x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مقابلة الإساءة بالإحسان والعفو
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص197ـ 200
13/9/2022
2812
إن سلوك طريق الحب في الله يجعلك تؤسس لعلاقات تكون فيها محبوبا عند الله وعند الناس ولن يتحقق ما تسعى إليه إلاّ بالتحمل والصبر على المكاره والأذى ومقابلة الإسائة بالإحسان والصفح والتسامح وإن العفو هو ضد الانتقام بل هو إسقاط ما يستحقه الغير من قصاص بل أكثر من ذلك هو مقابلته بالإحسان.. وتلك هي قمة الكمالات التي ترتفع بالإنسان نحو مدارج القرب الإلهي وهي طريق لعفو الله ومغفرته حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أعف عمن ظلمك كما أنك تحب أن يعفى عنك فاعتبر بعفو الله عنك)(1)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك والإحسان إلى من أساء إليك واعطاء من حرمك)(2)، وقال أيضاً: تعافوا تسقط الضغائن بينكم)(3).
وقال: (عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله)(4)، وقال: (من كثر عفوه مد في عمره)(5)، وقال (صلى الله عليه وآله): (عفو الملك أبقى للملك)(6).
وورد عن الباقر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (إذا كان يوم القيامة ينادي مناد سمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين أهل الفضل؟ فيقوم عنق من الناس فيستقبلهم الملائكة فيقولون: ما فضلكم هذا الذي نوديتم به؟ فيقولون كنا يجهل علينا في الدنيا فنتحمل ويساء إلينا فنعفو فينادي مناد من الله تعالى صدق عبادي، فكّوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب)(7)، وورد عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه عن وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال: يا علي من لم يقبل من متنصل عذرا صادقا أو كاذبا لم ينل شفاعتي، وقال أبي الحسن عن آبائه (عليهم السلام): إن شتمك رجل عن يمينك، ثم تحول إليك عن يسارك فاعتذر إليك، فاقبل عذره)(8).
لذلك وردت أحاديث كثيرة عن العفو والتسامح ومنها أن تحمل أخاك المسلم على المحمل الحسن حيث يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا تظن بكلمة خرجت من أحد سوء وأنت تجد لها في الخير محتملاً)(9).
وقال تجاوزوا عن ذنوب الناس يدفع الله عنكم بذلك عذاب النار(10)، وقال: (تجاوزا عن عثرات الخاطئين يقيكم الله بذلك سوء الأقدار)(11).
قصة عن الحلم والعفو ومقابلة الإساءة بالإحسان
جاء قادم من إحدى الدول الخليجية إلى مدينة قم المقدسة، فالتقى بمرجعه الذي هو سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره) سأله السيد الشيرازي – كعادته - عن أوضاع المسلمين والمؤمنين في تلك الدولة وفي أثناء سرد الرجل لمجموعة من الأخبار، ذكر اسم مسجد، فقال له السيد الشيرازي: من يصلي فيه؟، قال: العالم الفلاني، وذكر اسمه وقال السيد: وهل تصلي خلفه؟ قال: أبدا، قال السيد: ولماذا؟ أجابه الرجل: لأنه يجاهر في اغتيابكم سيدنا، قال السيد: هذا هو السبب فقط؟ قال: نعم سيدنا، إنه فاسق بارتكابه الغيبة وكلامه ضدكم، فقال له السيد الشيرازي أنا أقول لك: إذهب وصل خلفه ولا تبالي، قال الرجل باستغراب: سيدنا إنه باغتيابكم وتمزيقه لصفوف الناس وبثه التفرقة حتى بين العائلة الواحدة بسبب أن فيها من يقلدكم، لا تبقى له عدالة، أليست العدالة شرط صحة الجماعة كما اتفق الفقهاء وسماحتكم منهم؟
ابتسم السيد وكرر قائلا: أنا صاحب الحق، فقد عفوت عنه، ومتى ما اغتابي فإن عفوي له باق على حاله، إذن عدالته لا تكون ساقطة من هذه الناحية، فالتزم بصلاة الجماعة خلفه، وانصحه بالتي هي أحسن وبدون حضور الآخرين، كي لا تأخذه العزة فيصر على موقفه، كونوا إخوة متحابين في الله، متعاونين لدين الله وذلك من دروس الأخوة الإيمانية(12).
رجل يشتم قنبر خادم الإمام علي (عليه السلام): وسمع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً يشتم قنبر خادم الإمام (عليه السلام)، وقد رام قنبر أن يرد عليه فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له: مهلاً يا قنبر دع شاتمك مهاناً ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ولا عوقب إلا حمق بمثل السكوت عنه(13).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــ
1ـ البحار: ج75، ص283، ح1.
2ـ الكافي: ج2، ص107، ح1.
3ـ كنز العمال: ج3، ص373.
4ـ الكافي: ج2، ص108، ح5.
5ـ البحار: ج72، ص359، ح74.
6ـ الفقيه: ج4، ص381، ح5830
7ـ وسائل الشيعة: ج8، ص520.
8ـ وسائل الشيعة: ح8.
9ـ نهج البلاغة: قصار الحكم، 360.
10ـ تنبيه الخواطر: ج2، ص119.
11ـ المصدر السابق.
12ـ قصص وخواطر للمتهدي.
13ـ بحار الأنوار: ج68، ص424، ح64.