x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
العفة والحياء تجمع القلوب على المحبة
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص126 ـ 133
11-7-2022
3797
إن العفة التي فرضها الله تعالى في كتابه على كلا الجنسين الرجل والمرأة حينما أمرهما بغض بصرهما تؤدي إلى توثيق المودة والمحبة بين الزوجين من جهة وبين أفراد المجتمع من جهة أخرى حيث قال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور: 30، 31]، وقال: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}[الأحزاب: 53]، وبما فرض على النساء من حجاب حيث قال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وقال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: 33]، كل ذلك إضافة إلى أحاديث أهل البيت جميعا في التأكيد على العفة حيث ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): (ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)(1)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله (عز وجل): إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا، وجسدا على البلاء صابرا، وزوجة مؤمنة تسره إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله)(2)، وهكذا يكون أثر العفة في بناء علاقة زوجية طيبة تمنح السعادة لأبناء الأسرة الواحدة فضلا على توثيق العلاقة والمودة والمحبة بين العشائر ما يؤدي إلى الاستقرار، ولو أردت توثيق ذلك ببيانات وإحصاءات تأخذها من دور القضاء في أن أكثر حالات الطلاق وحالات القتل والقطيعة والحروب بين العشائر يكون سببها فقدان العفة وعدم مراعاة الحياء والحقوق الزوجية أو سببها إقامة علاقة غير مشروعة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج ما يعرف بالخيانات الزوجية أو شذوذ أو انحراف الأبناء وعدم عفتهم ما يؤدي إلى العداوات والمشاحنات بين أفراد الأسرة الواحدة فضلا عن الأسر الأخرى لذلك ورد النهي عن الحب الغير مشروع خارج نطاق العلاقة الزوجية للمفاسد المرتبة عليها ولضياع الحقوق والأنساب عن طريق الأولاد الغير شرعيين حيث ورد عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الفتن ثلاثة: حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان، فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه، ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا)(3).
وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أول ما عصى الله تعالى بست خصال حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب النوم، وحب النساء، وحب الطعام وحب الراحة)، لذلك حذرت الأحاديث من نساء آخر الزمان البعيدات كل البعد عن العفة والدين حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الأزمنة نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين خارجات في الفتن داخلات مائلات إلى الشهوات، مسرعات إلى اللذات مستحلات المحرمات، في جهنم خالدات(4).
وان عفة المرأة لها دور خطير في حفظ توازن العلاقات في المجتمع لذلك وهبها الله وساما رفيعا إذا أحفظت عفتها وضمنت سعادة أسرتها ومجتمعها حيث جعلها عاملة من عمال الله فلقد ورد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خير نساءكم الخمس، قيل وما الخمس؟ قال: الهينة اللينة المؤتية التي إذا غضب زوجها لم تكتمل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها حفظته في غيبته فتلك عامل من عمال الله، وعامل الله لا يخيب)(5).
وورد عن جابر بن عبد الله: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: (إن خير نساءكم الولود الودود العفيفة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره التي تسمع قوله وتطع أمره وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها)(6).
وان من الحلول التي تساهم في تحصين الأسرة والمجتمع من أخطار العلاقات الغير مشروعة وأخطار عدم العفة هو تسهيل وتعجيل التزويج وحث الدين الإسلامي على ذلك وجعله نصف الدين حيث فيه حفظ لدين الإنسان وحفظ لأسرته ومجتمعه حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من تزوج أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر)، بل أن عبادة المتزوج خير من عبادة غير المتزوج حيث قال: ركعتان يصليهما متزوج خير من عبادة غير المتزوج حيث قال: ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره)، وقال (من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهرا فليلقه بزوجة)، وقال (أكثر أهل النار العزاب)، وقال (الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)(7).
لذلك حث النبي على السعي في التزويج حيث قال: (ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز وجل ألف امرأة من الحور العين كل امرأة في قصر من در وياقوت وكان له بكل خطوة خطاها أو بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة، وكان حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار، ومن مشى في فساد ما بينهما ولم يفرق كان في سخط الله عز وجل ولعنته في الدنيا والآخرة، وحرم الله عليه النظر إلى وجهه(8).
ومن أراد المزيد من المعرفة عن آثار ونتائج العفة في المجتمع فليراجع كتاب (العفة رأس كل خير)، وهكذا من كانت أخلاقه الحياء يؤدي إلى كف الأذى عن الناس وبذلك يأمن الناس شره حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (الحياء سبب إلى كل جميل)(9)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحياء لا يأتي إلا بخير)، كنز العمال، وقال الإمام علي (عليه السلام) (الحياء يصد عن الفعل القبيح)(10)، وإن الحياء يحتل أهمية كبيرة لدرجة اعتبرته الأحاديث انه يمثل الدين كله لما فيه من مراقبة النفس وتهذيبها ومنعها من ارتكاب المحرمات والمظالم حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحياء هو الدين كله)(11)، وقال الإمام علي (عليه السلام): كثرة حياء الرجل دليل على ايمانه(12). وإن الحياء سبب لمغفرة الذنوب حيث قال: (الحياء من الله يمحو كثير من الخطايا) (غرر الحكم)، وهكذا الإنسان المؤمن يضع نصب عينيه هذه الآية الكريمة التي تدل على عرض الأعمال صغيرها وكبيرها على الله للحساب حيث قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 4 - 8].
تقرير علمي حديث يؤيد مفهوم العفة بعنوان /العلاقة الغير مشروعة تورث الأمراض الخبيثة
إن مرض الإيدز الذي عجز الأطباء عن الوصول إلى علاج له والذي يؤدي إلى نقص المناعة هو ناتج عن ممارسة العلاقة الغير مشروعة، وهناك أمراض خطيرة أخرى تؤدي إليها كمرض الزهري والسيلان والأمراض السرطانية التي كلها أيضا تؤدي إلى الوفاة.
وقد اكتشف العلماء أن هناك ظروف خطيرة ترافق وتؤدي إلى هذه الأمراض، حيث إن السائل المنوي الذكري يختلف من شخص لآخر، كما تختلف بصمة الأصبع، وإن لكل رجل شفرة خاصة به وإن جميع ممارسات النساء الغير مشروعة، يصبن بمرض السرطان الرحمي وإن المرأة تحمل داخل جسدها ما أشبه بالكومبيوتر، يختزن شفرة الرجل الذي يعاشرها، وإذا دخل على هذا الكومبيوتر أكثر من شفرة، كأنما دخل فيروس إلى الكومبيوتر حيث يصاب بالخلل والاضطراب والأمراض الخبيثة، ومع الدراسات المكثفة للوصول إلى حل أو علاج لهذه المشكلة تم اكتشاف هذا الإعجاز في الغرب، واكتشفوا أيضاً أن الإسلام يعلم ما يجهلونه وهو أن المرأة تحتاج نفس مدة العدة التي شرعها الإسلام حتى تستطع استقبال شفرة جديدة بدون إصابتها بأذى إضافة إلى فائدة أخرى هي التأكد من خلو الرحم من الجنين، وإنها قد تكون فترة (العدة)، مهمة للصلح بين الزوجين، كما فسر هذا الاكتشاف، لماذا تتزوج المرأة رجلا واحدا فقط ولا تعدد للأزواج بالنسبة للمرأة، وهنا سأل العلماء سؤالا، لماذا تختلف مدة العدة بين المطلقة والأرملة؟ حيث أجريت الدراسات على المطلقات والأرامل فأثبتت التحاليل أن الأرملة تحتاج وقتا أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة، وذلك يرجع إلى حالتها النفسية، حيث تكون حزينة أكثر على فقدان زوجها، فلذلك هي لا تستطيع نسيان ذلك الزوج، الذي عاش معها حياة سعيدة وحياة الفرح وحياة الحب لأن من طبع المرأة المسلمة الغريزي الوفاء والإخلاص وان الخيانة طبع دخيل على صاحبة القلب الكبير(المرأة)(13).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة: ج7 ص22.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق.
4ـ وسائل الشيعة: كتاب النكاح، ج7 ص17 ـ 19.
5ـ المصدر السابق: ص15.
6ـ المصدر السابق.
7ـ وسائل الشيعة: ج9، ص7 ـ 9.
8ـ المصدر السابق.
9ـ المستدرك: ج8 ص466.
10ـ غرر الحكم: ص257.
11ـ كنز العمال.
12ـ غرر الحكم: ص257.
13ـ مجلة البصيرة.