1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية البشرية : الجغرافية السياسية و الانتخابات :

النظريات المتعلقة بالدولة – نظرية هالفورد ماكندر - (صدی و انتقادات النظرية)

المؤلف:  صباح محمود محمد واخرون

المصدر:  الجغرافية السياسية

الجزء والصفحة:  ص 135- 138

2023-03-04

1457

صدی و انتقادات نظرية ماكندر:

لم يستطع معاصروا ماكندر ان يتبينوا بوضوح آرائه في مثل هذه النظرية، باستثناء الجغرافي الالماني كارل هوسهوفر Karl haushofer الذي أدرك ما كان يذهب اليه ماكندر في منطوق نظريته, فقد لاحظ هوسهوفر الامكانيات الهائلة لقلب الارض وكانت أمنيته الكبرى - متأثراً بما جاء به ماكندر - ان يرى المانيا تسيطر على هذا الجزء الحيوي من العالم ، علماً بأنه لم يدع الى قيام حرب ضد روسيا ولكنه ركز انتباهه على المبدأ الذي أسماه (الغزو عن طريق تدبير انقلاب).

والخطوة التمهيدية التي أقترحها هو سهوفر لمثل هذا المبدأ هي إيجاد (تحالف الماني -روسي), وكانت الخطوة الاخيرة في رأيه التدخل الالماني التدريجي في النظم العسكرية والاقتصادية الروسية, ولكن سرعان ما خاب ظنه، حينما سمع بقيام المانيا غزو الاتحاد السوفيتي عسكريا، اذ ساورته شكوك بنتائج هذا الغزو الذي أصبحت بعد فشل المانيا حقائق ملموسة.

لقد أثبتت حوادث الحرب العالمية الاولى والثانية صحة بعض التنبؤات التي وردت في نظرية ماكندر, فقد تعرضت روسيا مثلاً الى هجومين من قبل العسكرية الالمانية عن طريق السهل الاوروبي (الباب المفتوح) ولكن بالرغم من ذلك لم تستطع هذه الجيوش ان تتوغل بعيداً وتنال من منعة هذا القلب المترامي الاطراف مقابل ذلك وجدنا روسيا تخوض حرب الشرق الاقصى بين سنة 1604 و 1905 وتقطع جيوشها آلاف الأميال بعيداً عن مراكزها الصناعية الرئيسية .

ان تاريخ روسيا مليء بالإشارات التي تؤيد رغبة السوفيت الملحة في التوجه من قلب الارض نحو الاطراف للوصول الى البحار المجاورة ولا سيما البحار الدافئة سواء باتجاه منطقة الشرق الاوسط الى الوطن العربي عن طريق البحر الاسود والبحر المتوسط والبحر الاحمر الى الخليج العربي أو باتجاه الغرب عن طريق بحر البلطيق وبحر الشمال وكذلك المحاولات التي بذلت باتجاه الشرق للسيطرة على مياه وبحار شرق آسيا وقد أثرت فرضيات نظرية ماكندر تأثيراً عظيماً على قادة و الروس، حينما ادركوا أهمية المانيا وشرق اوروبا من الناحية الاستراتيجية لأمن معسكرهم. وعلى هذا الأساس وجدنا ان نتائج الحرب العالمية الثانية جاءت بحقائق متفقة مع رغبة الاتحاد السوفيتي في تحويل اقطار وسط وشرق اوروبا الى دول اشتراكية حليفة له حتى يومنا هذا هذه هي بعض الاصداء التاريخية التي كشفت عنها فرضيات النظرية.

اما الانتقادات التي واجهتها فمنها ما ينسب الى بعض العلماء ومنها ما ورد في نفس الليلة التي ألقيت فيها نظريته أمام الجمعية الجغرافية الملكية من قبل بعض الحاضرين لها. ومن أبرز اعتراضات جمهور الحضور هي:

1- ان النظرية تؤكد على مفهوم التاريخ يعيد نفسه من خلال ربط الاحداث التاريخية بما يجري حاليا, فقد أعترض أحدهم بان القبائل التي خرجت من أواسط آسيا باتجاهات مختلفة لم تسهم في رفع المستوى الفكري والحضاري لتلك الاقاليم المحتلة كاحتلال المغول للعراق، بل كان ذلك على العكس, اذا فالأسباب التي مهدت للغزو لم تكمن في قوة هذه القبائل وانما في ضعف حكومات أقاليم الاطراف من جراء الانقسامات السياسية والارباك الذي حدث في الاجهزة الادارية والعسكرية, وعلى هذا الأساس فليس من الضروري ظهور ما يوازي مثل هذه الاحداث حتى يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه.

2- ان النظرية تؤكد على أهمية القلب الروسي في الشؤون العالمية علماً بأن الجزر البريطانية استطاعت من موقعها في غرب أوروبا ان تنظم قوة بحرية يمتد نفوذها الى مناطق الهلال الداخلي والخارجي وان تبني امبراطورية عظيمة لا تغيب عنها الشمس, الا يمكن للجزر اليابانية وهي تتمتع بنفس الموقع - ان تبرز الى الوجود وتمارس ضغطها وتأثيرها على مناطق شرق آسيا، اذا ما استطاعت ان تطور قوتها البحرية وتعمل على ادامتها.

3- ان النظرية لم تأخذ بنظر الاعتبار التطور التكنولوجي وما سيسفر عنه من تغيير في موازين القوى, اذ ان بناء القاعدة الصناعية هي أ أساس توفير القوة سواء أقيمت تلك القاعدة الصناعية في قلب القارة أو في منطقة جزرية, فالمهم انه من يمتلك القدرة الفنية والتكنولوجية يكون باستطاعته السيطرة والتفوق على الآخرين, وبالفعل أدى التطور في مجال طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية الى تقليل المسافات وتسهيل الحركة وبالتالي تغيير بعض المفاهيم الجيوبوليتكية ذات العلاقة بتوزيع القوى على سطح الكرة الارضية, ومن أخطر التطورات التكنولوجية ما حدث فعلاً في مجال الاسلحة الحربية والاستراتيجية من زيادة مطردة في سرعتها وفي مداها وقوة تدميرها ودقة تهديفها.

4- وفي رأي بعض الكتاب ان نظرية ماكندر لم تضع في حسابها مجمل التغيرات الايديولوجية التي طرأت بعد الحرب العالمية الثانية . فقد خرجت الايديولوجية الاشتراكية من قلب الارض وباتجاهات مختلفة محدثة تغيرات جذرية في الانظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون غزو عسكري مباشر من قبل القوات السوفيتية . فقد حدثت ضمن نطاق الهلال الداخلي والخارجي ثورات اشتراكية مثل ثورة الصين الشعبية عام 1949 وثورة كوريا الشمالية عام 1951 وفيتنام عام 1954 وثورة كوبا الاشتراكية عام 1960, وأغلب هذه الانظمة السياسية مع اقطار اوروبا الشرقية الاشتراكية تدعم اليوم مواقف قلب الارض وتسير في فلكه باتجاه تنمية القوة البرية واضعاف القوة البحرية.

5- اما العالم مايننك D. Mining - فقد أنتقد ماكندر في تحديده قلب الارض والهلالين الداخلي والخارجي، أي بمعنى آخر في توزيعه للقوى العالمية على أساس الموقع القاري أو البحري, وكان يرى ضرورة التحديد على أساس (حضاري) لان هذا المعيار هو أكثر استقراراً وثباتاً من مبدأ الموقع الجغرافي . وفي ضوء المعيار الحضاري يحدد مايننك قلب الارض بالمنطقة الاستبسية من قارة اوروبا وآسيا والمحاطة بالأقاليم الصحراوية, وقد حددها من الغرب بنهر الفولكا وبحر قزوين ومن جهة الشمال بالحافات الجنوبية لنطاق الغابات الصنوبرية ومن الشرق بسلاسل الجبال الداخلية لإقليم الحضارة الصينية ومن الجنوب بالمرتفعات الجبلية الممتدة من سينكيانج الى الهملايا الى جبال هندكوش حتى بحر قزوين, ويعتقد مايننك بان هذه المنطقة المحددة بالشكل الآنف الذكر تمتاز بتشابه في الظروف الطبيعية والخصائص الحضارية.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي