اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الاذاعة
المؤلف:
د. رياض معسعس
المصدر:
تقنيات الصحافة المسموعة والمرئية
الجزء والصفحة:
ص 29-30-31
20-9-2020
2221
لكن هذه الأصوات كانت سرعان ما تذهب أدراج الرياح بمجرد انبعاثها، ولا تصل إلى مسافات بعيدة، ولم يكن بإمكان أحد أن يتصور أن هذه الأصوات يمكن تسجيلها لتسمع من جديد آلاف المرات، لو أردنا ذلك، فالكتابة وحفظ النصوص وجد الإنسان لها حلا مرضياً ، ولكن الصوت كان يشكل معضلة أكبر من معضلة الكتابة لأنها كانت تحتاج لتكنولوجيا متقدمة جداً كان من الصعب الوصول إليها في عصور سابقة. فكل أمنيات الشعوب التي كانت تصبو إلى تسجيل أصوات انبيائها، وكهنتها ، وشعرائها، وملوكها، ومطربيها، لم تتحقق إلا من حوالي القرن تقريباً. وكانت البداية مع اكتشاف هرتز للموجات الكهرومغناطيسية والتي أخذت اسمه وباتت تسمى بالموجات الهرتزية، وخاصية هذه الموجات أنها تتحرك في الجو بسرعة كبيرة جداً و يمكن أن تحمل بذبذبات صوتية يمكن إرسالها واستقبالها على مسافات بعيدة بحسب نوع هذه الموجات أكانت قصيرة، أم متوسطة، أم طويلة، عن طريق أجهزة معينة. وكان الاستخدام الأول لهذا الاكتشاف هو رموز مورس، أي التلغراف الذي كان يستخدم من قبل جيوش العالم بأسرها مع منتصف القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين.
استطاع ماركوني فيما بعد يفضل هذا الاكتشاف إرسال الرسائل المرموزة (مورس) عبر المحيط الأطلسي لتكون بداية انطلاق فكرة الراديو. أما آلة تسجيل الصوت فقد تمكن توماس أديسون من اختراع آلة الغراموفون، والتي بفضلها بات بإمكان الإنسان أن يسجل الصوت ويحتفظ به في مكتبة صوتية يعود إليها متى أراد ليسمعه ثانية، تماماً مثلما استطاع بالأمس أن يدون أفكاره والأحداث التي يمر بها عبر الكتابة والاحتفاظ بها في مكتبات يمكن مراجعتها في أي وقت. ومع اكتشاف هرتز للموجات الهرتزية تمت ولادة أهم وسيلة اتصال سمعية : الإذاعة.
وهذه الوسيلة الجديدة المعتمدة على حاسة السمع كان لابد وأن تأخذ بكل خواص حاسة السمع وكذلك خواص الرسالة الشفهية وكل علوم فنون الصوت. وهذه الوسيلة الإعلامية الجديدة باتت الأكثر جماهيرية لأن رسائلها يمكن أن تصل إلى ملايين الناس بنفس اللحظة. وقد حققت خلال النصف الأول من القرن العشرين نجاحاً منقطع النظير وخاصة في المجال الإخباري، فبات للنشرات أوقات محددة تبث فيها، كما تطور بناء النشرات الإخبارية حتى أصبح فناً قائماً بذاته من حيث التحرير والتقديم والإلقاء، بل إن الصوت وعبر هذه الوسيلة أصبح لغة مركبة تحاكي السمع ويمكن تركيبها مسبقاً وبثها لاحقاً تماماً كالنص المكتوب. فيمكن أن تضع صوت شاعر على خلفية موسيقية، أو تضيف صوت صهيل الجياد ، وقعقعة السلاح على حكاية تاريخية، ويمكن أيضاً أن نضيف مؤثرات صوتية خاصة فتخرج قطعة تمثيلية تجعلك تعيش الحدث وتتصوره عبر حاسة السمع. بمعنى آخر صار بمقدور الإنسان أن يجمع صوتا الى صوت آخر ويجعل من مجموعة من الأصوات لغة خاصة تحكي رواية بأكملها، وتعطي معنى معيناً جديداً ، دون أن يكون لحاسة البصر أي وظيفة فيها.
كما أن الصوت ولو كان منعزلا يمكن أن يوحي للمستمع بشيء آخر يلازمه عادة. فإذا سمعت صوت النورس مثلا فإنك لا تتخيل فقط طائر النورس بل تتصور البحر أيضاً لأن البحر والنورس متلازمان. وهذا ما جعل للأصوات لغة خاصة بها وفناً يميزها لتحاكي حاسة السمع والخيال.