x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
صنع رجال الغد
المؤلف: ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
المصدر: سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة: ص195 ـ 199
6/10/2022
1339
النظر إلى الأبناء باعتبارهم هبة
تصور هذا. أنت تجلس في شرفة منزلك الأمامية وأمامك الحدائق والشارع يعج بأوراق الشجر، لا يقطع سكونه إلا صوت تغريد العصافير. أنت مسن، ولكنك ما زلت محتفظا بهيئتك ولياقتك وتجلس وأنت مرتدياً ثيابك الدافئة الناعمة.
تقترب إحدى السيارات بهدوء وتقف ببابك، يفتح باب السيارة ويخرج منها بعض الشباب. إنهم أبناؤك بعد أن كبروا!.
إنهم يعانقونك وهم مفعمون بالطاقة والسعادة لرؤيتك. بعد ذلك يجلسون ويقصون عليك مغامراتهم وآخر إنجازاتهم وأخبارهم العائلية. تحضر لهم الطعام والشراب، ثم تتجاذبون أطراف الحديث في العديد من الموضوعات إلى أن يحين موعد الانصراف، تعود إلى الشرفة وترتدي سترة دافئة.
تجلس لفترة بجوار النافذة، حيث تعود بذاكرتك للأيام الخوالي عندما كان أبناؤك صغاراً، فينتابك شعور بالفخر لما آلوا إليه، وبما قدمت للعالم.
إن كنت ممن يصدقون وسائل الإعلام، فسوف تعتريك فكرة أن أبناءك يمثلون مشكلة كبرى؛ مشكلة مرتبطة بالسلوك، مشكلة العناية بالأبناء، مشكلة العناية بالصحة.
غير أن هذه نظرة مروعة؛ لأن الحقيقة هي أن الأبناء هبة غالية. إننا ندرك ذلك في أعماقنا، غير أننا نتناساه أحياناً. بين كل خمس أسر هناك أسرة تعاني من مشكلات تتعلق بالإنجاب، وتقدر جيداً نعمة أن يكون لديهم أطفال، وهي النعمة التي يدركها أيضا كل أب يعاني ابنه من مرض خطير أو إحدى الإعاقات. فنحن عندما يتعرض أبناؤنا للخطر، ندرك فجأة قيمتهم لدينا وكم هو تافه كل ماعدا ذلك.
هناك تحديات كبرى قد تواجهنا ونحن نقوم بتربية أبنائنا، ولكن يجدر بك أن تبدأ بتذكير نفسك كم هو رائع أن تحظى بأبناء؛ كم هو رائع أن تشرع في تشكيل حياة جديدة وتبادر بتكوين كائن رائع لبناء المستقبل، إنك أثناء ذلك تمنح وتأخذ. سوف تثري حياتك كثيرا بالحب والعواطف التي يمكن أن تتلقاها من أبنائك الذين يتعاملون مع الأشياء بكد، وثقة، وإقبال.
إننا الآن نربي أبناء القرن الحادي والعشرين ونقوم بذلك على أكمل وجه في الواقع، فنحن نربي صغارا يتمتعون ببصيرة كالتي كان يتمتع بها الشخص الناضج منذ ثلاثين عاما (قارن نفسك عندما كنت في الخامسة عشرة من عمرك بابن الخامسة عشرة اليوم!)
إن تربية الأبناء حرفة قديمة. ولكي تتقن هذه الحرفة، يجب أن تستأصل من داخل نفسك كل مصادرك الداخلية التي لا تعرف عنها شيئاً وأن تنشد كل مساندة خارجية. إنك تتبنى اتجاه (إيجاد الطريق وأنت تسير فيه)، ولديك الاستعداد، لأن تخطئ وتتعلم من الخطأ دون أن تعذب نفسك بلا جدوى.
إنك تحب أبناءك وتود أن تبذل قصارى جهدك من أجل إسعادهم، كما أنك على استعداد لأن تتعلم، إنك تملك كل المقومات التي يمكن أن تجعلك أباً رائعاً!.
نوعان من الحب
إننا نحب أبناءنا، غير أن الحب يعني أكثر من مجرد المشاعر الدافئة، إنه يتطلب بعض المهارة. ويرى أخصائيو الأسرة أن الآباء يجب أن يتحلوا بصفتين أساسيتين ألا وهما الحب الرقيق، والحب الحازم، ويجب العمل على تفعيل هذين النوعين من الحب لدى الآباء إلى الحد الذي يسمح بحصول الطفل على المكونات المناسبة منهما كي يحقق النجاح المرجو. إن تلك المكونات متوافرة لديك، لكنك قد تكون بحاجة إلى بعض المساعدة كي تحفزه.
ما الحب الرقيق؟
إنه القدرة على الاسترخاء والشعور بالدفء والمحبة. إنه القدرة على التصدي لكل ما يدور في رأسك من أفكار متسارعة، والثقة بما تمليه عليك حاستك الفطرية. وإخفاء كل الضغوط الخارجية حتى تصبح قادراً على أن تتواجد من أجل أبنائك. وعندما تملك القدرة على الاسترخاء وتستطيع أن تكون ذاتك، سوف يتدفق حبك بشكل طبيعي.
لا يجب أن تجبر نفسك على الحب الرقيق، ولكن يجب أن تمنحه مساحة لكي ينمو. ليس كل شخص يشب على هذا النوع من الحب؛ لذلك فقد يجد البعض صعوبة في تفعيله مع أبنائه. إن كنت قد نشأت مع أبوين متحفظين أو متباعدين، فقد تشعر بشيء من التوتر أو الصعوبة بدلا من الشعور بالاسترخاء والمحبة حال وجود أطفال رضع أو أطفال صغار من حولك. ولكن بما أن يعيد الرجل والمرأة اكتشاف الحب الرقيق، سوف تتغير الكثير من الأمور نحو الأفضل.
ما الحب الحازم؟
إنه القدرة على التمتع بالحنو والحزم في نفس الوقت مع أبنائنا، وهو أيضا القدرة على وضع قواعد واضحة والحفاظ عليها دون أن نغضب، أو نضعف، أو نستسلم. إنه الخاصية التي يعنيها الناس عندما يقولون: (إن هذا الشخص له ظهر يحميه).
قد يشعر الكثيرون بالتخبط حيال معنى الحب؛ لأنهم يظنون أنه ذلك الشعور الدافئ المنساب بلا حدود. فعلى سبيل المثال؛ قد يقرض الأب ابنته المراهقة الكثير من الأموال، ولكنها (تنسى)، أن تردها إليه. إن ذلك ليس حبا، بل (تسيباً). إن الحب الحازم هو أن تقول: (إنني أحبك بالطبع، ولكنك مدينة لي بمائة دولاراً؛ لذا فلن أقرضك المزيد من المال إلا بعدما تردين هذ المبلغ!).
إن الحب الحازم هو القوة المدفوعة بنية الحب، وهي مناقضة لكل من الفتور والقسوة. عادة ما يكون الأب الجيد حازماً مع أبنائه لأنه يحبهم، وهذا في العادة هو ما يؤدي إلى السلامة: (أنا أحبك وهذا ما يجعلني آمرك ألا تجري في الشارع)، أو احترام الآخرين: (أنا لا أسمح باستخدام الضرب في هذا البيت).
إن الأب الجيد على استعداد لأن يقسو على أبنائه أحياناً؛ لأنه يعلم أن ذلك سوف يمنحهم حياة أسعد.
تحقيق التوازن
ليس هناك من يمكنه تحقيق التوازن دائما. إن الموازنة بين الحب الرقيق والحب الحازم ترجع دائما إلى قدرتك على أن تجد طريقك وأن تجد توازنك طالما تسير فيه. إن الأب الطيب الحازم تصدر عنه عبارات مثل: (لا؛ لن تخرج في المطر والبرد. لم لا نبحث عن شيء مثير يمكن عمله في المطبخ؟)، إن مثل ذلك الأب يعي حاجة الطفل لممارسة الأنشطة: (إنني أتفهم أنك تشعر بالملل؛ لذلك فسوف أساعدك في إيجاد شيء تفعله)، غير أنه واضح في قراره: (يجب أن تلزم البيت عندما يكون الجو ممطرا).
المشكلة أنك قد تكون بحاجة إلى ضبط التوازن
إن ما يسمى بـ (المشكلات)، التي قد تظهر من آن إلى آخر داخل الأسرة قد تكون الوسيلة التي يلجأ إليها ابنك كي يعلمك أن التوازن بحاجة إلى ضبط؛ فقد تتظاهر الابنة الصغيرة مثلا بإصابتها بآلام في المعدة عندما ينشغل الأب والأم بالمولود الجديد، وقد يوقع الابن نفسه في المشاكل في المدرسة كي يحظى بمزيد من اهتمام الأب.
أحياناً ما سوف يتوجب عليك تنمية مستويات جديدة من الحب الرقيق أو الحب الحازم بداخلك - أكثر مما كنت تحظى به في طفولتك بكثير - لكي تساعد أبنك. ولهذا تعتبر الأبوة مرحلة (مطاطة)، تأخذك بعيداً عن كل حدودك السابقة. من المفترض أن يكون هذا شيئاً جيداً، غير أنك سوف تكون بحاجة إلى مساندة وتشجيع.