 
					
					
						فضيحة وضّاعي الحديث   					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						جعفر السبحاني
						 المؤلف:  
						جعفر السبحاني					
					
						 المصدر:  
						سيرة الائمة-عليهم السلام
						 المصدر:  
						سيرة الائمة-عليهم السلام					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص492-494.
						 الجزء والصفحة:  
						ص492-494.					
					
					
						 21-05-2015
						21-05-2015
					
					
						 4228
						4228					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				روي أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر الجواد (عليه السَّلام) كان في مجلس وعنده أبو جعفر الجواد ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال يحيى للإمام: ما تقول يا ابن رسول اللّه في الخبر الذي روي أنّه نزل جبرئيل على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وقال يا محمد: إنّ اللّه عزّوجلّ يقرئك السلام ويقول لك سل أبا بكر هل هو عني راض فإنّي عنه راض ؟! فقال أبو جعفر الجواد (عليه السَّلام) : لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب على صاحب هذا الحديث أن يأخذ مثال الخبر الذي قال رسول اللّه في حجة الوداع : قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر، فمن كذب علي متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب اللّه وسنّتي، فما وافق كتاب اللّه وسنّتي فخذوا به، وما خالف كتاب اللّه وسنّتي فلا تأخذوا به وليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه، قال اللّه تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق: 16] فاللّه عز وجلّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره، هذا مستحيل في العقول!! .
ثمّ قال يحيى بن أكثم وقد روي أنّ مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .
فقال الإمام: وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه، لأنّ جبرئيل وميكائيل ملكان للّه مقرّبان لم يعصيا اللّه قطّ ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا باللّه عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك و كان أكثر أيامهما في الشرك باللّه، فمحال أن يشبههما بهما!! .
وقال يحيى: وقد روي أيضاً أنّهما أبا بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه ؟
فقال (عليه السَّلام) : وهذا الخبر محال أيضاً، لأنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل حتى يكون أبو بكر وعمر سيداهم و هذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادّة الخبر الذي قال رسول اللّه في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة .
فقال يحيى: وروي أنّ عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .
فقال (عليه السَّلام) : وهذا أيضاً محال، لأنّ في الجنة ملائكة اللّه المقربين وآدم ومحمد وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر!! .
فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أنّ السكينة تنطق على لسان عمر أي كلّ ما يقوله عمر فهو من قبل الملائكة فقال (عليه السَّلام) : لست بمنكر فضائل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر: انّ لي شيطاناً يعتريني فإذا ملت فسدّدوني .
فقال يحيى: قد روي أنّ النبي (صلى الله عليه واله) قال: لو لم أُبعث لبعث عمر .
فقال (عليه السَّلام) : كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث يقول اللّه في كتابه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] فقد أخذ اللّه ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه؟! وكان الأنبياء (عليهم السَّلام) لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيّامه مع الشرك باللّه؟! وقال رسول اللّه نبِّئت وآدم بين الروح والجسد .
فقال يحيى: و قد روي أنّ النبي (عليه السَّلام) قال: ما احتبس الوحي عني قط إلاّظننته قد نزل على آل الخطاب .
فقال (عليه السَّلام) : وهذا أيضاً محال، لأنّه لا يجوز أن يشك النبي في نبوته قال اللّه تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: 75] فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به .
 
قال يحيى: روي أنّ النبي (صلى الله عليه واله) قال: لو نزل العذاب لما نجا منه إلاّ عمر.
فقال (عليه السَّلام) : وهذا محال أيضاً انّ اللّه تعالى يقول: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] فأخبر سبحانه أن لا يعذب أحداً مادام فيهم رسول اللّه وما داموا يستغفرون اللّه .
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  التراث الجواديّ الشريف
					 الاكثر قراءة في  التراث الجواديّ الشريف					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة