1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : احوال العرب قبل الاسلام : مدن عربية قديمة : مكة :

ولاية الكعبة

المؤلف:  السيد جعفر مرتضى العاملي.

المصدر:  الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله

الجزء والصفحة:  ج 2 ، ص 44- 61

4-5-2021

2232

ولاية الكعبة :

كانت ولاية الكعبة أولا في يد ولد إسماعيل ، ثم خرجت من يدهم إلى أخوالهم الجرهميين (1) ويقال : ثم إلى العماليق ، ثم عادت إلى جرهم ، ثم لما كثر ولد إسماعيل ؛ وأصبحوا ذوي قوة ومنعة ، حاربوا الجرهميين بقيادة كبير خزاعة ، وانتزعوا منهم ولاية البيت ، واستمرت في الخزاعيين إلى أن أخرجها منهم قصي بن كلاب ، الجد الرابع للنبي «صلى الله عليه وآله».

وكانت الولاية بيد حليل الخزاعي أبي زوجة قصي ، فجعل الولاية بعد موته لابنته ، التي كانت تحت قصي ، ولكنه جعل مفتاح البيت مع رجل يقال له أبو غبشان فيقال : إن قصيا إشتراه منه بزق خمر ؛ وبذلك يضرب المثل «أخسر من صفقة أبي غبشان» ، وقال في ذلك بعضهم :

أبو غبشان أظلم من قصي       

وأظلم من بني فهر خزاعة

فلا تلحوا قصيا في شراه        

ولوموا شيخكم إذ كان باعه (2)

ومن أجل ذلك فقد جرت بين قريش وخزاعة حرب كان النصر فيها لقريش ، وهم أولاد فهر بن مالك (3) ، هكذا يقولون.

ولكن ذلك ليس هو الرأي النهائي هنا ؛ إذ أننا نرى البعض الآخر يقول :

إن قصيا قد استعاد البيت من خزاعة بعد حروب جرت بينه وبينهم ، ثم تحاكموا إلى عمرو بن عوف ، فحكم لقصي (4).

وثمة قول آخر يفيد : أن حليلا أوصى عند موته بولاية البيت لصهره قصي ، وهذا ما تزعمه خزاعة (5).

وهناك أقوال أخرى ، مثل أن حليلا الخزاعي أوصى بالولاية لابنته زوجة قصي ، وهي أعطتها لزوجها.

وإذا كانت خزاعة تزعم ذلك فما هو المبرر لحربها ، إلا الحسد له ، والبغي عليه؟!. والظاهر أن حليلا قد أوصى إليه به فحاربته خزاعة حسدا وبغيا (6) ، ثم تحاكموا إلى يعمر بن عوف ، فحكم له.

وحكم يعمر بن عوف له يقرّب وصية حليل بالولاية إليه ، وكان يعمر قد اطلع على هذه الوصية ، إن لم يكن لقصي حجج أخرى في المقام جعلت الحكم يكون في صالحه (7).

وعلى كل حال ، فقد جدد قصي بناء البيت في القرن الثاني قبل الهجرة (8) وبنى إلى جانب الكعبة دار الندوة ، التي كانت تجتمع فيها قريش للحكومة ، والقضاء ، والشورى (9) وهذا من مآثره الجليلة ، الدالة على درايته وحكمته ، وبعد نظره.

 

مكانة قريش :

وواضح : أن سدانة قريش للبيت العتيق ، وهو الذي يعظمه الكثيرون ، ثم اتصال نسبها بإسماعيل وإبراهيم «عليهما السلام» ، والعربي بطبعه يحترم نسبا كهذا ، انطلاقا من اهتمامه بالأنساب ، وإذعانه لها على أنها مصدر شرف وسؤدد ، ولا سيما بملاحظة تعرض العربي للغارات والسبي الأمر الذي يجعل لديه حساسية خاصة تجاه هذا الأمر.

وأيضا ، لأن قريشا كانت أقرب إلى الحنيفية من غيرها ، وشعائر الحج إنما هي من بقاياها كما هو معلوم ، والحنيفية هي الدين الذي يحترمه العربي ويقدسه ويعنو له ، إن كل ذلك ، وغيره من أمور قد أكسب قريشا شرفا ، ومنحها مكانة ، ونفوذا وخطرا ، وأصبح الناس عامة ينظرون إلى قريش نظرة فيها الكثير من الاحترام والتقديس والإكبار.

والشواهد على هذا كثيرة ، ويكفي أن نذكر قول قصي لقريش : «قد حضر الحج ، وقد سمعت العرب ما صنعتم ، وهم لكم معظمون» (10).

وقول أبي طالب حين تزويج خديجة من رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا ، وجعلنا الحكام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه» (11).

وعليه ، فإنه إذا كانت قريش من نسل إسماعيل ، وتحترم دين الحنيفية.

وإذا كانت مكة تعتبر حتى من العرب ، أهل الحرب والغارة ، حرما يأمن من لجأ إليه ، وقد يلتقي العربي فيها بقاتل ولده ، أو أبيه ؛ فلا يؤذيه ، ولا يستطيع أن يثأر منه.

وإذا كان تقديس مكة قد بلغ عندهم هذا الحد ؛ فإن من الطبيعي أن يكون لسادة مكة نصيب وافر من هذا التقديس ، وأن يتميزوا على سائر الناس باحترام خاص ، أضف إلى ذلك سدانتهم للبيت الذي تفد إليه العرب من جميع الأقطار والانحاء.

وإذا كانت قريش وخصوصا الهاشميون ترى : أن شرفها ، وسؤددها ، ومجدها ، وحتى اقتصادها ، مرتبط بالبيت ومتصل به اتصالا وثيقا ؛ فمن الطبيعي أن تدرك أن انتهاك حرمته ليس من مصلحتها ، لأن ذلك يقلل من تقديس البيت ، ومن احترام سدنته ويفقدهم ـ من ثم ـ أعز وأغلى ما لديهم.

ومن هنا فإنه وإن كان في قريش جماعات شريرة ، لا ترجع إلى دين ، وهم أصحاب حلف الأحلاف «لعقة الدم» ، لكن قد كان في مقابلهم رجال أشراف كرام لا يرضون بما يصدر من أولئك ، ويحاولون إرجاع الحق إلى نصابه ما أمكنهم ذلك ، ومن هنا كانت المبادرة إلى عقد حلف المطيبين ، وبعده حلف الفضول ، الذي ينص على أن ترد كل مظلمة إلى صاحبها ، لا فرق بين قرشي وغيره ، وعلى التأسي بالمعاش (12).

 

أنا ابن الذبيحين :

ويذكرون هنا : أنه حين لقي عبد المطلب ـ وهو يحفر زمزم ـ من قريش ما لقي : من مخاصمتها إياه في شأن تلك البئر ، وشدتها عليه ، حلف لئن ولد له عشرة نفر لينحرن أحدهم ، فلما ولدوا له دعاهم إلى الوفاء لله بالنذر ؛ فأجابوه ، فضرب القداح فخرجت على ولده عبد الله أصغر بني أبيه ، على حد تعبير ابن هشام. ونقول :

الصحيح : بني أمه ، وإلا ، فإن الحمزة والعباس كانا أصغر منه.

إلا أن يقال : إنهما لم يكونا قد ولدا بعد.

والظاهر : أن المقصود بالعشرة : ما يشمل أولاد أولاده. وقد ذكروا : أنه كان للحرث بن عبد المطلب ولدان ؛ هما أبو سفيان ونوفل ، بل ذكر بعضهم : أن أعمامه «صلى الله عليه وآله» كانوا اثني عشر ، بل قيل : ثلاثة عشر ، وأن عبد الله ثالث عشرهم ، وعليه فلا إشكال ، لأن الحمزة والعباس كانا من أم أخرى كما أشرنا إليه (13).

كما إننا نشك في قولهم : إن ضرب القداح كان عند هبل ، وأراد التنفيذ عند إساف ونائلة ؛ لأن عبد المطلب كان على دين الحنيفية كما سيأتي عن قريب ، ولم يكن يحترم الأصنام آنئذ ، ومهما يكن من أمر فقد أراد عبد المطلب ذبح ولده عبد الله ، فأطاعه ولده ؛ فمنعوه من ذلك ؛ فضربت القداح عليه ، وعلى عشرة من الإبل ـ مقدار دية رجل ـ من جديد فخرجت عليه ، فزادها عشرة ، وضربت القداح فخرجت عليه ، وهكذا إلى أن بلغت مئة ؛ فخرجت على الإبل فنحرت.

ولذلك يقال : إن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يقول : أنا ابن الذبيحين ، أي إسماعيل ، وعبد الله (14).

 

من هو الذبيح؟!

ويقول البعض : إن المراد بالذبيحين هابيل ، وعبد الله .. على اعتبار أن المراد بالذبيح هو إسحاق ، كما جاء في بعض الروايات (15) ، ولإجماع أهل

الكتاب على ذلك (16) على اعتبار أن العرب تجعل العم أبا (17).

وهذا لا يصح ؛ أما :

أولا : فإنه «صلى الله عليه وآله» ليس من ولد هابيل إجماعا ، إلا أن يقال : إن العم بمنزلة الأب.

ويرده :

ألف : أن أبوة الذبيح الآخر في قوله : أنا ابن الذبيحين ؛ لا بد أن لا تختلف عن أبوة عبد الله له ، لأنه ذكرهما في كلام واحد ، فإرادة هذا المجاز البعيد في أحدهما ؛ والحقيقة في الآخر غير معقول ، حتى لو جوزنا استعمال اللفظ المشترك وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعطاء ، والشعبي ، ومقاتل وعبيد الله بن عمر ، وأبي ميسرة ، وزيد بن أسلم ، وعبد الله بن شقيق ، والزهري ، والقاسم ، وابن أبي بردة ، ومكحول ، وعثمان ، والسدي ، والحسن وقتادة ، من السلف وغيره قالوا بذلك. كل ذلك في : البداية والنهاية ج ١ ص ٥٩ ، والبحار : ج ١٢ ص ١٣٢ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٩٥ وراجع ص ١٣٩ ومفاتيح الغيب : ج ٢٥ ص ١٥٣ ، ولكنه ذكر معهم عليا «عليه السلام» وابن عباس ، ونحن نجلهما عن الالتزام بأمر يخالف القرآن. بل إنه هو نفسه قد ذكر عنهما أنهما قالا : إسماعيل ، ونجد في الكافي : ج ٤ ص ٢٠٦ و ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ط الآخندي ، وكذا في ج ١ ص ١١٧ ط الإسلامية ، وعنه في البحار : ج ١٢ ص ١٣٥ ما يدل على أن الذبيح هو إسحاق ، ولكن في ص ٢٠٥ ـ ٢٠٩ ج ٤ من الكافي ما يدل على التردد في ذلك ، حيث ذكر ما معناه : أن إبراهيم قد حج بأهله ، فالذي كان مع إبراهيم من أهله كان هو الذبيح ، وقد أشارت بعض الأخبار إلى أن إسحاق قد تمنى الذبح أيضا.

في أكثر من معنى ، كما هو الصحيح ، بدليل وجود التورية في كلام العرب.

ب : إن الذي بمنزلة الأب ـ لو سلم أنه عرفا كذلك ـ إنما هو العم القريب ، لا العم الذي يأتي بعد عشرات الآباء والأجداد.

 

ثانيا : كون الذبيح هو إسحاق لا يصح. وذلك لما يلي :

ألف : إنه قد ذكر في سورة الصافات قضية الذبح ، ثم عقبها بالبشارة بإسحاق فقال : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(18) مما يشعر بأن إسحاق قد ولد بعد قضية الذبح ؛ لأن هذه بشارة بالميلاد بقرينة قوله تعالى في آية أخرى : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(19) ولو كان الذبح لإسحاق لم يحسن الإتيان باسمه ، بل كان المناسب إيراد ضميره ، وتكون البشارة بنبوته مكافأة على صبره على الذبح ، وليست بشارة به نفسه كما هو ظاهر الآية.

وقد روي الاستدلال بالآيات عن الإمام الصادق «عليه السلام» ، وعن محمد بن كعب القرظي أيضا (20).

ويشير إلى هذا أيضا : الترتيب الذي جاء على لسان إبراهيم «عليه السلام» حيث قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ)(21).

كما أن الله قد ذكر إسماعيل وإسحاق في القرآن معا في ست آيات ، وفي كلها يقدم ذكر إسماعيل على إسحاق.

وفي ذلك إشارة إلى ما ذكرناه :

ب ـ ولو أغمضنا النظر عن ذلك فإننا نقول :

إن من غير المعقول أن يبشر الله تعالى نبيه بغلام سيكبر ، ويكون نبيا ويتزوج ، ويولد له ولد اسمه يعقوب ثم يأمره بذبح ذلك الولد الكبير والنبي نفسه ، فإنه لا يرتاب حينئذ بأن الأمر بالذبح ليس حقيقيا وإنما هو صوري وهذا يفقد قضية الذبح كل قيمتها ، فلاحظ قوله تعالى : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا)(22) وقوله : (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(23).

إلا أن يدعى : أن النبوة والبشارة بيعقوب ليست داخلة في البشارة الأولى.

ولكن ذلك خلاف الظاهر ، والذين يصرون على أن الذبيح هو إسحاق لا يقولون بالبداء ليمكنهم التشبث به في الإجابة هنا.

أو يدعى : أن الذبح قد يكون بعد أن ولد له يعقوب.

ويرده : أنهم يقولون : إن قضية الذبح قد حصلت حينما كان عمره ثلاث عشرة سنة (24).

ج ـ وقد روي : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أوضح أن كونه ابن الذبيحين إنما هو بنذر عبد المطلب ، وبذبح إسماعيل «عليه السلام» (25).

د ـ وأخيرا .. فقد أنكر أبو عمرو بن العلاء أن يكون إسحاق هو الذبيح ، على اعتبار أن الذبح كان بمكة ، وإسماعيل هو الذي كان بمكة وبنى البيت مع والده ، وكذا قال ابن القيم (26).

خلاصة وبيان :

ونستخلص مما تقدم : أنه قد كان هناك بشارتان :

إحداهما بولادة إسماعيل «عليه السلام» ، فولد ، ثم أمر بذبحه ، وجرى ما جرى ، ثم جاءت البشارة الأخرى بولادة إسحاق بملاحظة :

أن أمه لم تكن ولدت ، رغم أنها كان قد كبر سنها فبشرها الله بذلك ـ كما ذكرته سورة هود ـ فتعجبت : أن تلد وهي في هذا السن.

وعدم ذكر إسماعيل في سورة الصافات ، والاكتفاء بذكر إسحاق ويعقوب لعله يشير إلى ذلك أيضا على اعتبار أن الأمر بالنسبة لإسماعيل كان قد مضى وانقضى.

أهل الكتاب هم الداء الدوي :

وبعد هذا .. فإن السؤال الذي يلح في طلب الإجابة عليه هو :

من أين جاء هذا الأمر الغريب : أن الذبيح هو إسحاق؟

والجواب : هو ما قاله ابن كثير وغيره :

«إنما أخذوه ـ والله أعلم ـ من كعب الأحبار ، أو من صحف أهل الكتاب ، وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم ، حتى نترك من أجله ظاهر الكتاب» (27) فاليهود إذن قد أرادوا ترويج عقيدتهم بين المسلمين ، وتخصيص هذه الفضيلة بجدهم إسحاق حسب زعمهم.

ولكن اليهود أنفسهم قد فاتهم : أن التوراة المتداولة نفسها متناقضة في هذا الأمر ؛ فإنها في حين تقول :

«خذ ابنك ، وحيدك ، الذي تحبه إسحاق ، واذهب إلى أرض المريا ، وأصعده هناك محرقة على إلخ ..» (28).

فقد عبرت هنا بكلمة : «وحيدك» الدالة على أن إسحاق هو أكبر ولد إبراهيم ، ولكنها تعود فتكذب نفسها ، وتنص على أن إسحاق لم يكن وحيدا وإنما ولد وعمر إسماعيل أربع عشرة سنة (29).

بل لقد ذكر ابن كثير : أنه لا خلاف بين أهل الملل : أن إسماعيل أول ولد إبراهيم وبكره (30).

وقد اعترف أحد مسلمة أهل الكتاب بأن اليهود يعلمون : أن الذبيح هو إسماعيل ، ولكنهم يصرون على خلافه حسدا منهم للعرب (31).

 

ملاحظات هامة :

الأولى : أن إبراهيم قد رزق ولده إسماعيل الوحيد في شيخوخته ، كما أشار إليه القرآن ، وطبيعي أن يكون تعلقه بهذا الولد أشد ، وحبه له أعظم.

ونلاحظ أيضا : أن أمر الله تعالى له بذبحه قد كان وولده في أروع أيام حياته ، وفي السن التي يزداد تعلق والديه به فيه ، وحبهما له ؛ حيث تمتزج المحبة بالعاطفة ، والرأفة بالإعجاب ..

وأيضا ، لقد رزقه الله ولدا هو في أعلى درجات الكمال الإنساني ، عقلا ودراية وسلوكا ، واستقامة ، إلى غير ذلك من فضائل وكمالات إنسانية فاضلة ، وهذا أيضا أدعى إلى التعلق به ، وازدياد المحبة له.

وبعدما تقدم فإننا نجد : أن الله سبحانه يكلف هذا الأب بذبح طفل كهذا بيده ، وإذا كان التخلي عن طفل كهذا في ظروف كهذه هو من أصعب الأمور ، فكيف إذا كان يجب أن يتم هذا التخلي بيد نفس ذلك الأب؟! ..

ويلبي إبراهيم ، ويستجيب إلى أمر الله ، دون أن يسأل عن السبب ، ودون أن يبرمه أمر كهذا ، وحتى دون أن يتحير في ذلك ؛ لأنه واثق بحسن ما يختاره له ربه ، وبصلاح ما يأمره به.

الثانية : يستجيب إبراهيم «عليه السلام» لهذا الأمر ، ولكنه لا يندفع إلى تنفيذه بسرعة ، لكي يريح أعصابه ، لأن هذا الأمر قد يخفي وراءه شيئا من الضعف والوهن ، بل هو يخبر ولده بالأمر ، ويطلب منه أن يتخذ هو نفسه أيضا القرار الحاسم في الاستسلام لذلك أو عدمه وذلك يدل على ثقته بحسن اختيار ولده ، رغم صغر سنه ، ويدل على أنه كان يحترم فيه كبر عقله ، وسداد رأيه ، ولا يعتبره طفلا لا يمكن أن توكل إليه أية مسؤولية.

وطبيعي أيضا : أن يكون التفات إسماعيل لذلك ، وأن يتخذ هو نفسه القرار منه بقوله : (يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(32). مما يزيد في آلام أبيه.

وإسماعيل .. الذي أراد أبوه أن ينيله أجر الطاعة ، ويتذوق حلاوة التسليم ، لم يكن منه إلا التسليم لأمر الله سبحانه ، والانصياع له بثقة ورضا ، ولكنه لا يعتبر هذا التسليم والرضا شجاعة وبطولة منه ، وإنما يعتبره خضوعا لمشيئة الله تعالى ويرى : أن صبره مستمد منه ، ومنته إليه ؛ ولذلك عبر الله تعالى عن حالتهما هذه بقوله : (فَلَمَّا أَسْلَما) ؛ فهما قد أسلما لله تعالى ، وليس لغيره من الشهوات ، ولا للغرائز ، ولم تقيدهما القيود المادية ، ولا الدنيوية في شيء (33).

ولذلك فإن إبراهيم وولده هما ممن يكون الله أحب إليه من كل شيء مما نصت عليه الآية الكريمة التي تقول :

(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(34).

الثالثة : إن من الواضح : أن ذبح إسماعيل ، وإراقة دمه لم يكن هو المقصود النهائي له تعالى ؛ وذلك لقوله تعالى لإبراهيم «عليه السلام» : (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا)(35) ، وإنما كان المقصود هو البلاء والامتحان لإبراهيم وولده «عليهما السلام» ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ)(36).

وحكمة هذا البلاء هي : أن يزيد في تزكية وتصفية نفس إسماعيل ، في مراحل إعداده لتحمل مسؤولية النبوة ، وقيادة الأمة ، وكذلك فإن في ذلك تزكية وتصفية وامتحانا لنفس إبراهيم «عليه السلام» ولربما يكون ذلك من الكلمات اللواتي استحق إبراهيم بإتمامهن أن يجعله الله للناس إماما.

قال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(37) ، وكانت قضية الذبح هي البلاء المبين كما نصت عليه الآية الكريمة.

وقد رأيت بعد أن كتبت هذا : أن العلامة الطباطبائي يذكر : أن البعض قد تنبه لذلك كالطباطبائي نفسه ، واستدل له ، بقوله تعالى : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) إذ لا معنى لقوله هذا إن لم يكن له ذرية بالفعل ، كما إنه لم يكن يعلم ، ولا يظن : أنه سيكون له ولد قبل تبشير الملائكة له بذلك ، وإبراهيم لا يتفوه بما لا علم له به ، ولا يظنه ، ولا يحتمله ، ولا يخطر له على بال ، وهو بهذه السن المتقدمة ، ولو كان ذلك قبل ولادة إسماعيل لكان اللازم أن يقول : «ومن ذريتي إن رزقتني ذرية» (38).

وقد أورد البعض على الفقرة الأولى بإمكان أن يكون هذا الطلب من إبراهيم قد حصل بعد تبشير الملائكة له بالذرية ، فنزلها في كلامه منزلة الأمر الحاصل والمحقق.

وبعد ، فإن حكم هذا البلاء ، هو أن يضرب بذلك المثل الأعلى للأجيال ، في التضحية في سبيل المبدأ الحق ، ولا يكتفى بمجرد رفع الشعارات ، والإعلان عن المواقف كلاميا فقط ، فبإبراهيم وإسماعيل ينبغي أن يكونا القدوة لكل مؤمن ومؤمنة.

كما إن في إخراج فضائلهما من عالم القوة إلى عالم الفعل ، وإظهارها للناس والتعريف بها تشجيع للفضائل الكامنة في غيرهم ، وتحريك لها لتقوم بمحاولة الظهور على الصعيد العملي ، أي إن في ذلك هزة عاطفية مؤثرة في كل من يملك عاطفة جياشة ؛ تستطيع أن تستثير الفضائل الكامنة في نفس الإنسان ؛ لتكون واقعا حيا وملموسا ، ولتقود عملية التغيير الشاملة في حياة الإنسان ، ومستقبله بشكل عام.

هذا ومن غير البعيد : أن يكون المجتمع الذي عاش فيه إبراهيم وإسماعيل ، قد طغت عليه المادية ؛ فأراد الله تعالى تحويل هذا الاتجاه بصورة عملية ، دون الاقتصار على إسداء النصائح ، والتوجيهات.

ولعل المتأمل في هذه القضية يكتشف الكثير ، مما لم نذكره ، أو لم نشر إليه ، والله هو الموفق والمسدد.

الرابعة : ويبقى أن نشير هنا : إلى أن من المقطوع به : أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يريد أن يفتخر بقوله هنا : أنا ابن الذبيحين ، وإنما لعله يريد من قوله هذا : أن يوجه الأنظار للاستفادة من هذين الحدثين الهامين جدا.

وأيضا يريد أن يفهم الآخرين : أنه شخصيا ليس غريبا عن هذا الجو ، وأنه إذا كان أولئك قد بلغوا هذه المكانة في القرب من الله ، والتفاني في سبيله والتسليم له ، فلا يجب أن يتوقع منه موقف آخر ، يختلف عن هذا ، أو يقل عنه.

وإذن ، فإن آمالهم في أن يقف موقف المساوم ـ في يوم ما ـ إنما هي سراب في سراب ؛ فإن القضية قضية مبدأ وعقيدة ، وليست قضية مصالح شخصية ، كما يتخيلون.

وقد أثبتت الوقائع صحة ذلك ؛ حيث كان «صلى الله عليه وآله» يقدم أهل بيته في الحروب ، وقد ضحى بكل غال ونفيس في سبيل هذا الدين.

الخامسة : إن نذر عبد المطلب هذا ربما يقال فيه : إنه غير جائز ؛ إذ كيف جاز له التصرف في شخصية غيره إلى هذا الحد؟! وهل يمكن أن يعتقد أحد بوجوب الوفاء بنذر كهذا ، يكون الضحية فيه نفس محترمة أخرى ، حتى ولو كانت ولدا مثل عبد الله بن عبد المطلب؟!.

والجواب : إنه قد يقال : إن عبد المطلب قد سار في إيمانه سيرا تكامليا (39) كما أشار إليه الحلبي حيث قال : ورفض في آخر عمره عبادة الأصنام ، ووحد الله سبحانه (40).

وقد يقال : إن هذا يعطي التفسير لتسميته في أول أمره أبناءه ب «عبد مناف» ومناف اسم صنم ، و «عبد العزى» والعزى كذلك «راجع الهامش ما قبل السابق» ، ولكنه يترقى ويتقدم حتى يبلغ به الأمر حدا من التسليم والإيمان بالله ، أن أرعب بإيمانه هذا أبرهة صاحب الفيل ، كما يذكره المؤرخون.

وقد أشبه في هذا الأمر نبي الله إبراهيم «عليه السلام» فإن إبراهيم كان ـ بلا شك ـ موحدا لإحساسه الوجداني والفطري بوجود إله واحد ، قادر ، عالم ، حكيم إلخ .. ولكنه بعد أن بلغ سن الرشد أراد أن يجسد هذا الإيمان الوجداني بالدليل والبرهان ؛ على صفحة الوجود ، على قاعدة : (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(41) وكانت النتيجة هي ما حكاه الله بقوله : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ* فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ* فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)(42).

هذا إن قلنا : إن كلام إبراهيم «عليه السلام» كان على سبيل الحقيقة وليس على سبيل الاستدراج ، مع أن الروايات قد أكدت أنه قد كان على سبيل الاستدراج لقومه ليقيم عليهم الحجة.

بل إن القرآن نفسه قد صرح بذلك ، حيث عقب هذه الآيات بقوله : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ)(43) ولهذا البحث مجال آخر.

وعلى كل حال ، فإن الصحيح هو : أن عبد المطلب كان مؤمنا ، معتقدا بالله الواحد القادر ، الحكيم الخ .. استنادا إلى حكم الفطرة والوجدان ، لكنه كان يريد أن يجسد هذا الإيمان ، أو يريد أن يستدرج غيره للإيمان بما آمن هو به ، بعد إبطال احتمال أن يكون لهذه الأصنام أي شأن أو شفاعة.

بل إن الأحاديث قد دلت على أنه كان هو وآباؤه ، من الأنبياء «صلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطيبين الطاهرين» ، هذا بالنسبة لإيمانه.

أما بالنسبة لسلوكه ومواقفه ، فإنهم يقولون عنه : إنه كان يقطع يد السارق ، ويمنع من طواف العراة ، ويوفي بالنذر ، ويؤمن بالمعاد ، ويحرم الزنى ، والخمر ، ونكاح المحارم ، وكان يأمر ولده بترك الظلم والبغي ، ويحثهم على مكارم الأخلاق ، وينهاهم عن دنيات الأمور ، وكان مجاب الدعوة وترك الأصنام (44).

وقد ذكرت كتب التاريخ : أن بعض الأصنام قد كانت تماثيل لأشخاص من أهل الخير والصلاح ، فراجع كتاب الأصنام لابن الكلبي ، وسيرة ابن هشام وغير ذلك.

وعن النبي «صلى الله عليه وآله» : يا علي ، إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام ، ولا يعبد الأصنام ، ولا يأكل ما ذبح على النصب ، ويقول : أنا على دين إبراهيم «عليه السلام» (45).

وقد بلغ الذروة في إيمانه هذا بعد ولادة حفيده محمد «صلى الله عليه وآله» ، حيث سمع ورأى الكثير من العلامات الدالة علي أنه النبي الخاتم ، والأكمل والأفضل من جميع البشر ، وشهد ، وعاين الكثير من الكرامات والدلالات القطعية فيه.

وبعد كل ما تقدم نقول : إنه لا مانع من أن يكون عبد المطلب قد تلقى الأمر بذبح ولده عبد الله من الله تعالى ، ولا أقل من أنه كان يعتقد بأن له الحق في تصرف كهذا ، ونذر كهذا ولم يكن ذلك مستهجنا لدى العرف آنئذ.

أضف إلى ذلك : أنه لم يثبت عدم جواز نذر كهذا في الشرايع السابقة.

فقد نذرت امرأة عمران ما في بطنها محررا لخدمة بيوت الله ، وأمر الله تعالى نبيه إبراهيم بذبح ولده إسماعيل.

وأما تسمية أبنائه بما يشير إلى الأصنام ، فلعلها تسميات لحقتهم بعد ظهور شركهم ، وانحرافهم ، وحبهم لتلك الأصنام ، وليس لدينا تاريخ صادق ، وصريح ، وكاف .. والله العالم بالحقائق.

__________________

(1) يقال : إن زوجة إسماعيل كانت جرهمية. وهم في الأصل يمنيون قحطانيون ، لا من عدنان.

(2) راجع تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٣٩ و ٢٤٠.

(3) البداية والنهاية ج ٢ ص ٢١٠ ، وغيره.

(4) تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٤٠ والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٠٧ عن ابن إسحاق.

(5) تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٣٩ والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٠٥ عن ابن إسحاق.

(6) راجع السيرة الحلبية : ج ١ ص ٨ ، وتاريخ الخميس : ج ١ ص ١٥٥ ، وتاريخ الأمم والملوك : ج ٢ ص ١٦.

(7) السيرة الحلبية : ج ١ ص ٩ ، وراجع : تاريخ الأمم والملوك : ج ٢ ص ١٧.

(8) تاريخ الخميس ج ١ ص ١٩.

(9) راجع : السيرة الحلبية : ج ١ ص ١٢ و ١٥ ، وراجع : تاريخ الخميس : ج ١ ص ١٥٥ ، وتاريخ الأمم والملوك : ج ٢ ص ١٨ ـ ١٩.

(10) تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٣٩.

(11) ستأتي بعض المصادر لذلك إن شاء الله تعالى حين الكلام عن زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بخديجة «عليها السلام».

(12) سيأتي الحديث عن ذلك مفصلا في فصل : من الميلاد إلى البعثة.

(13) راجع : السيرة الحلبية : ج ١ ص ٣٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٨.

(14) السيرة الحلبية : ج ١ ص ٣٥ ـ ٣٨ وراجع المواهب اللدنية ج ١ ص ١٧ والسيرة النبوية لدحلان ط دار المعرفة ج ١ ص ١٦.

(15) راجع ابن إسحاق ، والسهيلي وبه جزم ابن سلام الجمحي في كتاب طبقات الشعراء ص ١٠٧ ، وحكاه عن : عمر ، والعباس ، وابن مسعود ، ومسروق ،

(16) البحار : ج ١٢ ص ١٣٤.

(17) المواهب اللدنية ج ١ ص ١٧.

(18) الآية ١١٢ من سورة الصافات.

(19) الآية ٧١ من سورة هود.

(20) راجع : الميزان ج ١٧ ص ١٥٥ والبداية والنهاية ج ١ ص ١٦١ و ١٥٩.

(21) الآية ٣٩ من سورة إبراهيم.

(22) الآية ١١٢ من سورة الصافات.

(23) الآية ٧١ من سورة هود.

(24) راجع : الدر المنثور للعاملي ج ١ ص ١٦١.

(25) البحار ج ١٢ ص ١٣٢ ومفاتيح الغيب ج ٢٥ ص ١٥٣.

(26) المصدران السابقان ومجمع البيان ج ٨ ص ٤٥٣ والدر المنثور للعاملي ج ١ ص ١٦١ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٨ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٩٥.

(27) البداية والنهاية ج ١ ص ١٦١ و ١٥٩ وراجع السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٨ عن ابن تيمية.

(28) سفر التكوين : الإصحاح ٢٢ ، الفقرة ١ ـ ٣٣ ولتراجع سائر فقرات الإصحاح أيضا.

(29) سفر التكوين الإصحاح ١٦ الفقرة ١٥ ـ ١٦ نص على أن عمر إبراهيم حين ولادة إسماعيل ٨٦ سنة ، وفي سفر التكوين الإصحاح ١٧ والإصحاح ١٨ نص على أنه ولد له إسماعيل وهو ابن ٩٩ ، أو مئة سنة ، وراجع : البداية والنهاية ج ١ ص ١٥٣ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ص ٣٨.

(30) البداية والنهاية ج ١ ص ١٥٧ ، وراجع : البحار : ج ١٢ ص ١٣٤.

(31) البحار : ج ١٢ ص ١٣٤ ، ومجمع البيان : ج ٨ ص ٤٥٣ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ص ٣٨ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٩٥ ـ ٩٦ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٨.

(32) الآية ١٠٢ من سورة الصافات.

(33) لقد أشار في كتاب : في ظلال القرآن إلى بعض ما ذكرناه أيضا.

(34) الآية ٢٤ من سورة التوبة.

(35) الآية ١٠٥ من سورة الصافات.

(36) الآية ١٠٦ من سورة الصافات.

(37) الآية ١٢٤ من سورة البقرة.

(38) راجع : الميزان ج ١ ص ٢٦٧ ـ ٢٦٨.

(39) وهذا لا ينافي ما سيأتي إن شاء الله ، من أن جميع آباء النبي «صلى الله عليه وآله» كانوا مؤمنين موحدين ؛ إذ قد يقال : إن المهم هو وصولهم جميعا إلى درجة الإيمان ولو بصورة تكاملية وتدريجية.

بل قد يقال : إنه لم يثبت أنه «عليه السلام» هو الذي سمى أبناءه بعبد العزى ، وعبد مناف. ولعلها أسماء قد لحقتهم بعد أن كبروا ، وظهر شركهم بالله ، واهتمامهم بالعزى ، وبغيرها من الأصنام.

(40) السيرة الحلبية : ج ١ ص ٤ ، والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج ١ ص ٢١.

(41) الآية ٢٦٠ من سورة البقرة.

(42) الآيات من ٧٦ ـ ٧٨ من سورة الأنعام.

(43) الآية ٨٣ من سورة الأنعام.

(44) راجع : السيرة الحلبية ج ١ ص ٤ ، والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش الحلبية) : ج ١ ص ٢١ ، ومسالك الحنفا ص ٤١ ، عن الملل والنحل للشهرستاني ، وراجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٧.

(45) البحار : ج ٧٧ ص ٥٦.