1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

خشية الإمام علي (عليه السلام) من الله

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص 178 ـ 179

2023-05-30

1211

خشية علي (عليه السلام) من الله منقطعة النظير وقد بلغ الغاية القصوى في هذا الجانب وفي الرواية التالية يتضح لنا بعض معالم تلك الخشية.

الأمالي للصدوق عن عروة بن الزبير قال: كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان فقال أبو الدرداء: يا قوم! ألا أخبركم بأقل القوم مالاً، وأكثرهم ورعاً، وأشدهم اجتهاداً في العبادة، قالوا: من؟ قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).

قال: فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه، ثم انتدب له رجل من الأنصار فقال له: يا عويمر! لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها.

فقال أبو الدرداء يا قوم إنّي قائل ما رأيت، وليقل كل قوم منكم ما رأوا، شهدت علي بن أبي طالب (عليه السلام) بشويحطات النجّار وقد اعتزل عن مواليه واختفي ممّن يليه واستتر بمغيلات النخل، فافتقدته وبعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجي، وهو يقول: إلهي كم من موبقة حَمَلْتَ عني فقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي؛ فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك، فشغلني الصوت، واقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعينه، فاستترت له وأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فزع إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى فكان مما ناجى به الله أن قال:

مناجاة علي (عليه السلام) 

إلهي أفكر في عفوك؛ فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك؛ فتعظم علي بليتي، ثم قال: أه إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها، وأنت محصيها، فتقول: خذوه!! فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء، ثم قال: أه من نار تنضج الأكباد والكلي، آه من نار نزاعة للشوي، آه من عمرة من ملهبات لظى

قال: ثم أنعم في البكاء فلم أسمع له حساً ولا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر، أوقظه لصلاة الفجر.

قال أبو الدرداء فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته فلم يتحرك، وزويته فلم ينزوِ فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون مات والله علي بن أبي طالب (عليه السلام)!: قال: فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم.

فقالت فاطمة (عليها السلام): يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصته؟ فأخبرتها الخبر، فقالت: هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق ونظر إلي وأنا أبكي، فقال: مم بكاؤك يا أبا الدرداء؟

فقلت: مما أراه تنزله بنفسك، فقال يا أبا الدرداء، فكيف لو رأيتني ودعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشتني ملائكة غلاظ، وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد أسلمني الأحبّاء، ورحمني أهل الدنيا، لكنت أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفي عليه خافية.

فقال أبو الدرداء: فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأمالي للمصدوق: 136 / 137، تنبيه الخواطر: 2 / 156، روضة الواعظين: 125، المناقب لابن شهر آشوب: 2 / 124، وفيه من (أنا بصوت حزين).