x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مبادىء التربية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة: ص20ــ24
7/12/2022
1361
يقوم كل نظام تربوي على مجموعة من المبادى، وكل مرب قادر على الانطلاق في عمله حينما يأخذ هذه المبادىء بنظر الاعتبار، وهذه المبادى على درجة كبيرة من الكثرة والتنوع، إلا اننا نشير في ما يلي إلى بعض منها:
مبدأ الكمال:
ومعناه الالتفات إلى ان العملية التربوية تستهدف الانطلاق بالفرد من الموضع الذي هو فيه إلى الموضع الذي ننشده، وانتشاله من حالة النقص وايصاله إلى مرحلة الكمال.
ومما لا شك فيه ان معنى ومفهوم الكمال والموضع المنشود يختلف باختلاف المذاهب والاديان. فنقطة الكمال في رأي الاسلام والسير النهائي إلى الله جل جلاله هي لقاء الرب ونيل رحمته، فيما تمتل هذه النقطة في رأي المذاهب المادية الوصول إلى ذروة المادية.
مبدأ النشاط الحر:
تؤكد التربية على تفعيل حواس الفرد ودفعه الى استشعار الاشياء بذاته كأن يقوم بممارسة اللمس أو التذوق ذاتياً أو ان يفهم شخصياً حسن الاشباه أو قبحها ويواجه بذاته مشقة لامور ولذتها.
وغرضنا من كل هذا هو اعداده لدخول معترك الحياة الاجتماعية والفكرية، وليكتسب أيضاً المهارة في الامور المتعلقة بالحياة الفردية والجماعية ولتتمرس أيضاً يده وعينه وسائر اعضائه على مختلف النشاطات ليكون قادراً على لكسب والسل.
مبدأ أصالة الفرد:
صحيح ان الانسان كائن اجتماعي من ناحية، إلا أنه من ناحية أخرى فرد مستقل وله فكره المثالي وخطه وهدفه الخاص؛ فله الحق في تنظيم برنامج حياته شخصياً، والتدخل في كل ما هو مشروع واتخاذ القرار المناسب بشأنه. ان القرارات الشخصية إذ اتخذت من غير مراعاة للجوانب الاجتماعية فمن المحتمل ان توجد للشخص نوعاً من الحرج والمشقة، لكن الامر لا يصل إلى حد حرمان الفرد مما هو حق له.
مبدأ مراعاة الجانب الاجتماعي:
نحن لا نعترف إباصالة المجتمع. كما اننا لا نقر أصالة الفرد، وتقوم الرؤية الاسلامية على أصالة الفرد الممزوجة بالوجهة الاجتماعية. وفى نفس الوقت لا ننسى ان كفة الجماعة اذا ما قورنت بكفة الفرد رجحت. وعلى هذا الاساس فكل عمل وقرار فردي يجب ان لا يكون مغايراً للتفكير الجماعي ظاهرياً ومن هنا تطرح مشروعية السعي الفردي في مقابل الجماعة، والانسان مكلف بمراعاة الحدود الاجتماعية في عمله.
مبدأ الحرية:
اذن فنحن نرى مفهوم الحرية اكثر شمولاً من مفهوم التحرر فالمراد من الحرية هو استثمار المجال المتاح امام الانسان لغرض الرفعة والسمو، لا أن يحط من قدر نفسه، ويهوي بها إلى منحدرات الفساد، بل يجنبها كل تحلل ويحررها من كل طاغوت، ولا يسمح لها بتجاوز حدودها. وقولنا ان الشخص الفلاني حر فالمراد به هذا المعنى، فنحن نرمي من وراء الحرية إلى تربية الفرد المتحرر من جميع الاهواء والوساوس الشيطانية؛ فلا يخنع للذل ولا يتاجر بنفسه ولا يستسلم لجميع الامور بلا قيد أو شرط.
ثنائية الجنس فى التربية:
نحن نرى ان التربية تشمل الجنسين معاً ومعنى هذا ان الرجل والمرأة يتلقيان نمطاً واحداً من التربية في عموم الشؤون المتعلقة بالحياة الانسانية، ويتلقيان نمطين متفاوتين فيما يتعلق بانوثة أو ذكورة الانسان، وفي كل الاحوال يجب ان لا يؤدي الأمر إلى تربية الرجل تربية انثوية، وتربية المرأة على الطراز الرجالي.
ان الاساس في اقرار التفاوت في الشؤون التربوية هو ان المراة والرجل، ومع اشتراكهما في صفة الانسانية. إلا ان لهما نمطين من الصفات المتفاوتة من الناحية البدنية، ولهما نوعين من حالات النمو، ولكل منهما مسار خاص في الواجبات الحياتية حالياً ومستقبلياً.
فلو اننا أخذنا بنظر الاعتبار بنائهما الجسمي لوجدنا تفاوتاً بين الرجل والمرأة فلكل منهما اعضاء وتركيب جسدي يعكس نوع الواجب الذي ينبغي له ممارسته فالمرأة مثلاً لها وعاء يشمل على غذاء للطفل يمكنها بواسطته تغذيته من عصارة روحها بينما لا يقدر الرجل على اداء هذه الوظيفة لافتقاره لمثل هذا الجهاز.
وكذلك إذا اخذنا ظروف نموهما بنظر الاعتبار، لوجدنا تفاوتاً واضحاً في نمو البدن، وجوانب البلوغ، ونوع الهرمونات، وكيفية النضوج، والتي تتفاوت طبقاً لها رغبات واهواء كل منهما. كما اننا نعلم أن تفاوتهما في النضوج يبعث على حصول تغييرات واعراض تؤثر على سلوك وطبائع الفرد، وتطبع مواقفه وتصرفاته بطابعها الخاص.
واخيراً إذا اخذنا بنظر الاعتبار المهام والوظائف التي يجب ان يؤديها كل منهما في حياته المستقبلية لوجدنا انهما يختلفان في ما بينهما في مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافيه والدينية. ان تعليم فن الامومة للرجل امرلا إشكال فيه، لكن المرأة في الحقيقة أقدر منه على اداء مثل هذا الدور، وهذا العمل من اختصاصها هي لا من اختصاص غيرها.
وعلى هذا الاساس فاننا نقول ان افضل انواع التربية هي تلك التي تراعي الجوانب المتعلقة بالخلقة والسنة وموازين النضج والواجبات الحالية والمستقبلية، فتربي الناشئه وفقاً لهذه الاسس. كما ان اولياء الامر والمربين المسلمين يعيرون مثل هذه النقاط أهمية كبرى حين القيام بواجباتهم التربوية.