1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

بنت الحارث والحكومة الأموية (1)

المؤلف:  الشيخ جوادي آملي

المصدر:  جمال المرأة وجلالها

الجزء والصفحة:  ص 293 - 296

15-9-2021

2361

بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم التي كانت معاصرة لمعاوية ، وكانت تدافع عن المدرسة العلوية مثل سائر أصحاب علي عليه السلام . ذات يوم كان معاوية جالساً مع عمرو بن العاص ومروان فدخلت هذه المرأة وكانت كبيرة العمر فسألها معاوية كيف حالكم ؟ قالت نحن نعيش في مراحل نواجه فيها حكومة كفرت بالنعمة وأساءت إلينا ولكن :

(كلمتنا هي العليا ، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو المنصور ، فوليتم علينا من بعده وتحتجون بقرابتكم من رسول الله ونحن أقرب إليه منكم ، وكنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون وعلي بن أبي طالب عليه السلام كان من نبينا بمنزلة هارون من موسى وغايتنا الجنة وغايتكم النار) .

قالت هذا الكلام في بلاط معاوية بفصاحة وبلاغة ، وقد قيل بشأن هذه المرأة انها :

(إذا خطبت أعجزت وإذا تكلمت أوجزت) (2). في بداية الخطبة قالت: كلمتنا هي العليا ، لأن:

{وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة: 40].

أي أن منطقنا هو منطلق الله وهو عالٍ دائماً ومنتصر ومظفر (ونبينا هو المنصور)، لأن الله تعالى تكلم عن اعتلاء كلمته في القرآن وتكلم أيضاً عن غلبة رسول الله :

{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 21].

ثم قالت: (فوليتم علينا بغير حق). وقد عبأت هذه المرأة الخطيبة في هذه الخطبة عدة جمل قرآنية وأحاديث (كلمتنا هي العليا) مقتبسة من القرآن. (نبينا هو المنصور) مأخوذة أيضاً من القرآن ، وكذلك (كنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل.. ) مقتبسة من القرآن. وبيان منزلة علي بن أبي طالب عليه السلام مأخوذ من حديث المنزلة.

« أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي (3) ...

إن الحضور الذهني لهذه المرأة بالنسبة لآيات القرآن والاستفادة منها خلال الخطبة والتسلط على الأحاديث واستعمال جمل من الأحاديث خلال الكلام ، دليل على البلوغ الأدبي لهذه المرأة ، ثم قالت في آخر الخطبة (4) :

(وغايتنا الجنة وغايتكم النار).

فقام عمرو بن العاص الذي كان جالساً في المجلس باهانتها فأجابت هذه المرأة جواباً شبيهاً بجواب الإمام الثاني الذي ذكره المرحوم الطبرسي في الاحتجاج (5) حيث قالت :

(وأنت يا ابن الباغية تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بغي بمكة وآخذهن للأجرة ادعاك خمسة نفر من قريش ... ) فاعترض مروان فأجابته جواباً مراً ثم التفتت إلى معاوية وقالت :

( والله ما جرأ علي هؤلاء غيرك ) .

فقال معاوية : ( ألك حاجة ؟ هات حاجتك ) قالت : ( مالي إليك حاجة ) وخرجت ، فالتفت معاوية لمن حوله بعد ذهاب هذه المرأة وقال : ( لإن كلمها كلّ من في مجلسي لأجابت كل واحد منهم بجواب خلاف الآخر بلا توقف ) . حيث إن ( نساء بني هاشم أصعب من رجال غيرهم في الكلام ) .

إن امرأة كبيرة في السن تدخل بلاط الأمويين وتدين كل أولئك وتتكلم بجزم ، هذا الأمر يبين التواجد السياسي لامرأة عجوز ، إن نظم الشعر والتكلم ليس دليل تواجد سياسي حتى يتضح المحتوى ، فإذا كان المحتوى رقة ورثاء ، فهذا ليس دليلاً على الحضور السياسي في الساحة ، ولكن إذا كان المحتوى هو استفادة من الآيات السياسية في القرآن والأحاديث السياسية لأهل البيت ، وطريقة التعامل هي إدانة حكام الظلم . فهذا دليل حضور سياسي .

مسألة مهمة أخرى من اللازم لفت النظر إليها هي أن أبا ذر ( رضوان الله عليه ) قام بمثل هذا العمل أيضاً ، ولكن في قضية أبي ذر كتبت رسالات وكتب وعشرات المقالات في مجال الكلام السياسي لأبي ذر رضوان الله عليه ، ولو أن هذه الرسائل الكثيرة والأقوال والمقالات كتبت بشأن التواجد السياسي للمرأة ، عند ذلك لا يقول شخص انه ليس للمرأة حق في المشاركة في المسائل السياسية أو انه لم يكن لها سابقة في التواجد السياسي ، أو ان المرأة إذا كبرت في السن تفقد نضوجها السياسي وغير ذلك . ان سبب شهرة أبي ذر كان كلامه السياسي وتعامله الحاد وقد قامت هذه المرأة بمثل ذلك العمل أيضاً .

ان تواجد المرأة في ميدان السياسة يستفاد جيداً من قضية بنات عبد المطلب والحرث بن عبد المطلب ، وفي هذه الناحية ليس هناك فرق بينهن وبين أبي ذر . ولكن قضية أبي ذر ذكرت مرات وقام عدد من الرجال . بممارسة أسلوبه في التواجد السياسي . ولو أن قضية هاتين الإمرأتين قد ذكرت أيضاً ، لتواجدت كثيرات مثلهن في الساحة.

______________________

(1) الدر المنثور في طبقات ربّات الخدور ، ص 25 .

(2) المصدر السابق .

(3) سورة القصص ، الآية: 3 .

(4) سيرة ابن هشام ، ج 2 ، ص 520 .

(5) الاحتجاج ، ج 1 ، ص 411 .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي