1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تاريخ الفيزياء

علماء الفيزياء

الفيزياء الكلاسيكية

الميكانيك

الديناميكا الحرارية

الكهربائية والمغناطيسية

الكهربائية

المغناطيسية

الكهرومغناطيسية

علم البصريات

تاريخ علم البصريات

الضوء

مواضيع عامة في علم البصريات

الصوت

الفيزياء الحديثة

النظرية النسبية

النظرية النسبية الخاصة

النظرية النسبية العامة

مواضيع عامة في النظرية النسبية

ميكانيكا الكم

الفيزياء الذرية

الفيزياء الجزيئية

الفيزياء النووية

مواضيع عامة في الفيزياء النووية

النشاط الاشعاعي

فيزياء الحالة الصلبة

الموصلات

أشباه الموصلات

العوازل

مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة

فيزياء الجوامد

الليزر

أنواع الليزر

بعض تطبيقات الليزر

مواضيع عامة في الليزر

علم الفلك

تاريخ وعلماء علم الفلك

الثقوب السوداء

المجموعة الشمسية

الشمس

كوكب عطارد

كوكب الزهرة

كوكب الأرض

كوكب المريخ

كوكب المشتري

كوكب زحل

كوكب أورانوس

كوكب نبتون

كوكب بلوتو

القمر

كواكب ومواضيع اخرى

مواضيع عامة في علم الفلك

النجوم

البلازما

الألكترونيات

خواص المادة

الطاقة البديلة

الطاقة الشمسية

مواضيع عامة في الطاقة البديلة

المد والجزر

فيزياء الجسيمات

الفيزياء والعلوم الأخرى

الفيزياء الكيميائية

الفيزياء الرياضية

الفيزياء الحيوية

الفيزياء العامة

مواضيع عامة في الفيزياء

تجارب فيزيائية

مصطلحات وتعاريف فيزيائية

وحدات القياس الفيزيائية

طرائف الفيزياء

مواضيع اخرى

علم الفيزياء : الفيزياء الحديثة : علم الفلك : تاريخ وعلماء علم الفلك :

مرصد سمرقند هو مرصد (ألغ بك)

المؤلف:  الدكتور سعد عباس الجنابي

المصدر:  أصول علم الفلك القديم والحديث

الجزء والصفحة:  ص 153

24-2-2022

2047

مرصد سمرقند هو مرصد (ألغ بك)

 بدأ تأسيسه سنة (826هـ/ 1420م - 832هـ/ 1428م) بتمويل من ذلك الحاكم العظيم في وسط آسيا الذي حكم سمرقند (1409 - 1449م)، وهو من أهم حكام الأسرة التيمورية.

كان إنشاء المرصد في إطار منظومة مؤسسات عامة، منها خانقاه ومدرسة وقصر وقاعة العرش ومسجد كبير جدرانه وسقفه من الخشب المقطع، وكلها كانت نماذج رائعة من فن العمارة الإسلامية في اسيا الوسطى.

أما المرصد فكان خطة وضعها نخبة من العلماء، منهم: غياث الدين جمشيد ومعين الدين القاشاني، وقام بقيادة العمل فيه عالم الفلك على قوشجي، وبإشرافه وضعت الجداول الفلكية (الزيج) سنة 841هـ/ 1437م، وتضم هذه الجداول أربعة أقسام:

قياسات لمختلف العصور والمناطق، ثم المواقيت، ثم مسالك النجوم، ثم موقع الأجرام الثابتة، وتعد هذه الجداول أفضل ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في علم الهيئة، في إطار رؤية علمية عالمية لألغ بك الذي كان يؤثر العلوم ذات الأهمية العالمية على الدراسات القومية .

ويبدو أن مرصد سمرقند استمر حتى سنة 1500م وكشفت آثار هذا المرصد سنة 1908م وتم ترميم القسم المتبقي منه.

لقد استمر قدر من هذه التقاليد العلمية في الحضارة الإسلامية في موقعين متواضعين، مرصد إسطنبول، وبناء الفلكي تقي الدين، ولم يستمر سوى عدة سنوات، وكان استمرار هذه التقاليد أيضاً في مرصد جايبور في الهند 1740 م، وفي جنوب غرب دلهي.

أثبت تاريخ كل هذه الجهود العلمية أهمية دعم الحكومات لها بما تحتاج إليه من علماء وعاملين ومبان وأموال، وارتبط النجاح في عصر المأمون بتمويله لأعمال الرصد، وانتهت هذه المشروعات بوفاته.

كان البويهيون ووزراؤهم يمولون برامج الرصد في الري وأصفهان وشيراز، وتطلب ذلك إقامة محطات متخصصة، وكان دعم الفاطميين لأعمال الرصد في القاهرة مما مكن من القيام بها.

كان احترام جهود بطليموس اعظم علماء الفلك عند اليونان وكتابه المجسطي وترجمته إلى العربية سمة واضحة، بل عد كتابه في الفلك بمنزلة كتاب سيبويه في السجود ولكن علماء الحضارات الإسلامية لم يكتفوا بذلك المصدر العلمي مهما علت قيمته، وعرفوا بل كان عليهم البحث والتثبت من دقة المعلومات بطريقة علمية للوصول من ذلك كله إلى - أيضاً - ما كان عند الهنود (زيج السند هند). لم يكن هدفهم النقل والاقتباس والتلخيص، (الزيج الممتحن) بقوانين دقيقة .

ومن هنا أهمية المنهج العلمي للحصول على معلومات جديدة وتحليلها للوصول إلى قوانين علمية، وهذا ما يتم بقياسات، إن تطوير الآلات جزء مهم من مكونات المرصد، إلى جانب أن المبنى لا بد أن يكون مناسباً، المرصد ذو المبنى السداسي الذي صممه الخجندي في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي في مدينة الري كان بمواصفات خاصة (1020 × 5.3 متراً)، ودخول الشمس من فتحة محددة، وبالداخل تتضح القياسات على صفائح من النحاس، وقد ذكر ابن سينا عدة آلات في كتابه (في الآلات الرصدية) وفيه وصف لآلة قياس بها مسطرة ذات مفصل عمودي تسجل الدورات حول المركز، وهناك آلة بجهاز لتصويب النظر مع إمكان قراءة الدقائق والثواني.

لقد استمر كل مرصد من هذه المراصد عدداً من السنين، وحدثت بعدها نهاية كل مرصد، فكان توقف الجهود والانقطاع العلمي بين الأجيال وانكماش الخبرة في هذا المجال الحضارة الإسلامية .  

كان توقف العمل بوفاة الحاكم الراعي لذلك العمل ظاهرة متكررة، كان مرصد الحجندي في الري بتمويل من فخر الدولة انتهى بوفاته، وقد عمل مرصد أصفهان ثلاثين عاماً، ثم مرصد مراغة خمسين عاماً، واستمر عمل مرصد سمرقند أقل من سبعين عاماً، وبذلك انتهت منظومة المراصد الفلكية الكبرى في الحضارة الإسلامية.

وهنالك تساؤل طرح عن لغة العمل في هذه المراصد، هل كانت العربية أم الفارسية أم إحدى اللغات التركية؟ وإذا تصورنا أن لغة العمل في مؤسسة علمية هي - أيضاً - لغة المطبوعات العلمية التي يعدها العلماء المنتمون إليها، فقد تكون الإجابة ممكنة من خلال النظر في اللغة التي كتبت بها هذه المؤلفات، ألف نصير الدين الطوسي في الفلك خمسة عشر كتاباً، وذكرها بروكلمان في ترجمته للطوسي في تاريخ الأدب العربي، ومن هذه الكتب نجد باللغة العربية كتباً تقدم المعارف العلمية الأساسية، وهي:

تحرير المجسطي، وكتاب البارع في علوم التقويم، وحركات الأفلاك، ورسالة بمدار عطارد وحجمه ومسافته، ومختصر في علم التنجيم ومعرفة التقويم.

ومن الكتب العربية اللغة أعمال أخرى تتضمن تحريرات لكتب يونانية سبقت ترجمتها إلى العربية، منها: تحرير ظاهرات الفلك لإقليدس، وأوتوكليوس في الطلوع والغروب، وكتاب المطالع، ورسالة الأيام والليالي، وأرسترخوس في جرمي النيرين وبعديهما، ونزهة الناظر.

أما الكتب المؤلفة التي تهدى إلى الملوك أو تحمل أسماءهم فكانت بالفارسية، وهي التذكرة الناصرية الذي يوجد مخطوطاً في الأصل الفارسي ويوجد أيضاً في ترجمة عربية، ومنها أيضاً الزيج الإيلخاني الذي وصل إلى الأصل الفارسي وفي ترجمة عربية، ومنها فصول بالفارسية، ومنها كتاب عن الإسطرلاب بالفارسية.

وهناك كتب حررت أولا بالفارسية ثم نقلت إلى العربية، مثل: زبدة الإدراك في هيئة الأفلاك.

من هذه المعلومات نرجح كون العربية لغة العمل العلمي التي تقدم بها كتب أساسية وتحرر بها مترجمات قديمة عن اليونانية، وأن السياق الحكومي كان يتطلب تأليف بعض الكتب الفارسية، وقد يكون كتاب تحرير كتاب الثمرة لبطليموس مثالاً واضحاً لهذه الثنائية، فقد حرر بالعربية في مراغة، ثم ترجم إلى الفارسية وشرح.

ويبدو أن متطلبات قارئ الفارسية جعلت الطوسي نفسه يترجم الكواكب الثابتة للصوفي من العربية إلى الفارسية.

وفوق هذا كله، فإن حركة العلماء العرب إلى المرصد تكشف عن وجود قوي للغة العربية في العمل العلمي في داخل المرصد، ومن هؤلاء ابن أبي شكر القرطبي (المتوفى بعد سنة 680هـ/1281م) عاش في مصر، ولكنه بعد ذلك عمل مع نصير الدين الطوسي في المرصد الفلكي في مراغة، وله عشرون كتاباً في الفلك والرياضيات تتصل بتراث اليونان والصين والأيغور، وهم شعب صغير لغته من اللغات التركية، ويعيش في الصين قرب الحدود مع كازاخستان، نجد كتبه تتناول هندسة إقليدس ومخروطات أبولونيوس، وكريات مينلاوس وكريات تيودوسيوس وخلاصة المجسطي لبطليموس، كما ألف أيضاً رسالة في تقویم أهل الصين والأيغور، وكل هذه المؤلفات باللغة العربية .

وكانت هذه المراصد مجال متابعة واضحة من خارج العالم الإسلامي، ويبدو أن المهتمين بالفلك في الصين ومنغوليا كانوا يتابعون تلك الجهود، ويوضح أحد المخطوطات الفلكية طبيعة العلاقة العلمية بين آسيا الوسطى والصين ومنغوليا.

ذكر بروكلمان كتاباً لأبي محمد عطاء بن أحمد السمرقندي من سنة 764هـ/ 1462م، كتبه لأمير منغولي في موضوع حساب الزمن وبه لوحات فلكية، والطريف أن المخطوط بالعربية بخط المؤلف، وعليه ملاحظات بالصينية والمغولية .

انتقلت جهود علماء الفلك المسلمين إلى أوروبا من خلال الترجمة، ومعها القياسات التي قاموا بها والقوانين التي توصلوا إليها، وكانت الجداول التي يضعها العلماء في الأندلس أو المشرق تجد طريقها بسرعة إلى أوروبا الغربية.

وكان اقتباس الجداول العربية قوياً منذ القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي، مع هذه الترجمات انتقلت كلمات عربية كثيرة في علم الفلك إلى اللغات الأوربية، ودرس اللغوي الألماني Kunitzsch أسماء النجوم العربية في أوروبا 1959.

وكان لهذه الجهود العربية في علم الفلك أثر كبير في ا النهضة العلمية في أوروبا، وقد بدأت الدراسات حول هذا الموضوع. ولعل أهم ما تكشف عنه البحوث هو تلك الصلة بين بحوث نصير الدين الطوسي في مرصد مراغة وثورة كوبرنيكوس في علم الفلك، وعنها كتب ادوارد ستيوارت كندي (1966)، وهارتنر (1971)، وفي هذا السياق لاحظ مؤرخو العلم أن إحدى العمليات التقنية التي استخدمها كوبرنيكوس قد عرضها نصير الدين الطوسي (1201- 1274م) في مؤلفه الكبير: (التذكرة في علم الهيئة)، لذلك سماها الباحثون المعاصرون (مزدوجة الطوسي) (263/1)، وكل هذا التقدم في الحضارة الإسلامية لم تتعهده الأجيال التالية، وحدث ذلك التوقف عن النمو وما صاحب ذلك من انقطاع معرفي وأصبح ذلك التقدم مرحلة ماضية في تاريخ العلم .

إن التقدم في علم الفلك ارتبط بهذه المراصد في إطار الحضارة الإسلامية، وعندما زار رفاعة الطهطاوي (1801/ 1872) باريس - انتبه، وهو المسلم الذي عرف أهمية (علم الميقات)، إلى المرصد الوطني الفرنسي بوصفه إحدى المؤسسات العلمية المهمة، وستاه (الرصد السلطاني).

ولكن إحياء المعرفة بالتقدم في الحضارة الإسلامية ضروري لتصحيح الوعي المعاصرة وإذا كان العلامة فؤاد سزكين (جامعة فرانكفورت) يقوم حالياً بالإشراف على تنفيذ مشروع جليل لإعادة صناعة الآلات التي أفاد منها العلماء في الحضارة الإسلامية، وفي مقدمتها الإسطرلاب، فإن التخطيط لعمل متحف أو متاحف للعلوم في الحضارة الإسلامية يضم أيضاً منظومة كاملة من كل ما يمكن عرضه من نماذج حقيقية أو مصنعة تمثل الإنجاز العلمي والتقني إلى جانب الإبداع الجمالي، هو مشروع للمستقبل في عصر المنافسة بين الشعوب والعولمة.

وهذا بطبيعة الحال إلى جانب إعادة الاهتمام بهذا الموضوع في العالم الإسلامي بصفة منطقة آسيا الوسطى بصفة خاصة، وهي تسعى اليوم إلى عهد جديد يقوم على العمل والتقدم ولقاء الحضارات.. (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) متحف سلامة بن رشدان الجهني / مجلة العربي الكويتية.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي