x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الحرية في إطار القصة
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة: ص215ـ 220
21-6-2022
1431
يجب استثمار جميع السبل المشروعة للوصول إلى الهدف.
يعمل الأولياء على تربية الأبناء عن طريق اللعب ورواية القصص والأساطير والسبل العملية وأحياناً عن طريق التذكير والتحذير والإلقاء والتلقين و....، ويلجأون إلى الأساليب الفكرية المؤيدة في تعيين حد الحرية.
الموضوع المهم هو تربية العقل والوجدان وتنمية القوة التحكمية لديه وإيجاد ارضية الإيمان والأخلاق والحيلولة دون أعمال الطفل المنحرفة. يجهل الطفل سبيل الحياة ويرغب في ممارسة حريته بلا حد أو شرط وهذا مخالف لمصلحته ومصلحة المجتمع.
يعمل الأولياء أحياناً وبواسطة القصص والروايات على توضيح حدود الحرية، وفي سماعهم لها يشعرون بلذة خاصة ويتمكن من خلال ذكائه الخارق ووجدانه الحي من الاستفادة من فوائد القصة.
فوائد القصة
ترتيب القصة يمكن أن يؤدي إلى سعة تفكير الفرد ونموه، ويقوي القدرة على التحكيم ويحفز الفرد على معرفة العالم وطريق الحياة والصديق والعدو.
للقصص دور في تعليم الأفراد كيفية الارتباط مع الآخرين واختيار النوع المناسب لذلك سواء كان ليناً أو قاسياً ويساعد ذلك أيضاً على تنمية قدرة التخيل والبناء ويعطيه أساساً متين في حياته.
يمكن للمربي وعن طريق القصة أن يوضح قباحة أمر ما واضرار وعوارض الحريات المطلقة، يحاول الأطفال من خلال سماعهم لها تقييم طريقهم وأسلوبهم سواء كان صحيحاً أو خطأ وتزول منهم الكثير من التناقضات الفكرية والكثير من الممارسات وبدون أن يشعر بملامة أحد.
تأثير القصة
تترك القصة آثاراً في نفس وعمق الطفل، يستعمل القرآن الكريم أسلوباً قصصياً ينطبق مع العلائق الروحية للأفراد ويطرحها بسبك خاص وبلاغة عالية ويحاول من خلالها السير قدماً في تربية الأجيال
عندما يطرح قصة يوسف فإنه يستعمل أسلوباً واضحاً جداً لتبيان ضرورة السيطرة على النفس مقابل الذنب وعندما يتناول قصة أبناء آدم أو اقوام أخرى فإنه يشير بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى قبح هذا العمل وحسن ذلك، ووجوب الابتعاد عن هذا الخط واتباع الخط الآخر، ولكل ذلك دون أن يشير إلى قارئ القرآن بأنه هو المخاطب في كل ذلك.
قصص الأفراد تحفز الناس على السير في طريق أكثر تفكراً والانصراف عن بعض الرغبات الشريرة، وغض النظر عن بعض منافعه في سبيل منفعة الآخرين أو يجعل رغباته الطائشة تحت ضوابط التحديد، ويعلم دور ذلك وأثره عليه.
إن تقبيح بعض أعمال الأفراد في القصص أو لومهم على ذلك يدفع إلى عدم الشعور بالضيق أو الملل من هذا الأسلوب لأنه سيعتقد بأنه غير مشمول في هذه الحادثة وهذا أحد أفضل أساليب التربية والبناء، وخصوصاً عندما نعرض بعض القصص في إطار الحيوانات ونحاول عكس لطافة حقيقة ما إلى أذهان الأطفال.
القصة والتشبيه
كما ذكرنا أن الطفل يتميز بالتقليد والتشبه، فهو يحاول أن يتبع سبيل ابطال القصص ويصنع من نفسه بطلاً.
نفوذ القصة في الوجود البشري بصورة لا يمكن زيادتها أو تخفيفها عن تأثير بطل القصة، لهذا فإن الطفل يسعى أن يقيم جسراً يرتبط به مع البطل، وهذا يحدث في شعوره الداخلي لهذا فمن الضروري أن نهتم بانتخاب الأفلام وأبطالها، ونصحب ذلك بشرح حدود حرية البطل ورغباته البطولية.
هناك الكثير من القصص التي تصادف البعض وقد يكون ذلك أحياناً عبر الإذاعة والتلفزيون وقد يكون لها مفعول عكس ما ذكرناه بحيث تؤدي إلى تحلل الفرد بدلاً من السيطرة على حريته. يقع الأطفال عادة تحت تأثير أبطال القصص وعندما يكون الحديث حول مسألة ما يتطلعون الى معرفة النهاية بسرعة، هذه نكتة مهمة جداً يجب التوقف عندها ويجب استغلالها وتنظيم القصة بالشكل الذي يوحي إلى الطفل أن الفرد الذي يسير في خط الحرية المطلقة ستكون عاقبته سيئة جداً، وإن كانت حريته مشروطة ستكون عاقبته حميدة وجيدة.
وكذلك نجعله يستنتج من خلالها نهاية الاستبداد والظلم، وعاقبة الانسجام الفكري والوئام.
تحضير القصة
بالنظر للدور المهم الذي تلعبه القصة في بناء الشخصية أو تحطيمها نرى من الضروري ان تؤخذ النكات التالية بعين الاعتبار حين تأليف القصة التربوية:
- يجب أن تكون القصة بكر وجديدة وجذابة ومحفزة لكي ينتبه لها الطفل جيداً.
- يجب أن يكون للقصة موضوع واضح وهدف معين يعطي حاصلها الموضوع المقصود.
- يجب أن تمتاز القصة بالمنطقية لكي تقنع روح الطفل.
- بطل القصة يجب أن يكون مقبولاً في جميع الجوانب من قبل الطفل.
- لا يكون محتوى القصة مملاً أو رتيباً بحيث يترك أثراً سلبياً جديداً في ذات الطفل.
- يجب أن تبعث القصة روح التفكر والاعتبار والمحاسبة وذكر العاقبة في الفرد.
- يجب أن يكون أبطال القصة معروفين وخطهم واضح.
- يجب ان يكون تركيب القصة بالشكل الذي يستطيع معه الطفل مقارنته مع وضعه.
- يجب الامتناع عن ذكر وبيان القصص التي تؤدي إلى تشويش الخاطر واضطراب البال أو تؤدي إلى التناقضات
- تنوع القصص ضروري جداً واختصاص كل منها بجانب من جانب حياة الطفل.
- وفي النهاية يجب أن تكون القصص مربية للأخلاق الحسنة والطهارة والصفاء، والابتعاد فيها عن كل ما يسيء إلى التربية أو يحرفها بعبارة أخرى يجب أن تؤدي القصة إلى تثبيت الملكات والعادات القيمة وتقضي على نقاط الضعف في وجود الفرد
بيان القصة
من الأمور المهمة في حصول التأثير على الفرد هو أسلوب تبيان القصة، تعتبر قدرة البيان وإلقاء الأمر المعني في النفوس عن طريق القصة من الأمور المهمة جداً ويجب أن يمتاز الراوي بالقدرة والكفاءة العالية على إبراز النقاط الحساسة وطرحها بجدية وحماس مؤثر.
أما أسلوب التبيان والألفاظ والمصطلحات المستعملة يجب أن تكون بالمستوى الذي يحسن فهمها الأطفال ويدركون أبعاد وجوانب القصة واستقبال المعاني المقصودة للوصول إلى الهدف المخطط له، يجب أن يشد الطفل إلى القصة على طول الخط ويحدث تأثيراً متفاوتاً عليه كالتعجب والدهشة وتغيير الشكل والصوت كل ذلك يجعله أكثر تهيئاً لاستقبال المفاهيم المعنية، من الامور التي تزيد من تأثير القصة على الطفل، الاستفسار منه عن بعض الموارد بعد إتمامها وطلب رأيه في بعضها الآخر، وهنا سيتضح لنا مدى استيعابه لها ومدى تأثيرها عليه.
نكات تتعلق برواية القصة
هناك بعض الأمور المهمة والأساسية في ذلك منها:
- اختيار الوقت المناسب لها بحيث يكون فارغ البال والخاطر وخال من الأفكار الجانبية، ومن الأفضل أن لا تكون أثناء نومهم.
- عندما تكون العلاقة بين الأب والابن أكثر صميمية سيكون تأثيرها أقوى.
- يجب الامتناع عن الأساليب التي تشم منها رائحة الأمر والنهي وإنما يجب أن تطغي عليها المرونة والجودة.
- يمكن تخصيص كتاب معين يتناسب مع فهم الطفل وتشجيعه على قراءته.
- بالنسبة للأحداث والصغار من الأفضل اختيار الكتب الحاوية على الرسم والصور المعبرة.