1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التنمية البشرية :

أهمية الأذكياء

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الأسرة وأطفال المدارس

الجزء والصفحة:  ص254 ــ 260

31-1-2023

1149

الأذكياء والعباقرة ثروة المجتمع، يستطيعون أن يكونوا المبدعين للعلم والفكر والفلسفة. يخترعون شيئاً وتكون لهم ابداعات. مع الأسف أن أغلب هؤلاء غير معروفين في مجتمعاتهم ويبقون على ذلك الحال وحتى آبائهم ومربيهم لا يستطيعون أن يعرفوهم. ما أكثر هؤلاء الذين يعيشون في المجتمع وبسبب عدم امكان معرفتهم من ناحية ورشدهم وتعليمهم من ناحية أخرى يعملون في اعمال بسيطة مثل الصناعة والزراعة والتصوير مع انهم لو تربّوا لكان من الممكن ان يوجد أفراد مثل ابن سينا، والرازي و.. حتى بسبب الاهمال والغفلة والجهل أطلّوا على الاجرام وارتكبوا جرائماً قد تحيّر الشرطة لا يتركون آثاراً من أنفسهم ويعيشون في المجتمع بصورة عادية.

إن رعاية المراكز التربوية في البلاد لهؤلاء بصورة حسنة وجيدة سوف تفجّر طاقاتهم فأنها تستطيع أن توجد أسباب النمو السليم وترقي البلاد.

الذي تملكه الدول الأمريكية والأوروبية من الصنعة والاختراع هو حاصل فكر ورأي هؤلاء العباقرة. تربية شخص واحد مثل أديسون يستطيع أن يوصل المجتمع إلى أعلى مدارج الرشد الاقتصادي والصناعي أو يوجد فلاسفة وعباقرة مثل ابن سينا.

أسباب الذكاء

توجد آراء مختلفة حول هذا الموضوع ولكنها لا تستطيع أن تكون رأياً قاطعاً.

البعض يعتمد على الوراثة والبعض يعتمد على البيئة. ونحن مع أننا لا نعزل دور الوراثة في هذا المجال وأهمية المحيط والبيئة. لكننا نذكر أن أي من هذين الاثنين ولا حتى الاثنين معاً لا يسببان وجود النبوغ. كذلك بعض هؤلاء تربّوا في محيط فاقد لشرائط الرشد والبعض الآخر في محيط غني. وبصورة عامة هؤلاء كانوا من الطبقة العالية والثرية.

أننا نرى أن عوامل الوراثة والمحيط والتربية مؤثرة في هذا المجال. وكذلك نعتقد أنه توجد عوامل أخرى لا نعرفها ومن الأفضل أن نذكر أنها عناية خاصة من  قبل الله تعالى لجهود العلماء وسعيهم لأجل أن يجعلوا الطفل عبقرياً أو يوجد فرداً ذكياً، إلى الآن لم نصل الى نتيجة جديرة بالذكر.

حول المدرسة والدرس

الكثير من هؤلاء لا يهتمون إلى أمر الدرس وحتى نجاحهم في مجال الدراسة قليل مع أنهم يرغبون ويحبون الأعمال التي تكون خارج المدرسة. بعض هؤلاء يحسبون المدرسة كالسجن أو مكان التعذيب لأنهم هناك لا يستطيعون أن يعملوا أعمالاً بنّاءة وموجبة.

لا يعيرون أهمية للدرس ولا يستطيعون تحمل المعلم الذي ليس له ذكاء حاد ويحسبون برامج المدرسة ضعيفة ولذلك من الممكن أن يسببوا مشاكلاً لهذا السبب.

لا ينتبهون إلى الكتب الدراسية في المدرسة ولا يرغبون فيها، ومن المؤكد قرأوا دروسهم فأنهم يتوفقون أكثر من بقية التلاميذ أو يسبقون هؤلاء في أداء واجباتهم الدراسية. من الممكن أن يتأخروا في تعلم الدرس بسبب عدم الانتباه إلى تدريس المعلم أو عدم قناعتهم ورغبتهم في التعلم يتّهمون عند المعلم بالكسل وسوء السلوك، بل وفي بعض الأحيان يفصلون من المدرسة، وعلى أساس احدى الاحصائيات التي اجريت فان هناك حوالي 54% من البنين و70% من البنات الأذكياء يميلون ويحبون المدرسة فقط.

الاخفاق في المدرسة

مع كل الذكاء والنبوغ الذي يوجد عندهم، ليس من العجيب أن لا يتوفقوا في الدراسة.

بعض هؤلاء يقعون في وضع مؤسف ويهبط مستواهم العلمي، على أساس التحقيقات التي أجراها كل من (رالف) و (باسو) و (غلدبرغ) على (4900) شاب ذكي فهناك بحدود 54% من البنين و33% من البنات حصلوا على درجات سيئة جداً ولم يستطيعوا دخول الجامعة.

حول علل عدم نجاحهم في الدراسة ذكروا أسباباً متعددة من جملتها:

عدم كفاءة الأساتذة، عدم أهليّة الوالدين، عدم الانسجام مع الآخرين، الرغبة في الأعمال الخارجة عن الدرس، عدم الاعتناء بالمحتوى الدراسي، الزهد في العمل. عدم وجود المحفز للدراسة واكتساب العمل، كل هذه الأمور نستطيع أن نذكرها في هذا المجال.

من الموارد الأخرى في هذا المجال فان عدم التناسب في أساليب التدريس مع ذوقهم ورغبتهم ووجود الآمال الكبيرة والعجيبة، وعدم قدرة المعلم على افهامهم، و...

هناك اخفاقات عديدة في حياة العباقرة والنوابغ نستطيع أن نذكرها فهناك حالات كثيرة منها:

- يذكر أن (أنشتاين) ولأجل الدخول إلى الجامعة في فرع الصناعة قد رسب في اللغة الأنجليزية ولم يحصل على الدرجة اللازمة في علمي الحيوان والنبات.

- ويذكر ان (غاليلو) لم يستطع كسب الدكتوراه.

- ويذكر ان (مندل) رسب في امتحان معهد التعليم مرتين، وكذلك فان بعض هؤلاء هبط مستواهم الذهني.

احتياجهم إلى الارشاد

خلاف ما يتصوّره البعض ويقولون إن هؤلاء أطفال متقدمين ولا يحتاجون إلى الارشاد، يجب أن نقول إن هؤلاء يحتاجون إلى الارشاد واحتياجهم أكثر من الآخرين. هذا الكلام بسبب ان هؤلاء لهم عالم من الذخائر والطاقات ويتحيّرون في استعمالها هؤلاء يستطيعون أن يتقدّموا في الآداب، وكذلك في الرياضيات والعلوم الطبيعية والاحياء و...ففي أي قسم يدخلون، يحسّون بالتوفيق واللذة وبالنتيجة لا يعرفون أي فرع يختارون إلى الدراسة وفي أي قسم يجب أن يجدّوا يلمعوا وينجزوا أعمالاً مفيدة لبلادهم.

هنا تتبيّن ضرورة الارشاد، يجب أن يرشدهم في هذا المجال أفراد مطّلعين وخبراء يُوجدون فيهم المحفّز والباعث لسوقهم إلى الناحية التي تحتاجها الجامعة.

الاحتياج الوحيد والمهم لهذه المجموعة هو تحريضهم وتشجيعهم على معرفة نوع الطريق الذي يجب أن يسلكوه، فالتربية شرط أساسي للنبوغ وكذلك المربّي المناسب لازم أيضاً.

مشاكل المدرسة العادية

الدراسة في المدارس العادية عمل صعب بالنسبة لهؤلاء. هؤلاء في المدرسة وفي الصف الذي يدرسون فيه لهم وضع مغاير لما يريدوه ويرغمون عليه، المحيط ممل وغير مريح لهم، والدرس والمدرسة كالحمل على اكتافهم.

يسألون كثيراً في المدرسة من معلميهم ومن هذه الناحية يسببون إيجاد حالة من سوء الظن بينهم وبين معلميهم. وفي بعض الأحيان يسبّبون في غضب المعلم أو يوجدون فكرة سيئة في ذهنه عنهم. ولهذا السبب يعتقد علماء التربية أن هؤلاء يحتاجون إلى مدارس وتربية خاصّة ويجب أن تكون برامجهم ونظامهم مغايراً للآخرين.

إن كان بناء المدرسة خاص، فيجب أن يكون انتخابها خاص واختيار التلاميذ أيضاً يجب أن يكون بتفكر وتدبر وتخطيط. يجب أن ندقق في عدم وجود فرد في غير محله. لأن تلك الحالة تسبب في ايجاد مشاكل كثيرة للأطفال تؤدي إلى وضع أكثر رداءة. خصوصاً أنه ستوجد مشاكل دراسية، واختلاف في الفكر والسلوك والفهم والتعلم، وكذلك المشاكل العاطفية وعدم التجانس.

ومن الموضوعات القابلة للذكر هي أن لا نلحّ على دراسة مرحلتين في سنة واحدة، في بعض الأحيان نستطيع أن نضع له برامجاً جانبية حتى تتفجر أبعاده الوجودية الأخرى أو تتوسع معلوماته في المجال الذي تعلّمه.

التنظيم لأجل هؤلاء

هؤلاء يحتاجون إلى نظام خاص لا يوجد في المدارس العادية أو لا يمكن اجرائها وطرحها. يحتاجون إلى نظام خاص يتناسب مع ذوقهم واستعدادهم وعلى رأي (تورنس) يكون في جهة يحفّزهم على التعلم والاكتشاف وفي الاجراء يجب أن يكون فردياً وحتى في الوحدة يستطيع على الاستمرار بعمله.

نستطيع أن نضع لهؤلاء نوعين من البرامج: أفقية. موازية.

في النظام الافقي، السعي على تدوين المحتوى الكثير ووضعها واحدة تلو الأخرى، فمثلاً يعيّنون درس الأحياء أو الرياضيات للطفل ويجب أن تكون موضوعات هذا الدرس بصورة يقرأ الطفل بتناسب ذكائه في سنة واحدة كتب عدّة سنين من كتاب الرياضيات. كلما أتم كتاباً يبدأ بالذي بعده.

في النظام الموازي، الأصل يبتني على أن التلميذ يقرأ كتاب درس الأحياء أو الرياضيات لسنة واحدة وفي جنبها يدرس كتب الرياضيات والأحياء وتلك التي توسّع وتعمّق من معلوماته ويتعلّمها وفي المصطلح يزيد من أغصانها وأوراقها.

كل واحد من هذين الاسلوبين له مزايا وعيوب، بعض المتخصّصين يعتمد على الاسلوب الأول ويرى البعض الآخر الاسلوب الثاني. أن ذلك كسياسة الطفل ومن الممكن أن توجد فيه عدم الرغبة والاعتناء أو المقاومة في مقابل ذلك.

خصائص نظام الأذكياء

ليس من الكافي أن نجمع هؤلاء في صف واحد باسم الأطفال الأذكياء، بل يجب أن نضع لهؤلاء دروساً وبحوثاً معينة ومخصصة. هذا البرنامج من الممكن أن يكون في مجال معرفة الثقافات والتحولات الثقافية، معرفة العلوم خصوصاً العلوم الطبيعية والرياضية والمسائل الاجتماعية وتدريس الفن.

نظام درس هؤلاء يجب أن يكون منعطفاً وانعكاساً لوضع المجتمع، ولا يجب الاكتفاء بالكتب الرسمية فقط، النظام الثابت في الامتحان والامتحان الفصلي غير صالح لهؤلاء.

لأجل التسريع في الرشد نستطيع الانتفاع من البرامج الصيفية بشرط توفر الامكانية والرغبة، وفي بعض الأحيان نستطيع الاستفادة من الدروس الاضافية والخارجة عن الوقت ونستطيع الاستفادة من أسلوب التدريس من طريق البرامج أو المكاتبة، ومن الافلام، وأخيراً في بعض الموارد عن طريق الجانب العملي في المعامل والمصانع.

يجب أن ننظم برامجهم بصورة تكون النواحي الفردية فيها أكثر من النواحي الجمعية وبصورة يستطيع أن يعمل ويسعى وهو وحيد، يجب أن ترضي وتغني الميل إلى التفكر والأستقلالية فيه وتحفزه على الخلّاقية والابداع. هؤلاء لا يحتاجون إلى التمارين الكثيرة، وان كان التمرين الكثير يؤدي إلى توسيع فكرهم ومعلوماتهم.