x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
المقرر الكبير ومكانته في الصحافة الحديثة
المؤلف: د. عبد اللطيف حمزة
المصدر: المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة: ص 332-335
2023-06-25
1336
المقرر الكبير ومكانته في الصحافة الحديثة
الحق أن المقرر الكبير يعتبر قوة كبيرة من قوى الصحافة الحديثة، وعلى أيدي المقررين الكبار تجري أنواع من البطولات والمغامرات لا تقل عن مغامرات المخترعين وكبار العلماء، ومن هذه المغامرات على سبيل المثال "مغامرة ستانلي" الذي أرسلته صحيفة "نيويورك هارولد" للبحث عن "لفنجستون" أدت إلى القيام بتقرير صحفي غريب أثار آنذاك إعجاب العالم أجمع، فقد كان "ستانلي" صحفياً ورحالة في آن واحد .. وفي أكتوبر سنة 1869 كلفه مدير "النيويورك هرالد" بالبحث عن "لفنجستون" في أفريقيا الاستوائية بعد أن انقطعت أخباره ثلاث سنوات، ووصل ستانلي إلى زنزبار في يناير سنة 1871 وتوغل في قلب القارة السوداء، وعثر أخيراً على لفنجستون في "أودجيجي" الواقعة على ضفاف بحيرة تنجانيقا، وزوده بالمؤن، ثم كتب "ستانلي" إلى الصحيفة تقريراً مثيراً.
"وفي أوائل مايو سنة 1956 استطاع الصحفي المصري "إبراهيم عزت" أن يتخطى حدود إسرائيل، ويطوف مدنها ويقف على حقيقة ما يجري فيها من أمور، ويمكث فيها أحد عشر يوماً قابل في خلالها "دافيد بن جوريون" رئيس الوزراء، و"موسى شاريت" وزير الخارجية، و"جولدا مائير" وزير العمل، و"موشى ديان" قائد الجيش.
وقد استطاع "إبراهيم عزت" أن يحصل على تأشيرة من سفارة إسرائيل بلندن بعد أن أقنع المسؤولين هناك بأنه صحفي برازيلي من أصل عربي، واسمه "جورج إبراهيم حبيب" يفهم العربية ولكنه لا يكتبها، وأنه يفهم العربية ولكنها لا يكتبها، وأنه يقوم بجولة في منطقة الشرق الاوسط لزيارة الدول العربية وإسرائيل، ولكنه يخشى إن ظهرت على جواز سفره تأشيرة دخول إسرائيل أن ترفض الدول العربية دخوله أراضيها.
وطار "إبراهيم عزت" من لندن إلى نيقوسيا، ومنها إلى "اللد" حيث كان في استقباله مدير المطار، ومندوب وزارة الخارجية، الامر الذي أفزعه إذ ذاك، ولكن سره لم ينكشف، وظل بجنوب مدن إسرائيل حيث مكث ثلاثة أيام في تل أبيب وحيفا، ويومين في القدس وبير سبع، وزار المستعمرات الصهيونية على الحدود المصرية.
وفي كل لحظة كان يقف على الامور خلف الاسوار، ويطلع على أدق الاسرار ...وبعد أحد عشر يوماً عاد إلى قبرص .. ومن هناك أبرق إلى "روز اليوسف" بتقاصيل رحلته الخ".
أليس في كل ذلك ما يدل دلالة واضح على المكانة التي يتمتع بها المقرر الكبير في الصحافة الحديثة، وما يدل كذلك على أن التقرير الصحفي في ذاته صحافة من الدرجة الاولى لا من الدرجة الثانية؟
لقد سبق أن قلنا إن الخلاف قائم بين العلماء في موضوع المقال الصحفي: أيعتبر فناً مستقلاً بذاته من فنون الصحافة؟ أم يعتبر لوناً من ألوان الإعلام في هذه الصحافة كبقية الالوان الاخرى.
والرأي عندنا في ذلك أنه لابد من الفصل بين هذه المواد التي هي: الخبر، والمقال، والتقرير، فهذا الفن الاخير وهو التقرير وإن كان في الواقع يحمل صفة الإخبار، أو الإعلام، فإنه في نفس الوقت يكتب بطريقة مخالفة كل المخالفة للطريقة التي تكتب بها الاخبار، والاختلاف بين الخبر والتقرير في طريقة التحرير كاف عندنا للفصل بينهما، ودراسة الخصائص الفنية لكل على حدة.
فلئن كانت القصة الإخبارية تجيب دائماً عن الاسئلة الخمسة أو الستة المعروفة، وهي: من، وماذا، ولماذا، وأين، ومتى، وكيف، فالتقرير الصحفي كثيراً ما يكتفي بالإجابة عن سؤال: "لماذا" أو كيف، ويقف عند هذا الحد.
ولئن كانت الإجابة عن سؤال: "كيف" تأتي في المرتبة الثانية من حيث الاهمية في القصة الإخبارية، أي أنها تجيء لمجرد التفسير في الفقرة الثالثة، أو الرابعة، أو الخامسة من صلب هذه القصة، فإن الإجابة عن سؤال "كيف" يلعب الدور الهام في التحقيق الصحفي بنوع خاص ويكاد يدور عليه هذا التقرير من أوله إلى آخره. ولئن كانت القصة الإخبارية إنما تصاغ على شكل هرم مقلوب، فإن التحقيق الصحفي بالذات كالمقال الصحفي يتبع نظام الهرم القائم أو المعتدل، بمعنى أن الاجزاء التي هي أقل في الاهمية تأتي في بداية الكلام، ثم تتدرج الاجزاء الاخرى إلى أعلى شيئاً فشيئاً، حتى تصل في التقرير كما تصل في المقال إلى الذروة Climax ،ويستثنى عن ذلك فن الماجريات: قضائية، وبرلمانية، وسياسية، كما سنرى ذلك في موضعه من هذا البحث.
ولئن كان الخبر الصحفي لا يسمح لمحرره مطلقاً بإظهار شخصيته على نحو ما، لأنه يتبع في تحريره أسلوباً يشبه الاساليب العلمية ذات الصبغة الموضوعية، فإن التقرير الصحفي من حديث، وتحقيق، وماجريات، يحمل غالباً طابع كاتبه، وينم عن شخصية محرره، ويدل على دلالة قوية، وذلك حتى في بعض الماجريات الدبلوماسية والدولية نفسها.
وكل هذه الفروق المتقدمة تجعل من حقنا أن نفصل فصلاً تاماً بين التقرير الصحفي وغيره من مواد الصحف، كما تجعلنا ننظر إلى "فن التقرير" على أنه فن مستقل بذاته: له خصائصه التي يمتاز بها، وله أغراضه التي يسعى إليها، وله كتابه ومحرره الذين تهيئوا للنبوغ فيه، وللتقرير فيما قلنا فنون أربعة، وهي:
1. فن الحديث الصحفي.
2. فن التحقيق.
3. فن الماجريات الصحفية.
4. فن التقرير المصور "الريبورتاج".
وسنتحدث عن كل واحدة من الفنون الثلاثة الاولى على حدة، وسنعني في أثناء ذلك "بالطابع المصري"، و"الشخصية المصرية" في فن التقرير، كعنايتنا بهما في الفنين السابقين، وهما الخبر والمقال:
نعم، يصح أن يضاف إلى هذه الفنون الثلاثة "فن التقرير المصور" أو الريبورتاج، وهو عبارة عن تقرير صغير يمتاز بأشياء، منها:
1. الإيجاز في التعبير.
2. الحديث عن شخص بعينه أو مكان بعينه أو ظاهرة بعينها.
3. أن يكون هذا الحديث مقروناً بالصور كلما أمكن ذلك.
خذ لذلك مثلاً: هب أنك مشبت في الطريق العام، فقابلت شحاذاً يتكفف المارة، ووقفت قليلاً ترقب هذا الشحاذ فإنك تجد لفائف كثيرة على ساقه اليمنى، ولفائف أخرى على ساقه اليسرى، ثم أخذت تلاحظ هذا الشحاذ عن قرب دون أن يشعر حتى ابتعد عن زحام الناس وأخذ يفك لفائفه وهو آمن، فإذا هذه اللفائف تحتوي على عدد كبير من الاوراق المالية!
وهنا حدثتك نفسك بأن تكتب عن هذا الشحاذ وتحكي قصتك معه على النحو المتقدم، وتقرن ذلك بالصور التي لابد من التقاطها.
في هذه الحالة يعتبر حديثك عن هذا المتسول وحده "تقريراً مصوراً" . أما إذا تجاوزت ذلك إلى الحديث عن مشكلة التسول في ذاتها، ودراسة هذا الموضوع من جوانب متعددة لكان هذا النوع من الحديث تحقيقاً صحفياً.
ومن الامثلة الرائعة لفن "الريبورتاج" تقرير مصور نشرته الاهرام يوم 10 / 12 / 1962 بعنوان: "إجازة يوم 19 ساعة لمسجون أمضى 13 سنة في ليمان طره" .
ومهما يكن من شيء فيجب العدول عن اعتبار التقرير بصوره المعروفة وهي: "الحديث الصحفي، والتحقيق الصحفي، والماجريات الصحفية" ضمن المقال، فالمقال عبارة عن إنشاء لاحظ له من الطول، وليس من الضروري أن يتصف بالعمق أو بالإحاطة التامة بالموضوع، على حين أن التحقيق الصحفي وهو أحد الفنون الثلاثة من فنون التقرير يطول كثيراً ويتعمق فيه الكاتب كثيراً، وبذلك يبعد التحقيق عن المقال في طبيعته التي اتضحت لنا من تعريفه فيما سبق.