x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الدعاء للإخوان
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص161 ـ 166
6/9/2022
1780
إن الإنسان إذا حسن خلقه مع أخيه المؤمن وتعامل معه بحب واحترام طلبا لمرضاة الله قد يحدث أن يخالط ذلك العمل رياء أو هناك نفع مادي أو مصلحي أو لكي يكسب حبهم واحترامهم.. ولكن الأفضل للعبد إذا أراد أن يبلغ أعلى درجات القرب منه تعالى أن يتمم ذلك العمل بالدعاء لأخيه المؤمن في ظهر الغيب حيث لا يخالط ذلك مصلحة أو رياء بل ينعدم العلم بذلك والاطلاع عليه إلا من الله تعالى حينذاك سيكون أدعى إلى استجابة الدعاء وقضاء الحوائج بل ان الله سيبارك حبه لأخيه وينميه ويعطيه الأجر العظيم وبذلك تقوى الروابط الأخوية وينتشر الحب في الله بين الناس ويسودهم التفاهم والتراحم والتعاون ويعيشوا سعداء حيث قال أبي الحسن الرضا (عليه السلام): دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية)(1)، وقال أبوعبد الله (عليه السلام): دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه (ثواب الأعمال: ص89) وقال: إن الله تبارك وتعالى يستجيب دعاء غائب لغائب، ومن دعى للمؤمنين والمؤمنات ولأهل مودتنا رد الله عليه من آدم إلى أن تقوم الساعة لكل مؤمن حسنة)(2)، وقال: من دعى لأخيه في ظهر الغيب ناداه ملك من السماء الدنيا: يا عبد الله ولك مائة ألف ضعف وناداه ملك من السماء الثانية: يا عبد الله ولك مائتا ألف ضعف مما دعوت.. وانتهى إلى السماء السابعة.. ولك سبعمائة ألف ضعف مما دعوت ثم يناديه الله تعالى: أنا الغني الذي لا أفتقر (يا عبد الله)، لك ألف ألف ضعف مما دعوت(3).
وكذلك ورد عن الصادق (عليه السلام): كانت فاطمة (عليها السلام)، إذا دعت تدعوا للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، وقيل لها، فقالت الجار ثم الدار(4).
وهكذا إذا التزم المؤمن بالدعاء لإخوانه سوف يعمق الأخوة والمحبة خاصة إذا راعى ذلك المؤمن آداب الدعاء ليضمن استجابته ومن هذه الآداب أن يراعي من أين مأكله وملبسه ومسكنه من حلال أي لا يظلم الآخرين ولا يغشهم ولا يحتال عليهم في كسبه وتجارته فهو بالنتيجة سوف تتوثق المودة معهم وتبنى جسور متينة من الثقة والاحترام وتلك ركيزة أساسية من أسس السعادة والطمأنينة حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أحب أن يستجاب دعاؤه فليطيب مطعمه ومكسبه)(5).
وروى أن موسى (عليه السلام)، رأى رجلا يتضرع تضرعا عظيما، ويدعو رافعا يديه ويبتهل فأوحى الله إلى موسى: لو فعل كذا وكذا لما استجبت دعاءه لأن في بطنه حراما وعلى ظهره حراما وفي بيته حراما(6). وان الدعاء للأخ المؤمن كما قلنا يساهم في توثيق أواصر الأخوة حيث لا يفكر أحدهم بظلم الآخر حيث ورد عن الإمام علي (عليه السلام): (إن الله أوحى إلى عيسى ابن مريم: قل للملأ من بني إسرائيل.. إني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة(7)، وهكذا تستطيع أن تفوز بالدرجات العالية من الله إذا أكثرت من الدعاء حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملا واحدا فيرى أحدهما صاحبه فوقه، فيقول: يا رب بما أعطيته وكان عملنا واحدا؟ فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني)(8).
وقال الصادق (عليه السلام): (عليك بالدعاء فإن فيه شفاء من كل داء)(9)، وقالت الزهراء (عليها السلام): من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عز وجل له أفضل مصلحته(10)، وإذا أردت أن تنتفع بالدعاء فادعوه في الرخاء حتى يستجاب لك في الشدائد حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)(11)، وقال الإمام زين العابدين: (الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينتفع به)(12)، وقبل كل ذلك عليك أن تعرف الله قدره وتعبده حق عبادته وتعمل بطاعته حيث قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[البقرة: 40]، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر)(13)، وان العبد يجب أن يدعو الله وهو مقر له بعجزه، وحاجته وفقره مع عدم إهمال جانب السعي في الأرض.. حتى يستنزل رحمة الله تعالى وكلما كان الفقر إلى الله أعظم كان أدعى لنزول رحمة الله وهذا ما نقرأه في قصة هاجر حينما كانت تدعو وتسعى بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء وانقطاع إلى الله ففرج الله عنهم حيث نبع ماء زمزم من بين أرجل ابنها إسماعيل (عليه السلام).
ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام): في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام)، برواية الشريف الرضي (واعلم ان الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذن لك في الدعاء، وتكفل لك بالإجابة، وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يفضحك حيث الفضيحة ولم يشدد عليك في قبول الإنابة، ولم يناقشك بالجريمة، ولم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة، وحسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا وفتح لك باب المتاب وباب الاستعتاب.. فإذا ناديته سمع نداءك، وإذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك وابثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك واستكشفته كروبك واستعنته على أمورك، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائها غيره، من زيادة الأعمار وصحة الأبدان، وسعة الأرزاق، ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب النعمة، واستمطرت شآبيب رحمته فلا يقنطك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر النية (نهج البلاغة: 31) وفي الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاسألوني الغنى أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيته، فاسألوني المغفرة أغفر لكم، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم اجتمعوا فيتمنى كل واحد ما بلغت أمنيته، فأعطيته لم يتبين ذلك في ملكي.. فإذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون(14).
وان المؤمن عليه أن لا يدعوا دعوة فيها قطيعة رحم حتى يؤجر ويضمن إجابة دعوته حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من مسلم دعى الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله إحدى خصال ثلاثة: إما أن يعجل دعوته، وإما أن يؤخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثله، قالوا: يا رسول الله، إذن نكثر: قال: اكثروا)(15).
وقال أمير المؤمنين: وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خير منه عاجلا أو آجلا أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فمما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له)، وان الدعاء بحد ذاته عمل صالح يؤجر العبد عليه حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم في الجنة).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة: كتاب الصلاة، أبواب الدعاء، ص1113.
2ـ تفسير القمي: ص57.
3ـ عدة الداعي: ص129.
4ـ غرر الشرائع: ص71.
5ـ البحار: ج90، ص732، ح16.
6ـ المستدرك: ج5، ص217، ح5730.
7ـ البحار: ج75.
8ـ الوسائل: ج7، ص24، ح8605.
9ـ الكافي: ج2، ص470، ح1.
10ـ تنبيه الخواطر: ج2، ص108.
11ـ الوسائل: ج7، ص42، ح8669.
12ـ عوالي اللآلي: ج4، ص20، ح58.
13ـ البحار: ج10، ح1.
14ـ تفسير الإمام: 19 ـ 20، بحار الأنوار: ج93، ص293.
15ـ وسائل الشيعة: ج4، 1086، ح8617.