1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التنمية البشرية :

إجراءات بسيطة لتوليد الطاقة الإيجابية

المؤلف:  ريوهو أوكاوا

المصدر:  كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة

الجزء والصفحة:  ص52 ـ 55

21-3-2022

1964

ما الذي يمكنك فعله لتوليد جو إيجابي وتكوين صورة ذاتية إيجابية؟ في الجوهر، عليك إعطاء الناس انطباعاً أن أشياء رائعة تحدث معك، وذلك من خلال المشاركة في متع الحياة البسيطة واكتشاف بذور السعادة والنجاح ضمن محيطك. وحتى إن كنت تشعر بالإحباط بسبب المشاكل التي تحتاج إلى التعامل معها، يمكنك استخدام تقنيات بسيطة لتغيير مزاجك. بإمكانك مثلاً تجديد مظهرك بربطة عنق جديدة وعالية الجودة، ذات طراز لا تختاره عادة. وربّما تختار لوناً بهيجاً، كالأحمر مثلاً. بإمكانك أيضاً أن تدلل نفسك بأمسية تتناول فيها الطعام الجيد في مطعم شهير، أو ببدلة أو فستان مصنوع لك خصيصاً، أو بحذاء حلمت به طويلاً. فإدخال لمسة جديدة على روتينك اليومي هو طريقة بسيطة جداً لرفع معنوياتك.

إن كانت علاقتك الزوجية تمر بفترة من المشاحنات الشديدة، من شأن تغيير بسيط في مظهرك أن يحدث فرقاً مدهشاً. فقد تكون زوجتك محبطة من رؤيتك بمجموعة الملابس نفسها كل يوم. لكن بإدخال شيء جديد وأنيق، ستثير فضولها وتفتح حديثاً. وعندما تسألك زوجتك عمّا إذا كان قد حدث معك شيء مميّز، يمكنك أن تجيب (لا شيء معين)، لتثير اهتمامها وفضولها أكثر وتحظى بفرصة أكبر بتمضية وقت ممتع معاً.

ثمّة عدد كبير من الخطوات المشابهة التي يمكن أن تضفي نكهة جديدة إلى روتينك اليومي وتعيد البهجة إلى حياتك. فالجهود البسيطة التي نبذلها في حياتنا اليومية هي التي تفتح افاقاً جديدة من الأمل لمستقبلنا. ومن شأن تدابير بسيطة كهذه أن تزيل الاستياء من خلال توليد جوّ من النجاح والسعادة.

بالنهاية فإن الأوضاع المؤذية هي نتيجة لموقفك أنت، والسبب لا يكمن في الآخرين. فعندما تتأذى مشاعرك بسبب ملاحظة غير لائقة من قبل شخص آخر، اعلم أنك كنت تعطيها أهمّية مبالغاً فيها. فبعض الأشخاص لا يسمحون إطلاقاً لأنفسهم بالتأثر بالتصريحات السلبية، بل يتركون الكلمات تمرّ بهم ببساطة كما لو أن شيئاً لم يكن. وشعورهم القويّ بالثقة بالنفس هو الذي يسمح لهم بذلك.

لكن إن كان تقديرك لذاتك ضعيفاً، ستميل إلى تصديق ملاحظات الآخرين السلبية. وفي هذه الحالة ستؤذيك كلماتهم بالطبع. وهذا سبب آخر من الأسباب التي تدفعني دوماً إلى التأكيد على مدى أهمية بناء صورة ذاتية إيجابية وبنّاءة.

بعد إجراء كل هذه التغييرات على موقفك اليومي ونجاحك في إعادة البهجة إلى حياتك، تتمثل الخطوة التالية لتوليد هالة من الإيجابية في اتخاذ إجراءات استباقية، مثل مجاملة الآخرين.

ماذا يحدث عندما تواجه أزمة أو تكون غارقاً في اليأس؟ لا شك أنّك تجد صعوبة في التركيز على أي شيء في ما عدا الظروف البائسة التي تمر بها. فيجعلك هذا التركيز تغفل عن حياة الناس من حولك. وحتى عندما تتلقى مجاملة، قد تكون مستغرقاً في صورتك الانهزامية بحيث يبدو لك ذلك مجرد إطراء. وقد يتعلق ذهنك بشكل كامل بصورتك الذاتية اليائسة.

أعتقد أنه ما من ظرف في الحياة يستدعي منح المجاملات أكثر من الأوقات التي نكون فيها غارقين في اليأس. فعوضاً عن التفكير في ظروفك الصعبة، حوّل انتباهك إلى المحيطين بك. حاول إيجاد شيء لطيف لديهم وأخبرهم بذلك. إن كانوا أشخاصاً رائعين، لا تتردّد في قول ذلك لهم. وإن استمتعتَ بوجبتك، قل ذلك بصوت عالٍ ليعلم الآخرون كم استمتعت بها.

باتّخاذ المبادرة والقيام بخطوات ملموسة للتعبير عن موقف إيجابي، مثل إعطاء المجاملات، فإننا نفتح آفاقاً جديدة للمستقبل. عندما نعاني من هذا العارض من أعراض متلازمة التعاسة، علينا أن نتذكّر أن سرّ العلاج يكمن في عدم توقع تغير الآخرين، بل في المثابرة على تغيير موقفنا من السلبية إلى الإيجابية.

ينطبق الأمر نفسه على أولئك الذين يعانون من قلة تقدير الذات بسبب ضعف الأداء الأكاديمي أو انخفاض مستوى الذكاء. فقد نظن أنه من الصواب أن ننسب انتقاد الآخرين إلى خلفيتنا الأكاديمية أو مستوى ذكائنا، لكن علينا أن نتذكر أنه ثمة عدد كبير من الأشخاص من ذوي المستوى التعليمي الضعيف الذين بلغوا النجاح وحققوا إنجازات في حياتهم. فإحساسنا بالألم ليس ناتجاً عن خلفيّتنا بل عن قلة تقديرنا لذاتنا. وقلة تقدير الذات هي التي تسبب لنا الألم وتجعلنا نعتقد أن الناس يحاولون ايذاءنا.

بالتالي، يكمن الحل في المثابرة حتى تتمكن من تحقيق نتائج تُظهر قدراتك الحقيقية. ثابر على العمل حتى يرى الناس كم أنت مذهل. فعملك الشاقّ سيمنعهم من انتقادك. وفي حين أن المستقبل يُغلق أبوابه في وجه أولئك الذين يلقون اللوم على الآخرين، فإنه يفتح أبواب الأمل أمام من يتحملون مسؤولية مشاكلهم الكاملة ويتخذون القرار الحاسم لتغيير أنفسهم.