x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الحالات المختلفة للأطفال المتأخرين دراسياً
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص42 ــ 49
2023-03-02
1310
صاحب الخلق غير المستقر:
مثل هذا الطفل يتميز بسيطرة علاقة ثلاثية عليه تتمثل: بالمهارة اليدوية، والذكاء، والميل إلى مهنة تنطوي على المخاطرة. ومثل هذا الولد يسهل إغراؤه بالهروب من المدرسة، وما يترتب عن ذلك من نتائج ومعالجة مثل هذا النوع من الأطفال تكون بتهيئة فرص العمل التي يمكن أن ينتهي منها سريعاً والإشراف على انتظام عمله المدرسي.
الطفل الخامل:
يطلق على هذا الطفل في سيكولوجية الشكل أنه من النمط المنبسط وهو على نقيض (متبلد الحس)، يبدو شكل وجهه خال من التجاويف، ممتلئ الصحة، يستجيب للأشخاص وللأحداث بتفاهة، وليس عنده أي توتر نفسي وهو يتوهم أنه يحيا حياة حقيقية، يتجه بسرعة إلى السمنة، ويتعلم النظافة ببطء تزيد قامته بسرعة مع بعض الترهل، يحافظ على نفسه محافظة شديدة إلى درجة المبالغة، قليل التفاعل مع الآخرين، وإن كان يميل إلى الوداعة معهم.
بعض أفراد هذا الصنف يقومون بالعمل الذي يفرض عليهم في طاعة، ولكن دون حماس، ولا يوجد لديهم ميل حقيقي للبحث أو القراءة.
والخامل يؤجل عمل اليوم إلى الغد، يتمطى ويتثاءب، ولا يقوم بإعداد واجباته المدرسية إلا في اللحظة الأخيرة من النهار، أو في اليوم الأخير من العطلة المدرسية، بل وفي الساعات الأخيرة منها، مع طلبه المساعدة من والديه، أو من بعض زملائه، ويثير اهتمامه كل ما هو سهل.
بعض أفراد هذا الصنف قد يكون لهم قدر من الذكاء، لكنه يبقى غير فعال وإذا كان أحدهم خائر القوى فهذا ما يدعو إلى ملاحظة عملية التمثيل الغذائي وإفرازات الغدد الصماء والأفضل استشارة الطبيب المختص في ذلك. ويتمتع الخامل أحياناً بطاقة ملفتة تظهر أثناء اللعب، لكنه في درس الرياضيات مثلاً يعجز عن الارتفاع بقوته إلى المستوى السابق الذي تصرف به، لذلك ينصح المرشد التربوي في مثل هذه الحالة بالبحث عن الأساليب الكفيلة برفع مركز استعمال الطاقة أو البحث في كيفية استغلالها وتوظيفها وتنميتها ويأتي هنا دور المعلم والأسرة في حمل هذه المسؤولية، وإمداد الطفل الخامل بمزيد من الطاقة يتم بأسلوبين:
- أولهما: الإعلان اللفظي، كأن يكشف له عن نقاط الضعف فيه ومصدرها.
- وثانيهما: تزويده بطاقة يصرفها في اللعب الجماعي، وتكليفه بأعمال يقوم بها وينجزها فيتعلم معنى الجهد ويتذوق الإشباع في هذا الجهد، وقد يعود من جديد إلى الكسل، لكن يجب الإصرار على جعله يصل إلى تمام العمل والاهتمام به وتشجيعه عن طريق زيادة الحوافز حتى النهاية. وحبذا لو اعتمد المربون تنمية أسلوب البحث والتنقيب والمشاركة في أوجه النشاط، والحركة الكشفية هنا تسهم كثيراً في إحياء هذا الجهد، لأنه يجمع بين اللعب والواجب في نفس الوقت، بالإضافة إلى العمل الجماعي، الذي يخلق روح المنافسة الخيرة، مع التعود على الانضباطية والنظام. ولما كانت الحياة الكشفية مقدمة للحياة الاجتماعية بشكلها العريض فالنجاح فيها مؤشر للنجاح في الحياة بشكل عام.
الطفل البليد الحس:
الخامل وبليد الحس كسولان، لكن كسل كل منهما يختلف عن كسل الآخر في مصدره وطبيعته، فهو عند بليد الحس يدخل في تركيبه البيولوجي، وربما يعود ذلك إلى نوعية مزاجه أو لوراثته الشخصية التي تؤدي إلى أساس واهن للمقاومة (قرابة الدم، أمراض الطفولة المبكرة الخطيرة، المكوث طويلاً في المستشفى بسبب حالة مرضية)، أو يعود ذلك للتربية المتشددة التي تمنع تفتح الطاقات عند مثل هذا الطفل.
ونموذج هذا الطفل: هزيل، صغير، سقيم، بلا مقاومة، تتحول عنده أبسط إصابة أو عارض مرضي إلى أزمة صحية، ويميل في حياته إلى الخنوع نتيجة ضعفه، كثير الحساسية للأمراض البسيطة، يعيش طفولته، خالياً من الحيوية والنشاط، يشاهد في الملعب منزوياً، لا ينضم إلى أي فريق من فرق اللعب، وهو حين يعود إلى الصف يعود بنفس اللامبالاة التي كان بها في الملعب.
صاحب هذا النمط يصل أحياناً إلى نتائج محددة في الرياضيات، لأن الخوض في مسائلها يتناسب مع ما لديه من هدوء وصبر، وهذا ما تتطلبه مادة الرياضيات، ثم إن مخزون الذكاء قد يستعمل في مثل هذه المادة، في الوقت الذي لا يوظف فيه ذلك عند غيره، إما لعوامل مزاجية خاصة وإما لطبيعة المادة التعليمية.
وأثناء الفحص الإكلينيكي، وعند تطبيق الاختبارات كان يظهر تردادا كبيراً، وسلوكه يتم بالخجل والوسوسة والتضجر وعدم الارادة وعند سؤاله (يجيب بمط شفتيه أو بهز كتفيه، أو بحركات أخرى تدل على الملل، يزخرف إجاباته فيستعمل ألفاظ - ربما، إلى حد ما، نعم، ولكن - وغالباً ما لا ينهي إجاباته)(1).
وغالباً ما يفتقد أفراد هذا النموذج من الأطفال ثقتهم بأنفسهم، تنطوي نفس أحدهم على تعاسة لم يستطع الإفصاح عنها وكأنه السجين القاصر عن التحرر، ورغم أن ذكاءه هو فوق المتوسط كان بطيئاً في عمله، فاقد الارادة، ميالاً الى التعب.
والعلاج الفسيولوجي ضروري، فربما كان السبب ناتجاً عن إفرازات الغدد الصماء، ومن الناحية التربوية والنفسية يمكن للمربي أن يرفع من طاقته عن طريق مده بالروح المعنوية العالية وبث الشعور بالتفاؤل والثقة بالنفس. وقد لوحظ من خلال الاختبار الميداني والمراقبة لسلوكيات هذا النمط من الأطفال (المراقبة يجب أن تجري من بعيد دون أن يشعر بها الطفل)، لقد لوحظ أنه يخرج الكتب والكراسات ليقرأ ثم يعيدها إلى محفظته عند قرع الجرس بحركات آلية ميكانيكية، وهنا يتدخل المعلم أيضا من خلال قيامه بالعملية التربوية لتخليص الطفل من هذه الآلية التي تتحكم به ليعود إلى الاندماج مع أجواء الصف بحيوية ونشاط، ويمكن تعويده على نشاط رياضي كالسباحة وكرة القدم، ولا بأس بالانضمام أيضاً إلى فريق رياضي (وتعتبر الحركة الكشفية التي يوصي بها عملياً لكل أنماط الأطفال، لما يشعرون فيها من السرور والفائدة ترياقاً فعالاً للركود الجسمي والنفسي عند بليد الحس)(2).
ويمكن للمعلم أن يمارس الأساليب النشيطة عن طريق خلق أجواء العمل الجماعي الذي يعتبره أحد المربين خير وسيلة لجذب مثل هذا النوع من التلامذة إلى العمل المدرسي لأنه لا مجال لإخراجهم من القوقعة التي هم فيها إلا بصهرهم في بوتقة العمل الجماعي. ويجب ألا يغيب عن البال بأن التلميذ يشعر بأنه من العار عليه ألا يعمل مع الباقين ويمكن أن نعتبر ذلك بمثابة حقنة من الدافعية للعمل، وهذا يقلل من تعاسته ومن انطوائيته في الوقت نفسه. فإذا أمكن لهذا الصنف مثل هذه المراقبة لرأيناهم من المجدين المجتهدين، وقد أمكن للدراسات والاختبارات المتعلقة بهؤلاء أن تكذب الكثير من المقولات التي قيلت في هؤلاء الأطفال. إذ إن الرعاية التربوية السليمة، قد بدلت - عبر التاريخ التربوي- كل النظريات والتوقعات السيئة التي أشار إليها الخبراء النفسيون. والحقيقة أن الذكاء لا يعمل منفرداً، فالإنسان كل متكامل، فيجب تضافر وتآزر كل قوى الشخصية وخلق الظروف الموضوعية ليصبح هذا الذكاء عملياً.
الطفل البطيء التعلم:
يرى (فيدرستون) أن: (جميع الأطفال الذين تبلغ نسبة ذكائهم أقل من 91 درجة وأكثر من 74 يكونون ضمن المجموعة التي تمثل بطء التعلم)(3)، والذين تتدنى نسبة ذكائهم عن 74 درجة قلما يحققون نجاحاً في المنهج العادي ويشار إليهم عادة أنهم متخلفون عقلياً.
ومن أبرز صفات الطفل البطيء التعلم:
1- إنه من الناحية الجسمية متخلف عن المتوسط العام لمن هو في مثل عمره الزمني، وغالباً ما يكون أقل طولاً وأثقل وزناً- أو يعاني من بعض الأمراض الفسيولوجية أو الغددية.
2- إنه ضعيف التركيز، كثير الشرود.
3- علاقاته مضطربة وغير مستقرة مع رفاقه ومع أخوته.
4- يعاني من الشعور بالخيبة والإحباط، ويميل إلى العزلة، إذا ما كان الاجتماع يتطلب منه بذل الجهد الفكري، أو قد يتهرب بطريقة خفية.
من أجل ذلك يراعى في تعليم الأطفال البطيء التعلم أموراً عدة منها:
أ- تقسيم التلامذة إلى مجموعات: مجموعة سريعي التعلم ومجموعة متوسطي التعلم، ومجموعة بطيئي التعلم. ولكن هناك خلاف حول وضع هؤلاء التلامذة، فهناك كثرة من الآراء المعارضة لفكرة المجموعات المنفصلة، كما أنه يوجد آراء مؤيدة لهذا الاتجاه، وقد اتضح أنه لا مجال لتنظيم مجموعة منفصلة لبطيئي التعلم تكون متجانسة في أكثر من ناحية. والواقع (أن مجرد الفصل دون إعادة تنظيم المنهج يكون قليل الفائدة بالنسبة للتلامذة بطيئي التعلم)(4)، وهذه الطريقة وإن سهلت عمل المدرس وتسببت في تحسين وضع بقية التلامذة، غير أنها لم تحسن كثيراً من وضع بطيئي التعلم بل ثبت على العكس بأنها تعمل على تكوين اتجاهات عدائية عند هؤلاء التلامذة ضد المجتمع. ثم إن الديمقراطية تتضمن إتاحة الفرصة لكل فرد للوصول بقدراته وإمكاناته إلى أقصى درجة ممكنة والتمتع بأفضل المميزات التي يمده بها المجتمع فلا مانع من وجهة النظر الديمقراطية من تقسيم هؤلاء إلى مجموعات شرط أن يكون التقسيم مزوداً بالفرص المناسبة، ثم إن فرض تعليم مسائل معينة على مجموعة من بطيئي التعلم يتنافى مع مبادئ الديمقراطية الصحيحة، ثم إنه لا بد من إعداد مدرسين خاصين لهذه الفئة من التلامذة. وأن يكون هؤلاء المدرسون من الدين تلقوا إعداداً تربوياً وانفعالياً ليتمكنوا من مواجهة الظروف الجديدة الصعبة ودون أن يشعروا بأنهم مجبرون على هذا العمل الذي اختيروا له، بل يجب أن يستشاروا في هذا الموضوع ويؤتى بهم بناء لرغبة منهم صادقة للعمل في هذا المجال.
ب- بطيئو التعلم يجب أن يشتركوا في النشاطات المدرسية كلها، وإن كانوا في مجموعات خاصة فسيشتركون في الحفلات، والاجتماعات والرحلات، والمباريات الرياضية ومن الخطأ الفادح استثناء هذه الفئة التي قسا عليها القدر، من هذه النشاطات التي يجب أن تقتصر على التلامذة المتفوقين في التحصيل الدراسي، لأن ذلك مخل بقواعد العدالة، وقد تعرضت مسألة فصل التلاميذ البطيئي التعلم لكثير من النقد ولذلك يجب ألا يلجأ إليها إلا في حال تعذر مواجهة هؤلاء التلامذة في الفصول المدرسية العادية.
ج- أما مسألة الصحة النفسية، فهي مسألة هامة وجديرة بالبحث عند الطفل السيء التعلم لذا يجب أن تولي المدرسة الصحة النفسية للطفل العناية الكافية كما أنه على المدرسة أن تركز على تزويد الطفل البطيء التعلم بالوسائل التربوية والأجواء المناسبة خلال تنمية قدراته، وتشير بعض المراجع التربوية إلى وجوب تزويد الولد البطيء التعلم بمعلومات عن العلاقات الاجتماعية والحكومية قبل أن يترك المدرسة ويتم ذلك خلال المناقشات التي يجب أن تحصل بينه وبين المدرسين والمشرفين التربويين في المدرسة، مع الإشارة إلى ضرورة مواصلة اللقاءات للاطلاع على أوضاعه ومساعدته عندما يتطلب الآمر ذلك.
والتربية مسؤولة عن هذا الطفل البطيء التعلم، وفي جعله مواطناً صالحاً إيجابياً لذا يجب أن يزود بالحد الأدنى مما يلزمه لتحقيق عيشه الحر الكريم وسط أفراد مجتمعه، وأن يفهم الأمور المالية والاقتصادية الضرورية لتسيير حياته اليومية وهذا ما نطلق عليه اسم (الكفاية الاجتماعية)، وهو القدر اللازم من المعرفة يتطلبه الإنسان العادي ليعيش في المجتمع الديمقراطي براحة وأمن وسعادة.
ومن أجل ذلك أيضاً يجب أن تتعاون المدرسة مع البيت في سبيل تأمين مهنة يتعلمها الولد بعد نيله الحد الأدنى من التعلم، وامتلاكه للقدر الكافي من المعارف الاجتماعية. وأمر المهنة ليس من مسؤولية المدرسة الابتدائية طبعاً، بل هو من واجب الأهل والمؤسسات الاجتماعية المعنية بهذا النوع من الأطفال البطيئي التعلم.
والحقيقة أن جهد المدرسة يبدو من خلال تعاطيها مع هذا الموضوع، ومع هذا النوع من الأطفال بروح إيجابية وبجدية، فالأذكياء والعاديون، قد لا يحتاجون من المدرسة إلى الرعاية والتوجيه كما تحتاجه هذه الفئة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أندريه لوجال، التأخر الدراسي، ص 144.
2ـ المصدر السابق، ص 146.
3ـ د. مصطفى فهمي. مجالات علم النفس، سيكولوجية الأطفال غير العادين، ص 231.
4ـ المصدر السابق، ص 224.