1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

الاسلام وتنمية حس الجمال

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج1 ص31 ــ 34

2023-04-18

955

إن الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء ببرنامج متكامل لسعادة الإنسان يولي قسطاً وافراً من الأهمية لمسألة الحسن والجمال، فالإسلام إضافة إلى تنمية كل الرغبات والميول الفطرية عند الإنسان ، اهتم بتنمية عاطفة حب الجمال لديه، وأوصى معتنقيه بضرورة الاستفادة من الجمال الطبيعي والاستمتاع به. إن الإسلام باهتمامه بالحسن والجمال ساهم في إرضاء وإشباع إحدى رغبات الانسان الطبيعية ، إضافة إلى أنه أحيا في امته عاطفة حب الجمال التي هي دليل واضح على تكامل مشاعر الإنسان ونمو عواطفه ، وهداها إلى الطريق الصحيح الخالي من الشوائب والأخطار.

جمال السماء

لقد تحدث الإسلام عن جمال السماء والنجوم والكواكب وعن جمال الموجودات على الأرض وتحدث كذلك عن الجمال الطبيعي والمصطنع للبشر، وقد وردت آيات قرآنية وروايات وأحاديث شريفة كثيرة تتحدث عن الجمال والتجمل، نشير إلى بعض منها على سبيل المثال: قال تعالى في كتابه الحكيم: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} [الحجر: 16].

وقال عز من قائل في محكم كتابه: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] .

سطوع النجوم

وقال جل جلاله في كتابه العزيز:

{ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا} [ق: 6].

إن القرآن الكريم يشير في هذه الآيات إلى مظهر النجوم والكواكب وجمالها وسطوعها، ويذكر جاذبية وجمال السماء، هذه الآيات وآيات أخرى مماثلة جاءت لتثير عاطفة حب الجمال في وجدان المسلمين وتنمي فيهم حس تشخيص الجمال.

جمال الارض

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا} [الكهف: 7].

ومعنى هذه الآية الشريفة أن الله سبحانه وتعالى قد زين الأرض وزاد من روعة جمالها بأشجار خضراء باسقة وورود ملونة جميلة ومعطرة وبحار متلاطمة أمواجها وطيور مغردة، وخلاصة القول: كل الكائنات على الأرض التي يبرز كل منها جماله وروعته.

لقد بعث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى اناس يفتقدون العلم ويغوصون في الجهل، محدودة افكارهم، لكنهم كسائر الأمم المتخلفة كانوا يدركون إلى حد ما جمال الموجودات ، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على الاستمتاع بجمال الوجود كما تستمتع به الامم الواعية المثقفة، وذلك بسبب عدم تفتح أحاسيسهم ومشاعرهم وعدم نمو عواطفهم.

إن العرب قبل الإسلام لم يلتفتوا إلى جمال الكواكب الصغيرة والكبيرة وهي تزين صدر السماء كاللؤلؤ المنثور ، أو إلى الأشجار الباسقة والورود الملونة التي تزين الأرض ، وذلك بسبب عواطفهم وأحاسيسهم التي ظلت خامدة إلى أن جاء القرآن الكريم بكل ما يحمله من دروس وعبر ليوقظ مشاعرهم وينمي في وجدانهم عاطفة حب الجمال.

الجمال الطبيعي للإنسان

إن موضوع الجمال الطبيعي للإنسان هو من المواضيع التي تناولتها الروايات والأحاديث الشريفة واهتمت بها، وقد أورد أنبياء الله وأولياؤه روايات كثيرة بهذا الخصوص، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود)(1) .

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : (حسن وجه المؤمن حسن عناية الله به)(2).

النساء الجميلات :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أطلبوا الخير عند حسان الوجوه)(3).

وعنه (صلى الله عليه وآله) : (أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها واقلهن مهراً)(4).

محبوبية الجمال :

إن جمال الوجه يعتبر عاملاً مهماً يزيد من رصيد محبوبية الفرد لدى المجتمع ويساعده على التقرب إلى الآخرين ، فأصحاب الوجوه الملاح يكونون بقوة جاذبية جمالهم محبوبين وأعزاء لدى عامة الناس ، وهذا ما ينطبق على نبي الله الصديق يوسف (عليه السلام) ، الذي كان نبياً محبوباً لحسنه وجماله ، كما أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان يتمتع بوجه حسن وملاحة جذابة تطرق قلوب الناس وتشدهم ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (كان يوسف أحسن ولكني أملح)(5).

أما علي (عليه السلام) فقد كان يوم بعث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في العاشرة من العمر، ويوم قضى النبي (صلى الله عليه وآله) كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في الثالثة والثلاثين من العمر، حيث أمضى أيام شبابه إلى جانب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لإعلاء كلمة الحق ونصرة الحقيقة.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغزل بجميع صفات أمير المؤمنين (عليه السلام) الباطنية والظاهرية ، وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال في جمال وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) وحسن ملامحه: (أشرف يوماً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : ما ظننت إلا أنه أشرف علي القمر ليلة البدر)(6).

______________________________

(1) سفينة (ملح) ،ص546 .

(2) غرر الحكم، ص379.

(3) بحار الأنوار ج15، القسم 2، ص 26.

(4) الكافي ج5، ص34.

(5) سفينة البحار «ملح» ، ص 546 .

(6) بحار الأنوار ج9، ص450.