x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الرحمة
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص159 ــ 161
11/12/2022
1468
إن الحب في الله يكون باعثا لكل الدوافع النبيلة من الرحمة والعطف على الآخرين فبها يبر الولد أباه، ويصل المرء رحمه ويتآلف الزوجان ويكفل اليتيم ويشبع الجائع ويكسى العريان.. وكان الرسول (صلى الله عليه وآله)، قد بعث رحمة للعالمين حيث وصفه الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107]، {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 128]، وان الإنسان المؤمن يعلم ان الذي ينزل رحمة الله تعالى هي ترسيخ صفة الرحمة في قلبه حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (ببذل الرحمة تستنزل الرحمة)(1)، وقال (أبلغ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس من الرحمة)(2)، وان الرحمة تنزل على المؤمنين الذين ينصرون الحق ويحاربون الباطل من أجل إقامة العدل ونشر المعروف حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (رحم الله امرءاً أحيى حقاً وأمات باطلاً وأدحض الجور وأقام العدل)(3)، بل أن الرحمة تنزل على المطيع لله في أعماله والتارك للمعاصي حيث قال: (رحم الله امرءاً ألجم نفسه عن معاصي الله بلجامها وقادها إلى طاعة الله بزمامها)(4)، وان مجتمعاً تسود فيه هذه الخصال النبيلة يحيا أهله بسعادة وأخوة وينزل الله بركاته عليهم حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (الراحمون يرحمهم الرحمن يوم القيامة، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)(5).
ويحث النبي في وصيته على التراحم والمحبة حيث قال لعلي (عليه السلام): يا علي أربع من كن فيه بنى الله له بيتاً في الجنة، من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه، ثم قال: يا علي من كفى يتيما في نفقته حتى يستغني وجبت له الجنة البتة يا علي من مسح يده على رأس يتيم ترحماً له أعطاه الله بكل شعرة نوراً يوم القيامة)(6).
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (اتقوا الله وكونوا أخوة بررة متحابين في الله متواصلين)(7).
وان الألطاف الإلهية والرحمة تنزل أكثر إذا كان المحسن يجد إساءة من الذي يحسن إليه ويصبر عليه حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله)، يتكفل يتيماً، وكان كلما يجلس على طعامه يحضره ويأكل معه فلما مضى زمان مات اليتيم فلم يأكل النبي (صلى الله عليه وآله)، في الليلة طعاما، وكان قد تأسف على فوته فقال له أصحابه كم تحزن قلبك بفوته وحرمانك منه نحن نجيئك بيتيم آخر فتكفله قال (صلى الله عليه وآله)، هذا اليتيم كان سيء الخلق، وأنا كنت تحملت سوء أخلاقه فلا يحصل لي من غيره ما يحصل منه من الفيض)(8)، أي من الثواب والبركات وهذا عين ما قاله الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34]، وورد عن الإمام الصادق يصف الصبر على المكاره وعلى تحمل الإساءات حيث قال: من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد(9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ غرر الحكم: ص246، ح5054.
2ـ المصدر السابق: ص450، ح10344.
3ـ المصدر السابق: ص69، ح980.
4ـ المصدر السابق: ص235، ح4720.
5ـ البحار: ج74، ص169، ح4.
6ـ الوسائل: ج16، ص237، ح21704.
7ـ الكافي: ج2، ص175، ح1.
8ـ لآلئ الأخبار: ج3.
9ـ الكافي: ج2، ص92، ح17.