في المجرَّة أو في سديم لولبي، وإذا ظهر اختلاف بين نجم المجرَّة الجديد حينما يبلغ إشراقه أعظمه، وبين نجم السديم اللولبي حينما يبلغ إشراقه هذا القدر من الشدة فبسببه اختلافهما في البعد عنا، وقد اتضح من رصد النجوم الجديدة التي ظهرت في الخمس والعشرين سنة الأخيرة أن أقدار نجوم المجرة أعظم من أقدار نجوم السُّدُم اللولبية ثمانية أضعاف، وقد تقدَّم أن نسبة إشراق نجم من القدر الواحد إلى نجم من القدر الذي يليه كنسبة 1/2 2 إلى 1، وعليه فنسبة إشراق نجم جديد في المجرَّة إلى إشراق نجم من سديم لولبي كنسبة 1600 إلى واحد، ومعلوم أن إشراق النور يقلُّ كمربع البعد، فالسُّدم اللولبية أبعد عنا من المجرَّة أربعين ضعفًا فلا يصل النور منها إلينا في أقل من 120000 سنة، وقد يقتضي 800000 سنة مع أنه يسير 186000 ميل في الثانية من الزمان.
ثم أسهب الأب كورني في وصف طيف النجوم الجديدة ما يظهر فيه من الخطوط بالسبكتروسكوب ودلالتها على عناصر كل نجم منها، والسديم الذي يحيط به وكونه مقتربا منا أو مبتعدا عنا حسب طول أمواج النور والواصل منه إلينا وما فيه من العناصر، ودرجة حموها وحركات السُّحُب السديمية المتصلة به التي تبلغ سرعتها أحيانًا 2800 ميل في الثانية من الزمان إلى غير ذلك مما يُسْتَدَلُّ منه على وجود علاقة تامة بين النجوم الجديدة والسُّدم واستطرد إلى آراء العلماء في كيفية تولد هذه النجوم مما لا يخرج عما نشرناه غير مرَّة في هذا الموضوع، ويظهر من مقاله أنه هو نفسه من الباحثين في هذا الموضوع بحثًا علميًّا، ولعله قال مرارًا كما يقول أكثر الباحثين في أعمال الله أي شيء هو الإنسان حتى تعرفه وابن الإنسان حتى تفتكر به.
وقال الأستاذ هنري رسل في السينتفك أمريكان أنه يستنتج من رصد النجوم الجديدة أن أشدَّها إشراقًا يظهر في أنحاء المجرَّة على السواء؛ أي لا يظهر في جهة أكثر مما يظهر في أخرى، والنجوم الجديدة القليلة الإشراق أكثرها يظهر في النصف الواحد من المجرَّة الذي يمتد من كوكبة الدجاجة، فالنسر الطائر فالرامي إلى قنطورس، وأمَّا النصف الآخر الذي يحوي ذات الكرسي وممسك الأعنة والجبار فلا يظهر فيه إلا القليل منها، وأكثرها يظهر في الرامي حيث السحب الكبيرة من النجوم ويمكن تعليل ذلك بأن عالم النجوم الذي أرضنا منه مركزة يبعد عن الشمس مسافة 50000 سنة نورية أو أكثر وهو في جهة برج الرامي، ومن هناك تمتد المجرَّة 200000 سنة نورية، وأما امتدادها في الجهة المقابلة فأقل من ذلك كثيرًا، وكلُّ نجمٍ من النجوم الجديدة الشديدة الإشراق يزيد نوره على نور عشرة آلاف شمس مثل شمسنا وأقرب هذه النجوم منا لا يصل النور منه إلينا إلا في مئات كثيرة من السنين، أما النجوم الجديدة التي نراها قليلة الإشراق فإذا كان إشراقها الأصلي مثل كثيرة الإشراق فهي أبعد منها عنا خمسين ضعفًا أو أكثر، فلا يصل النور منها إلينا في أقل من 100000 سنة، ولا نرى بالعين إلا واحدًا في المائة من النجوم الجديدة وباقيها يظهر في الصور الفوتوغرافية التي تصور بها النجوم، وإذا ظهر من النجوم الجديدة 1500 نجم كل مائة سنة، وحَسْبُنا أن الأحياء ظهرت على الأرض في العصور الجيولوجية منذ مائة مليون سنة، فعدد النجوم الجديدة من حيث ابتدأت الأحياء تُظهِرُ على الأرض إلى الآن لا يقلُّ عن 1500 مليون نجم مما هو فوق القدر العاشر.
والمرجح أنَّ عدد النجوم التي تُرى في الجانب الظاهر لنا من الكون أقل من ذلك، وعليه فكلُّ نجم منها قد أصابه ما يصيب النجوم الجديدة من الانفجار ولو مرة واحدة مدة العصور الجيولوجية، فلو أصاب شمسنا شيء من ذلك لهلكت كلُّ الأحياء الأرضية من شدة الحرارة، ومن المؤكد أنه لم يحدث في الأرض شيء من هذا منذ الدور الجيولوجي الذي قبل الكمبري أو منذ ابتدأت الأحياء تظهر على الأرض، فهل شمسنا ممتازة على غيرها من الشموس والجواب: كلا بل هي مثل ملايين غيرها ولكن تعلل نجاتها من الانفجار كل هذه السنين بما وَجَدَه العالم لندمرك وهو أنَّ للنجوم الجديدة مواقع محدودة على حدود البقع المظلمة التي يظنُّ أنها مجاميع من الغبار العالمي، وأنَّ انفجار النجوم ناتج من اصطدامها بهذه المجاميع، فالنجوم البعيدة عن هذه المجاميع قلما يحتمل أن تنفجر وتظهر كأنها نجوم جديدة وشمسنا من هذا القبيل على ما يظهر.
________________________________________________
هوامش
1– الانسان يرى بعينيه النجوم كلها من القدر الأول الى القدر السادس. وهذا أصغر ما تراه العين لا في حجمه بل في اشراقه، ونسبة اشراق النجم من القدر الواحد الى اشراق نجم من القدر الذي تحته كنسبة 2/1 2 الى 1 تقريبا، فاذا كان اشراق النجم الذي من القدر السادس واحدا فإشراق النجم الذي من القدر الحادي عشر نحو جزء من المئة.