1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

فوائد سلامة القلب والاعتقاد الصحيح

المؤلف:  أمل الموسوي

المصدر:  الدين هو الحب والحب هو الدين

الجزء والصفحة:  ص28 ــ 36

9/11/2022

1822

أن الاعتقاد الصحيح هو الذي يأتي بعد تنور القلب بنور المعرفة والعلم والقضاء على الجهل وكما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (العامل على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعه لا يزيده سرعة السير إلا بعداً) بحار الأنوار: (ج1، ص208)، وهناك عدة فوائد في ذلك:-

1ـ مقاومة ابتلاءات الدنيا:

إن الإنسان يتعرض في حياته دائماً إلى ابتلاءات صحية في جسده ويصاب بالأمراض ويعيش حالات من الألم والضيق لدرجة تصبح الحياة مليئة بالمعاناة ويعيش الآلام النفسية إلى حد أنه يرجح الموت على الحياة ويصبح يحدث نفسه بالانتحار، ولكن الذي يملك عقيدة راسخة بدينه وعنده معرفة وعلم يعرف أن ذلك البلاء هو زيادة في درجاته وحسناته حيث وردت أحاديث كثيرة في ذلك حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة، قال: قلت: وما معنى قبلها بقبولها قال: صبر على ما كان فيها(1)، وقال الباقر (عليه السلام): حمى ليلة تعدل عبادة سنة، وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين، وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة، قال أبو حمزة قلت: فان لم يبلغ سبعين سنة؟ قال فلأبيه وأمه، قال قلت: فان نم يبلغا؟ قال فلقرابته، قال قلت فإن لم تبلغ قرابته؟ قال: فلجيرانه (مكارم الأخلاق: ص358).

وقال النبي محمد (صلى الله عليه وآله): إذا مرض المسلم كبب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر)(2).

2ـ مقاومة الأمراض الروحية:

إن هناك أمراض روحية خطيرة تصيب ذوي الاعتقادات الباطلة مثل الحسد والغيرة والحقد والنفاق والكذب والخداع والحيل الخ.. من الصفات... وتؤدي هذه الأمراض بصاحبها إلى أنه يحرق بنار الحسرة والحقد وغالباً ما يعيش ليكيد للآخرين فيخسر مودتهم ويثير عداوتهم وتؤدي إلى الظلم وإراقة الدماء والتنكر للقيم والانحرافات الجنسية، والتلوث وأنواع الفحشاء والإدمان على الكحول والمخدرات، انحلال عرى الأسر، كثرة حالات الطلاق، القسوة، الغلظة، الانتحارات وغيرها، لذلك أفرزت تلك العقائد القلبية الفاسدة، وتلك الأمراض النفسية عن شخصيات حاقدة وحاسدة دمرت البشرية مثل هتلر ومعاوية وإن معاوية هذا هو الذي حسد علياً فأمر بلعنه على المنابر وآخرين غيرهم وأما الذي عاش حياة الإيمان وقد تنور قلبه بالعقائد المعرفية الصحيحة فسوف يعيش حياة هانئة حيث لا يخرج عن تعاليم دينه متبعاً لنبيه وأهل بيته مطبقا لأحكام قرآنه لأن الدين الإلهي جاء لإصلاح النفس وسلامة القلوب وبذلك تتحقق سعادة الإنسان المادية والروحية ويصل إلى السعادة المطلقة في العالمين فالقرآن جاء بأحكام وتعاليم روحية تهب الحياة للنفوس المريضة وتحيي القلوب بما يحركها نحو الطاعة ويردعها عن المعصية حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[الأنفال: 24]، ويقول أيضا: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 122]، ويقول سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، ويعبر الله تعالى عن دور القرآن في شفاء الإنسان من أمراضه الروحية والجسدية حيث قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[فصلت: 44]، ويقول سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].

إن الابتعاد عن الدين والأخلاق الفاضلة التي حث عليها القرآن، تؤدي بالإنسان أن يصبح ضحية القلق والحقد والحد والتشاؤم والكآبة وفقدان الأمن والخوف، وتلك الخصال السيئة تؤدي إلى إصابته بالأمراض الخطيرة المنتشرة كثيرا في هذا العصر كمرض الضغط والسكر والسكتة القلبية والدماغية والأمراض النفسية وقرحة المعدة والقولون، بل أكثر من ذلك حيث يخرج أصحابها من حد الإنسانية إلى حد البهيمية حيث وصفهم القرآن: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}[الفرقان: 44].

3ـ الحياة السعيدة

إن الذي سار في طريق سلامة القلب مبتعدا عن ارتكاب المعاصي والذنوب ويعيش محبا للآخرين مؤثرا إياهم على نفسه مضحيا براحته من أجل راحتهم وقضاء حوائجهم سوف تنعكس سعادة الناس حولهم إلى سعادة له وسوف يسعى الجميع إلى عمل ما بوسعهم لتقديم السعادة له بل أن هناك أمور نفسية يؤكد عليها علماء النفس بأن السعادة لا يمكن الحصول عليها إلا بمنحها للآخرين وتبدأ بالتعامل اللطيف والأخلاق الطيبة والابتسامة الصادقة مع الجميع حيث يقول المفكر (وراس) (من يعامل الآخرين بلطف يتقدم كثيراً)، وقال الفيلسوف الأمريكي مارك توين (أنا استطع أن أعيش لمدة شهرين بتأثير مجاملة لطيفة)، ويقول د. ويليام جيمس (أعمل المبادئ في الإنسان هو تلهفه على تقدير الآخرين له)(3)، لأن الطبيعة الإنسانية يكون عندها دافع للإبداع والعطاء والشعور بالسعادة عندما تحس بتقدير الآخرين واحترامهم لذلك ورد في القرآن الكريم {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران: 159]، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة).

4ـ الحب في الله والبغض في الله

إن الطبيعة الإنسانية تنطوي على مشاعر وأحاسيس ضرورية لتوثيق العلاقات بين الناس وان المؤمنين وبسبب ما يمتلكون من مقومات مخلصة في العقيدة والإيمان يخضعون مشاعرهم تلك إلى بوصلة توجههم بالاتجاه الصحيح حيث يهبون حبهم لله كما وهبوا قلوبهم وعقولهم ونياتهم خالصة لله فلا يحبون إلا لله أي يحبون أهل طاعته ولا يبغضون إلا أهل معصيته وهكذا فالنفوس مجبولة على الحب والبغض، وإن التشريعات السماوية لا تعارض الفطرة وإنما توجهها نحو الطريق السليم لكي يكون ذلك طريقا إلى سلوك طريق الكمال وتزكية النفس بل جعلها في أوثق عرى الإيمان حيث ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأصحابه: أي عرى الإيمان أوثق، فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم الصلاة، وقال بعضهم الزكاة، وقال بعضهم الحج والعمرة، وقال بعضهم الجهاد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل ما قلتم فضل وليس به، ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وتوالي أولياء الله، والتبري من أعداء الله)(4).

بل إن من يحب الكافر يعني أنه قد أبغض الله ومن أبغض كافرا فقد أحب الله حيث قال الصادق (عليه السلام) من أحب كافرا فقد أبغض الله ومن أبغض كافرا فقد أحب الله ثم قال صديق عدو الله عدو الله)(5).

بل أن حب أولياء الله وبغض أعداءه والبراءة منهم واجب أيضا حيث قال الإمام الرضا (عليه السلام): (وحب أولياء الله ـ عز وجل ـ واجب، وكذلك بغض أعدائهم والبراءة منهم ومن أئمتهم وكذلك يكمل إيمان من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله حيث قال أبي عبد الله (عليه السلام): (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه)(6)، حيث قال فضيل بن يسار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن الحب والبغض أمن الإيمان هو: فقال (وهل الإيمان إلا الحب والبغض) وهو تأويل هذه الآية: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}[الحجرات: 7](7).

وان الحب في الله والبغض في الله توجب غفران الذنوب جميعاً حيث قال أبوعبد الله (عليه السلام): (من أحب الله وأبغض عدوه لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوباً كفرها الله له) (الوسائل: ج11، ص435، عن المحاسن ص265).

5ـ حب محمد وآل محمد وبغض أعدائهم

ان أعلى درجة من درجات الحب في الله هي حب محمد وآل محمد وبغض أعداءهم والبراءة منه حنث ورد عن الحسن العسكري (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال لبعض أصحابه ذات يوم يا عبد الله أحبب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لن تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئاً.. فقال الرجل يا رسول الله، كيف لي أن أعلم إني قد واليت في الله وعاديت في الله؟ ومن ولي الله حتى أواليه؟ ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى علي فقال: أترى هذا! قال بلى. قال وليّ هذا ولي الله فواليه، وعدو هذا عدو الله فعاده، والِ ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك)(8).

وان الإمام الرضا يصف الذين يحبون ويجاملون أهل المنكر والباطل بأنهم لا ولاية ولا وزن لأعمالهم بل أن عملهم ذلك يعني بغض لمحمد وآل محمد وعداء لهم وبالعكس إذا كانوا ممن يبغضون أهل الباطل يكونون من أهل محبة محمد وآل محمد حيث قال: (إنما وضع الأخبار عنا في الجبر والتشبيه الغلاة الذين صغروا عظمة الله، فمن أحبهم فقد أبغضنا ومن أبغضهم فقد أحبنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن ردهم فقد قبلنا ومن قبلهم فقد ردنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدقهم فقد كذبنا من كذبهم فقد صدقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا ومن حرمهم فقد أعطانا، من كان من شيعتنا فلا يتخذ منهم ولياً ولا نصيراً)(9).

حيث ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة الواردة عن الإمام علي النقي علمه إلى موسى بن عبد الله النخعي حينما قال له يا ابن رسول الله علمني قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم وفيه هذه الفقرات (سعد والله من والاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من اعتصم بكم من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم... الخ).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مكارم الأخلاق: ص358، ثواب الأعمال ص193.

2ـ المصدر السابق.

3ـ من كتاب سلسلة النجاح (قوة التحكم بالذات): ص58ـ93.

4ـ الوسائل: ج11، ص439، من أصول الكافي: ص370، والمحاسن: ص264، ومعاني الأخبار: ص113.

5ـ المصدر السابق: ج11، ص442، عن المجالس: ص360.

6ـ المصدر السابق: ج11، من أصول الكافي ص369، والمحاسن: ص263.

7ـ المصدر السابق: ج11، عن أصول الكافي ص170، والمحاسن: ص262.

8ـ عن معاني الأخبار: ص13، وعيون الأخبار ص161، والمجالس: ص8، وصفات الشيعة ص25، وعلل الشرائع ص58، الوسائل ج11، ص440.

9ـ عيون الأخبار: ص267، والخصال: ج2، ص153، الوسائل: ج11، ص443.