تفسير قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ..}
المؤلف:
الشيخ محمد علي التسخيري
المصدر:
محاضرات في علوم القران
الجزء والصفحة:
ص162-163 .
9-05-2015
2578
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف : 40] .
يذهب أغلب المفسّرين إلى أنّ المراد من قوله تعالى {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ} هو استحالة دخولهم الجنة كما يستحيل دخول الجمل في ثقب الإبرة «الذي هو سم الخياط» أو كما يعبّر عنه بعضهم : دخول ما يضرب به المثل في الكبر فيما يضرب به المثل في الصغر.
وبناء على ذلك فالجمل - على معناه المتبادر إلى الأذهان - أي الفحل من الإبل كما ذهب لذلك الزمخشري في الكشّاف وحسنين مخلوف في (صفوة البيان) وفريد وجدي في المصحف المفسّر والطبرسي في وجه ، والسيوطي في أحد الوجوه ، وذلك عند تفسيرهم للآية في تفاسيرهم.
وهناك رأي آخر ذكره الفخر الرازي وغيره عن ابن عباس أنّ المراد بالجمل القلس «أي الحبل الغليظ» وهو أنسب بثقب الإبرة من البعير، وفي التفسير بذلك ذوقية في المحافظة على جوّ التناسب في تشبيهات القرآن.
وعلى العموم فإنّ الآية - كما أسلفنا - جاءت بصدد بيان استحالة دخول الكافر الجنّة.
إلّا أنّ الذين يذهبون إلى القول بالتناسخ، وهو انتقال الأرواح إلى أبدان متعدّدة سواء للتعذيب أو للنعيم. يذهب هؤلاء إلى أنّ معناه أنّ الروح العاصية تبقى منتقلة من بدن إلى بدن ولا تزال معذّبة كذلك حتى تنتقل إلى بدن جمل ثم إلى بدن دودة صغيرة تدخل في سمّ الخياط . وإلى هنا فتطهّر من الذنوب، وبعدها تدخل الجنة ؛ لأن ما علّق عليه دخول الجنة قد حصل فيحصل الدخول . (1)
وهو قول سخيف لا يستحق الردّ أوّلا ؛ إذ الكفر لا يغفر لصاحبه ، وثانيا ؛ لأنّ هذه الآراء لا سند لها ، وثالثا ؛ لاستلزامها كثيرا من اللوازم الفاسدة التي لا يتّسع المجال لشرحها .
_____________________________
(1) انظر تفسير الرازي ، ج 4 ، ص 209 ، ط مصر سنة 1324 هـ.
الاكثر قراءة في تحليل النص القرآني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة