1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النبي الأعظم محمد بن عبد الله

أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)

آبائه

زوجاته واولاده

الولادة والنشأة

حاله قبل البعثة

حاله بعد البعثة

حاله بعد الهجرة

شهادة النبي وآخر الأيام

التراث النبوي الشريف

معجزاته

قضايا عامة

الإمام علي بن أبي طالب

الولادة والنشأة

مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)

حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله

حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)

حياته في عهد الخلفاء الثلاثة

بيعته و ماجرى في حكمه

أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته

شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة

التراث العلوي الشريف

قضايا عامة

السيدة فاطمة الزهراء

الولادة والنشأة

مناقبها

شهادتها والأيام الأخيرة

التراث الفاطمي الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي المجتبى

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)

التراث الحسني الشريف

صلح الامام الحسن (عليه السّلام)

أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته

شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة

قضايا عامة

الإمام الحسين بن علي الشهيد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)

الأحداث ما قبل عاشوراء

استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء

الأحداث ما بعد عاشوراء

التراث الحسينيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن الحسين السجّاد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)

شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)

التراث السجّاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الباقر

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)

شهادة الامام الباقر (عليه السلام)

التراث الباقريّ الشريف

قضايا عامة

الإمام جعفر بن محمد الصادق

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)

شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)

التراث الصادقيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام موسى بن جعفر الكاظم

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)

شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)

التراث الكاظميّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن موسى الرّضا

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)

موقفه السياسي وولاية العهد

شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة

التراث الرضوي الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الجواد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

التراث الجواديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن محمد الهادي

الولادة والنشأة

مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

التراث الهاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي العسكري

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

التراث العسكري الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن الحسن المهدي

الولادة والنشأة

خصائصه ومناقبه

الغيبة الصغرى

السفراء الاربعة

الغيبة الكبرى

علامات الظهور

تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى

مشاهدة الإمام المهدي (ع)

الدولة المهدوية

قضايا عامة

سيرة الرسول وآله : الإمام الحسين بن علي الشهيد : قضايا عامة :

في أحوال الشهداء من بني هاشم

المؤلف:  معهد سيّد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني

المصدر:  نهضة عاشوراء

الجزء والصفحة:  ج3، ص231-275

6/9/2022

5811

أولاد أمير المؤمنين عليه السلام[1]:

1- العبّاس بن عليّ عليه السلام

أمّه أمّ البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن وحيد بن كلاب بن ربيعة العامريّ[2].

وقد ورد في قصّة زواجهِا من أمير المؤمنين عليه السلام: أنّه عليه السلام قال لأخيه عقيل - وقد كان نسّابةً عالما بأنساب العرب وأخبارهم ـ: انظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فارساً. فقال له: تزوّج أمّ البنين الكلابيّة, فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها[3].

فتزوّجها عليه السلام.

وقد كانت ثمرة هذا الزواج الميمون أولاداً أربعة، هم: العبّاس، وعبد الله، وجعفر، وعثمان[4].

وكان العبّاس رجلاً وسيماً جميلاً، حتّى عُرف في الناس باسم "قمر بني هاشم"[5]، وكان طويل القامة[6]، وهو من كان حامل لواء جيش الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء[7].

ومن كناه: "أبو الفضل"[8]، و"أبو قربة"[9].

ومن ألقابه المعروفة: "قمر بني هاشم"[10]، "السقّاء"[11]، "حامل اللّواء"[12]، "الشهيد"[13].

مناقب العبّاس عليه السلام

كان العبّاس عليه السلام منذ نعومة أظفاره من أهل العقل والمعرفة. ويُقال: إنّه لمّا كان صغيراً، أجلسه أمير المؤمنين عليه السلام في حجره ذات يوم، وقال له: قل: واحد. فقال: واحد، فقال: قل: اثنان، فسكت العبّاس ولم يُجب. فسأله أبوه عليه السلام عن سبب سكوته، فقال له: "أستحي أن أقول باللّسان الذي قلْت واحد اثنان. فقبّل أمير المؤمنين عليه السلام عينيه"[14].

ويقول الإمام زين العابدين عليه السلام واصفاً عمّه العبّاس: "رحم الله عمّي العبّاس - يعني: ابن عليّ - فلقد آثر وأبْلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلةً يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة"[15].

وقال فيه الإمام الصادق عليه السلام: "كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلْب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً"[16].

وقد كان للعبّاس بن أمير المؤمنين عليه السلام الكثير من الكرامات، وتحقّقت حوائج كثيرٍ من الناس ممّن توسّلوا به إلى الله تعالى، وهو أمر مشهور ومعروف بين الناس.

العبّاس في محضر ثلاثةٍ من أئمّة أهل البيت عليهم السلام

كان عمر العبّاس بن عليّ حين شهادته 34 عاماً[17]، ما يعني: أنّ ولادته كانت في سنة 26 من الهجرة النبويّة. ويمكن لنا أن نستنتج أنّ عمره حين شهادة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام كان 14 عاماً، وحين شهادة أخيه الإمام الحسن عليه السلام 24 عاماً، وهكذا يكون قد عاش عشر سنواتٍ بعد ذلك مع أخيه الحسين عليه السلام[18].

وقد اختلف المؤرّخون في أنّ العبّاس عليه السلام هل كان حاضراً في معركة صفّين أم لا؟ فذكر بعضهم أنّه عليه السلام كان من المشاركين في تلك الواقعة[19]. فيما ذهب بعض المحقّقين المعاصرين إلى أنّ العبّاس حضر بعض الحروب، ولكنّ أباه أمير المؤمنين عليه السلام لم يأذن له في النزال[20].

وذكر بعضهم أنّ العبّاس لم يكن حاضراً في صفّين فحسب، بل إنّه أيضاً كانت له مبارزات بطوليّة، وأنّ معاوية دعا برجلٍ من أصحابه يقال له: ابن شعثاء، وكان يعدّ بعشرة آلاف فارس، فطلب منه أن يخرج لمبارزة العبّاس، فبعث إليه بسبعةٍ من أولاده فقتلهم، فعند ذلك خرج ابن شعثاء، فقاتله العبّاس وألحقه بأولاده، وعجب الحاضرون من شجاعته[21].

لكنّ هذه الحادثة لم يرِد لها ذكر في المصادر القديمة. لذا ذهب المحدّث النوريّ إلى أنّ صاحب هذه الحادثة هو العبّاس بن ربيعة (بن الحارث بن عبد المطّلب)، حيث نُقل عنه حادثة مشابهة لهذه، وأنّ هذا ما أدّى إلى اشتباه بعض الباحثين، وإلّا، فإنّ العبّاس بن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن حاضراً أصلاً في صفّين[22].

وقد أجاب بعض الباحثين عن ذلك بأنّ هناك واقعتين جرتا لأمير المؤمنين عليه السلام، إحداهما مع ولده العبّاس، والأُخرى مع العبّاس بن الحارث, ذلك لأنّ الخوارزمي نقل كلتا الحادثتين في مناقبه، تفصل بينهما صفحات من كتابه، فيبعد أن يكون الخوارزمي قد اشتبه في النقل ونَقَل الحادثة الواحدة بخبرين مختلفين[23].

والحقيقة - بعد الإغضاء عن هذه الأقوال والمناقشات - أنّ العبّاس بن أمير المؤمنين عليه السلام إن كانت ولادته سنة 26 هـ، فإنّ عمره في وقعة صفّين، والتي حدثت في العام 37 هـ، لم يكن يتجاوز الـ 11 عاماً، ما يبعّد احتمال أن يكون عليه السلام قد شارك، وهو بهذه السنّ الصغيرة، في الحرب والنزال[24].

وقد كان العبّاس حاضراً حين الاقتصاص من قاتل أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، لكن لم يُسجّل أنّه كان له دور في تنفيذ حكم القصاص[25].

كما حضر العبّاس أيضاً غُسل الإمام الحسن عليه السلام وأعان - مع أخيه محمّد بن الحنيفة - أخاه الإمام الحسين عليه السلام على تغسيله[26].

ولم ينقل لنا التاريخ شيئاً عن أبي الفضل العبّاس في عصر إمامة الإمام الحسين عليه السلام حتّى ما قبل أحداث كربلاء، لكنّ الأمر المسلّم به أنّه كان حاضراً إلى جنب أخيه الإمام الحسين عليه السلام منذ اللّحظات الأُولى لإعلان قيام النهضة الحسينيّة، وأنّه خرج بصحبته ليلاً من المدينة باتّجاه مكّة[27].

النسل المشرّف للعبّاس بن عليّ عليه السلام

تزوّج العبّاس عليه السلام لبابة ابنة عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب[28]. كما كان له أمة صارت أمّ ولدٍ له عليه السلام، واسمه حسن[29].

اختلف المؤرّخون وأرباب النسب في عدد أولاد العبّاس[30]، لكنّهم اتّفقوا على انحصار عقب العبّاس بن أمير المؤمنين عليه السلام في ولده عبيد الله[31].

وقد برز من نسل أبي الفضل العبّاس عليه السلام رجال معروفون، من بينهم خمسة من أحفاده، وهم أبناء الحسن بن عبيد الله بن العبّاس، وهم عبيد الله والعبّاس، وحمزة الأكبر، وإبراهيم جردقة، والفضل. وقد كان هؤلاء من أبرز الشخصيّات في زمانهم. فعبيد الله كان قاضي الحرمين، وأميراً بمكّة والمدينة قاضياً عليهما[32]، وكان العبّاس خطيباً فصيحاً، وكان الفضل لسِناً فصيحاً شديد الدين عظيم الشجاعة. وأمّا إبراهيم جردقة فقد كان من الفقهاء الأدباء الزهّاد. وكان أبو محمّد القاسم بن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله باليمن، عظيم القدر. وكان عبد الله بن عبّاس بن عبيد الله شاعراً فصيحاً خطيباً له تقدّمٌ عند المأمون. وكان من أحفاد العبّاس بن أمير المؤمنين عليه السلام من أتى إيران، فسكن بعضهم بشيراز، وبعضهم بجرجان، وبعضهم بأرجان (بهبهان)، فيما هاجر بعض آخر منهم إلى اليمن، ومصر، والمغرب[33].

 

2- عبد الله بن عليّ عليه السلام

عبد الله أخو أبي الفضل العبّاس من أمّه أمّ البنين. لقبه: عبد الله الأصغر[34]، وكنيته: أبو محمّد الأكبر[35]. كان عمره عند شهادته 25 عاماً، ولم يعقّب ولداً من صلبه[36]. قتله هاني بن ثبيت الحضرميّ[37].

 

3- عثمان بن عليّ عليه السلام

هو أبو عمرو[38] عثمان، أخو أبي الفضل العبّاس، وأمّه أيضاً أمّ البنين[39]. سمّاه أمير المؤمنين عليه السلام باسم عثمان بن مظعون, لحبّه له، وقال: "إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون"[40]. وعثمان بن عليّ عليه السلام رماه خولّى بن يزيد يوم عاشوراء بسهم فأثبته، وأجهز عليه رجل من بني أبان بن دارم[41]. وكان عمره حين شهادته 21 عاماً[42].

 

4- جعفر بن عليّ عليه السلام

أبو عبد الله[43] جعفر، وأمّه أمّ البنين أيضاً[44]، وهو آخر إخوة أبي الفضل العبّاس من أمّه، وقضى معه شهيداً في كربلاء، قتله هانئ بن ثبيت الحضرميّ[45]. يرى بعضهم أنّ عمره حين شهادته كان 19 عاماً[46].

 

5- أبو بكر بن عليّ عليه السلام

اسم أمّه "ليلى" وفقاً لما جاء في بعض المصادر القديمة[47]. ذهب بعضهم إلى أنّ اسمه محمّد الأصغر[48]. في حين ذُكر في بعض المصادر اسمان لاثنين من أبناء أمير المؤمنين عليه السلام[49]، أحدهما هو: محمّد الأصغر، والآخر: أبو بكر. فيما أثبت كلّ من ابن الأعثم والنسّابة العلويّ اسمه "عبد الله"[50]. وهو ممّن استشهدوا يوم عاشوراء[51].

 

6- محمّد بن عليّ عليه السلام

من أولاد أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً[52]، ذكر بعضهم أنّه يُلقّب بـ "الأصغر"[53]. أمّه أسماء بنت عميس الخثعمي[54]. وقيل: إنّها أمّ ولد[55].

كان له من العمر يوم عاشوراء 22 عاماً[56]. قتله رجل من (بني) أبان بن دارم[57].

ملاحظة

ذكرت بعض المصادر اسم عمر بن عليّ عليه السلام في عداد شهداء كربلاء[58]. لكنّ هناك العديد من الشواهد التي تؤكّد أنّه كان حيّاً لسنواتٍ بعد واقعة عاشوراء، حتّى إنّ بعضهم ذكر أنّه عمّر 75 أو 77 عاماً[59]. وقد ورد في شأنه أخبار عديدة تعود إلى سنواتٍ بعد حادثة عاشوراء[60]. وعلى هذا الأساس، يبدو أنّ من الصعب القبول بدعوى حضور عمر بن عليّ في كربلاء.

 

أولاد الإمام الحسن عليه السلام:

ممّن قضى شهيداً يوم عاشوراء في ركاب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثة من أولاد الإمام الحسن عليه السلام، نذكر شيئاً من أحوال كلّ واحدٍ منهم تباعاً.

 

1- أبو بكر بن الحسن عليه السلام

ورد في أكثر المصادر اسم "أبي بكر" إلى جانب "عبد الله" و"القاسم"، في عداد أولاد الإمام الحسن عليه السلام[61].

لكنّ بعضهم جعل اسمه "عبد الله"، أو "عبد الله الأكبر"، وجعل "أبا بكر" كنيةً له[62]. وعلى هذا ينبغي أن يُقال بأنّ الإمام الحسن عليه السلام كان له ولدان باسم "عبد الله"، وكلاهما كان ممّن استشهد في يوم عاشوراء.

أمّه جارية[63]. واسمها - حسبما ذُكر - نُفيلة[64] وأمّ إسحاق[65].

ذهب بعضهم إلى أنّ أبا بكر والقاسم بن الحسن ابنان لأمٍّ واحدة، وأنّ الإمام الحسين عليه السلام زوّج ابنته سكينة من أبي بكر هذا[66]. قيل: إنّه يوم عاشوراء كان عمره 35 عاماً[67]. وفي رواية الإمام الباقر عليه السلام أنّه استشهد بعد أن رماه عبد الله بن عقبة الغنويّ[68].[69]

 

2- القاسم بن الحسن عليه السلام

أمّه جارية[70] اسمها نرجس[71]. وإن نقل بعضهم أنّ اسمها "نفيلة"[72].

لا تُعلم سنة ولادته بشكلٍ دقيق. ذكر بعضهم أنّه لم يكن قد بلغ الحلم حين شهادته[73]، ولكن جاء في بعض المصادر أنّ عمره كان 16 عاماً[74]. وهناك رأي آخر، وهو أنّ القاسم وُلد في المدينة سنة 44 للهجرة النبويّة، وأنّه عاش في كنف والده حتّى سنة شهادته عليه السلام، أي: في السنة 50 من الهجرة[75]، وكان عمره آنذاك ستّ سنوات. وأنّه تربّى بعد ذلك في حضن عمّه الإمام الحسين عليه السلام، طبقاً لوصيّة الإمام الحسن عليه السلام له، والتي جاء فيها: "فإنّي أُوصيك يا حسين بمن خلّفْتُ من أهلي وولدي وأهل بيتك... وتكون لهم خلفاً ووالداً"[76]. وُصف القاسم بن الحسن عليه السلام في الكلمات بأنّه وسيم وأنّ وجهه كأنّه شقّة قمر[77].

كان القاسم إلى جانب عمّه الإمام الحسين عليه السلام حين هجرته من المدينة إلى مكّة، ثمّ من مكّة إلى كربلاء، وفي يوم عاشوراء برز إلى ميدان المعركة بعد أن أخذ الإذن من عمّه بالبراز. ورغم صغر سنّه، إلّا أنّه قاتل قتال الأبطال حتّى التحق بركب شهداء كربلاء، كما ذكرناه مفصّلاً في حوادث يوم عاشوراء.

ولم يرد في المصادر شيء عن تفاصيل الحياة القصيرة التي عاشها القاسم بن الحسن عليه السلام.

 

3. عبد الله بن الحسن عليه السلام

ذكر بعضهم أنّ أمّه كانت جارية[78] تُدعى "نفيلة"[79]، أو "حبيبة"، ممّن أُسر من الحبشة[80]. فيما ذكر آخرون أنّ أمّه هي ابنة سليل بن عبد الله البجليّ[81].

وفي يوم عاشوراء، نظر عبد الله بن الحسن - وكان آنذاك غلاماً لم يبلغ الحلم[82] - إلى عمّه الحسين عليه السلام فرآه وحيداً، وقد أحدق به الأعداء[83]، فخرج مسرعاً لنجدة عمّه، فرماه حرملة بن كاهل بالسهم[84]، وضربه أبجر بن كعب بالسيف، حتّى قضى شهيداً.

وقد ورد في بعض المصادر أنّ الإمام الحسين عليه السلام قبل شهادته زوّجه من ابنته سكينة[85].

لكن طبقاً لما نُقل في أكثر كتب التواريخ المعتبرة، فإنّ عبد الله لم يكن بالغاً آنذاك، ما يبعّد فرضيّة حصول هذا الزواج. فلو صحّت حادثة زواج أخيه أبي بكر من سكينة، لكان من القريب أن يُدّعى حصول اشتباه في النقل وخلطٍ بين الحادثتين.

 

أولاد الإمام الحسين عليه السلام:

1- عليّ بن الحسين عليه السلام المشهور بـ "عليّ الأكبر"

المشهور أنّ عليّ بن الحسين عليه السلام الملقّب بـ "الأكبر" هو أكبر أولاد الإمام الحسين عليه السلام[86].

كان عليّ الأكبر شابّاً صالحاً رشيداً شجاعاً صادقاً نقيّاً أميناً. ونقرأ في زيارته: "السلام عليك أيّها الصدّيق الطيّب الزكيّ الحبيب المقرّب.."[87].

وكان عليّ الأكبر شبيهاً برسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم، في شكله وشمائله، كما في أخلاقه وسلوكه، حتّى إنّ أهل البيت عليهم السلام كلّما كانوا يشتاقون لرؤية رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم كانوا ينظرون إلى وجهه. يشهد لذلك قول الإمام الحسين عليه السلام فيه يوم برز إلى ميدان الحرب يوم عاشوراء: "اللّهمّ اشهد فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلْقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرْنا إليه"[88].

ذكر المؤرّخون أنّ كنيته "أبو الحسن"[89]. وفي روايةٍ لأبي حمزة الثماليّ عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال في زيارته لعليّ الأكبر: "صلّى الله عليك يا أبا الحسن"[90]. وقد ذكروا أنّ عليّاً الأكبر هو ممّن روى عن جدّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام[91].

وحسبما نقله أكثر المؤرّخين، فإنّ أمّ عليّ الأكبر هي ليلى ابنة أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّ[92]. وأمّ ليلى هي "ميمونة"، المعروفة بـ "أمّ شيبة" ابنة أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة[93]. وعلى هذا، فهي من نسب أشراف (مكّة)[94]. وأمّا أبو ليلى، فهو أبو مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّ، كانت ولادته في عصر النبيّ  صلى الله عليه وآله وسلم[95]، وبعد أن استشهد والده عروة التحق وأخاه أبا مُلَيح برسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرهما  صلى الله عليه وآله وسلم بمقتل أبيهما، ثمّ أسلما، وعادا إلى الطائف[96].

ولأجل هذا النسب أُعطي - كما ورد في بعض الأخبار - عليّ الأكبر في يوم عاشوراء كتاباً بالأمان[97] من بني أميّة[98].

لا وجود في المصادر التاريخيّة القديمة لأيّ خبرٍ معتدٍّ به عن حضور ليلى أمّ عليّ الأكبر في كربلاء. وحده ابن شهر آشوب نقل في موضعٍ من كتابه خبراً دلّ على أنّ أمّ عليٍّ الأكبر- والتي ذكر هو أنّ اسمها كان "شهربانويه"- كانت حاضرةً في كربلاء، وأنّها شهدت مقتل ولدها[99]. وهو قول تفرّد به ابن شهر آشوب.

ويختلف المؤرّخون وأرباب النسب في عمر عليّ الأكبر حين شهادته، على أقوال.

فذكر بعضهم أنّ ولادته كانت في عصر خلافة عثمان (25- 35 هـ)[100]. وذكر ابن الأعثم والخوارزمي وابن شهر آشوب أنّ عمره حين شهادته كان 18 عاماً[101]. وأمّا الشيخ المفيد (بحسب ما جاء في بعض نسخ كتاب الإرشاد -، وكذلك الشيخ الطبرسيّ، فذكرا أنّ عمره آنذاك كان 19 عاماً[102]. وذكر ابن نما أنّ عمره حينذاك كان أكثر من عشر سنوات[103]. ونقل ابن شهر آشوب قولاً آخر مفاده أنّ عليّ الأكبر كان عمره 25 عاماً[104]، وذكر ابن فندق أنّه عاش 23 عاماً[105].

ولأجل هذا الاختلاف في الأخبار والمنقولات التاريخيّة، اختلفت تحديدات المعاصرين لعمر عليّ الأكبر حين شهادته، فحُدّد بـ 17 [106]و18[107] و19[108] و25[109] و27 عاماً[110].

وقد أسلفنا أنّ أبا الفرج الأصفهانيّ وابن إدريس الحلّي ذهبا إلى أنّ ولادته كانت في عهد خلافة عثمان[111]، وعلى هذا الأساس، فحتّى لو اعتبرنا أنّ ولادة عليّ الأكبر كانت في السنة الأخيرة من خلافة عثمان، أي: عام 35 هـ، فإنّه يكون قد عاش 25 عاماً على أقلّ تقدير.

ومن ناحيةٍ أُخرى، واستناداً إلى بعض الشواهد الآتي ذكرها، فإنّ عليّ الأكبر عليه السلام كان أكبر سنّاً من أخيه الإمام السجّاد عليه السلام، وبحسب الروايات المعتبرة، كانت ولادة الإمام السجّاد عليه السلام سنة 38 هـ، وكان عمره الشريف حين شهادة أبيه الإمام الحسين عليه السلام أكثر من 23 عاماً[112]. وعليه، فالقول بأنّ عمر عليّ الأكبر حين شهادته كان 25 أو 27 عاماً يبدو واقعيّاً أكثر من سائر الأقوال والآراء.

هل كان عليّ الأكبر أكبر سنّاً من الإمام السجّاد عليه السلام؟

ذهب بعض المؤرّخين وعلماء الرجال من الشيعة إلى أنّ الشابّ الذي استشهد في كربلاء هو "عليّ الأصغر"، وأمّا "عليّ الأكبر"، فهو ليس إلّا الإمام زين العابدين عليه السلام[113].

في مقابل ذلك، ذهب كثير من المؤرّخين وعلماء النسب، من المتقدّمين والمتأخّرين، إلى أنّ "عليّاً الأكبر" هو من قضى شهيداً في كربلاء، وأنّ الإمام زين العابدين عليه السلام هو في الحقيقة المسمّى بـ "عليّ الأصغر"[114]. وممّا يؤيّد هذا الرأي: كلام الإمام السجّاد عليه السلام في مجلسَي يزيد وابن زياد، والذي قال فيه عليه السلام: "كان لي أخ يُقال له: عليّ، أكبر منّي، قتله الناس"[115].

واستند ابن إدريس الحلّيّ إلى ما قاله النسّابون وأصحاب السير والتواريخ، فذهب إلى أنّ عليّ بن الحسين الذي استشهد بالطفّ هو عليّ الأكبر، لا الأصغر. وذكر أنّ الرجوع إلى قول أهل هذه الصناعة أَوْلى من الرجوع إلى قول أعلامٍ كالشيخ المفيد رحمه الله ممّن لم يكن من أهل الاختصاص في هذا المجال[116].

وذهب المحقّق التستريّ رحمه الله إلى أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام هو عليّ الأصغر، محتملاً أنّ الداعي لمن قال بأنّه عليه السلام هو عليّ الأكبر، هو ورود الخبر بوجوب كون من يستخلفه الإمام هو الولد الأكبر. ولذا ذهب جمع بعد شهادة الإمام الصادق عليه السلام إلى إمامة ابنه عبد الله الأفطح, لكونه أكبر من الإمام الكاظم عليه السلام.

ولكن يُردّ عليهم:

أوّلاً: إنّ مجرّد كونه أكبر لا يكون سبباً لإمامته. بل الإمام إنّما هو من نصّبه الله تعالى للإمامة. ومن هنا، كان لا بدّ في إثبات الإمام من وجود نصٍّ عليه بخصوصه من الإمام السابق. ومثل هذا النصّ لا وجود له، لا بالنسبة إلى عليٍّ الأكبر ولا بالنسبة إلى عبد الله الأفطح.

وثانياً: على تقدير التسليم بهذا الخبر، فإنّ المراد به ما إذا لم يكن الولد الأكبر ذا عاهة جسديّة، وقد كان عبد الله أفطح. كما أنّ المراد بالاشتراط هو حين الموت، ولم يكن هناك أحد أكبر من الإمام السجّاد عليه السلام حين شهادة أبيه، فلم يكن الإمام غيره عليه السلام[117].

وهناك مستند آخر تمسّك به بعضهم، وهو عبارة عمّا ورد في زيارة الإمام الحسين عليه السلام التي نقلها في كتاب "إقبال الأعمال" عن كتاب "مختصر المنتخب" في زياراته عليه السلام الخاصّة بيوم عاشوراء، وفيها: "وعلى وَلَدك عليّ الأصغر الذي فُجِعْتَ به"[118].

وفي مقام الجواب لا بدّ من أن يُقال:

أوّلاً: إنّ هذه الزيارة المشار إليها ليست مسندةً إلى معصوم عليه السلام، ولعلّها من إنشاء بعض العلماء.

وثانياً: الظاهر أنّ كلمة "الأصغر" كانت حاشيةً اجتهاديّة - أخذاً من قول الشيخين وابن طاووس والعلّامة وأمثالهم - ثمّ خُلطت بمتن الزيارة[119].

أولاد عليّ الأكبر عليه السلام

تقدّم أنّ كنيته عليه السلام هي "أبو الحسن". وبالرغم من أنّ الكنية في لغة العرب وثقافتهم لا يجب بالضرورة أن تكون حاكيةً عن الابن النسبيّ لصاحبها، إلّا أنّه يبقى من المحتمل أنّه عليه السلام كان له ولد باسم "حسن". ويشهد لصحّة هذا الاحتمال الرواية التي رواها أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن الإمام الرضا عليه السلام، والتي تدلّ على أنّ عليّاً الأكبر عليه السلام كانت له جارية تزوّجها وكان له منها ولد[120].

ويمكن أن يُضاف إلى ذلك فقرة أُخرى واردة عن الإمام الصادق عليه السلام في زيارة عليّ الأكبر، وهي تؤكّد الاحتمال المذكور، وفيها: "صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمّهاتك الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"[121].

وبالتدقيق في هذا المقطع من الزيارة يمكن لنا أن نستنتج عدداً من النقاط المهمّة:

أ- كلمة "أبنائك" الواردة في هذه الزيارة الشريفة لفظها لفظ الجمع، والجمع بحسب قواعد اللّغة العربيّة لا يصدق إلّا على أكثر من اثنين، فتدلّ على أنّ عليّ الأكبر كان له أكثر من ولدين.

ب- في المراد من كلمة "أبنائك" احتمالان، أوّلهما: أن يكون المقصود أبناءه الذين هم من صلبه فقط. والثاني: أن يكون المقصود البقيّة الباقية من نسله عليه السلام. لكنّ الاحتمال الأوّل أقوى, لأنّ كلمة "ابن" إنّما تدلّ عرفاً على الابن الصلبيّ للإنسان[122].

ج- كما أنّ كلمة "عترتك"- بمعنى: ذرّيّتك وأسرتك - الواردة في هذا المقطع من الزيارة، تدلّ على أنّ عليّاً الأكبر عليه السلام كان قد شكّل أسرةً وعائلة، ولولا ذلك، لما صحّ استعمال هذه العبارة في المقام.

وعموماً، فلا يسع العارف باستعمالات اللّغة وقواعد البلاغة ومقتضيات كلام العرب إلّا أن يرى في هذه الجملة الواردة عن الإمام عليه السلام خير شاهد ودليل على صحّة هذا المدّعى[123].

 

2- الطفل الرضيع

من المصائب العظمى يوم عاشوراء، ومن الحوادث المسلَّمة في ذلك اليوم, شهادة طفل الإمام الحسين عليه السلام الرضيع. وقد قتله أفراد جيش ابن سعد بلا رحمة. فأضافوا جناية أخرى لا تُغتفر إلى جناياتهم.

وحول كيفيّة شهادة الطفل الرضيع فإنّ بالإمكان الحصول على قولين ممّا ذكرته المصادر القديمة، أحدهما:

أنّ الطفل الرضيع استشُهد بينما كان على باب الخيمة في حضن الإمام الحسين عليه السلام.

وقد طرح هذا القول أكثر أصحاب المقاتل والمؤرّخين بتفاوت يسير[124].

ثانيهما: أنّ الطفل الرضيع أصيب بسهم من الأعداء بينما كان على يدي الإمام الحسين عليه السلام في ساحة القتال، فاستُشهد.

وهنا نقدّم توضيح كلا القولين وبالترتيب:

1- شهادة الطفل الرضيع على باب الخيمة:

في رواية اليعقوبي والفضيل بن الزبير أنّ هذا الطفل ولد في ذلك اليوم, وأنّه أصيب بالسهم عندما أخذه الإمام بين يديه:

وكان ولد الحسين بن عليّ عليه السلام في الحرب، فأتي به وهو قاعد، وأخذه في حجره ولبّاه بريقه، وسمّاه عبد الله، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم[125] فنحره[126]، فنزع الحسين السهم من حلقه، وجعل يلطّخه بدمه يقول: "والله لأنت أكرم على الله من الناقة، ولمحمّد أكرم على الله من صالح!", ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه[127].. وفي رواية الفضيل: وأخذ الحسين عليه السلام دمه، فجمعه ورمى به نحو السماء، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض. قال فضيل: وحدّثني أبو الورد: أنّه سمع أبا جعفر يقول: "لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب"[128].

وذكر مؤرّخون آخرون أنّ شهادته كانت على باب الخيمة:

كتب الطبريّ يقول:

ولمّا قعد الحسين أُتي بصبيّ له فأجلسه في حجره زعموا أنّه عبد الله بن الحسين (قال أبو مخنف) قال عقبة بن بشير الأسديّ: قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين: "إنّ لنا فيكم يا بني أسد دماً". قال: قلت: فما ذنبي أنا في ذلك رحمك الله يا أبا جعفر وما ذلك؟ قال: "أُتي الحسين بصبيّ له فهو في حجره إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه فتلقّى الحسين دمه فلمّا ملأ كفّيه صبّه في الأرض ثمّ قال: ربّ إن تكُ حبست عنّا النّصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين.."[129]

وفي الخبر الذي نقله عمّار الدُّهنيّ عن الإمام الباقر عليه السلام:

وجاء سهم فأصاب ابناً له معه في حجره, فجعل يمسح الدم عنه ويقول: "اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا.."[130].

وقال الشيخ الطبرسيّ تبعاً للشيخ المفيد:

ثمّ جلس الحسين عليه السلام أمام الفسطاط فأُتي بابنه عبد الله بن الحسين عليه السلام وهو طفل، فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه، فتلقّى الحسين عليه السلام دمه في كفّه فلمّا امتلأ كفه صبّه في الأرض, ثمّ قال: "يا ربّ, إن تكن حبست عنّا النّصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير منه، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين"، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته[131].

وقد ذكر جماعة من المؤرّخين وأصحاب المقاتل من أمثال ابن أعثم والخوارزميّ والطبرسيّ والسيّد ابن طاووس أنّ شهادة الطفل الرضيع كانت عند وداع الإمام. وهو ما يمكن جمعه مع ما أورده الطبريّ والشيخ المفيد ومع ما جاء في رواية الإمام الباقر عليه السلام.

قالوا: لما قُتل أصحاب الحسين عليه السلام وأقاربه وبقي فريداً ليس معه إلّا ابنه عليّ زين العابدين عليه السلام، وابن آخر في الرضاع اسمه عبد الله (أو عليّ)، نادى: "هل من ذابٍّ يذبّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مغيثٍ يرجو الله في إغاثتنا؟ هل من معينٍ يرجو الله في إعانتنا؟" فارتفعت أصوات النساء بالعويل, فتقدّم إلى باب الخيمة, وقال: "ناولوني ذلك الطفل (عليّاً) حتّى أودعه", فناولوه الصبيّ, فجعل يقبّله وهو يقول: "يا بنيّ، ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم جدّك", (فقام حرملة بن كاهل الأسديّ[132] ورمى الطفل بسهم) وقع في لبّة الصبيّ فذبحه في حجره، فتلقّى الحسين عليه السلام الدم ثمّ رمى به نحو السماء, وقال: "أللهمّ إن حبست عنّا النّصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا". ثمّ نزل الحسين عن فرسه وحفر للصبيّ بجفن سيفه وزمّله بدمه[133]... وصلّى عليه[134] ودفنه[135]...

وفي رواية أخرى: أنّ الحسين عليه السلام تقدّم إلى الخيمة وقال لزينب: "ناوليني ولدي الصغير حتّى أودّعه", فأخذه وأومأ إليه ليقبّله فرماه حرملة بن الكاهل الأسديّ لعنه الله تعالى, بسهم فوقع في نحره فذبحه, فقال لزينب: "خذيه", ثمّ تلقّى الدم بكفّيه فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء, ثمّ قال: "هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله"،.. قال الباقر عليه السلام: "فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض"[136].

2- القول الثاني:

أنّ شهادة الطفل الرضيع كانت في ساحة الحرب وكان الطفل بين يدي الإمام. والمستند الوحيد والهامّ لهذا القول هو ما أورده سبط بن الجوزيّ (654هـ. ق.). فقد نقل عن هشام بن محمّد الكلبيّ وهو من طلّاب أبي مخنف وراوي مقتله، أنّه قال: .. وكان رضيعاً يتلوّى من العطش، فأخذه أبوه وتوجّه نحو القوم وقال: "يا قوم, قتلتم أخي وأولادي وأنصاري وما بقى غير هذا الطفل وهو يتلظّى عطشاً، فإن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل"، فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم من قوس حرملة بن كاهل الأسديّ فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد، فجعل الحسين يبكي ويقول: "اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعَوْنا لينصرونا فقتلونا...".

ثمّ نودي من الهواء: "يا حسين دعه فإنّ له مرضعاً في الجنّة"[137].

أبناء عبد الله بن جعفر الطيّار:

1- عون بن عبد الله بن جعفر

هو أحد أولاد عبد الله بن جعفر[138]. قضى شهيداً يوم عاشوراء. قتله عبد الله بن قطبة الطائي[139]. وفي بعض المصادر أنّ أمّه هي الحوراء زينب عليها السلام[140]، بينما ذكرت مصادر أُخرى أنّ أمّه هي جمانة بنت المسيَّب[141].

ويُستفاد من بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عبد الله بن جعفر كان له ولدان باسم "عون"، أحدهما هو "عون الأكبر"، وهو ابن الحوراء زينب عليها السلام[142]، والذي قضى شهيداً يوم الطفّ، والآخر هو "عون الأصغر"، وهذا قد استشهد يوم فاجعة "حرّة واقم"[143].

 

2- محمّد بن عبد الله بن جعفر

جاء في المصادر القديمة في تسمية أمّه بأنّها الخوصاء ابنة خَصْفة بن ثقيف بن ربيعة[144]. لكنّ بعض المصادر المتأخّرة ذكرت أنّ أمّه هي الحوراء زينب عليها السلام[145]. وهو قول ليس له مستند معتبر.

استشهد محمّد هذا يوم عاشوراء، قتله عامر بن نهشل التيميّ[146].

 

أولاد عقيل وأحفاده:

كان لأبناء عقيلٍ مشاركة أكثر ممّن سواهم من أبناء عمومة الإمام الحسين عليه السلام في تقديم يد العون للإمام عليه السلام في النهضة الدامية التي قادها. فبينما نجد أنّ البعض من بني عمومته عليه السلام لم يكونوا حاضرين معه أصلاً في ثورة كربلاء، فإنّ مسلم بن عقيل وابنه عبد الله، وأخويه جعفر وعبد الله وعبد الرحمن، وابن أخيه محمّد بن أبي سعيد، جميعهم، قضوا شهداء في ثورة الإمام الحسين عليه السلام. ومن هنا، فقد أبدى الإمام زين العابدين عليه السلام حبّاً وتعلّقاً خاصّاً بهم، ولمّا سُئل عن سبب ذلك أجاب عليه السلام: "إنّي أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن عليّ، فأرقّ لهم"[147].

1- عبد الله بن عقيل

هو ابنٌ لعقيل من إحدى جواريه[148]. واسمها - على ما ذكره ابن سعد - "خليلة"، وهي "أمّ البنين الكلابيّة" على ما أثبته البلاذريّ[149].

قضى شهيداً بيوم عاشوراء[150]، وكان له من العمر 33 عاماً[151]. ذكر بعضهم أنّه كان صهراً لأمير المؤمنين عليه السلام[152]. وأشار ابن سعد إلى رجلٍ آخر باسم عبد الله بن عقيل، ذاكراً إيّاه أيضاً في عداد شهداء كربلاء. لكنّه متفرّد بهذا النقل، ولم يكن في شهداء كربلاء إلّا شخص واحد بهذا الاسم، وهو ابن لعقيل[153].

 

وأمّا قاتله، فقد ورد في بعض المصادر أنّه عمرو بن صبيح الصدائي[154]، وفي مصادر أُخرى أنّه عثمان بن خالد بن أُسير الجهنيّ[155].

 

2- عبد الرحمن بن عقيل

أمّه أمّ ولد[156]. تزوّج عبد الرحمن بن عقيل من خديجة بنت أمير المؤمنين عليه السلام[157]، وأولدها بنتاً[158] سمّيت "حميدة"[159]. سُمّي "رمح عقيليّ" لطول قامته[160].

قضى شهيداً في يوم الطفّ عن عمرٍ بلغ 35 عاماً[161]، قتله عثمان بن خالد ابن أسير الجهنيّ وبشْر بن سوط الهمدانيّ [162].[163]

 

3- جعفر بن عقيل

هو ابن آخر لعقيل بن أبي طالب، أمّه "أمّ الثغر" بنت عامر[164]. فيما أثبت بعضهم اسم أمّه "أمّ البنين"[165]، وبعضهم ذكر أنّ اسمها "الخوصاء بنت الثغريّة"[166]."[167]

استشهد جعفر يوم عاشوراء عن عمر 23 عاماً[168] على يدي عبد الله بن عزرة الخثعميّ[169]. وذكر بعضهم أنّ قاتله هو بشْر بن سوط قاتل أخيه عبد الرحمن[170].

 

4- أبو سعيد بن عقيل

جاء في بعض المصادر تسمية "أبي سعيد الأحول" في عداد أولاد عقيل ممّن قضوا شهداء في يوم عاشوراء[171].

 

5- محمّد بن أبي سعيد (الأحول) بن عقيل[172]

محمّد هذا هو أحد شهداء كربلاء. وأمّه أمّ ولد[173]. تزوّج من فاطمة بنت الإمام عليّ عليه السلام[174]، وكانت ثمرة هذا الزواج بنتاً سُمّيت "حميدة"[175].

استشهد محمّد عن عمر 25 عاماً[176]، قتله لقيط بن ياسر الجهنيّ[177].

 

6- مسلم بن عقيل

الولادة

مسلم بن عقيل أحد أبرز أصحاب الإمام الحسين عليه السلام.

لا تذكر المصادر التاريخيّة زمن ولادة مسلم بن عقيل تحديداً، ولا عمره حين شهادته. ومن هنا، فلا يمكن لنا أن نحدّد التاريخ الدقيق لولادته.

الأمر الوحيد الذي يمكن لنا أن نعثر عليه حول عام ولادته هو ما أورده المرحوم ميرزا خليل كمره اى في كتابه، حيث قال: "وقيل: إنّه في السنة التي أسلم فيها عقيل وُلد ابنه مسلم، ولأجل هذا فقد سُمّي مسلماً"[178]. لكنّه لم يذكر مستنداً لهذا الأمر. ثمّ على فرض وجود مستندٍ لهذا القول، فإنّ السنة التي أسلم فيها عقيل مختلف في تحديدها أيضاً[179]، ولا نعلم بشكلٍ واضح في أيّ سنةٍ اعتنق عقيل الإسلام. وعلى هذا الأساس، فليس باستطاعتنا أن نحدّد سنة ولادة مسلم بشكلٍ واضح ودقيق.

وبحسب الواقديّ، فإنّ مسلماً شارك في بعض الفتوحات الإسلاميّة أيّام خلافة عمر بن الخطّاب، كفتح البهنسا[180].[181] وحول ولاية مسلم لمنطقة البهنسا بعد فتحها يقول الواقديّ: "بعد شهر (من فتح مدينة البهنسا) ترك خالد (بن الوليد) أناساً من الصحابة بأرض البهنسا من جميع القبائل، وخرج

بألفَي فارس إلى أرض الصعيد. وكانت القبائل من بني هاشم وبني المطّلب وبني مخزوم وبني زهرة وبني نزار وبني جهينة وبني مزينة وبني غفّار والأوس والخزرج ومذحج وفهر وطي وخزاعة، وكان الأمير عليهم مسلم بن عقيل... وأقام مسلم بن عقيل والياً عليها إلى خلافة عثمان بن عفان، فتولّى محمّد بن جعفر بن أبي طالب بعده"[182].

وبالنظر إلى أنّ عقيلاً لم يكن له إلّا ولد واحد باسم "مسلم"[183]، نستنتج أنّ مسلم بن عقيل الوارد في النصّ أعلاه هو نفسه مسلم الذي نتحدّث عنه. وحينئذٍ: فمن الطبيعيّ أنّ من أخذ على عاتقه مسؤوليّة قيادة مجموعةٍ كهذه، بالتركيبة التي احتوت عليها والأعضاء الذين تألّفت منهم، لا بدّ وأن يكون بالغاً آنذاك سنّ الرشد واكتمال العقل.

أمّ مسلم لا توجد لدينا معلومات كافية فيما يرتبط بتحديد هويّة أمّ مسلم. وادّعى أبو الفرج الأصفهانيّ أنّ "أمّه أمّ ولدٍ يُقال لها: عليّة، وكان عقيل اشتراها من الشام فولدت له مسلماً"[184].

لكنّ هذا الادّعاء الذي ادّعاه أبو الفرج الأصفهانيّ مستنده رواية نقلها عن أبي الحسن عليّ بن محمّد المدائنيّ، يزعم فيها أنّ مسلم بن عقيل كانت له أرض بالمدينة، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم، فبلغ ذلك الإمام الحسين عليه السلام، فكتب إلى معاوية مطالباً إيّاه بفسخ البيع وردّ الأرض واسترداد الثمن الذي كان قد دفعه فيها، ففعل معاوية ذلك.

وبالالتفات إلى ذلك، يبدو لنا عدم صحّة ما زعمه أبو الفرج الأصفهانيّ بشأن أمّ مسلم, إذ لا مستند له في هذا الزعم إلّا رواية المدائنيّ المتقدّمة، وهي- هذه الرواية- مخدوشة ساقطة سنداً ومتناً. فهي - من جهة - رواية مرسلة. ومن جهةٍ أُخرى، لقد كان المدائنيّ من أتباع بني أميّة ومريديهم، وهو في هذه الرواية التي يرويها يسعى إلى إظهار معاوية بمظهر الإنسان الكريم والمتسامح، حيث نجده يختم روايته هذه بما يزعم أنّ الإمام الحسين عليه السلام بعث به كتاباً إلى معاوية يمدح فيه آل أبي سفيان، ويقول فيه: "أبيتم يا آل أبي سفيان إلّا كرماً"[185].

مسلم إلى جنب الإمام عليّ والإمام الحسن عليهما السلام

جاء فيما نقله ابن شهرآشوب أنّ أمير المؤمنين عليه السلام عبّأ عسكره يوم صفّين، فجعل على ميمنته الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وعبد الله بن جعفر ومسلم بن عقيل[186]. لكنّ كتاب "وقعة صفّين" الذي روى بالتفصيل أحداث معركة صفّين لم يُورد اسم مسلم بن عقيل في عداد قادة جيش الإمام عليه السلام.

ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان قد أوكل القيادة إلى الأشخاص المذكورين على نحو الترتيب، ولم تصل قيادة هذا القسم من العسكر إلى مسلم إلّا في المراحل الأخيرة من الحرب. ولعلّ مسلماً كان في الصفّ الأخير من القادة، ولأجل ذلك لم يُذكر اسمه في هذا الكتاب في عداد الرعيل الأوّل منهم.

وعلى أيّ حال، فإنّ الذي نقله ابن شهر آشوب يعكس بوضوح أنّ مسلماً كان مقاتلاً جديراً ومتمرّساً بحيث رأى فيه أمير المؤمنين عليه السلام القدرة والصلاحية لقيادة قسمٍ من جيشه، بل وبحيث وضعه - من الناحية العسكريّة والقتاليّة - في صفٍّ واحد إلى جنب ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ، وإلى جنب ابن أخيه الآخر عبد الله بن جعفر.

وفي زمن إمامة الإمام الحسن عليه السلام أيضاً، حين كان الشيعة يرزحون تحت ضغوطاتٍ شديدة، لم يفارق مسلم بن عقيل صحبة ابن عمّه الإمام الحسن عليه السلام[187]. ولذا عدّه الشيخ الطوسيّ وابن شهر آشوب في جملة أصحابه عليه السلام[188].

زوجة مسلم وأولاده

تزوّج مسلم بن عقيل من رقيّة بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكان له ولدان، هما: عبد الله وعليّ[189]. وقد ذكر بعضهم أنّ مسلماً على امتداد فترة حياته التي عاشها تزوّج باثنتين من بنات أمير المؤمنين عليه السلام، كما قال محمّد بن حبيب: "ومسلم بن عقيل بن أبي طالب كانت عنده رقيّة بنت عليّ... وصاهره مسلم بن عقيل مرّةً أُخرى، تزوّج رقيّة الصغرى بنت عليّ (أمّ كلثوم)"[190].

لكن ينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار أنّ المصادر المعتبرة لم تذكر لأمير المؤمنين عليه السلام سوى بنتٍ واحدة باسم رقيّة[191].

كما وقع الخلاف أيضاً في عدد أولاد مسلم. فذكر بعضهم أنّ مجموع أولاده من زواجاته المختلفة خمسة أبناء وابنة واحدة، وبعضهم عدّ له أربعة أبناء وابنة واحدة. قال ابن قتيبة في تسمية أولاده: "عبد الله بن مسلم وعليّ بن مسلم، أمّهما رقيّة بنت عليّ بن أبي طالب، ومسلم بن مسلم وعبد العزيز"[192]. لكنّه لم يُشر إلى اسم أمّ هذين الأخيرين. فيما ذكر أبو الفرج الأصفهانيّ أنّ لمسلم ولداً اسمه محمّد، وأنّ أمّه أمّ ولد[193]. وذكر بعضهم في عداد أولاد مسلم بن عقيل ابنةً له سُمّيت حميدة[194].

وانتهى المقرّم إلى أنّ مجموع أولاد مسلم بلغ خمسة أبناء وابنةً واحدة. ويرى أنّ ولدين له من بين هؤلاء الخمسة قد قضيا شهيدين في كربلاء، وهما محمّد وعبد الله، فيما استشهد ولدان آخران له بالكوفة. وأمّا ابنه الخامس فلم يأتِ في التاريخ خبرٌ عنه[195].

 

7- عبد الله بن مسلم بن عقيل

عبد الله هذا هو أحد شهداء كربلاء. ذكروا أنّ أمّه هي رقيّة بنت أمير المؤمنين عليه السلام[196].

استشهد عبد الله بن مسلم يوم عاشوراء عن عمر 26 عاماً[197]، قتله عمرو بن صُبيح الصيداويّ[198].

 

8- محمّد بن مسلم بن عقيل

محمّد من أبناء مسلم[199]، أمّه أمّ ولد[200].

استشهد يوم الطفّ عن عمر 27 عاماً[201].[202]

لكن بين المؤرّخين اختلاف في تسمية قاتله. ففي بعض الأخبار، أنّه في البداية سقط جريحاً على يد شخصٍ يُدعى أبا مريم الأزديّ[203]، ثمّ قضى نحبه شهيداً على يد لُقيط بن إياس الجهنيّ[204].

قبره كائن في وسط مقبرة شهداء كربلاء.

 

9 و 10- طفلا مسلم

أقدم الروايات التاريخيّة التي تحدّثت بشكلٍ مفصَّل عن شهادة طفلين باسم محمّد وإبراهيم, هي ما رواه الشيخ الصدوق رحمه الله عن شخصٍ باسم "أبي محمّد"، شيخٍ لأهل الكوفة، جاء فيها ما يلي:

لمّا قتل الحسين بن علي عليهما السلام أُسر من معسكره غلامان صغيران، فأتي بهما عبيد الله بن زياد، فدعا سجّاناً له، فقال: خذ هذين الغلامين إليك، فمن طِيب الطعام فلا تطعمهما، ومن البارد فلا تسقهما، وضيّق عليهما سجنهما، وكان الغلامان يصومان النهار، فإذا جنّهما اللّيل أُتيا بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح. فلمّا طال بالغلامين المكث حتّى صارا في السنة، قال أحدهما لصاحبه: يا أخي، قد طال بنا مكثنا، ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا، فإذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا، وتقرب إليه بمحمّد  صلى الله عليه وآله وسلم لعلّه يوسع علينا في طعامنا، ويزيد في شرابنا. فلمّا جنّهما اللّيل أقبل الشيخ إليهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح، فقال له الغلام الصغير: يا شيخ، أتعرف محمّداً؟ قال: فكيف لا أعرف محمّداً وهو نبيّي! قال: أفتعرف جعفر بن أبي طالب؟ قال: وكيف لا أعرف جعفراً، وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء! قال: أفتعرف عليّ بن أبي طالب؟ قال: وكيف لا أعرف عليّاً، وهو ابن عمّ نبيّي وأخو نبيّي! قال له: يا شيخ، فنحن من عترة نبيّك محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب، بيدك أسارى، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا، ومن بارد الشراب فلا تسقينا، وقد ضيّقت علينا سجننا، فانكبّ الشيخ على أقدامهما يقبّلهما ويقول: نفسي لنفسكما الفداء، ووجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبيّ الله المصطفى، هذا باب السجن بين يديكما مفتوح، فخذا أيّ طريق شئتما، فلمّا جنّهما اللّيل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ووقّفهما على الطريق، وقال لهما: سيرا- يا حبيبيّ - اللّيل، واكمنا النهار، حتّى يجعل الله عزّ وجلّ لكما من أمركما فرجاً ومخرجاً. ففعل الغلامان ذلك. فلمّا جنّهما اللّيل، انتهيا إلى عجوزٍ على باب، فقالا لها: يا عجوز، إنّا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق، وهذا اللّيل قد جنّنا، أضيفينا سواد ليلتنا هذه، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق. فقالت لهما: فمن أنتما يا حبيبيّ؟ فقد شَمَمْتُ الروائح كلّها فما شَمَمْتُ رائحةً أطيب من رائحتكما، فقالا لها: يا عجوز، نحن من عترة نبيّك محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل، قالت العجوز: يا حبيبيّ، إنّ لي ختناً فاسقاً، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد، أتخوّف أن يصيبكما ها هنا فيقتلكما. قالا: سواد ليلتنا هذه، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق. فقالت: سآتيكما بطعام، ثمّ أتتهما بطعامٍ فأكلا وشربا. فلمّا ولجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي، إنّا نرجو أن نكون قد أمنّا ليلتنا هذه، فتعالَ حتّى أعانقك وتعانقني وأشمّ رائحتك وتشمّ رائحتي قبل أن يفرّق الموت بيننا. ففعل الغلامان ذلك، واعتنقا وناما. فلمّا كان في بعض اللّيل أقبل ختن العجوز الفاسق حتّى قرع الباب قرعاً خفيفاً، فقالت العجوز: من هذا؟ قال: أنا فلان. قالت: ما الذي أطرقك هذه الساعة، وليس هذا لك بوقت؟ قال: ويحك! افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشقّ مرارتي في جوفي، جهد البلاء قد نزل بي. قالت: ويحك ما الذي نزل بك؟ قال: هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد، فنادى الأمير في معسكره: من جاء برأس واحدٍ منهما فله ألف درهم، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شيء. فقالت العجوز: يا ختني، احذر أن يكون محمّد خصمك في يوم القيامة. قال لها: ويحك إنّ الدنيا محرص عليها. فقالت: وما تصنع بالدنيا، وليس معها آخرة؟ قال: إنّي لأراك تحامين عنهما، كأنّ عندك من طلب الأمير شيئاً، فقومي فإنّ الأمير يدعوك. قالت: وما يصنع الأمير بي، وإنّما أنا عجوز في هذه البريّة؟ قال: إنّما لي طلب، افتحي لي الباب حتّى أريح وأستريح، فإذا أصبحت بكّرت في أيّ الطريق آخذ في طلبهما. ففتحت له الباب، وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب. فلمّا كان في بعض اللّيل سمع غطيط الغلامين في جوف البيت، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور، ويلمس بكفّه جدار البيت حتّى وقعت يده على جنب الغلام الصغير، فقال له: من هذا؟ قال: أمّا أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟ فأقبل الصغير يحرّك الكبير ويقول: قم يا حبيبي، فقد والله وقعنا فيما كنّا نحاذره. قال لهما: من أنتما؟ قالا له: يا شيخ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان؟ قال: نعم. قالا: أمان الله وأمان رسوله، وذمّة الله وذمّة رسوله؟ قال: نعم. قالا: ومحمّد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين؟ قال: نعم. قالا: والله على ما نقول وكيل وشهيد؟ قال: نعم. قالا له: يا شيخ، فنحن من عترة نبيّك محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل. فقال لهما: من الموت هربتما، وإلى الموت وقعتما، الحمد لله الذي أظفرني بكما. فقام إلى الغلامين فشدّ أكتافهما، فبات الغلامان ليلتهما مكتّفين. فلمّا انفجر عمود الصبح، دعا غلاماً له أسود، يقال له: فليح، فقال: خذ هذين الغلامين، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات، واضرب عنقيهما، وائتني برأسيهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد، وآخذ جائزة ألفي درهم. فحمل الغلام السيف، ومشى أمام الغلامين، فما مضى إلّا غير بعيد حتّى قال أحد الغلامين: يا أسود، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذّن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم! قال: إنّ مولاي قد أمرني بقتلكما، فمن أنتما؟ قالا له: يا أسود، نحن من عترة نبيّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل: أضافتنا عجوزكم هذه، ويريد مولاك قتلنا. فانكبّ الأسود على أقدامهما يقبّلهما ويقول: نفسي لنفسكما الفداء، ووجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبيّ الله المصطفى، والله لا يكون محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم خصمي في القيامة. ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية، وطرح نفسه في الفرات، وعبر إلى الجانب الآخر، فصاح به مولاه: يا غلام عصيتني! فقال: يا مولاي، إنّما أطعتك ما دمت لا تعصي الله، فإذا عصيت الله فأنا منك بريء في الدنيا والآخرة. فدعا ابنه، فقال: يا بنيّ، إنّما أجمع الدنيا حلالها وحرامها لك، والدنيا محرص عليها، فخذ هذين الغلامين إليك، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات، فاضرب عنقيهما وائتني برأسيهما، لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم. فأخذ الغلام السيف، ومشى أمام الغلامين، فما مضى إلّا غير بعيد حتّى قال أحد الغلامين: يا شابّ، ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنّم! فقال: يا حبيبيّ، فمن أنتما؟ قالا: من عترة نبيك محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم، يريد والدك قتلنا. فانكبّ الغلام على أقدامهما يقبّلهما، وهو يقول لهما مقالة الأسود، ورمى بالسيف ناحيةً وطرح نفسه في الفرات وعبر، فصاح به أبوه: يا بنيّ عصيتني! قال: لأن أطيع الله وأعصيك أحبّ إلى من أن أعصي الله وأطيعك. قال الشيخ: لا يلي قتلكما أحد غيري، وأخذ السيف ومشى أمامهما، فلمّا صار إلى شاطئ الفرات سلّ السيف من جفنه، فلمّا نظر الغلامان إلى السيف مسلولاً اغرورقت أعينهما، وقالا له: يا شيخ، انطلق بنا إلى السوق واستمتع بأثماننا، ولا ترد أن يكون محمّد خصمك في القيامة غداً. فقال: لا، ولكن أقتلكما وأذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد، وآخذ جائزة ألفي درهم. فقالا له: يا شيخ، أما تحفظ قرابتنا من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: ما لكما من رسول الله قرابة. قالا له: يا شيخ، فائتِ بنا إلى عبيد الله بن زياد حتّى يحكم فينا بأمره. قال: ما إلى ذلك سبيل إلّا التقرب إليه بدمكما. قالا له: يا شيخ، أما ترحم صغر سنّنا؟ قال: ما جعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئاً. قالا: يا شيخ إن كان ولا بدّ، فدعنا نصلّ ركعات. قال: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة. فصلّى الغلامان أربع ركعات، ثمّ رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا: يا حيّ يا حليم يا أحكم الحاكمين، احكم بيننا وبينه بالحقّ. فقام إلى الأكبر فضرب عنقه، وأخذ برأسه ووضعه في المخلاة، وأقبل الغلام الصغير يتمرّغ في دم أخيه، وهو يقول: حتّى ألقى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مختضب بدم أخي. فقال: لا عليك سوف ألحقك بأخيك، ثمّ قام إلى الغلام الصغير فضرب عنقه، وأخذ رأسه ووضعه في المخلاة، ورمى ببدنيهما في الماء، وهما يقطران دماً. ومرّ حتّى أتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعد على كرسيٍّ له، وبيده قضيب خيزران، فوضع الرأسين بين يديه، فلمّا نظر إليهما قام ثمّ قعد ثمّ قام ثمّ قعد ثلاثاً، ثمّ قال: الويل لك، أين ظفرت بهما؟ قال: أضافتهما عجوز لنا. قال: فما عرفت لهما حقّ الضيافة؟ قال: لا. قال: فأيّ شيءٍ قالا لك؟ قال: قالا: يا شيخ، اذهب بنا إلى السوق فبعْنا وانتفع بأثماننا فلا ترد أن يكون محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم خصمك في القيامة. قال: فأيّ شيء قلت لهما؟ قال: قلت: لا، ولكن أقتلكما وأنطلق برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد، وآخذ جائزة ألفي درهم. قال: فأيّ شيء قالا لك؟ قال: قالا: ائتِ بنا إلى عبيد الله بن زياد حتّى يحكم فينا بأمره. قال: فأيّ شيء قلت؟ قال: قلت: ليس إلى ذلك سبيل إلّا التقرّب إليه بدمكما. قال: أفلا جئتني بهما حيّين، فكنت أضعف لك الجائزة، وأجعلها أربعة آلاف درهم؟ قال: ما رأيت إلى ذلك سبيلاً إلّا التقرّب إليك بدمهما. قال: فأيّ شيء قالا لك أيضاً؟ قال: قال لي: يا شيخ، احفظ قرابتنا من رسول الله. قال: فأيّ شيء قلْتَ لهما؟. قال: قلْتُ: ما لكما من رسول الله قرابة. قال: ويلك، فأيّ شيء قالا لك أيضاً؟ قال: قالا: يا شيخ، ارحم صغر سنّنا. قال: فما رحمتهما؟ قال: قلْتُ: ما جعل الله لكما من الرحمة في قلبي شيئاً. قال: ويلك، فأيّ شيءٍ قالا لك أيضاً؟ قال: قالا:  دعنا نصلّ ركعات. فقلْتُ: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة، فصلّى الغلامان أربع ركعات. قال: فأيّ شيءٍ قالا في آخر صلاتهما؟ قال: رفعا طرفيهما إلى السماء، وقالا: يا حيّ يا حليم، يا أحكم الحاكمين، احكم بيننا وبينه بالحقّ. قال عبيد الله بن زياد: فإنّ أحكم الحاكمين قد حكم بينكم، من للفاسق؟ قال: فانتدب له رجل من أهل الشام، فقال: أنا له. قال: فانطلقْ به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين، فاضرب عنقه، ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما وعجّل برأسه، ففعل الرجل ذلك، وجاء برأسه فنصبه على قناة، فجعل الصبيان يرمونه بالنبل والحجارة وهم يقولون: هذا قاتل ذرّيّة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم"[205].

هذا المضمون نقله الخوارزميّ بشكلٍ مفصّل أيضاً، ولكن بتفاصيل أقلّ ممّا ذكره الشيخ الصدوق رحمه الله ، وبسندٍ آخر، ومع وجود اختلافات في محتواه[206].

وأمّا ابن سعد، فقد ذكر أنّ هذين الطفلين هما ابنا عبد الله بن جعفر، وذكر في قصّتهما ما يلي:

وقد كان ابنا عبد الله بن جعفر لجآ إلى امرأة عبد الله بن قطبة الطائيّ ثمّ النبهائيّ، وكانا غلامين لمّا يبلغا، وقد كان عمر بن سعد أمر منادياً فنادى: من جاء برأس فله ألف درهم، فجاء ابن قطبة إلى منزله، فقالت له امرأته: إنّ غلامين لجآ إلينا فهل لك أن تشرف بهما فتبعث بهما إلى أهلهما بالمدينة؟

قال: نعم أرنيهما، فلمّا رآهما ذبحهما وجاء برأسيهما إلى عبيد الله بن زياد فلم يعطه شيئاً، فقال عبيد الله: ودَدْتُ أنّه كان جاءني بهما حيّيْن فمنَنْتُ بهما على أبي جعفر- يعني عبد الله بن جعفر ـ. وبلغ ذلك عبد الله بن جعفر، فقال: ودَدْتُ أنّه كان جاءني بهما فأعطيته ألفي ألف"[207].

ونقل هذا الحادثة أيضاً كلّ من البلاذريّ[208] والطبريّ[209] وابن العديم[210] وابن كثير[211]، ولكن بشكلٍ موجز. وقد أشارت هذه المصادر جميعاً إلى أنّ ابن زياد أخذ قراراً بقتل ذلك الرجل الطائيّ الذي قتل الطفلين، وأمر بتخريب منزله وهدمه.

هذا, وقد ورد ذكر هذه الحادثة بشكلٍ أكثر تفصيلاً في عددٍ من المصادر المتأخّرة[212].

نقد وتحليل

بالنظر إلى أنّ عدداً من المصادر المتقدّمة على أمالي الشيخ الصدوق، كمقتل ابن سعد، وتاريخ الطبريّ، وأنساب الأشراف للبلاذريّ، قد نقلت هذه الحادثة، ولو بشكلٍ مجمل، فلا مجال لإنكار أصل وقوعها، سواء بنينا على أنّ هذين الطفلين كانا ابني مسلم بن عقيل أم ابني عبد الله بن جعفر.

لكن، وفي الوقت عينه، لا يمكن لنا القبول ببعض التفاصيل التي نُقلت في هذه الحادثة، لأسبابٍ عديدة. كما لا يمكن لنا أيضاً أن نصدّق ما قيل من شدّة تأثّر ابن زياد لقتل هذين الطفلين المظلومين، ورقّته لحالهما، بالشكل الذي نُقل لنا في بعض الكلمات. اللّهمّ إلّا أن يُحمل ذلك منه على ادّعاء ذلك والتظاهر به لخداع عوامّ الناس.

كما لا يمكن التصديق أيضاً بظاهر ما قيل من أنّ قتل هذين الطفلين كان قد أُوكل إلى رجلٍ شاميّ، حيث لم يكن للشاميّين وجود في الكوفة آنذاك. وعلى هذا الأساس، فلو أخذنا بالتفاصيل التي وردت بشأن هذه الحادثة، فينبغي أن يُحمل على كون القاتل من أتباع يزيدٍ وأهل الشام، لا أنّه كان شاميّاً.

 

[1] مجموعة من الباحثين والمحقّقين, تحت إشراف حجّة الإسلام والمسلمين مهدي بيشوائي.

[2] راجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج3, ص20, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج1, ص354, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327.

[3] ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327.

[4] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج3, ص20, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج1, ص354.

[5] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص84 85.

[6] المصدر نفسه, ص84.

[7] المصدر نفسه, ص85, مناقب آل أبي طالب, ج4, ص117.

[8] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص84, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327.

[9] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص84, البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص413, المزّي، تهذيب الكمال, ج20, ص479. و"أبو قربة" كناية عمّن كان يحمل القربة ويستسقي، وهذه الكنية أُطلقت على أبي الفضل العبّاس لأنّه كان السقّاء في كربلاء. (الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى, ص203). وهي من الكنى التي أُطلقت عليه بعد شهادته.

[10] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص85, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص117.

[11] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص84, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327, المزّي، تهذيب الكمال, ج20, ص479, العلويّ، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص436 437, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص117.

[12] راجع: أبا الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص85, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327.

[13] العلويّ، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص436.

[14] الخوارزميّ، مقتل الحسين, ج1, ص122, المحدّث النوريّ، مستدرك الوسائل, ج15, ص215.

[15] الشيخ الصدوق، الخصال, ص68، الحديث 101. وله أيضاً: الأمالي، المجلس 70، ص548، الحديث 731.

[16] أبو نصر البخاريّ، سرّ السلسلة العلويّة, ص89, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327.

[17] ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327, التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ح3, ص194. وينبغي أن يُذكر هنا أنّ المصادر المتقدّمة لم تُشر إلى التاريخ الدقيق لولادة العبّاس عليه السلام، وإنّما ذكرت عمره حين شهادته. غير أنّ بعض الرجاليّين المتأخّرين ذكروا أنّ ولادته كانت في الرابع من شهر شعبان سنة 26 للهجرة. (راجع: النمازيّ الشاهروديّ، مستدركات علم رجال الحديث, ج4, ص350, المقرّم، العبّاس, ص136).

[18] السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج7, ص429, محمّد السماويّ، إبصار العين, ص57.

[19] الخوارزميّ، المناقب, ص227.

[20] راجع: السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج7, ص429.

[21] راجع: البيرجندي الخراساني، الكبريت الأحمر في شرائط المنبر, ص385 386.

[22] راجع: المصدر نفسه, ص385.

[23] راجع: المقرّم، العبّاس, ص277 278.

[24] في بعض المصادر المتأخّرة غير المعتبرة أمور منقولة من حياة العبّاس عليه السلام، لكنّنا لم نعثر عليها في شيءٍ من المصادر المعتبرة، فمن ذلك ما ورد في كتاب معالي السبطين: أنّه لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان عام أربعين للهجرة، أي: في ليلة استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وهي الليلة الأخيرة من عمر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، حيث أخذ الإمام يودّع فيها أهل بيته وخاصّته، ويوصيهم بوصاياه ومواعظه، وفيها التفت إلى ولده أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وضمّه إلى صدره، وقال له: ولدي! ستقرّ عيني بك يوم القيامة. ولدي! إذا كان يوم عاشوراء ودخلت الماء وملكت المشرعة، فإيّاك أن تشرب الماء وأن تذوق منه قطرة وأخوك الحسين عليه السلام عطشان. (الحائري المازندراني، معالي السبطين, ج1, ص277). وهذه الحادثة لا وجود لها في أيٍّ من المصادر المتقدّمة المعتبرة، وقد نقلها في معالي السبطين بدون ذكر مستندها.

[25] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج3, ص40, البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص263.

[26] الديار بكري، تاريخ الخميس, ج2, ص293.

[27] الدينوريّ، الأخبار الطوال, ص337, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص34. وقد أحال المصنف تفاصيل حياة العباس عليه السلام ومقتله إلى الجزء الأول من كتاب تاريخ وقيام ومقتل جامع سيّد الشهداء عليه السلام بالفارسيّة.

[28] ابن قتيبة الدينوري، المعارف, ص127, ابن حبيب، المحبر, ص441.

[29] ابن قتبية الدينوريّ، المعارف, ص127. في الشريعة الإسلاميّة، إذا أنجبت الجارية ولداً من مالكها، يُقال لها: أمّ ولد. ولا يجوز له بيعها حينئذٍ.

[30]  ذكر بعضهم له ولدين هما عبيد الله والفضل (العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص436). وذكر آخرون أنّ ولديه هما عبيد الله والحسن (ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص27). وذكر ابن شهرآشوب له ولداً آخر باسم محمّد، وذكر أنّه استشهد بكربلاء. (ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122). وعدّ بعض المتأخّرين له أولاداً أربعة، هم: عبيد الله، والفضل، والحسن، والقاسم. إضافةً إلى ابنتين له. (المقرّم، العبّاس, ص350). وأضاف بعضهم إلى هؤلاء الأربعة ابناً آخر له باسم عبد الله، وذكر أنّه أيضاً ممّن استشهد في كربلاء. (السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج1, ص610).

[31] أبو نصر البخاريّ، سرّ السلسلة العلويّة, ص89, ابن حزم الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب, ص67. ابن عنبة، عمدة الطالب, ص328. وراجع أيضاً: ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص127, العلويّ، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص436, عبد الواحد المظفّر, بطل العلقميّ, ج3, ص486.

[32] أبو نصر البخاريّ، سرّ السلسلة العلويّة, ص89, ابن حزم الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب, ص67. ابن عنبة، عمدة الطالب, ص328. وراجع أيضاً: ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص127, العلويّ، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص436, عبد الواحد المظفّر, بطل العلقميّ, ج3, ص486.

 

[33] راجع: ابن عنبة، عمدة الطالب, ص329 330.

[34] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122.

[35] العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص197.

[36] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص82.

[37] ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص448 449.

[38] العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص197.

[39] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, 5, ص448 449, الفضيل بن زبير "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص150. ابن عنبة، عمدة الطالب, ص327.

[40] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص84.

[41] ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185.

[42] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص83, العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص197, ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص398, التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ج3, ص194.

[43] العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص197.

[44] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص448 449, ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج3, ص20.

[45] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص83, ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185.

[46] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص83, ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص398. نعم، ذكر بعضهم أنّ عمره كان 17 عاماً (التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ج3, ص194). وبعضهم أنّ عمره 29 عاماً (العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص197). وحيث إنّ شهادة أمير المؤمنين عليه السلام كانت في شهر رمضان من العام 40 للهجرة، فمن المؤكّد أنّ جعفراً حين شهادته يوم عاشوراء من العام 61 هـ كان عمره أكثر من 17 عاماً، ومن المحتمل أنّ عمره كان بين 19 و 20 عاماً. هذا على تقدير أنّ ولادته كانت بعد شهادة أبيه في العام 41 هـ.

[47] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص86, ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج3, ص19, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص106.

[48] الشيخ المفيد، الإرشاد, ج1, ص354.

[49] الشيخ المفيد، الاختصاص, ص82, الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص105 106.

[50] ابن أعثم، كتاب الفتوح, ج5, ص112, العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص197.

[51] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص86, وذكر الطبريّ وابن شهرآشوب أنّ هناك شكوكاً حول كونه ممّن قُتل بكربلاء (الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122). وقال أبو الفرج الأصفهانيّ: وذكر المدائنيّ أنّه وُجد في ساقيةٍ مقتولاً لا يُدرى من قتله. (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص86).

[52] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص85, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, 449, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122, الشيخ المفيد، الاختصاص, ص82.

[53] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص85, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص154, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4، ص122, ابن الأثير، الكامل في التاريخ, ج2, ص440.

[54] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص154.

[55] المصدر نفسه, ص468. الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149. أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص85, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص105, الشيخ المفيد، الاختصاص, ص82. وذكر خليفة بن خيّاط أنّ أمّه هي لبابة بنت عبيد الله بن عبّاس (خليفة بن خيّاط، تاريخ خليفة بن خيّاط, ص179). ولكن وفقاً لما تقدّم، وبناءً على الأخبار المعتبرة في المصادر المتقدّمة، فإنّ لبابة هذه كانت زوجة أبي الفضل العبّاس عليه السلام.

[56] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص400.

[57] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص149, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص86, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص154 و449 و468. جدير بالذكر أنّ ابن شهرآشوب ذكر أنّ محمّد بن عليّ كان في عداد شهداء كربلاء، لكنّه نبّه على مسألةٍ، وهي أنّ بعضهم ذكروا أنّه كان مريضاً، وبسبب علّته لم يتمكّن من القتال في كربلاء، وبناءً على هذا، فلا يكون من شهداء كربلاء. (ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122).

[58] ابن أعثم، كتاب الفتوح, ج5, ص112, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122.

[59] العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص198, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص332.

[60] الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص150, العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص198, الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى, ص212, الأربلي، كشف الغمّة, ج2, ص300, ابن عنبة، عمدة الطالب, ص332.

[61] ابن حزم الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب, ص39, الطبرسيّ، أعلام الورى بأعلام الهدى, ص212, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص34.

[62] العلويّ (العمريّ) المجدي في أنساب الطالبيّين, ص201.

[63] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص150, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468.

[64] سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص215.

[65] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص34.

[66] العلويّ (العمريّ) المجدي في أنساب الطالبيّين, ص201.

[67] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص400.

[68] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص87, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص109.

[69] جاء في بعض المصادر أنّ أبا بكر بن الحسن هو أيضاً من شهداء كربلاء (ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص87, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص448, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص254). في المقابل ذهب بعض الباحثين إلى أنّه حيث لم يُذكر في المصادر المتقدّمة اسم أبي بكر بن الحسن، فمن المحتمل قويّاً أن يكون هناك خلط واشتباه في ضبط الاسم، أو أن يكون قد حصل تصحيف في الاسم، فكُتب الحسين بدلاً من الحسن, إذ المشهور أنّ الإمام الحسن عليه السلام كان له ولد باسم أبي بكر. هذا من جهة. ومن جهةٍ أُخرى، فإنّ قاتل كلا الشخصين المسمّيين بـ أبي بكر شخص واحد، وهو عبد الله بن عقبة الغنويّ. (الري شهريّ، موسوعة الإمام الحسين عليه السلام[بالفارسيّ], ج7, ص136).

[70] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص20. وراجع أيضاً: أبا الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص87 88.

[71] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص342.

[72] سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص215.

[73] ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص183.

[74] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص342.

[75] الخطيب البغداديّ، تاريخ بغداد, ج1, ص150. وفي بعض المصادر: أنّها كانت سنة 49, (البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص299 300)، وفي بعضها: أنّها كانت سنة 51 (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص79, الخطيب البغداديّ، تاريخ بغداد, ج1, ص151).

[76] الشيخ الطوسيّ، الأمالي, ص160.

[77] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص88, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص447, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص107.

[78] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص150, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص89, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص20.

[79] سبط ابن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص215.

[80] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص342.

[81] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص89.

[82] الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص110.

[83] المصدر نفسه. وراجع أيضاً: أبا الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص116.

[84] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص150, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص88, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468, السيّد ابن طاووس، الملهوف على قتلى الطفوف, ص173.

[85] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص416, العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص201.

[86] سنبحث هذا البحث تفصيلاً فيما يأتي.

[87] الشهيد الأوّل، المزار: ص145 146.

[88] السيّد ابن طاووس، الملهوف على قتلى الطفوف, ص166. وراجع أيضاً: ابن أعثم، كتاب الفتوح, ج5, ص114, الخوارزميّ، مقتل الحسين, ج2, ص30. وقد نقل أبو الفرج الأصفهانيّ أيضاً عباراتٍ بهذا المضمون (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص115).

[89] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص80.

[90] ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، الباب 79، ص416، ح 639.

[91] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص81, محمّد بن منصور الحلّيّ، السرائر, ج1, ص655.

[92] اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ, ج2, ص246 247, خليفة بن خيّاط، تاريخ خليفة بن خيّاط, ص179, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص80, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص106, الطبرسيّ، تاج المواليد, ص34, ابن الأثير، الكامل في التاريخ, ج2, ص569, ابن كثير، البداية والنهاية, ج8, ص201. يُذكر أنّ بعض المصادر أثبتت اسم أمّه بلفظ "آمنة" (ابن سعد "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص182, سبط ابن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص277). وأثبت ابن شهرآشوب في المناقب اسمها بلفظ "شهر بانويه" (ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص118). لكنّ اسم ليلى هو الأشهر من بين كلّ هذه الأسماء.

[93] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص80, خليفة بن خيّاط، تاريخ خليفة بن خيّاط, ص179, أبو نصر البخاريّ، سرّ السلسلة العلويّة, ص30. وعلى هذا الأساس، فليلى بنت أبي مرّة هي ابنة أخت معاوية بن أبي سفيان. ولذا رُوي أنّ معاوية قال يوماً في مجلسٍ له: من أحقّ الناس بهذا الأمر؟ قالوا: أنت، قال: لا، أَوْلى الناس بهذا الأمر عليّ بن الحسين بن عليّ، جدّه رسول الله، وفيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أميّة، وزهو ثقيف. (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص80). ولا يخفى أنّ معاوية أراد بهذا الكلام أن يُثبت ضمناً أنّ السخاء كان من صفات بني أميّة!

[94] لأنّ جدّها عروة هو أحد الرجلين العظيمين في الطائف ومكّة، والذي قالت فيه قريش وفي الوليد بن المغيرة على ما حكى القرآن الكريم : ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ (الزخرف, الآية:31).

وبناءً على أحد تفسيرات هذه الآية، المقصود من القريتين فيها مكّة والطائف، والرجل العظيم الآخر هو الوليد بن المغيرة المخزوميّ، الذي كان من الأشراف في قومه، ومن أصحاب المال والثروة، حتّى إنّه كان يكسو الكعبة وحده. (ابن حجر العسقلانيّ، الإصابة, ج4, ص406 407).

ولأنّ عروة كان من الأشراف في قومه أيضاً، فقد أرسلته قريش في واقعة الحديبية لتوقيع عقد الصلح نيابةً عنها مع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم، وكان كافراً آنذاك. لكنّه أسلم في السنة التاسعة للهجرة، وأعلن إسلامه على سطح داره، ودعا أهل قبيلته أيضاً إلى اعتناق الإسلام، وعندها رماه أحدهم بسهمٍ، فأصاب السهم قلبه، وهوى إلى الأرض غارقاً بدمه (البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص76). فقيل له: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليّ. فليس فيّ إلّا ما في الشهداء الذين قُتلوا مع رسول الله قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم. قال فيه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: مثل عروة في قومه مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه. (ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج5, ص504, المقريزيّ، إمتاع الأسماع, ج2, ص84). ولمّا أسلم عروة كان تحته عشر نسوة، أربع منهنّ من قريش، لكنّ النبيّ الأعظم  صلى الله عليه وآله وسلم قال له: اختر منهنّ أربعاً، وخلِّ سائرهنّ. فاختار عروة منهنّ أربعاً، منهن ابنة أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة. (ابن حجر العسقلانيّ، الإصابة, ج8, ص159).

[95] ابن عبد البرّ، الاستيعاب, ج4, ص317, ابن الأثير، أسد الغابة, ج5, ص284.

[96] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج5, ص504, المقريزيّ، إمتاع الأسماع, ج14, ص30.

[97] من الأساليب التي اعتمدها العدوّ في واقعة عاشوراء، في إطار شنّ نوع من أنواع الحرب النفسيّة التي تهدف إلى إضعاف نفوس أصحاب الإمام الحسين عليه السلام لإرغامهم على الاستسلام، أسلوب السعي من أجل تفريق أنصار الإمام عليه السلام من حوله، وبخاصّة بني هاشم, إذ كلّما قلّ أصحاب الإمام عليه السلام وتفرّقوا عنه، ولا سيّما كبار رجالات بني هاشم، كلّما كان القضاء على من بقي منهم معه أسهل، ومن جهةٍ أُخرى، كان من السهل حينئذٍ اتّهام الإمام عليه السلام بالانقلاب والتآمر على نظام الحكم والخلافة، وبالتالي: كان من السهل أيضاً تبرئة يزيد وزبانيته. والمشهور أنّ بني أميّة في يوم تاسوعاء بعثوا بكتاب أمانٍ إلى أبي الفضل العبّاس عليه السلام، لكنّ مساعيهم هذه باءت بالفشل.

[98] تجد تفصيل هذه الحادثة في الجزء الأوّل من كتاب تاريخ قيام ومقتل جامع سيّد الشهداء عليه السلام بالفارسيّة، في حوادث يوم عاشوراء.

[99] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص257.

[100] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص81, محمّد بن منصور الحلّيّ، السرائر, ج1, ص655, عبد الرزّاق المقرّم، مقتل الحسين عليه السلام, ص255. ونقل المقرّم عن نسخةٍ خطّيّة من كتاب أنيس الشيعة، من تأليف محمّد عبد الحسين الجعفريّ الطيّاريّ الهنديّ الكربلائيّ، من مصنّفي عهد فتح علي شاه القاجاريّ، أنّ ولادة عليّ الأكبر كانت يوم 11 شعبان من العام 33 هـ. راجع حول هذا الكتاب: آقا برزك الطهرانيّ، الذريعة, ج2, ص458، رقم 1778.

[101] ابن أعثم، كتاب الفتوح, ج5, ص114, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص118. وقد قبل المؤرّخون المتأخّرون وأرباب المقاتل هذا القول أيضاً (خواندمير، حبيب السير, ج2, ص54, ملّا حسين واعظ كاشفي، روضة الشهداء, ص337, المجلسيّ، بحار الأنوار, ج45, ص42. وله أيضاً: جلاء العيون, ص199, السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج1, ص607).

[102] الشيخ المفيد، الإرشاد (الطبعة الثالثة، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1399 هـ) وأيضاً (ط دفتر نشر فرهنك اسلامى، طهران، 1378 هـ ش), ج2, ص157. وكذلك (ط دار الكتب الإسلاميّة، طهران، 1377 هـ ش), ص222, الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى, ص242. لكن في النسختين اللّتين اعتمد عليهما التحقيق في ط مؤسّسة آل البيت  عليهم السلام ورد لفظ "بضع عشرة" بدلاً من "تسع عشرة"، و"بضع" تُطلق على العدد ما بين ثلاث إلى تسع، فيكون عمر عليّ الأكبر عليه السلام حين شهادته ما بين 13 إلى 19 عاماً.

[103] ابن نما، مثير الأحزان, ص68.

[104] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص118.

[105] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص397.

[106] الفاضل الدربنديّ، إكسير العبادات في أسرار الشهادات, ج2, ص665, السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج1, ص607.

[107] السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج1, ص607.

[108] المصدر نفسه.

[109] المصدر نفسه.

[110] عبد الرزّاق المقرّم، مقتل الحسين عليه السلام, ص255.

[111] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص81, محمّد بن منصور الحلّيّ، السرائر, ج1, ص655.

[112] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج5, ص212, أبو نصر البخاريّ، سرّ السلسلة العلويّة, ص31, التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ج3, ص154، 196، 266.

[113] الشيخ الصدوق، الأمالي، المجلس 30، ص226, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص114 و 135, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص102, التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ج3, ص152, ابن داود الحلّيّ، رجال ابن داود, ص136, العلّامة الحلّيّ، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال, ص174. لكنّ بعض علماء الشيعة، كابن إدريس الحلّيّ استشكلوا في هذا القول (السرائر, ج1, ص655 656). ويُعدّ محمّد بن عليّ العلويّ (العمريّ) أحد الذين استشكلوا أيضاً في هذا القول. (العلويّ (العمريّ) المجدي في أنساب الطالبيّين, ص281).

[114] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج5, ص211, البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص361 362 و411, الدينوريّ، الأخبار الطوال, ص382, اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ, ج2, ص246 247, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص446. وله أيضاً: المنتخب من ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين, ص24 و 119. وراجع أيضاً: ابن أعثم، كتاب الفتوح, ج5, ص123, الطبريّ الإماميّ، نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة, ص108, أبا نصر البخاريّ، سرّ السلسلة العلويّة, ص30 (وإن كان هو انتهى إلى تصحيح كون الإمام السجّاد عليه السلام هو الأخ الأكبر), أبا الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص80 و 120, مطهّر بن طاهر المقدسيّ، البدء والتاريخ, ج6, ص11, العلويّ (العمريّ) المجدي في أنساب الطالبيّين, ص281, ابن عساكر، تاريخ دمشق الكبير, ج44, ص148, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص85 و 122, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص256 و 258, المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال, ج20, ص384 و 388, خليل بن أيبك الصفديّ، الوافي بالوفيات, ج20, ص231, ابن كثير، البداية والنهاية, ج8, ص200، 202، 206, ابن خشّاب، تاريخ مواليد الأئمّة, ص21, المقريزيّ، إمتاع الأسماع, ج6, ص269, الصالحيّ الشامي، سبل الهدى والرشاد, ج11, ص81.

[115] حسبما جاء في بعض الأخبار، فإنّ هذا الحديث جرى في الكوفة بين الإمام السجّاد عليه السلام وعبيد الله بن زياد (الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج11، ص630, ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص211). لكنّ بعضهم ذكر أنّ هذا الحديث قد جرى في الشام أيضاً، عندما أدخلوا السبايا على يزيد، وأنّ يزيدَ دعا بعليّ بن الحسين عليه السلام، فقال: ما اسمك؟ فقال: عليّ بن الحسين، قال: أولم يقتل الله عليّ بن الحسين؟ قال: قد كان لي أخ أكبر منّي يسمّونه عليّاً، فقتلتموه. (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص120).

[116] محمّد بن منصور الحلّيّ، السرائر, ج1, ص655.

[117] محمّد تقي التستريّ، قاموس الرجال, ج7, ص420.

[118] السيّد ابن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة, ج3, ص71, المجلسيّ، بحار الأنوار, ج98, ص314 315.

[119] محمّد تقي التستريّ، قاموس الرجال, ج7, ص421.

[120] عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (البزنطيّ)، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: "سألْتُه عن الرجل يتزوّج المرأة ويتزوّج أمّ ولد أبيها (أمّ الولد هي الجارية التي أنجبت من مالكها)؟ فقال: لا بأس بذلك، فقلْتُ له: بلغَنا عن أبيك أنّ عليّ بن الحسين  عليهما السلام (الإمام السجّاد عليه السلام) تزوّج ابنة الحسن بن عليّ عليهما السلام وأمّ ولد الحسن (يعني: المجتبى عليه السلام)، وذلك أنّ رجلاً من أصحابنا سألني أن أسألك عنها، فقال: ليس هكذا، إنّما تزوّج عليّ بن الحسين عليهما السلام [الإمام السجّاد عليه السلام) ابنة الحسن وأمّ ولد لعليّ بن الحسين المقتول عندكم (يعني: زوجة عليّ الأكبر عليه السلام)...". الخبر. (الكلينيّ، الفروع من الكافي, ج5, ص361، باب الرجل يتزوّج المرأة ويتزوّج أمّ ولد أبيها). وكما ذكرنا، فإنّ مصطلح "أمّ الولد" لا يُطلق على أيّة جارية، بل على الجارية التي أنجبت من مولاها. وهذا الحديث شاهد واضح على أنّ عليّاً الأكبر عليه السلام كانت له جارية، وأنّه أولدها. (عبد الرزّاق المقرّم، عليّ الأكبر, ص19 20).

[121] ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات, ص416.

[122] عبد الرزّاق المقرّم، عليّ الأكبر, ص20 21.

[123] المصدر نفسه, ص21.

[124] ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4, ص119 120.

[125] أبو حنيفة الدينوريّ الوحيد من المؤرّخين المتقدّمين الذين ذكروا في كلامهم حول شهادة الطفل الرضيع صفة السهم الذي أصابه: قال: ثمّ اعتمّ بعمامة، وجلس، فدعا بصبيّ له صغير، فأجلسه في حجره، فرماه رجل من بني أسد، وهو في حجر الحسين بمشقص، فقتله. وقال في الحاشية: المشقص نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض. وفي المعاجم أنّ المشقص هو نصل السهم إذا كان طويلاً وليس بالعريض, فإِذا كان عَريضاً فهو المِعْبَلةُ (أبو عبيد قاسم بن سلام الهرويّ، غريب الحديث، ج2ص257, ابن منظور، لسان العرب، ج7, ص164).

وأمّا تعبير "ثلاث شُعب" والذي يُذكر على المنابر وفي مجالس العزاء فقد ورد في فقط في المقاتل المعاصرة، (ملا حبيب الكاظميّ، تذكرة الشهداء، ص218, محمّد باقر البيرجنديّ، الكبريت الأحمر في شرائط المنبر، ص126). وفي أشعار الشعراء المعاصرين كذلك... ويُحتمل أنّ تعبير ثلاث شعب أُخذ من قول الدينوريّ. (ديوان أفصح المتكلّمين، ميرزا جيحون، ص382).

[126] اليعقوبيّ, تاريخ اليعقوبي, ج2, ص245.

[127] المصدر نفسه.

[128] الفضيل بن الزبير, تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام, مجلّة تراثنا, العدد 2, تحقيق السيّد محمّد رضا الجلاليّ, ص150, وانظر: أبا الفرج الأصفهانيّ, مقاتل الطالبيّين, ص90.

[129] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، ج5, ص448.

[130] المصدر السابق، ص389, أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزيّ، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج5، ص340, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواص، ج2, ص164, ابن كثير، البداية والنهاية، ج8, ص214.

[131] الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2, ص108, الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى، ص243, وقد ذكر ابن سعد هذه الحادثة باختصار. (ترجمة الحسين ومقتله، مجلّة تراثنا الفصليّة، ش10، ص182-. وقد أورد ابن فتّال النيشابوريّ هذه الحادثة وحذف منها دعاء الإمام في آخرها، قال: فأُتي بابنه عبد الله بن الحسين عليه السلام وهو طفل فأجلسه في حجره، فرماه رجل من بني أسد فذبحه، فتلقّى الحسين صلوات الله عليه دمه، فلمّا ملأ كفّه، صبّه في الأرض وحملت الجماعة على الحسين..(روضة الواعظين، ج1, ص188-. ولكن بناءً على ما قاله ابن نما: فتلقّى الحسين عليه السلام الدم بكفّيه حتّى امتلأتا ورمى بالدم نحو السماء (مثير الأحزان، ص70- وكذلك بناءً على ما ورد في رواية الفضيل بن الزبير (من أنّ هذا الدم رفع إلى السماء ولم ينزل منه قطرة إلى الأرض- فالصحيح أنّ الإمام عليه السلام رمى بالدم إلى السماء ليكون الله خير شاهد وحاكماً بينه وبين أعدائه الذين قاموا بمثل هذا الظلم في حقّ طفله الرضيع. وعليه فلو كان الإمام يريد أن ينزل الدم إلى الأرض فإنّه كان سينزل شاء أم أبى, ولم يكن من حاجة إلى أن يملأ الإمام كفّه من الدماء ليوصله إلى الأرض.

[132] لم يتعرّض ابن أعثم والطبرسيّ لاسم قاتله, وأمّا سبط بن الجوزيّ فذكر أنّ اسمه هو هانئ بن ثبيت الحضرميّ (تذكرة الخواص ج2, ص 174 175), وكذلك ذكر أبو الفرج الأصفهانيّ في خبره المختصر أنّ قاتل الطفل الرضيع هو عقبة بن بشر (بشير) (مقاتل الطالبيّين ص 90).

[133] الطبرسيّ، الاحتجاج، ج2, ص101.

[134] الخوارزميّ، مقتل الحسين، ج2, ص37. ولم يذكر الطبرسيّ صلاة الإمام عليه.

[135] ابن أعثم، كتاب الفتوح، ج5, ص115.

[136] ابن طاووس، الملهوف على قتلى الطفوف، (اللهوف)، ص168و169.

[137] سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواص، ج2, ص164. وكتب مترجم كتاب الفتوح إلى الفارسيّة وبعد أن ذكر اسم الطفل الرضيع "عليّ الأصغر": وكان رضيعاً يتلوّى من العطش، فأخذه أبوه وتوجّه نحو القوم ووقف بين الصفّين، ونادى: "يا قوم, إن كنتم تزعمون أنّي مذنب فهذا الطفل لا ذنب له. أسقوا هذا الطفل جرعة من الماء". فلمّا سمعوا نداءه رماه رجل من عسكر ابن سعد بسهم فاستقرّ في نحر الطفل الرضيع، ووصل إلى عضد الحسين فأخرج الحسين السهم، ومات الطفل من ساعته. فجاء الحسين به إلى أمّه وقال: "خذيه، فقد روي من حوض الكوثر". (ترجمة الفتوح، ترجمة محمّد بن أحمد المستوفي الهرويّ، ص908). وقد اشتبه عليه الأمر, فقبل شهادة الطفل الرضيع تحدّث عن شهادة طفل في السابعة من عمره واسمه عمر وهو ابن الإمام الحسن عليه السلام، وقال: إنّ الإمام الحسين عاد لكي يودّع عياله فوقف على باب خيمة النساء، وبينما هو يقبّله فإذا بسهم جاء فوقع في صدر الطفل فقتله. فنزل الإمام عن فرسه وحفر له حفيرة [وبدون أن يصلّي عليه] ودفنه. (نفس المصدر). وهنا يلاحظ أنّ مترجم كتاب الفتوح اشتبه عليه الأمر بين شهادة طفل الإمام الحسين عليه السلام الرضيع وشهادة طفل آخر واسمه عمر. ولا نعلم منشأ هذا الاشتباه ولم خلط هذا الخلط.

[138] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص422, ابن حبان، كتاب الثقات, ج2, ص311, ابن صبّاغ، الفصول المهمّة, ج2, ص846, الشيخ المفيد، الاختصاص, ص83.

[139] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص406, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص468, ابن صبّاغ، الفصول المهمّة, ج2, ض846. وذكر أبو الفرج الأصفهانيّ وابن شهرآشوب أنّ اسمه "قُطْنة" (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص91, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص115).

[140] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص91.

[141] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص325, ابن صبّاغ، الفصول المهمّة, ج2, ص846, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص254. وإن كان بعضهم يرى أنّ عون الأصغر هو شهيد كربلاء (ابن حزم الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب, ص68, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص192).

[142] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص91.

[143] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج4, ص42, البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص325, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص124.

[144] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص91.

[145] عماد الدين الطبريّ، كامل البهائي, ج2, ص303, السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة, ج1, ص608.

[146] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص106.

[147] ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات, ص214، ح 307, المجلسيّ، بحار الأنوار, ج46, ص110.

[148] ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص93.

[149] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص327.

[150] المصدر نفسه, ص327 328, ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج4, ص42, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص93. وراجع أيضاً: الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, ابن حزم الأندلسيّ، جمهرة أنساب

[151] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص399.

[152] ابن حبيب، المحبّر, ص56, البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص328, ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص118, الطبرسيّ، إعلام الورى بأعلام الهدى, ص204.

[153] أنظر: الجزء الأول من كتاب تاريخ وقيام ومقتل جامع سيّد الشهداء عليه السلام بالفارسيّة, ص827.

[154] ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469.

[155] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص93, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص115.

[156] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص92, ابن صبّاغ، الفصول المهمّة, ج2, ص847, التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ج3, ص195.

[157] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2, ص328, ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص118.

[158] ذكر بعضهم أنّ ثمرة هذا الزواج كانت ولدين ذكرين هما سعيد وعقيل (مصعب الزبيريّ، نسب قريش, ص45 46).

[159] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص334.

[160] المصدر نفسه, ص260.

[161] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص401.

[162] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص447, وذكر الفضيل بن زبير في تسمية قاتل عبد الرحمان "بشر بن حرب الهمدانيّ القانصيّ" بدلاً من "بشر بن سوط الهمدانيّ". (الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص151). وذُكر في اسم القاتل أيضاً: "بشر بن شوط الهمدانيّ" (البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص406)، و"عبد الله بن عروة الخثعميّ" (الدينوريّ، الأخبار الطوال, ص379, ابن العديم، بغية الطلب في تاريخ حلب, ج6, ص2628)، و"عثمان بن خالد أسيد الجهنيّ" و"بشير بن حوط القايضي" (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص92). و"عثمان بن خالد الجهنيّ" (ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص115), و"عثمان بن خالد" (الخوارزميّ، مقتل الحسين, ج2, ص26), و"عثمان بن خالد الهمدانيّ" (الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص107).

[163] ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص185.

[164] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص97.

[165] الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص151, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص255.

[166] اسمه "عمرو بن عامر بن الهصان"، من بني كلاب (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص93).

[167] المصدر نفسه.

[168] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص401.

[169] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص447. وذُكر في اسم قاتله أيضاً: عبد الله بن عمرو الخثعميّ (الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص151). وعبد الله بن عروة الخثعميّ (البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص406). وعروة بن عبد الله الخثعميّ (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص93). ومن الواضح: أنّه في الثاني والثالث جرى استبدال اسم الأب باسم الابن وبالعكس.

[170] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص114.

[171] العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص520.

 [172]أكثر المصادر ذكرت هذا الاسم بدون صفة "الأحول" (ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص186, الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، 151, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, الشيخ المفيد، الإرشاد, ج2, ص126, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص105, ابن الأثير، الكامل في التاريخ, ج2, ص582). لكنّ بعض المصادر ذكرت صفة الأحول لأبيه. (أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص94, العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص520 521, ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص402). وذكر ابن شهرآشوب أنّ اسم أبيه "سعيد" (ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب. ج4, ص115). لكنّ هذا القول لا يبدو صحيحاً, إذ طبقاً للخبر الذي نقله العلويّ، فقد كان بين أبناء عقيل شخصان، أحدهما اسمه: سعيد، والآخر: أبو سعيد، ومحمّد ابن لأبي سعيد، وعبد الرحمن ابن لسعيد. (العلويّ (العمريّ)، المجدي في أنساب الطالبيّين, ص520). وبحسب الظاهر، فإنّ ابن شهرآشوب خلط بين سعيد وأبي سعيد. وإن كان هو في موضعٍ آخر عدّ أبا سعيد أباً لمحمّد (مناقب آل أبي طالب, ج4, ص122).

[173] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص94, الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, ابن الأثير، الكامل في التاريخ, ج2, ص582.

[174] ابن حبيب البغداديّ، المحبّر, ص56, ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج8, ص465.

[175] ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج8, ص465.

[176] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص402.

[177] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, ابن الأثير، الكامل في التاريخ, ج2, ص582, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص115. وذكر ابن سعد إضافةً إلى لقيط "رجلاً من آل أبي لهب"، وذكر الفضيل بن زبير رجلاً باسم "ابن زهير الأزديّ" بوصفهما شريكين في قتله. (ابن سعد، "ترجمة الحسين ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص186, الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص151، المورد 20).

[178] ميرزا خليل كمره اى، تنها عنصر شجاعت مسلم بن عقيل, ص106.

[179] ذكر بعضهم أنّ إسلامه كان قبل صلح الحديبية (ابن الأثير، أسد الغابة, ج3, ص561, ابن كثير، البداية والنهاية, ج8, ص52). لكنّ بعضهم ذكر أنّ إسلام عقيل يعود إلى عامٍ ونصفٍ قبل ذلك، أي: أوائل السنة الثامنة الهجريّة. (ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج4, ص43). وذكر آخرون أيضاً أنّه اعتنق الإسلام بعد فتح مكّة (البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج2، ص237).

[180] البهنساء مدينة تقع بالجانب الغربيّ من نهر النيل، وتُنسب إليها أيضاً منطقة وسيعة ممتدّة. (ياقوت الحمويّ، معجم البلدان, ج1, ص612).

[181] محمّد بن عمر الواقديّ، فتوح الشام, ج2, ص284 و304.

[182] محمّد بن عمر الواقديّ، فتوح الشام, ج2, ص308.

[183] ابن حزم الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب, ص69.

[184] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص80.

[185] للاطّلاع على تفاصيل هذه القصّة، راجع: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة, ج11, ص251 252. وحول المدائنيّ راجع أيضاً: عبد الرزّاق المقرّم، الشهيد مسلم بن عقيل, ص69 70.

[186] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج3, ص197.

[187] المصدر نفسه, ج4, ص45, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص96، الرقم 953.

[188] وأمّا تفاصيل وأحداث حياة مسلم منذ زمن صحبته للإمام الحسين عليه السلام، وحتّى حين شهادته، فقد قام المصنف بعرضها تفصيلاً في الجزء الأول من كتاب تاريخ وقيام ومقتل جامع سيّد الشهداء عليه السلام بالفارسيّة.

[189] ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص118.

[190] ابن حبيب، المحبّر, ص56.

[191] راجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى, ج3, ص20, تاريخ أهل البيت، تحقيق محمّد رضا الحسينيّ, 93 101.

[192] ابن قتيبة الدينوريّ، المعارف, ص118.

[193] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص118.

[194] ابن عنبة، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب, ص32.

[195] عبد الرزّاق المقرّم، الشهيد مسلم بن عقيل, ص262.

[196] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469, الفضيل بن زبير، "تسمية من قُتل مع الحسين"، مجلّة تراثنا، العدد 2، ص151, الشيخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ, ص103, أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص94, التميميّ المغربيّ، شرح الأخبار, ج3, ص195.

[197] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص399.

[198] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, 114, ابن الأثير، الكامل في التاريخ, ج2, ص582. وسمّاه الطبريّ بـ "الصدائيّ" (الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص469). فيما ذكر الدينوريّ أنّ اسمه عمرو بن صبح الصيداويّ (الدينوريّ، الأخبار الطوال, ص379). وقد ذُكرت لقاتله أسماء أُخرى أيضاً.

[199] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص402.

[200] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص94, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص255. نعم، ذكر ابن فندق استناداً إلى قول ضعيف أنّ أمّ محمّد هي رقيّة بنت أمير المؤمنين عليه السلام (ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص335).

[201] ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص402. يُشار إلى أنّ المرحوم المامقانيّ نقل أنّ عمره حين شهادته كان اثني عشر أو ثلاثة عشر عاماً (المامقانيّ، تنقيح المقال, ج3, ص187، باب الميم). لكنّنا لم نعثر على مستندٍ لهذا القول في المصادر المتقدّمة.

[202] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص94, ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص402, ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص115و122.

[203] ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب, ج4, ص115.

[204] أبو الفرج الأصفهانيّ، مقاتل الطالبيّين, ص94. وبدلاً من "إياس"، ذكر ابن فندق وسبط بن الجوزيّ أنّ اسم أبيه هو "ياسر". (ابن فندق، لباب الأنساب, ج1, ص402, سبط بن الجوزيّ، تذكرة الخواصّ, ص255). وفي مصادر أُخرى أيضاً ورد اسم قاتليه باختلافٍ يسيرٍ في كيفيّة الضبط، والظاهر أنّه ليس إلّا من حصول اشتباهٍ لدى النسّاخ المتقدّمين.

[205] الشيخ الصدوق، الأمالي, ص143 148, المجلس 19, المجلسيّ، بحار الأنوار, ج45, ص100 105.

[206] نشير هنا إلى نماذج من هذه الاختلافات: اعتبر الخوارزميّ هذين الطفلين من أولاد جعفر. لكن، بالنظر إلى أنّ جعفر بن أبي طالب قضى شهيداً خلال غزوة مؤتة في العام الثامن الهجريّ، فلا يمكن لنا أن نتصوّر أنّه كان له طفلان صغيران أو شابّان مراهقان في العام 61 هـ. وعلى هذا الأساس، فالمقصود من ولَدَي جعفر هنا حفيداه، أي: أنّهما ابنا عبد الله بن جعفر، كما يؤيّد ذلك ما نقله كلّ من ابن سعد، والبلاذريّ، وابن العديم. وكذلك، فقد ذهب الخوارزميّ إلى أنّ قاتل هذين الطفلين هو زوج تلك المرأة (لا صهرها)، وهو كان واحداً من الجنود في جيش ابن زياد، وقد أُوكلت إليه مهمّة أن يسلّم هذين الطفلين إلى ابن زياد، على أن يستلم عشرة آلاف درهم جائزةً له عن ذلك. (الخوارزميّ، مقتل الحسين, ج2, ص54 58).

[207] ابن سعد، "ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله"، مجلّة تراثنا، العدد 10، ص77.

[208] البلاذريّ، أنساب الأشراف, ج3, ص424.

[209] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك, ج5, ص424.

[210] ابن العديم، بغية الطلب في تاريخ حلب, ج6, ص2639.

[211] ابن كثير، البداية والنهاية, ج8, ص185.

[212] ملا حسين واعظ الكاشفي، روضة الشهداء (بالفارسيّ), ص236 241, ميرزا محمّد تقي سپهر، ناسخ التواريخ امام حسين عليه السلام, ص324 328. ونقلاً عن روضة الشهداء: محمّد مهدي الحائريّ المازندرانيّ، معالي السبطين الإمامين (الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام), ج2, ص41 45. وقد تعرّض المرحوم سپهر لجملة ما زاده المتأخّرون من المؤرّخين وأرباب المقاتل على هذه الحادثة. ولكن حيث إنّه كان يستحسن ما صنعه صاحب روضة الشهداء، فهو اكتفى بالنقل من هذا الكتاب، ولم يسوّغ هذا الفعل سوى بأنّه إعادة تجسيد للحادثة المذكورة من خلال هذا السبك الجديد للمؤرّخين والمحدّثين. (ميرزا محمّد تقي سپهر، ناسخ التواريخ امام حسين عليه السلام, ج6, ص 198). وكان الأجدر بـ "سپهر"، أن ينقل هذه الحادثة من كتاب أمالي الشيخ الصدوق، والذي هو أقدم مصدرٍ جاء فيه شرح تفصيليّ لهذه الحادثة، وأقرب الكتب والمصادر إلى زمان حصولها. لكنّه بدلاً من ذلك نقل الحادثة من مصدرٍ هو نفسه يعترف بأنّه يحتوي على إضافاتٍ... على أصل الحادثة، ومن هنا كان مضطرّاً بحسب تعبيره هو إلى إعادة تجسيد هذه الحادثة وتصويرها بتصويرٍ مختلفٍ عمّا ورد في الخبر الناقل لها.