1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الطفولة :

عوامل تفاقم العناد عند الأطفال

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الأسرة والطفل المشاكس

الجزء والصفحة:  ص134ــ145

7-1-2023

1773

يبدو من المناسب هنا التطرق إلى العوامل التي تلعب دوراً مؤثراً في تفاقم العناد والتي تمهد الأرضية لمزيد من التمرد عند الاطفال وهي طبعاً عوامل متعددة ومتباينة ونقتصر هنا على شرح الاكثر أهمية منها وعلى الشكل التالي:

١ -الاسلوب الخاطىء في التربية: يتراءى لنا ان الاسلوب التربوي الذي ينتهجه الأب او الأم في بعض الحالات يفضي إلى جعل الطفل وقحاً وميالاً للتسلط وكثير الايذاء. وقد يبديان له من الحنان والمحبة ما يجعله يتصورهما خادمين له، وما عليهما - اذا طلب شيئاً -الا التنفيذ. من البديهي ان طفلاً كهذا حينما يواجه بعض القيود والموانع يسعى جاهداً لمجابهتها مستهدفاً من وراء ذلك تحقيق رغباته بأية وسيلة متاحة، حتى وان كانت بالعناد وازعاج الوالدين.

٢ -البيئة السيئة: يعيش الطفل احيانا في وضع عائلي ومعاشي سيء وغير مرض بالنسبة له. فهو لا يطيق تحمل الصراعات المتواصلة والعلاقات العدائية بين أبوية، لكنه لا يمتلك الجرأة أو القدرة على الاعتراض والتحدث في هذا الموضوع ولايجد مفراً امامه سوى التنفيس عن همومه عن طريق العصيان والتمرد واختلاق الاعذار.

والدليل الذي يؤيد هذا الادعاء هو ما ان تتحسن العلاقات العائلية حتى يشعر بالبهجة ويكف عن عناده.

٣ -ضعف الوالدين: ذكرنا ان الاسلوب التربوي الذي يتبعه الابوان ربما يؤدي إلى نشوء طفل مستبد ومغرور لا يعيرهما أي اهتمام ويجلب عليهما البلاء والألم. وفي امثال هذه المواقف بدلاً من اتخاذ الابوين الضعيفين لمواقف حازمة ومناسبة نجدهما يتخذان موقفاً ينم عن العجز والضعف او يندبا حظهما العاثر وهذا ما يشجع الطفل على التمادي مستغلاً نقطة الضعف هذه مما يزيده عتواً وايغالاً في عناده.

٤ -العنف: يستخدم بعض الآباء والامهات اسلوب العنف في التعامل مع الطفل لكيلا ينشأ على التملق والتحلل واذا ما تكرر استخدام العنف أدى الى تهيئة الأرضية الخصبة للخروج عن جادة الصواب والاتجاه صوب خصلة العناد. اما اذا أدت ظروف طارئة الى معاودة اسلوب العنف والقسوة خلال فترة وجيزة فان الوضع السلوكي للطفل يسير من السيء الى الأسوء وتتضاعف معاناته.

٥ -اسلوب الضرب: يتغير موقف البعض فجأة ويتحول بعد سنوات من مجاراته لعناد الطفل ويقرر التعامل معه بنمط آخر غافلاً عن ان الطفل قد اعتاد على وضع يستحيل معه اصلاحه بين ليلة وضحاها. وفي مثل هذه الظروف يبدأ الاهل بممارسة اسلوب جديد الا وهو اسلوب الضرب بغية اخضاعه غير ملتفتين الى ان الضرب يساهم في تعميق روح العناد. فالاسلوب التدريجي اجدى بكثير من الاسلوب الآني أو الفوري.

٦ -اعتلال الصحة: من لاسباب التي توقع الطفل احياناً في التمرد والعناد هو سوء الوضع الصحي. فقد ظهر من خلال الدراسات العلمية ان الحالة المزاجية تدخل في عداد العوامل التي تؤثر على المزاج، ومن مظاهرها: الامراض العضوية، جفاف المزاج، وجود الديدان المعدية، سوء الهضم واضطراباته، والآلام المتواصلة وغير ذلك.

٧ -اصدقاء السوء: وهذا عامل آخر من جملة العوامل التي توجد حالة العناد عند الطفل لأن صديق السوء تنتقل عدواه الى اصدقائه. وعواطف الاطفال - كما نلاحظ - ذات تأثير متبادل كالضحك، البكاء، الفرح، الحزن، العناد، والطاعة. والطفل الذي يخالط اشخاصاً يتصفون بالعناد يأخذ عنهم نفس ذلك السلوك ويطبقه في حياته اليومية.

٨ -كثرة الاوامر والنواهي: لوحظ ان كثيراً من صور العناد والتمرد سببها الآباء والأمهات وذلك حينما تصدر أوامر إلى الطفل من قبل الاب أو الأم دون الالتفات الى استطاعته وقدرته على التنفيذ فتكون النتيجة المعارضة والعناد من الطفل وعند الجوء الى اسلوب العقاب يزداد سوءاً ويصبح الطفل اكثر الحاحاً.

توجد عوامل أخرى يمكن اضافتها الى ما ذكر من جملتها: التعب المستمر، والخمول، وجود آلام داخلية، حدة المزاج المتأتية من الامراض العصبية أو الانكسارات النفسية المتواصلة، واستشعار الهلع والاضطراب لأي سبب كان و...الخ.

الاعراض والاضرار:

خصلة العناد لها أضرار كثيرة على الطفل والوالدين والمحيطين به. فهو - اي العناد -يجعل حياة الاسرة مليئة بالمعاناة والضجر وينتهي باثارة الاختلاف بين الزوجين. واستمرار هذه الحالة يهدد الحياة المستقبلية للطفل لأنه حينما يألف وضعاً معيناً يصبح من الصعب انقاذه منه بل وان مقتضى العادة يفرض عليه تطبيق هذا الاسلوب على الآخرين أيضاً في حين ان الآخرين يقابلونه بالرفض.

وفي بعض الحالات قد يؤدي الغضب الناتج عن العناد الى اصابة الطفل بلكنة لسانية بحيث لا يستطيع السيطرة على مشاعره او يفقد قدرة التعبير عنها وحتى ان الحالات الشديدة من العي واللكنة ربما تشل بعض طاقاته، او تجعله عرضة لبعض المخاطر.

موقف الوالدين:

لا شك ان الابوين يتحملان العناء الاكبر من عناد الطفل لانه يزعجهما ويثير كوامن غضبهما. يواظب الكثير من الآباء والامهات على الاحتفاظ برباطة جأشهم ازاء مثل هذه السلوكية التي يبديها الابناء، لكن البعض الآخر يبدي امتعاضه منها ولايخفي انزعاجه ومعاناته.

اساساً يجب النظر الى هذا السلوك على انه سلوك غير طبيعي، ونحن على ثقة ان هؤلاء الاشخاص يستعيدون وضعهم الطبيعي في ما بعد اي في مرحلة النضوج، الا ان الضرورة تستدعي انقاذهم حالياً من اجل راحة والديهم فنحن نتصور ان الطفل المعاند يؤدي إلى شيخوخة ابويه في وقت مبكر ويجلب لهما الضجر والهموم، ويتسبب كذلك في ازعاج ومضايقة الضيوف أو المضيفين ويسلبهم الاستقرار والراحة.

وجوب التصدي لهذا السلوك

نؤكد هنا على الآباء والأمهات والتربويين بضرورة عدم الاستسلام امام هذا السلوك حينما يبدر من الطفل، وان لا يعودوه على نيل مطاليبه بالبكاء والالحاح. ونحن نرى ان مثل هذه الخصلة يجب ان لا تتجذر في نفس الطفل ويجب ان لا يتكون في ذهنه تصور يوحي له بأن جميع افراد العائلة رهن اهوائه ورغباته.

وعلى هذا لاساس يتضح لنا ان التصدي لهذا السلوك ومعالجته يعد أمراً في غاية الاهمية، ولابد من ترويضه منذ الطفولة على اطاعة الوالدين والتربويين لتكون لهم في المستقبل شخصيتة محببة. ولذا يجب تقويم شأنه بأسرع ما يمكن لأنه في حالة تكريس هذا الوضع يصبح من الصعب اصلاحه ناهيك عما يعانيه ذووه خلال هذه المدة من ألم وعذاب. كما اثبتت التجارب ان مثل هذه الخصلة تنتقل بالعدوى، والويل لو أضحى سلوكه هذا درساً ومثالاً يقتدي به بقية الاطفال.

هنالك امل طبعاً بان يسلك مثل هذا الطفل منهجاً قويماً ويتحول عناده إلى طاعة وهدوء. وصفات الاطفال على العموم تتسم بهذا الطابع؛ فهم يبكون في لحظة وينتقلون بعد دقيقة الى الضحك والبهجة. وسريعاً ما يحزنون وسريعاً ما يفرحون، ويتيسر بكل سهولة عطف اهتمامهم من مسألة إلى خرى.

معرفة الأسباب والدوافع

ان معالجة السلوك غير الصحيح عند الطفل والحيلولة دون بروز اي تصرف بعيد عن الاستقامة يقتضي أولاً معرفة السبب الأساسي لبروز هذه الخصلة، ووقت حدوثه، والاوقات التي تتفاقم فيها هذه الحالة، وما هي المؤثرات التي تزيد العناد عند الطفل، وما هي الامور التي تؤمن وداعته، وعلى العموم ما هي التدابير الواجب اتخاذها لكي لا يكرر هذه التصرفات؟

اما التأكيد على تشخيص جذور ودوافع هذا الانحراف فيعزى الى ان كل حالة من حالاته تستلزم اتخاذ موقف معين ازاءها. فعلى سبيل المثال اذا كان مصدر العناد هو الحسد فعلى الآباء والامهات اتخاذ موقف معين ازاءه، اما اذا كان سببه منبثقاً من مرض عصبي فالظرف يحتم اتباع اسلوب آخر.

أي لابد من اتخاذ القرار الذي يتناسب مع ذلك لظرف.

أساليب العلاج

قلنا بضرورة معالجة عناد الطفل وتقويم سلوكه، وهذا يتم من خلال ثلاثة اساليب، وهي: الاسلوب الطبي، الاسلوب النفسي، والاسلوب التربوي، ونتناول في ما يلي كل واحد منها بالدراسة مع مراعاة جانب الاختصار:

أ - الاسلوب الطبي:

لا مبرر للاطالة في هذا الباب لكونه عملاً تخصصياً وله اهله من ذوي الفن والخبرة. ونقتصر على اشارة اجمالية له وهي أن مصدر الكثير من حالات العناد نابع من اسباب عضوية وعصبية فاذا ماتمت معالجتها ستزول الاعراض الجانبية الناتجة عنها بشكل تلقائي، اما الخطوة الاولى التي يجب اتخاذها بشأن الطفل الذي يعاني من امثال هذه الاضطرابات السلوكية فهي التأكد من عدم اصابته بأية اعراض عضوية. والطبيب المختص هو الذي يدلي برأيه في هذا العدد.

ب- الاسلوب النفسي:

للعناد - في بعض حالاته - سبب نفسي اذا تم إصلاحه فان هذه الحالة عند الفرد يتم اصلاحها تلقائياً. وهنا يتحتم على الوالدين والمختصين بالامور التربوية التعامل بايجابية مع روح الطفل لكي يضفوا عليه موجبات السكينة والاستقرار. واذا ما برز الى السطح اي اختلال نفسي صار من الواجب الاسراع لمعالجته. واذا كان فقدان الثقة يثير فيهم الألم فلابد من المبادرة للاصلاح. نتاول في ما يلي مجموعة من النقاط الجديرة بالذكر وأهمها:

١ -الاحترام والمحبة: يجب ان يقوم البناء التربوي للطفل على هذا الاساس، وينبغي أن يحظى بالاحترام. فقد وردت عن الرسول صلى الله عليه وآله توصيات عديدة تؤكد على وجوب احترام الطفل. والمختصون بالشؤون التربوية يؤكدون اليوم على هذه النقطة أيما تأكيد ويضيفون الى ذلك وجوب اقتران الاحترام بالمحبة.

يمكن تقويم سلوك الطفل من خلال ابداء الاحترام والتعبير عن المحبة، وعندما تقتضي الضرورة نطالبه بلزوم الطاعة.

٢ -تفهم مشاعره: حينما يقوم الطفل بابداء الالحاح والعناد ولاسيما في الوقت الذي يكون فيه محقاً في التمرد والتذرع؛ لا مناص حينئذ من الاصغاء إليه وتفهم مشاعره ومجاراته في طلباته وهذا ما يؤدي الى ارتياحه ويدفعه الى التعقل في طرح رغباته. والحقيقة ان الطفل حينما يلمس من والديه التفهم والاستجابة يميل الى الهدوء والسكينة.

٣ -الحث على التكلم: واحياناً يمكن الدخول في حديث حتى مع هذا الطفل الصغير ولكن بالاسلوب الذي يفهمه من اجل اكتشاف السبب الذي يدفعه نحو العناد، وما الداعي لعدم الاصغاء لكلام الوالدين؟ وما الباعث على انزعاجه؟ ولماذا يتصرف على هذه الشاكلة؟

الطفل يتحدث عادة بصراحة وصدق عن مشكلته، ونفس هذا الحديث يعتبر بالنسبة للطفل بمثابة المتنفس عما يختلج في نفسه، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى يقودنا الى معرفة السبب في انحراف سلوكه، وهذا ما يجعلنا اكثر قدرة على اتخاذ الموقف الصحيح ازاءه.

٤ -الاهتام بشخصيته: وهذه من المسائل المهمة التي تفتح باب التفاهم في ما بين الطفل والوالدين والتي يمكن استثمارها في بعض الظروف لصالح كل من الطفل والأبوين. فالتعامل مع الطفل لابد وان يكون عقلانياً ومدروساً بعيداً عن الاستهزاء بمشاعره، ويفترض أيضاً ان يدرك بانهما لا يستخدمان معه منطق القوة بل يأخذان عواطفه ومشاعره بنظر الاعتبار وهذا ما يساعد على ايجاد حالة من السكون عند الطفل والاتجاه نحو الكف عن هذه العادة.

٥ -التجاهل: واخيرا، اذا ما فشلت جميع الخطوات المشار إليها انفا، يمكن استخدام اسلوب التجاهل، فالطفل حينما يعاند يمتنع حتى عن تناول الطعام، وحينها لا يجب على الأبوين الاصرار على وجوب تناوله الطعام. فالمصلحة قد تقتضي احياناً تركه وشأنه ليصرخ كيفما يشاء وليثير ما يحلو له من الضجيج، وحينما يجد ان الطريق مغلق امامه ولايمكنه الضغط على والديه بهذا الاسلوب، يضطر للعدول الى طريق آخر. اي ان تجربة هذا الاسلوب عدة مرات تنفع كثيراً وتخمد في اعماقه مثل هذه الاثارات.

ج - الاساليب التربوية:

الطفل كائن عديم التجربة ويستوجب الرأفة به. يسلك احياناً طريقاً يظن فيه سعادته الا انه يدرك بعد مضي فترة قصيرة بان هذ الطريق يوصله الى التعاسة والشقاء؛ ولهذا فلابد من مساعدته لئلا يسقط في مثل هذه المنزلقات. ان هذه المصاعب التربوية ومن جملتها العناد تفرض علينا استخدام الاساليب التربوية التي نشير في ما يلي إلى بعض منها:

١ -توعية الطفل باسلوب الحياة: وهذه نقطة مهمة وجديرة بالذكر وتقوم على توعية الطفل تدريجياً وتعليمه اسلوب الحياة، وهذه المهمة من وجهة نظر الاسلام تقع على عاتق الابوين والمربين لكي يربوهم بشكل يجعلهم اكثر انصياعاً لهم وإطاعة لأوامرهم، والافضل هو المسارعة الى بناء اسس الطاعة عند الطفل منذ نعومة اظفاره، لكيلا يصبح امره اكثر صعوبة في المستقبل.

٢ -الفات نظره الى أهمية شخصيته: وهي أيضاً نقطة أخرى جديرة بالتأمل وهي وجوب اتخاذ الوالدين والتربويين منهجاً مدروساً فى تربية الطفل وتوعيته شيئا وشيئا بالنمط الأخلاقي الذي يلتزمون به لكي يفهم ما يجب اجتنابه، وما هو الموقف الواجب اتخاذه ازاء كل مسألة.

كما ويجب توعيته بقيمة وقدر شخصيته لغرض ان يدرك انه فرد مهم ولا يليق به سلوك اسلوب العناد لأن فيه انتقاصاً لشخصيته. فاذا ما شعر الطفل ان له مكانة في النفوس فانه يسعى الى الحفاظ عليها واصلاح سلوكه المحرف.

٣ -ذكر القصص والحكايات: ويقوم هذا الاسلوب على ذكر قصص عن حياة الناس او حتى عن الحيوانات، ويؤثر كثيراً في لجم عناد الطفل لأنه يصغي إليها بكل اهتمامه ويحاول التشبه بها. وليس من الضروري في هذا المجال الاتيان بقصص حقيقية أو مسبوكة، بل يمكن اختلاق أية قصة وعرضها على الطفل بشكل هادف ومثير.

٤ -تكليفه بعمل او مهمة محدودة: من الضروري ان نمنح للطفل شخصيته لكي يشعر بأهميته ويسعى للتعاون معنا من اجل حفظ مكانته. ومن الاساليب المتبعة في اشعاره بشخصيته هو ان نكلفه بعمل او بمهمة ولو كانت صغيرة ونشجعه على ادائها لأن هذا يشعره بأهمية شخصيته ويسوقه نحو الانصياع والطاعة والكف عن كل انواع العصيان والعناد.

٥ -اتباع السلوك المثالي: حينما يكون الطفل في حالة غضب وعناد فذلك يعني انه في حالة انفعال شديد ولايمكن أقناعه بسهولة، وهو غير مستعد لسماع النصائح والارشادات، ولافائدة من الانتقاد في مثل هذه الحالة بل من الأفضل التحدث بلسان المشاعر ومن خلال انتهاج سلوك سلمي مقرون بالصبر والتأنى. لقد ثبت من خلال التجارب العملية ان الطفل يميل نحو السكون والطاعة في مثل هذه الحالات وينصاع لراي والديه ويكف عن عناده سريعاً.

٦ -الانذار: وعندما تفشل جميع الجهود السلمية نضطر لانتهاج اسلوب الانذار والتلويح له بأن امثال هذه التصرفات لا تجديه نفعاً وقد تنتهي بمعاقبته، وعند التكرار يتحول الانذار الى تهديد ونادراً ما ينتهي بالعقاب. ومن الطبيعي ان امثال هذه الحالات تطبق حينما نستيقن جدواها في اصلاح شأن الطفل، والآ فاننا اذا علمنا بانعكاساتها السلبية لا يجوز لنا اتباعها، لأن الهدف هو البناء لا الهدم.

٧ -تجاهل شأنه: ومن الطرق المتبعة في معالجة السلوك المنحرف لدى الطفل هو تجاهله وتركه. فالطفل الذي يكثر من الصياح والضجيج يمكن تجاهله او حتى يمكن الخروج من الغرفة وتركه وحده يصرخ ويبكي. لقد تبين من خلال الدراسات بأن تجاهل الطفل مفيد في بعض الحالات، لأنه حينما يلح في البكاء والعناد ويرى ان لا أحد يهتم لسلوكه هذا يضطر للكف عنه ومعاودة سلوكه القويم.

ضرورة الاستمرار

لا يتحقق تقويم السلوك الملتوي عند الطفل بين ليلة وضحاها، ولا يمكن نيل النتائج المرجوة جملة واحدة، بل ان الضرورة تقتضي الاستمرار على الاصلاح ومواصلة التقويم حتى نصل إلى النتيجة المطلوبة.

ثمة ضرورة ملحة تفرض نفسها من جهة أخرى وهي ان الكثير من التصرفات الشاذة تعاود الظهور وتفرض نفسها من جديد. فالطفل الذي يحصل على كل شيء عن طريق العناد والبكاء والتذرع لا يحبذ الحصول على مطاليبه بالسبل الطبيعية المألوفة، وهو حتى وان اظهر الطاعة مؤقتاً الا انه يعود الى سابق عهده عند الشعور بادنى تلكؤ من الطرف المقابل. ولهذا لابد من مواصلة الرعاية والرقابة للحيلولة دون عودة هذا السلوك