الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المقومات الطبيعية لتقييم الوزن السياسي للدولة- المناخ
المؤلف: صباح محمود محمد واخرون
المصدر: الجغرافية السياسية
الجزء والصفحة: ص 51- 53
2023-02-26
994
المناخ:
ليس من شك أن التقدم الذي أصابته كثير من الدول انما يرجع في بعض أسبابه الى ملائمة المناخ فيها لنشاط الانسان وعدم وجود التطرف المناخي الذي من شأنه ان يؤثر في مقدرته الجسمية أو العقلية, حيث أن للمناخ أثره الواضح على حيوية الانسان ونشاطه كما أنه أحدى الحقائق التي تؤثر في منجزاته الحضارية والظروف المناخية تتصل اتصالاً وثيقاً بالنباتات الطبيعية وبالغلات الزراعية, حيث تؤثر هذه جميعاً في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للدولة, ولا شك أن تنوع المناخ ينعكس على تنوع الانتاج النباتي والحيواني والغابي ، الأمر الذي يساعد الدولة على الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي أو يقربها منها والاحوال المناخية الملائمة تزيد الطاقة الانتاجية للدولة على ما هي عليه في الدول ذات المناخ الاقل ملائمة.
حيث تتمكن من توفير الغذاء للسكان بقدر كاف و متوازن ، وهو من أهم الأهداف الاساسية للتنظيم الداخلي للدولة في الوقت الحاضر والذي ينعكس بالتالي على تعزيز استقلال الدولة اقتصادياً وسياسياً وبناء قوتها بحيث تكون قادرة على أتخاذ القرار وتنفيذه بإرادتها الذاتية حماية لمصالحها القومية ودفاعاً عن وجودها ضد كيد المعتمدين ولكن تنوع المناخ ، من ناحية أخرى ، قد تكون له نتائج سلبية ، فظاهرة ارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها ، وظاهرة الجفاف مثلاً من الظواهر المناخية التي تعيق الى حد ما النشاط البشري ومن ثم تطوره كقوة سياسية . فالمناطق التي تتميز بدرجات حرارة منخفضة كما هو الحال في الاقاليم القطبية وقمم الجبال حيث تكون التربة متجمدة على العموم كما يغطي الثلج والجليد معظم المنطقة لا يمكن أن يقوم فيها نشاط زراعي اذ لا ينمو فيها غير الحشائش والطحالب . الا أن وجود المعادن في بعض جهاتها أكسب هذه الجهات قيمة اقتصادية نسبية مثل الفحم والحديد الخام والذهب اضافة الى كون سواحل بحار هذه المناطق غنية بثروتها من الاسماك والحيتان والفقمه.
أما المناطق الحارة الرطبة الجهات المنخفضة المنطقة الاستوائية هي الأخرى غير ملائمة لسكن الانسان لان الهواء الحار الرطب يسلبه الحيوية ويجعل القيام بأي جهد أمراً صعباً للغاية . كما أن تربة هذه المناطق فقيرة جداً لان الامطار الغزيرة تعمل دائماً على تشريحها وسلبها عناصر الخصوبة اللازمة لنمو النبات لذا فان مثل هذه المناطق قليلة السكان بحيث لا يمكن ان تكون نواة لدولة مهمة الا أن المناطق الجبلية الواقعة في الجهات الاستوائية تتمتع بدرجات حرارة واطئة نسبياً يجعلها صالحة لسكن الانسان ولكن مثل هذه المناطق صغيرة ، المساحة في العادة مما لا يتفق ومتطلبات الدولة القوية.
ولا يعني هذا أن جميع المناطق الحارة بمثل صفة المناطق الاستوائية المنخفضة إذ أن بعضها يتميز بفصل جاف قصير مثل الهند وسيلان وجاوا وكوبا (مناطق مدارية) فهي من أكثر جهات العالم ازدحاماً بالسكان وأبرزها في الانتاج الزراعي.
وظاهرة الجفاف ظاهرة مناخية معوقة للتطور السياسي ، فالمناطق الصحراوية لا تظهر فيها مراكز للسكان الا اذا توفرت فيها المياه بكميات كافية لمزاولة الانسان لنشاطه الاقتصادي . وعندها ترتفع في مثل هذه الأراضي كثافة السكان وتتناسب طردياً مع كمية مياه الري المتوفرة فيها . وكلما كانت مساحة المنطقة المروية كبيرة فأنها قد تصبح مكاناً لقيام وحدة سياسية مهمة . فأقدم دول العالم التي نشأت في وادي الرافدين والنيل والسند ما هي الا نتاج مناخ صحراوي المناطق الاستوائية الرتيب الموهن للقوى كما لا تتصف بالبرودة القاسية التي تتميز بها المناطق القطبية.
التقدم الحضاري والتكنلوجي الذي شهده العالم اليوم لم يعد يسمح لظواهر المناخ السلبية أن تفعل فعلتها كما كانت في الماضي تفرض سيطرتها التامة على الانسان ، فالتقدم في مجال الطيران والاسلحة العسكرية الحديثة ، والمواصلات ووسائلها ، وطرق التعدين ، واستغلال الثروة الطبيعية وغيرها من انجازات انسان هذا العصر ، مكنته من أن يفرض ارادته في تذليل الصعوبات واجتياز العقبات وأعمار ما عجز سلفه من أعماره، لذلك فانه يستطيع أن يبني قوة سياسية في المناطق القطبية كما يبنيها في المناطق الحارة ، وكذا الحال بالنسبة للمناطق الجافة يستغل ثرواتها المعدنية والنفطية ، ومياهها الجوفية ، جاعلاً منها مواقع للتطور السياسي السريع وعلى نمط جديد من مراكز القوة في العالم ، كمراكز الذهب الاسود ، مراكز البترول على سبيل المثال.