إخراج برامج الأطفال
المؤلف:
الدكتور محمد عبد البديع السيد
المصدر:
الإخراج الإذاعي والتلفزيوني في العصر الحديث
الجزء والصفحة:
ص 39-41
14/9/2022
1413
إخراج برامج الأطفال
لابد من الاعتناء ببرامج الأطفال لاستقطابهم ولإشباع حاجتهم للترويح والمتعة والتذوق والجمال وربما التأثير على اهتمامهم في متابعة برامج الكبار والاختلافات بين الراشد والطفل واضحة جدا وينبغي أن تحصر هذه الاختلافات أمام واضعي برامج الأطفال ومخرجيها فالخبرة عند الراشد تساعده على إدراك وفهم مضمون البرنامج وعلاقته بالحاضر والمستقبل في حين أن الطفل لا يمتلك مثل هذه الخبرات وغير قادر على رسم مثل هذه التصورات والاختلاف الثاني يكمن في طبيعة رؤية العالم أو الطبيعة فالطفل يرى العالم والطبيعة حوله بحدوده البسيطة دون رتوش أو تعقيدات وبالتالي فإن ما يعرض أمامه على الشاشة وما يستمع إليه من خلال الإذاعة إنما هي مسلمات بالنسبة إليه وحقائق يقرها.
إن الطفل الذي يشاهد إنسانة يقتل في مشهد تمثيلي إنما يعتقد أن ذلك الإنسان قد قتل فعلا لإنجاز ذلك المشهد والاختلاف الثالث يبرز في ميل الطفل إلي حب تكرار التجربة والاستمتاع بها على العكس تماما من الراشدين الذين لا يرغبون بسماع ما استمعوا إليه أو مشاهدة ما تم مشاهدته من قبل.
وهناك بعض النقاط المهمة التي تسهم في مساعدة معدي ومخرجي برامج الأطفال في إنجاز عملهم والتقليل من إشارات العنف وهذه النقاط هي:
1- أسلبة وتغليف مشاهد أو مسامع البرنامج الخاص بالطفل وعدم إظهار كل ما يشير إلى أدوات العنف كالمسدس أو السكين وخلافهما.
2- العنف الذي يحدث في البيئة غير المعروفة للطفل أقل تأثيرا عليه من تلك التي تقع في الأمكنة التي له خبرة فيها كالمدرسة والبيت ومركز الألعاب في المدينة والحارة التي يعرفها وله فيها بعض المعارف والأصدقاء.
3- المبالغة في تقديم المآسي والمعضلات أقل تأثيرا على الطفل وسلوكه ومشاعره ومزاجه النفسي من تلك التي تصيب طفلا مثله أو تؤذي حيوانا يحبه ويعرفه من خلال دميته التي تربطه بها علاقة وطيدة أو صديقه الطفل الآخر في الحارة أو المدرسة الذي يلعب معه ويحبه.
4- الأشكال والشخصيات البسيطة أكثر إمتاعا من تلك التي تم تصميمها على قاعدة من التعقيد والتركيب والتي تؤدي بالنتيجة إلي عدم فهمها من قبل الطفل فالطفل يرغب في التوصل بخبرته الأولية لتحديد عناصر الخير وعناصر الشر.
5- السلسلة التي تحتوى على بعض مشاهد العنف أقل تأثيرا من ذلك البرنامج المنفصل والقائم على العنف برمته فخبرة الطفل مع السلسلة تطمأنه على النتيجة النهائية التي تكون بصالح رغباته على العكس من ذلك العمل القصير الذي لا يفقه عنه الطفل شيئا.
وعلى العموم ينبغي على كاتب برامج الأطفال ومخرجها التخلص من كل ما يثير مخاوف الطفل وكل ما يولد عنده شعورا بالتقليد والمحاكاة إن الهدف هو تنمية شخصية الطفل وتزويده بالمعلومات والمهارات العقلية والسلوكية والنفسية المفيدة.
الاكثر قراءة في الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة