1- منحنى التكلفة المتوسطة في المدى الطويل             LRAC Curve

ويبين هذا المنحنى التكلفة المتوسطة لكل مستوى انتاج، وذلك عندما تكون كل عناصر الانتاج متغيرة حيث تستطيع المنشأة في المدى الطويل اختيار مجموعة عناصر للإنتاج اكثر كفاءة ، من بين المجموعات. 

التكاليف في المدى الطويل Cost in the Long Run

استعرضنا فيما مضى تحليل تكاليف المنشأة في المدى القصير ونستعرض الآن تكاليف المنشأة في المدى الطويل، والتمييز بين الفترتين يتوقف على ظروف المنشاة وطبيعة السلعة وامور اخرى تتعلق بعملية الانتاج . وكما توضح لنا فان الفترة القصيرة هي الفترة التي تكون فيها المنشأة غير قادرة على تغيير بعض عوامل الانتاج، وهي العوامل الثابتة كالأرض ، والآلات، وحجم المشروع، وقدرته الانتاجية في حين ان الفترة الطويلة هي الفترة او المدى التي تتمتع خلالها المنشأة بقدرة اوسع على تغيير كل عوامل الانتاج.⁽¹⁾

خلال الفترة او المدى الطويل تحصل عدة امور ومن اهمها امكانية دخول منشآت جديدة الى السوق ، ثم امكانية توسيع المنشآت القائمة. وبالتالي تعتبر جميع ا التكاليف في المدى الطويل تكاليف متغيرة ، بمعنى اخر تكون التكاليف الثابتة مساوية للصفر، كما انه في المدى القصير تتمكن المنشأة زيادة الانتاج عن طريق زيادة الاستخدام لعناصر الانتاج المتغيرة، ولكنها لا تستطيع تغيير حجم المنشأة plant size او نطاق الانتاج scale of production . اما في الفترة او المدى الطويل فان المنشأة تستطيع الوصول الى اي انتاج ترغب فيه وذلك ضمن امكانياتها - نظراً لان عناصر الانتاج متغيرة ، وبالتالي فبإمكانها تغيير نسب المزج لهذه العناصر وذلك باستخدام التوليفة الافضل best combination والتي تحقق ادنى تكلفة وبمستوى انتاجي معين.

ويأخذ منحنى التكلفة المتوسطة في المدى الطويل شكل U مثل منحنى متوسط التكلفة في المدى القصير، لكنه اكثر تفلطحاً منه. فمنحنى التكلفة المتوسطة في المدى الطويل يبدا بالتناقص مع زيادة حجم المصنع ويصل عند حجم معين الى ادنى نقطة له ، ثم يبدأ بالزيادة ⁽²⁾ السبب ان المنشأة اثناء العملية الانتاجية تمر بمراحل انتاجية مختلفة تعرف بما يسمى وفورات وتبذيرات الحجم ⁽³⁾ فاذا كان متوسط التكلفة يتناقص مع زيادة الانتاج فان ذلك يدل على وفورات حجم ويعني ذلك ان الوحدات الانتاجية الكبيرة اكثر كفاءة من الوحدات الصغيرة وعندما يصل منحنى التكلفة المتوسطة عند ادنى نقطة له فإن المنشأة تكون قد وصلت الى الحجم الامثل وان اي زيادة بعد ذلك ستؤدي الى زيادة التكلفة المتوسطة وهذا يدل على وجود تبذيرات حجم وهذا يعني حجم المنشأة او نطاق الانتاج قد اصبح اقل كفاءة. وتظهر وفورات الحجم في حالة التخصص وتقسيم العمل وبإمكانية المؤسسات الكبيرة الاستفادة من هذا الوضع ، هذا اضافة الى امكانية شراء آلات متخصصة ، وتوظيف مهارات ادارية كفوءة، والحصول على اسعار اقل لعناصر الانتاج المختلفة وذلك لشراء كميات كبيرة منها، كل ذلك سيؤدي الى انخفاض تكلفة الوحدة المنتجة مع زيادة حجم المنشأة.

اما تبذيرات الحجم فتظهر نتيجة لعدة اسباب منها، عدم قدرة الادارة على السيطرة على المنشأة عندما يكبر حجمها نتيجة لتعدد الخطوط التنظيمية والانتاجية وكذلك صعوبة الاتصال بين الوحدات الانتاجية، وظهور البيروقراطية في الادارة. ثم مشاكل الرقابة والتنسيق بين الوحدات وتداخل المسؤوليات.... الخ . كل ذلك سيؤدي الى ارتفاع تكلفة الوحدة المنتجة مع زيادة حجم المنشأة ويبين الشكل رقم (4) متوسط التكلفة في المدى الطويل :

حيث يبين هذا المنحنى متوسط التكلفة عندما تكون جميع عناصر الانتاج متغيرة، ويأخذ شكل حرف U بمعنى انه يبدأ في التناقص ليصل الى ادنى مستوى له عند النقطة (B) ثم يبدا في الزيادة ، ويلاحظ كذلك ان منحنيات التكلفة المتوسطة 1 ، 2، 3 ، 4 في المدى القصير تقع داخل منحنى متوسط التكلفة في المدى الطويل ، حيث تمثل النقطة (B) المعدل الامثل للإنتاج والحجم . 

ولشرح كيفية التوسع وبناء الحجم الامثل نطرح المثال التالي : منشأة صناعية لصناعة الحقائب المدرسية ، يمكنها في المدى الطويل اختيار احد اربعة احجام مختلفة كما هو مبين في الشكل السابق رقم (4). وكل منها يمثل حجم معين للمنشأة في المدى القصير.

لو افترضنا ان المشأة ترغب في انتاج كمية (1000) حقيبة شهرياً، فانه من الافضل ان تختار الحجم المتمثل في المنحنى SRAC₁، وبالتالي تنتج هذه الكمية بتكلفة 10 دنانير للحقيبة النقطة (a) . ولو انها اقامت مصنعاً اكبر مثل ذلك المتمثل في المنحنى SRAC₂ فان استعمال ذلك المصنع لانتاج (1000) حقيبة سيجعل التكلفة اكثر بكثير. ولكن في حال انها ترغب في زيادة الانتاج الى (2000) حقيبة شهرياً انها لا تستطيع تغيير حجمها في المدى القصير وبالتالي ستنتج هذه الكمية عند النقطة (b) على نفس المنحنى الاول وبتكلفة (8) دنانير للحقيبة بحيث انها تستطيع انتاج نفس الكمية عند النقطة (c) وبتكلفة متوسطة (5) دنانير. وهكذا تستطيع المنشأة التوسع في المدى الطويل وتنتقل من حجم الى آخر كلما زاد الطلب على سلعتها ، وتستمر المنشأة في التوسع حتى تصل الى النقطة (d) حيث تستطيع انتاج (4000) حقيبة شهرياً بتكلفة متوسطة قدرها (3) دنانير للحقيبة وهي اقل المنشاة كلفة ممكنة وعندها تصل المنشأة الى الحجم الامثل. وكما هو موضح فإن المنشأة تتمتع بوفورات عند زيادة انتاجها من (1000) الى (4000) حقيبة لان التكلفة المتوسطة تأخذ بالتناقص مع زيادة الحجم اما اذا زاد الحجم عن (4000) حقيبة فان التكلفة مع المتوسطة تأخذ بالارتفاع مما يشير الى تبذيرات الحجم.  

2- منحنى التكلفة الحدية في المدى الطويل  (LRMC) Cearve

عرفنا من التحليل السابق ان توسع المنشأة في المدى الطويل يكون على منحنى التكلفة المتوسطة، وبمجرد التوصل لمنحنى التكلفة المتوسطة يمكننا الحصول على منحنى التكلفة الكلية ومنه نشتق منحنى التكلفة الحدية وكما هو مبين في الشكل (5). 

تصل المنشأة الى الحجم الامثل عندما تنتج عند نقطة على منحنى متوسط التكلفة في المدى الطويل LRAC النقطة b والتي عندها يتساوى LRMC مع LRAC اي تساوي متوسط الكلفة مع الكلفة الحدية في الامد البعيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1- Stonier, Alfred W., and Hague, Douglas C,A textbook of Economic thory, Fourth edition. Longman Group Limited, London 1972 p. 132 - 141.

2- د. محمد محمود النصر و د. عبدالله محمد شامية، مبادئ الاقتصاد الجزئي ، م . س . ص 210 .

3- سوزان لي ، ابجدية علم الاقتصاد ، م. س. ص 135 .

مواضيع ذات صلة

الموازنـة القوميـة كأداة للإدارة الاقتـصاديـة والمـتابـعة

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 2

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 1

مكونـات (متغـيرات) الموازنـة الاقتصاديـة القـوميـة

أهـداف المـوازنـة الاقتـصاديـة القومـية

الموازنة القومية ومصفوفات الحسابات الاجتماعية (Social Accounting Matrices "SAM")

الموازنة القومية ومصفوفات حساب رأس المال القومي

أوجه الاختلاف بين الموازنة القومية والموازنة العامة للدولة

الموازنـة الاقتصاديـة القوميـة (مـفهوم الموازنـة الاقتصاديـة)

طـريقـة الانـتاج التـي تحقـق أقـل التكاليـف فـي البرمـجة الخطيـة

منحنى العرض في السوق وفق أسلوب البرجمة الخطيـة

المشكلة المزدوجة والاثمان الرمزية فـي البرمجة الخطيـة