إذا كان أحد الأفراد يبر الآخرين بماله أو بجاهه أو بكلمة يتصدق بها على المجتمع ويقدم لهم النفع بذلك ويصلح أحوالهم فإن الشهيد يقدم لهم كل ما يملك في هذه الحياة وأعز ما لديه وهو دمه وحياته، يموت ليحيوا، يريق دمه لأجل أن يلبسهم لباس الحرية والعيش الرغيد، لأنه يرفع عنهم الذل والعبودية والاستبداد والظلم ولأجل أن يعيش الناس حياة سعيدة فحينئذ لا غرو أن يكون هو أبر الناس وبره فوق كل بر، فعَنِ السَّكُونِي:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): فَوْقَ كُلِّ ذِي بر بر (1) حَتَّى يُقْتَلَ الرَّجُلُ (2) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (3) فَلَيْسَ فَوْقَهُ بِرُ، وَإِن فَوْقَ كُلِّ (4) عُقُوقٍ عُقُوقاً حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ (5) أَحَدَ وَالِدَيْهِ، فَإِذَا فَعَلَ ذلِكَ فَلَيْسَ فَوْقَهُ عُقُوق (6).

وفي رواية أخرى عَنِ السَّكُوني:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): فَوْقَ كُلَّ ذِي بر بِر حَتَّى يُقْتَل (7) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا (8) قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَلَيْسَ فَوْقَهُ بر(9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في قوله (صلى الله عليه وآله): (فوق كل ذي بر بر)، وجوه: يقرأ (بر) الأول والثاني بالكسر بتقدير مضاف في الأول، أي فوق بر كل ذي بر أو في الثاني، أي ذو بر، أو الحمل على المبالغة أو يقرأ بكسر الأول وفتح الثاني وهو الأظهر عند المجلسي و.

2ـ في الكافي، ح 8309، والتهذيب: (الرجل).

3ـ في البحار، (فإذا قتل في سبيل الله).

4ـ في التهذيب والوسائل، (ذي).

5ـ في التهذيب، (الرجل).

6ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 1، ص 65 رقم 2726، وفي الطبعة القديمة ج 2، ص 349 باب 143، الكافي، كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة، ح 8309، إلى قوله (فليس فوقه بره). وفي التهذيب ج 122، ح 209، بسنده عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، الخصال، ص 9 باب الواحد، ح 31، بسنده عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، الجعفريات، ص186، بسند آخر عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى قوله: (يقتل الرجل أحد والديه)، مع اختلاف يسير الوافي، ج 5، ص 912، ح3262، الوسائل، ج 21، ص 501، ح27695، البحار، ج 74، ص 60، ج 25.

7ـ في الكافي، ج 2718، والخصال: (الرجل).

8ـ في (بف): (وإذا).

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 9، ص 476، رقم 8309، باب 25، وفي الطبع القديم، ج5، ص 52، الكافي كتاب الإيمان والكفر، باب العقوق، ح 2718، وفي التهذيب، ج6، ص122، ح209، والخصال، ص 9، باب الواحد، ح 31، بسندهما عن السكوني، عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). الجعفريات، ص 186، بسند آخر عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول (صلى الله عليه وآله)، وفي كل المصادر زيادة في آخره، الوافي ج 15، ص 53، ح 14696، الوسائل، ج 15، ص16، ذيل ح19921. 

مواضيع ذات صلة

اثار الإحسان في الدنيا والآخرة

الطبيب ومصلحة المريض

شهر رمضان شهر المغفرة

الحرية وأرضية التكامل

غاية الخلق، هو انتاج القيمة المضافة

الاسلام وتحديد غريزة حالة السيطرة

ليست (القيمة المضافة) بمعنى ما نفهمه من الأجر والثواب

العشق

التشريع في الإسلام

المحبة

اللين

حب الله