معنى كلمة زنى
المؤلف:
حسن المصطفوي
المصدر:
التحقيق في كلمات القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج4 ، ص372-374
8-06-2015
9514
مصبا-
زنى يزنى زنا ، مقصور ، فهو زان ، والجمع زناة ، مثل قاض وقضاة . وزاناها مزاناة
وزناء ، ومنهم من يجعل المقصور والممدود لغتين في الثلاثي ، ويقول المقصور لغة
الحجاز والممدود لغة نجد ، وهو ولد زنية ، والفتح لغة ، وهو خلاف قولهم هو ولد
رشدة قال ابن السكّيت : زنية وغيّة بالكسر والفتح . والزنى بالقصر : يثنّى بقلب
الألف ياء فيقال زنيان ، والنسبة اليه على لفظه لكن بقلب الياء واوا فيقال زنوي ، استثقالا
لتوالي ثلاث ياءات . والزنية : المرّة . وزنّاه تزنية : نسبه الى الزنى . وزنأ في
الجبل : صعد . وزنأ البول زنوءا : احتقن . وزنأه صاحبه : حقنه حتّى ضيّق عليه .
مقا-
زنى : لا تتضايف ، ولا قياس فيها لواحدة على اخرى . فالأوّل الزنى : معروف ، ويقال
انّه يمدّ ويقصر . وهو لزنية وزنية ، والفتح أفصح . والكلمة الاخرى مهموز ، يقال
زنأت في الجبل . والثالثة الزناء وهو القصير من كلّ شيء . والرابعة الزناء
الحاقن بوله .
والتحقيقأنّ الأصل
الواحد في هذه المادّة : هو المقاربة من امرأة بلا حقّ مشروع ومن دون طريق معروف
مصوّب .
وبينها وبين
مادّة الزنأ مهموزا اشتقاق أكبر ، ويجمعهما مفهوم الخروج عن مسير الطبيعة والحقّ ،
فانّ الارتقاء على ارتفاع جبل ، والقصر عن الميزان الطبيعي ، وحقن البول ، كلّها
على خلاف الجريان الطبيعي .
{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ
لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور : 3]-
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}
[الإسراء : 32] ولمّا كان الزنى خارجا عن سبيل الحقّ وتجاوز الى حيثيّة فرد محترم
ومقامه شخصيّا واجتماعيّا مضافا الى مفاسد اخرى : فاللازم أن يكون الزاني محروما
عن مزاوجة شخص محترم موحّد مرتبط مع اللّه المتعال ، ولازم أن يضرب ويجلد مائة
جلدة بإزاء هذا العمل الفاحش القبيح
{فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}
[النور : 2]
ولا يخفى أنّ
الزنى قد يعادل القتل ، فانّ ازالة الشخصيّة والحيثيّة الاجتماعيّة لفرد وإيجاد
دائرة سوداء في حياته : قد يكون اشدّ ابتلاء من القتل-
{وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان : 68] فبالقتل ينقطع ادامة الحياة بالكليّة
، وبالزنا ينقطع الحياة الطيّبة .
و
{يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا
يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} [الممتحنة : 12] ذكر هذه الأمور في رديف
واحد ، فانّ بالشرك ينقطع الارتباط فيما بين العبد والمعبود ، وبالسرقة ينقطع
الارتباط فيما بين المرء وما يتملّكه ويدّخره في ادامة حياته وبذلك يختلّ برنامج
حياته . وفي الزنا ينقطع استطابة الحياة .
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة