الذكورة والأنوثة في المباحث العقلية
المؤلف:
الشيخ جوادي آملي
المصدر:
جمال المرأة وجلالها
الجزء والصفحة:
ص247-248
22-4-2021
3481
من حيث المسائل العقلية ليس هناك فرق بين المرأة والرجل في أصل الكمال ، طبعاً يمكن ان لا تنال المرأة القمة التي وصلها رجل مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن هناك رجال كثيرون حتى أنبياء ومرسلون وأولياء وأوصياء كثيرون لم يصلوا ذلك المقام أيضاً ، هذا ليس لأن المرأة لكونها امرأة لا تصل إلى ذلك المقام ، بل من أجل أن ذلك المقام يكون من نصيب قليل من الناس الكاملين ، لذا لم يصل كثير من الرجال إلى تلك الدرجة ، بناء على هذا فانه باستثناء مقام الإنسان الكامل الذي هو أمر منفصل ، ليس هناك فرق بين المرأة والرجل في الكمالات المترقبة (1) .
الذكورة والأنوثة ليست فصلاً مقوّماً
دليل هذه المسألة حسب ما ورد في الكتب العقلية ، وكما ذكره ابن سينا في الشفاء وذكره تلميذه بهنميار في التحصيل ، هو أنهم يعتبرون الناطق فصلاً في الكتب العقلية من حيث كشف الحد ومعرفة الرسم ومعرفة الذاتي والعرضي ، طبعاً ليس فصلاً منطقياً بل من لوازم الفصل ، كما أن المقصود من الناطق ليس النطق الظاهري ولا النطق الباطني ، بل المقصود هي النفس الناطقة ، وهذا النطق يشتق من النفس الناطقة ، يعتبرون الناطق فصلاً مقوماً الإنسان ، أما الأنوثة والذكورة فيعتبرونهما مصنفاً ، وليس مقوماً ، ولذا حين يقسمون الفصول إلى فصل قريب واقرب ، بعيد وأبعد ليس هناك كلام عن الذكورة والأنوثة ، الكلام هو عن الناطق والصاهل والخائر و.. الذي ينوع الحيوانات ، على هذا ، عندما تكمل الذات ، أي إنسانية الإنسان ويصل إلى نصابه عند ذلك تطرح مسألة الذكورة والأنوثة ، وتشخيص الذاتي والعرضي وعلاماتهما يحصل عن هذا الطريق . هذا قسم من البحث تتولاه الكتب العقلية .
_______________
(1)التحصيل ، المقالة الرابعة ، الفصل الرابع .
الاكثر قراءة في مفاهيم ونظم تربوية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة