1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

محاربة النبي (صلى الله عليه وآله) للعادات الجاهلية

المؤلف:  الأستاذ مظاهري

المصدر:  تربية الطفل في الاسلام

الجزء والصفحة:  ص35 ــ 37

2023-04-17

1319

كان من عادة النبي (صلى الله عليه وآله) ان يسهل امر الزواج كثيراً. وبالنسبة لتزويج ابنته، لقد جهزها بسبعة عشر متاعاً ولقد قال إلى من رأوه ليلة زفافها يحمل كيساً من التراب على كتفه وعندما سألوه قال: اريد ان انشرهم على الأرض لافترش عليهم الحصير. هذا عن ابنته اما عن ابنة عمه زينب التي كانت امرأة فاضلة جميلة وكانت امرأة عالمة جداً وذكية وفطنة. وكانت وجيهة ومرموقة ولقد زوجها النبي إلى زيد الذي كان عبداً حراً. وقصة جويبر اراد النبي (صلى الله عليه وآله) ان يفهم الشباب منها شيئاً وكذلك الآباء والأمهات لقد كان جويبر عبداً أسوداً حراً وكان قبيح الشكل وكان فقيراً بحيث انه لم يكن ليملك لباساً، كان يضع شيئاً على كتفه ليستر جسده وكان يسكن الصفة (رزقكم الله الزيارة) فالذين ذهبوا إلى هناك يعلمون انه هناك مكان في المسجد مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الآن معروف بالصفة. وكان يسكن المسلمين الفقراء الذين لا يملكون بيوتاً وكان جويبر من بينهم وكان الوضع قاسياً جداً، حتى النبي ولكنه كان يعطيهم شيئاً قليلاً لكي لا يموتوا من الجوع وكانوا عطاشى جائعين غالباً ما يصومون ويتعبدون وكانوا وحيدين من دون عشيرة إلا أن شخصيته المعنوية كانت قوية جداً.

فقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن رجلا كان من أهل اليمامة يُقال له: جويبر أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منتجعاً للإسلام فأسلم وحسن إسلامه وكان رجلاً قصيراً وسيماً محتاجاً كان من قباج السودان (إلى أن قال) وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه فقال له: يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك فقال له جويبر: يا رسول الله بأبي أنت وامي من يرغب فيّ، فوالله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال فأية امرأة ترغب في؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا جويبر أن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً وشرف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً وأعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم واعجميهم من آدم وإن آدم خلقه الله من طين وأن أحب الناس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً إلا لمن كان أتقى الله منك وأطوع ثم قال له: (أنطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد من أشرف بني بياضة حسباً منهم فقل له: إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليك وهو يقول لك زوج جويبراً إبنتك الدلفاء)(1).

إن ابنته الدلفاء كما يذكر التاريخ كانت فتاة بارعة الجمال على مستوى عال من الوعي والذكاء. فانطلق جويبر إلى منزل زياد بن لبيد وأبلغه الرسالة. فتعجب وقال له: اذهب سآتي بنفسي لأتأكد من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما سمعت ابنته بذلك، طلبت من أن يبقيه في البيت حتى يتأكد وقالت له إن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمر بذلك فليكن. وحسب الرواية أنه زوجه إيّاها بعدما راجع النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له (صلى الله عليه وآله) (يا زياد، جويبر مؤمن والمؤمن كفو المؤمن والمسلم كفو المسلمة فزوجه يا زياد ولا ترغب عنه)(2).

وتم العقد (لم يذكر التاريخ أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ هو الذي قد عقده)، وهيأ زياد بن لبيد منزلاً لهما وأقام وليمة للزفاف. وتبدلت أحوال جويبر فأراد أن يشكر الله على نعمته هذه فلن يكتفي بالعبادة حتى الصباح، بل نذر أن يتعبد ثلاث أيام بكاملها. ولم يقترب من زوجته ففرحت بعض النساء لذلك. من أن لا رغبة لديه بالنساء وقد يمكن التخلص من هذه الزيجة بعد أن أطاعوا كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكوه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأله (صلوات الله عليه وآله) عن السبب فأخبره جويبر عن نذره وقال إن الليلة هي الليلة الرابعة وسأقضيها مع الدلفاء.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه وامانته يخطب اليكم فزوجوه والا تكن فتنة وفساد كبير).

وكان يقوم عملياً بما يقضي على السنن الجاهلية وروى عنه (صلى الله عليه وآله) انه قال: (وكل مأثرة الجاهلية تحت قدمي)؟.

فلكي يقضي على تلك العادات زوج الدلفاء ابنة زياد بن لبيد الى جويبر. وعندما يسأل عن ذلك يجيب: فمع ان جويبراً لا يملك جمالاً ومالاً الا انه يملك اخلاقاً وتقوى ومع انه يفتقد الشخصية الظاهرية فإن لديه شخصية اسلامية. ومتديناً واقول يجب ان يتزوج من كان يملك ديناً وشخصية اسلامية اي تقوى واخلاقاً.

اذن فان خلاصة بحثنا، ان قانون الوراثة قانون مسلم به فان كنتم ترجون سعادة أبنائكم عليكم ان تلتزموا بتزويج بناتكم الى من ترضون دينه واخلاقه. وان يتزوج الشباب بذات الدين والأخلاق لأنه لو كان هناك جمال من دون عفة، فسأقول لكم كما يقول العوام: لو حبستموها في زجاجة وغلقتم عليها فسترتكب فساداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة.

2ـ البحار، مجلد103، ص372.