1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : المعاد : الشفاعة :

الشفاعة

المؤلف:  المحقق الحلي

المصدر:  المسلك الى اصول الدين

الجزء والصفحة:  ص 126

9-08-2015

621

ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) (1) ﺷﻔﺎﻋﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﺰﻋﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻻ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ. لنا ﻭﺟﻬﺎﻥ :

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ:

 ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻼﺷﺘﺮﺍﻙ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﻤﺠﺎﺯ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﻤﺠﺎﺯ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ.

 ﻗﻠﻨﺎ: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺷﺎﻓﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻟﻨﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺩﺭﺟﺎﺗﻪ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻄﻠﻖ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ :

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺘﺮﻃﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ، ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩﺍ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻷﻧﻪ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﻣﺤﺾ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻨﺘﻒ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﺍﻟﺴﺒﺮ (2).

 ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﺸﻔﻮﻉ ﻓﻴﻪ، ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﺸﻔﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ (3)، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﺈﻥ ﺑﺮﻳﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﺃﺧﻔﺾ ﺭﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ)، ﺷﻔﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻓﻊ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :

 ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: " ﺍﺩﺧﺮﺕ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣن ﺃﻣﺘﻲ " ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺧﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺫﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ. ﻷﻧﺎ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ:

 ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ  ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ، ﺇﺫ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﺇﻻ ﻣﻌﺎﻧﺪﺍ ، ﻭﻣﻊ ﺛﺒﻮﺕ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻵﺣﺎﺩ. ﻭﻷﻧﻪ ﻧﻘﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺎ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎﻣﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺍ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

 ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻻ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ.

ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18]

ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ } [البقرة: 48] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [البقرة: 270]

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ ﻓﻸﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺃﺻﻼ، ﺃﻭ ﻧﻔﻲ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼﻥ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ، ﻓﻤﻨﺘﻒ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ،(6)ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﻸﻧﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺠﻤﻠﺔ، ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ، ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ، ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺎﻍ ﻟﻬﻢ ﺗﻨﺰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﺟﺎﺯ ﻟﻨﺎ ﺗﻨﺰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ (7).

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ، ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻧﻔﻲ ﺷﻔﻴﻊ ﻳﻄﺎﻉ، ﻧﻔﻲ ﺷﻔﻴﻊ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﻳﻄﺎﻉ، ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﺇﺫ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻸﻋﻠﻰ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] ) ﻭﻗﻮﻟﻪ: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ (8) ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻓﻴﺤﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ، ﺗﻮﻓﻴﻘﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺃﻥ ﻧﻔﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﻭﻟﺌﻦ ﺩﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻻ ﻳﻄﻠﻖ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ (9) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ: ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﺍﻟﻤﺴﻘﻂ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻋﺎﻥ: ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺋﻤﺔ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺈﺟﻤﺎﻋﻨﺎ... ﺹ 404.

(2) ﺃﻱ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﺎﻟﺼﺤﺎﺡ.

(3) ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺎﻓﻊ ﻭﻣﺸﻔﻮﻉ ﻟﻪ ﻭﻣﺸﻔﻮﻉ ﻓﻴﻪ ﻭﻣﺸﻔﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ.

(4) ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ 1 / 104: ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﻭﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺒﻴﻦ، ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻭﻟﺼﺎﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻳﻨﺠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﻴﻦ، ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ: ﺍﺩﺧﺮﺕ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ... ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ 3 / 376.

(5) ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﺒﺤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺹ 319 - 377 ﻓﻔﻴﻬﺎ 45 ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭ 55 ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻧﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻟﻠﺨﺎﺻﺔ. ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ.

(6) ﻳﻌﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻝ ﻧﻔﺴﻪ.

(7) ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻟﻠﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺎ.

(8) ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ.

(9) ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ: ﺇﻧﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑﻬﺎ ﺧﻀﻮﻉ ﻭﺧﺸﻮﻉ. ﺹ 129.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي