 
					
					
						نشوء القراءات وتطورها					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						السيد نذير الحسني
						 المؤلف:  
						السيد نذير الحسني					
					
						 المصدر:  
						دروس في علوم القران
						 المصدر:  
						دروس في علوم القران					
					
						 الجزء والصفحة:  
						201- 203.
						 الجزء والصفحة:  
						201- 203.					
					
					
						 15-11-2020
						15-11-2020
					
					
						 2814
						2814					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				 
ذكرنا سابقا أن الجماعة الذين انتبدهم عثمان لمسألة توحيد المصاحف، لم يكونوا أكفاء لهذا الأمر الخطير، ومن ثم وقعت في نفس تلك المصاحف أخطاء إملائية وحصل فيها وبعض الاختلاف والتاقض، الأمر الذي أعاد على المسلمين اختلافهم في قراءة القرآن، ورغم ما قام به عثمان من إرسال مقرئ مع كل مصحف ليقرأه على الناس على ضوء الكبت الموحد في تلك المصاحف، على اعتبار أنها كانت موحدة، إلا أنه لم يمنع من حصول محذور الاختلاف واللحن في آيات القرآن نظرا لوجود الاختلاف في تبت تلك المصاحف، مضافا إلى عوامل أخرى ساعدت على هذا الاختلاف.(1)
 
عوامل نشوء الاختلاف
لا شك في أن اختلاف مصاحف الأمصار كان أهم عوامل نشوء الاختلاف في القراءة؛ لان اختلاف قراءة الأمصار كان قبل اختلاف القراء، فكانوا يقولون: قراءة مكة، قراءة الشام، قراءة المدينة، قراءة الكوفة، قراءة البصرة، وهكذا إلى جانب ذلك كانت هناك عوامل أخرى ساعدت على هذا الاختلاف نذكر منها ما يلي:
 
1- بداءة الخط : كان الخط عند العرب في ذلك الزمان في مرحلة بدائية، ومن ثم لم تستحكم أصوله ولم تتعرف العرب إلى فنونه والإنقان من رسمه و كتابته الصحيحة ، وكثيرا ما كانت الكلمة تكتب على غير قياس النطق بها. كانوا يكتبون الكلمة وفيها تشابه، فالنون الأخيرة كانت تكتب بشكل لا يفترق عن الراء وكذا الواو عن الياء، كما كانوا يفكُكون بين حروف كلمة واحدة فيكتبون الياء منفصلة عنها كما في يَسْتَحْي ي» أو يحذفونها رأسا كما في (إيلافهم) كتبوها (إلافهم) بلا ياء. الأمر الذي أشكل على بعض القراء فاختلفت القراءات؛ ولذلك قرأ بعفضهم: (ليْلاف قریش)  بحذف الهمزة وإثبات الياء. (وإلافهم رحلة الشتاء والصيف)، بإثبات الهمزة وحذف الياء. وقرأ بعضهم: (الفِهِم)« بالهمزة وسكون اللام .
 2- الخلو عن النقط: كان الحرف المعجم يكتب كالحرف المهمل بلا نقط فلا يفرق بين السين والشين في الكتاب ولا بين العين والغين أو الراء والزاي و... فكان على القارئ نفسه أن يميز بحسب القرائن الموجودة آنها باء أو ياء. . .
 من ذلك قراءة ابن عامر وحفص: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ} [البقرة: 271] وقرأ الباقون: { نُكَفرُ}.
 3- التجريد عن الكل: كانت الكلمة تكتب عارية عن علامات الحركات القياسية في وزنها وفي إعرابها وربما يحتار القارئ في وزن الكلمة وفي حركتها فيما إذا كانت الكلمة محتملة لوجوه، مثلا: لم يكن يدرى (علم) فعل أمر أو فعل مضارع للمتكلم. قرأ حمزة والكسائي: {قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة: 259].بصيغة الأمر، وقرأ الباقون بصيغة المتكلم.

الخلاصة
1- رغم ماقام به عثمان من إرسال مقرئين مع كل مصحف إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع الاختلاف في القرآن ، لأنه في نفس المصحف الموحد لحن وتفاوت.
2- إن الاختلاف في مصاحف الأمصار هو السبب الرئيسي الذي كان وراء اختلاف القراءات ، حتى تعددت القراءات بتعدد الأمصار، فيقال: قراءة المدينة وقراءة الشام وقراءة البصرة ...
3- من الأسباب الاُخرى التي أدت الى حدوث الاختلاف بين قراءة واُخرى ، هي: بداءة الخط وأساليب الكتابة ، وخلو النص القرآني من التنقيط ، وتجرده عن الشكل.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  رأي المفسرين في القراءات
					 الاكثر قراءة في  رأي المفسرين في القراءات					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة