1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

الصعاليك

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي

الجزء والصفحة:  ص375-386

1-04-2015

7395

الصعلوك في اللغة الفقير الذي لا يملك من المال ما يعينه على أعباء الحياة، ولم تقف هذه اللفظة في الجاهلية عند دلالتها اللغوية الخالصة؛ فقد أخذت تدل على من يتجردون للغارات وقطع الطرق(1). ويمكن أن نميز فيهم ثلاث مجموعات: مجموعة من الخلعاء الشذاذ الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جرائرهم مثل حاجز الأزدي وقيس بن الحدادية وأبي الطحان القيني. ومجموعة من أبناء الحبشيات السود، ممن نبذهم آباؤهم ولم يلحقوهم بهم لعار ولادتهم مثل السليك بن السلكة وتأبط شرًّا والشَّنْفَرى، وكانوا يشركون أمهاتهم في سوادهم فسموا هم وأضرابهم باسم أغربة العرب. ومجموعة ثالثة لم تكن من الخلعاء ولا أبناء الإماء الحبشيات؛ غير أنها احترفت الصعلكة احترافًا، وحينئذ قد تكون أفرادًا مثل عروة بن الورد العبسي، وقد تكون قبيلة برمتها مثل قبيلتي هذيل وفهم اللتين كانتا تنزلان بالقرب من مكة والطائف على التوالي.

وتتردد في أشعارهم جميعًا صيحات الفقر والجوع، كما تموج أنفسهم بثورة عارمة على الأغنياء الأشحاء، ويمتازون بالشجاعة والصبر عند البأس وشدة المراس والمضاء وسرعة العدو؛ حتى ليسمون بالعدائين، وحتى لتضرب الأمثال بهم في شدة العدو؛ فيقال: "أعدى من السليك" و"أعدى من الشنفرى"، وتُروى عنهم أقاصيص كثيرة في هذا الجانب؛ من ذلك ما يقال عن تأبط شرًّا من أنه "كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة؛ فكان ينظر إلى الظباء، فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه، فلا يفوته، حتى يأخذه فيذبحه بسيفه، ثم يشويه فيأكله(2)". وكما كانوا يحسنون العدو كان كثير منهم يحسن ركوب الخيل والإغارة عليها، ويقال: إنه كان للسليك فرس يسمى النّحَّام(3)، وللشنفرى فرس يسمى اليَحْمُوم(4)، أما اسم فرس عروة بن الورد فقَرْمَل(5) وكانوا يغيرون أحيانًا فرادى وأحيانًا في جماعات.

وكانت أكثر المناطق التي يغيرون عليها مناطق الخصب، وكانوا يرصدون طرق القوافل التجارية وقوافل الحجاج القاصدة إلى مكة، ومعنى ذلك أنهم كانوا ينتشرون حولها في جبال السراة كما كانوا ينتشرون بالقرب من الطائف والمدينة وأطراف اليمن الشمالية؛ ففي كل هذه الجهات يكثر هؤلاء الذؤبان من قطاع الطرق وقراصنة الصحراء. وهم في أشعارهم يتغنون بمغامراتهم ونراهم في أثناء ذلك يتمدحون بالكرم كما نرى فيهم كثيرًا من البر بالأقارب والأهل، وأيضًا فإننا نحس عندهم غير قليل من الترفع والشعور بالكرامة في الحياة، ويصور لنا ذلك أبو خراش الهذلي فيقول(6):

وَإِنّي لَأُثوي الجوعَ حَتّى يَمَلَّني فَيَذهَبَ لَم يَدنَس ثِيابي وَلا جِرمي(7)

وَأَغتَبِق الماءَ القَراحَ فَأَنتَهي إِذا الزادَ أَمسى لِلمُزَلَّجِ ذا طَعمِ(8)

أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ قَد تَعلَمينَهُ وَأوثِرُ غَيري مِن عِيالِكِ بِالطُعمِ

مَخافَةَ أَن أَحيا بِرَغمٍ وَذِلَّةٍ وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ عَلى رَغمِ

فهو يفتخر لزوجه بأنه يصبر على الجوع؛ حتى ينكشف عنه، دون أن يلحقه فيه ضيم، وإنه ليكفيه الماء القراح؛ بينما يتخمم من حوله أشحاء النفوس بالطعام، أما هو فحتى إن وجد الطعام آثر به عياله وأولاده. وكل ذلك يصنعه حتى لا يوصم بعار الذل. وسنرى عما قليل عروة بن الورد يعبِّر عن مثالية خلقية رفيعة لا تقل جمالًا عن مثالية عنترة. وكأنما تحولت الصعلكة في أواخر العصر الجاهلي إلى نظام يشبه نظام الفروسية، وهي حقًّا تقوم على السلب والنهب؛ ولكنهم كانوا لا يسلبون ولا ينهبون سيدًا كريمًا، واقرأ في صعاليك هذيل من مثل أبي كبير والأعلم وفي السليك وتأبط شرًّا وغيرهم؛ فستجد للصعلوك مثاليته في الحياة أو على الأقل ستجد من بينهم من يصورون مستوى خلقيًّا رفيعًا من البر، وإن كان ذلك لا يمنع من أن فريقًا منهم عاش سفاحًا لا يرعى عهدًا ولا ذمة. ونقف قليلًا عند أكثرهم دورانًا على الألسنة، وهم تأبط شرًّا والشنفرى وعروة بن الورد.

أما تأبط شرًّا فمن قبيلة فهم واسمه ثابت(9) بن جابر بن سفيان ويعد في أغربة العرب؛ إذ كان ابن أمة حبشية سوداء، فورث عنها سوادها، وقيل: بل أمة حرة من فهم تسمى أميمة. واختلف القدماء في تعليل لقبه "تأبط شرًّا" فقيل: لقبته به أمه إذ تأبط سيفًا وخرج؛ فلما سئلت عنه قالت: تأبط شرًّا ومضى لوجهه، وقيل: بل سمته -أو لقبته- بذلك لأنها رأته يتأبط جرابًا مليئًا بالأفاعي.

وربما كانت قبيلته هي التي لقبته بهذا اللقب لكثرة ما كان يرتكب من جنايات وجرائر، أي أنه يحمل دائمًا في أطوائه شرًّا يريد أن ينفذه. ويظهر أن أباه مات وهو صغير؛ فتزوجت أمه بأبي كبير الهذلي، وكان صعلوكًا كبيرًا، فخرجه على شاكلته، وربما كان لسواده وتعيير عشيرته له به، وبأنه ابن أمة أثر في تصعلكه، وكان يرافق الشَّنْفَرى في كثير من غاراته كما كان يرافقهما صعلوك آخر يسمى عمرو بن براق. وليس له ديوان شعر مطبوع؛ غير أن له أشعارًا كثيرة منثورة في كتب الأدب، وتُرْوَى له مغامرات كثيرة؛ غير أنها مطبوعة بطابع القصص الشعبي، مما أتاح للانتحال أن يلعب دورًا واسعًا فيما نسب إليه من أشعار؛ فمن ذلك لاميته التي أنشدها أبو تمام في حماسته يرثي بها خاله والتي تستهل بقوله: "إن بالشِّعب الذي دون سَلْعٍ" فقد ذكر بعض الرواة أنها مما نحله إياه خلف الأحمر(10). ويمكن أن نُدْخل في هذا الباب من الانتحال ما يروى له من أشعار يقص علينا فيها لقاءه للجن أو للغول. وقد روى له صاحب المفضليات قصيدة طويلة جعلها فاتحة كتابه، وهو يستهلها بالحديث عن الطيف، ولا يلبث أن يحدثنا عن إحدى غاراته أو مغامراته الفاشلة مع صديقيه الشنفرى وعمرو بن براق على بَجيلة في الطائف؛ إذا أرْصَدُوا لهم كمينًا على ماء أوثقهم؛ غير أنه وصاحبيه دبروا حيلة بارعة، نجوا بها عَدْوًا على الأقدام، ويصور لنا عدوة وشَدَّه السريع حينئذ فيقول:

لَيلَةَ صاحوا وَأَغرَوا بي سِراعَهُمُ بِالعَيكَتَينِ لَدى مَعدى بنِ بَرّاقِ(11)

كَأَنَّما حَثحَثوا حُصًّا قَوادِمُهُ أَو أُمَّ خِشفٍ بِذي شَثٍّ وَطُبّاقِ(12)

لا شَيءَ أَسرَعُ مِنّي لَيسَ ذا عُذَرٍ وَذا جَناحٍ بِجَنبِ الرَيدِ خَفّاقِ(13)

حَتّى نَجَوتُ وَلَمّا يَنزِعوا سَلَبي بِوالِهٍ مِن قَبيضِ الشَدِّ غَيداقِ(14)

وواضح أنه يذكر كيف فات عَدَّائي بجيلة ليلة صاحوا به وأسرعوا من خلفه، هو وصاحبه ابن براق، ويقول: إنهم أثاروه حتى غدا أسرع من الظليم والظبية، وحتى أصبحت الخيل الجياد لا تلحق شأوه؛ بل حتى الطير أصبحت تقصر عن عدوه، وكأنما جن جنونه. ويمضي فيرسم لنا صورة الصعلوك من أمثاله الذي يقدره ويجله، قائلًا:

لَكِنَّما عِوَلي إِن كُنتُ ذا عِوَلٍ عَلى بَصيرٍ بِكَسبِ الحَمدِ سَبّاقِ(15)

سَبّاقِ غاياتٍ مَجدٍ في عَشيرَتِهِ مُرَجِّعِ الصَوتِ هَدًّا بَينَ أَرفاقِ(16)

عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ(71)

حَمّالِ أَلوِيَةٍ شَهّادِ أَندِيَةٍ قَوّالِ مُحكَمَةٍ جَوّابِ آفاقِ(18)

فَذاكَ هَمّي وَغَزوي أَستَغيثُ بِهِ إِذا استَغَثتُ بِضافي الرَأسِ نَعّاقِ(19)

فهو إنما يعوِّل على الصعلوك المثالي الذي يشركه في غزواته والذي يتصف بسبقه إلى المحامد في عشيرته، كما يتصف بجهارة صوته وزعامته بين الرفاق وبضمور جسمه وقوته وصلابته، وجرأته في اقتحام الليالي المظلمة الممطرة؛ حتى إذا كانت الحرب كان المقدم فيها الذي يحمل لواءها، وإذا كانت السلم كان ذا رأي صائب يتردد في مجالس العشيرة وأنديتها. ولا ينسى أن يضيف إلى هذه الخصال خصلة الكرم، ويجعلا حوارًا بينه وبين شخص يعذله على كثرة كرمه وإفراطه فيه؛ حتى إنه لا يبقي على شيء لغده، ويزجره زجرًا شديدًا، يقول:

بل مَن لِعَذّالَةٍ خَذّالَةٍ أَشِبٍ حَرَّقَ بِاللَومِ جِلدي أَيَّ تِحراقِ(20)

يَقولُ أَهلَكتَ مالًا لَو قَنِعتَ بِهِ مِن ثَوبِ صِدقٍ وَمِن بَزٍّ وَأَعلاقِ(21)

عاذِلَتي إِنَّ بَعضَ اللَومِ مَعنَفَةٌ وَهَل مَتاعٌ وَإٍن أَبقَيتُهُ باقِ(22)

ولعل في هذه الأبيات وما سبقها ما يدل في وضوح على أن الصعلوك الذي كان يقطع الطريق في الجاهلية كانت تنعكس عليه أحيانًا صفات الفروسية وما بعثت لعصره من سمو في الأخلاق. وما زال تأبط شرًّا يقوم بمغامراته حتى قتل في إحدى غاراته بمنازل هذيل.

أما الشنفرى، فكان من عشيرة الإواس(23) بن الحجر الأزدية اليمنية، فهو قحطاني النسب، ويدل اسمه -ومعناه الغليظ الشفاه(24)- أن دماء حبشية كانت تجري فيه من قبل أمه؛ فهي أمة حبشية، وقد ورث عنها سوادها؛ ولذلك عد في أغربة العرب. ولا نراه ينشأ في قبيلة الأزد، إنما ينشأ في قبيلة فَهْم، ويضطرب الرواة في سبب نزوله مع أمه وأخ له بها، وربما كان أقرب ما يروونه من ذلك أن قبيلته قتلت أباه، فتحولت أمه عنها إلى بني فهم، ومما يرجح ذلك أننا نجده يخص بغزواته بن سلامان الأزديين معلنًا في أشعاره أنه يقتص لنفسه منهم. ويقال إن الذي روضه على الصعلكة وقطع الطرق تأبط شرًّا؛ فكان يغير معه، حتى صار لا يُقام لسبيله(25). وما زال يغير على الأزد، وينكل بها، حتى قتل، فيما يقص الرواة، تسعة وتسعين، انتقامًا لأبيه، وأخيرًا يرصدون له كمينًا؛ فيقع فيه، ويمثلون به تمثيلًا فظيعًا، يقطعون فيه جسده تقطيعًا، ويرمون به للسباع، ويقال: إن رجلًا عثر بجمجمته، فعقرته، فمات. وبذلك يبلغ قتلاه من الأزد مائة. وخيوط الأسطورة واضحة في مقتل الرجل المكمل للمائة، وتلعب هذه الخيوط في أخباره جميعًا كما تلعب في أخبار تأبط شرًّا رفيقه.

وللشنفرى ديوان شعر صغير طبع في لجنة التأليف والترجمة والنشر بمجموعة الطرائف الأدبية، ومما اشتهر له لامية العرب، وهي مما نُحل عليه؛ فقد نص الرواة على أنها من صنع خلف الأحمر(26)، وقد أحكم صناعتها وساق فيها اسم موضع في جنوبي اليمن هو إحاظة ليدل على أن قائلها كان يتجول في هذه الأنحاء، وحتى يكون ذلك أدعى إلى تصديقها والثقة بها. وهي تصور تصويرًا حيًّا حياة الصعلوك الجاهلي وروحه البدوية الوحشية. وبجانب هذه القصيدة المنتحلة نجد له قصيدته التائية الطويلة التي رواها المفضل في مفضلياته، ثم مجموعة من المقطوعات. ويبدو في أشعاره على شاكلة تأبط شرًّا هزيلًا نحيلًا يلبس ثيابًا بالية ونعالًا ممزقة. ولو لم يصلنا إلا تائيته لكان ذلك كافيًا في تصور حياته ومغامراته، وقد سبق أن تمثلنا بأبيات منها في وصف زوجته أميمة نعتها فيها بأخلاقية مثالية ممتازة، ثم مضى يصف غارة أغارها على بني سلامان في جمع من رفاقه الصعاليك وعلى رأسهم تأبط شرًّا، ونراه في مستهل وصفه يحدثنا أنه كان يقودهم ويعرفنا بالطريق الذي سلكوه، وأنهم كانوا راجلين، يقتحمون الصعاب؛ غير هيابين ولا وجلين، يقول:

وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ(27)

خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي(28)

أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني لِأَنكِيَ قَومًا أَو أُصادِفَ حُمَّتي(29)

أُمَشّي عَلى أَينِ الغَزاةِ وَبُعدَها يُقَرَّبُني مِنها رَواحي وَغُدوَتي(30)

وهو يعترف في البيت الأول بأنهم قد يرجعون خائبين أو مهزومين من غارتهم أو غزوتهم، ولكن ذلك لا يردهم عن الغزو؛ بل يدفعهم دفعًا إليه، فهم لا يتهيبون الموت ولا وعثاء الطريق. ويصور لنا كيف كان تأبط شرًّا يحمل زادهم ويقتر عليهم في الطعام خيفة أن تطول الغزاة بهم فيموتوا جوعًا، ويقص علينا ذلك في مداعبة طريفة له، إذ يدعوه أمهم، وهو وأصحابه عيالها، يقول:

وَأُمُّ عِيالٍ قَد شَهِدتُ تَقوتُهُم إِذا أَطعَمَتهُم أَوتَحَت وَأَقَلَّتِ(31)

تَخافُ عَلَينا العَيلَ إِن هِيَ أَكثَرَت وَنَحنُ جِياعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ(32)

مُصَعِلكَةٌ لا يَقصُرُ السِترُ دونَها وَلا تُرتَجى لِلبَيتِ إِن لَم تُبَيَّتِ(33)

لَها وَفضَةٌ مِنها ثَلاثونَ سَيحَفًا إِذا آنَسَت أولى العَدِيَّ اقشَعَرَّتِ(34)

وَتَأتي العَدِيَّ بارِزًا نِصفُ ساقِها تَجولُ كَعَيرِ العانَةِ المُتَلَفَّتِ(35)

إِذا فَزِعوا طارَت بِأَبيَضَ صارِمٍ َرامَت بِما في جَفرِها ثُمَّ سَلَّتِ(36)

حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ(37)

تَراها كَأَذنابِ الحَسيلِ صَوادِرًا وَقَد نَهِلَت مِنَ الدِماءِ وَعَلَّتِ(38)

وواضح أنه ينتقل من تصور شح هذه الأم بالطعام إلى بيان أنها ليست أمًّا حقيقية؛ فهي صعاليك، لا تتخذ ولا تبيت في الخيام، ولها جعبة سهام، تناضل بها عن أصحابها حين يفجؤهم بعض الأعداء. وما تزال ترعاهم رعاية حمار الوحش لأتنه؛ حتى إذا دهمهم غزاة أو مغيرون بادرت إلى سهامها، ثم نازلتهم هي ومن معها بسيوفهم القاطعة اللامعة التي تنهل من دمائهم وتعل، فترى وكأنها أذناب الحسيل، وهي أولاد البقر المستأنسة. ووقف لايل في ترجمته للمفضليات عند هذا التشبيه واتخذ منه دليلًا على أصل الشنفرى وأنه يمني حقًّا، لأن البقر المستأنس كما يقول: لم يعرف عند العرب قديمًا إلا في بلاد اليمن(39).

ونمضي مع الشنفرى في القصيدة فإذا هو يحدثنا عن أهداف غارته وأنه كان يقصد بها بني سلامان، حتى يأخذ بثأره لأبيه ويشفي حقده وغليله، يقول:

جَزَينا سَلامانَ بنَ مُفرِجَ قَرضَها بِما قَدَّمَت أَيديهِمُ وَأَزَلَّتِ(40)

وَهُنّئَ بي قَومٌ وَما إِن هَنَأتُهُم وَأَصبَحتُ في قَومٍ وَلَيسوا بِمُنيَتي(41)

شَفَينا بِعَبدِ اللَهِ بَعضَ غَليلِنا وَعَوفٍ لَدى المَعدى أَوانَ اِستَهَلَّتِ(42)

وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ(43)

وهو يصرح بأنه جزى بني سلامان بما قدمت أيديهم، ويأسى أن يكونوا قومه ولا ينتفعوا به وببأسه، وأن يقعد لهم ويقعدوا له، لما بينه وبينهم من ثأر قديم، ويحدثنا أنه شفى بعض غليله بقتله لرجلين منهم، هما عبد الله وعوف، ويقول: إنه حلو لأصدقائه مر على أعدائه كأنه الحنظل. وهكذا كانت حياته غارات ومغامرات، حتى أصاب أعداؤه منه مقتلًا فقتلوه.

وثالث صعاليك الجاهلية المشهورين عروة بن الورد العبسي(44)، وكان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم، ومن ثم كان له دور بارز في حرب داحس والغبراء(45) أما أمه فكانت من نهد من قضاعة، وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ولا خطر، فآذى ذلك نفسه؛ إذ أحس في أعماقه من قبلها بعار لا يمحى، يقول(46):

وما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ سِوى أَنَّ أَخوالي إِذا نُسِبوا نَهدُ

فهي عاره، الذي حلت البلية عليه منه، والذي دفعه دفعًا إلى الثورة على الأغنياء، وهي ثورة كانت مهذبة، إذا لم يتحول إلى سافك دماء ولا إلى متشرد يرود مجاهل الصحراء؛ فقبيلته لم تخلعه، بل ظل ينزل فيها مرموق الجانب لسيرة كانت تروع معاصريه ومن جاءوا بعدهم، إذ اتخذ من صعلكته بابًا من أبواب المروءة والتعاون الاجتماعي بينه وبين فقراء قبيلته وضعفائها، ومن أجل ذلك لقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم وضاقت بهم الدنيا. وفي الأغاني "كان عروة بن الورد؛ إذا أصابت الناس سنة -أزمة جدب- شديدة وتركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة، ثم يحفر لهم الأسراب، ويكنف عليهم الكنف -الحظائر- ويكسبهم. ومن قوي منهم -إما مريض يبرأ من مرضه أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيبًا. حتى إذا أخصب الناس وألْبَنُوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله، وقسم له نصيبه من غنيمة إن كانوا غنموها؛ فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى؛ فلذلك سمي عروة الصعاليك(47)". وفي خبر آخر أن عبسًا كانت إذا أجدبت أتى ناس منها ممن أصابهم جوع شديد وبؤس فجلسوا أمام بيت عروة؛ حتى إذا أبصَروُا به صرخوا، وقالوا: أيا أبا الصعاليك أغثنا؛ فكان يرق لهم ويخرج بهم فيصيب معاشهم(48).

وعروة بذلك كله يعبر عن نفس كبيرة، فهو لا يغزو للغزو والنهب والسلب كالشنفرى وتأبط شرًّا، وإنما يغزو ليعين الهُلَّاك والفقراء والمرضى والمستضعفين من قبيلته، والطريف أنه لم يغير على كريم يبذل ماله للناس بل كان يتخير.

لغارته من عَرفوا بالشح والبخل ومن لا يمدون يد العون للمحتاج في قبائلهم، فلا يرعون ضعفًا ولا قرابة ولا حقًّا من حقوق أقوامهم(49)؛ وبذلك كله تصبح الصعلكة عنده ضربًا من ضروب النبل الخلقي، وكأنها أصبحت صنوًا للفروسية؛ بل لعلها تتقدمها في هذه الناحية من التضامن الاجتماعي بين الصعلوك والمعوزين في قبيلته. وبلغ عروة من ذلك أنه كان لا يؤثر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه؛ فلهم مثل حظه غزوا معه أو قعد بهم المرض والضعف. وهو يضرب بذلك مثلًا رفيعًا في الرحمة والشفقة والبذل والإيثار.

ولعروة ديوان برواية ابن السكيت، طبع مرارًا، في جونتجن والجزائر والقاهرة وبيروت، وتردد أشعاره فيه هذه المعاني الكريمة التي قدمناها، وهي معان جعلت معاصريه ومن جاءوا بعدهم يعجبون به إعجابًا شديدًا، فقد كانت قبيلته تأتم به في خلاله وخصاله، وكان معاوية يقول: "لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم(50)" أما عبد الملك بن مروان فكان يقول: "من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد(51)" وكان يقول أيضًا: "ما يسرُّني أن أحدًا من العرب ولدني ممن لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:

إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائكَ واحِدُ(52)

أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ

أُفَرِّقُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ(53)

وعروة يعبر عن معنى إنساني رفيع؛ إذ تعرض له بعض أصحابه يعيبه بأنه مُضنى هزيل شاحب اللون، فقال له: إنني يشركني كثيرون من العفاة والسائلين ذوي الحاجة في إنائي أو طعامي، أما أنت فلا يشركك أحد؛ ولذلك سمنت أما أنا فأصبحت ضامرًا نحيلًا، وما شحوب وجهي إلا أثر من آثار نهوضي بحقوق هؤلاء المحتاجين والمعوزين؛ فلست أنا الخليق بالهزؤ والسخرية، إنما الخليق بذلك السمين البطين. وما لبث أن قال: إنه يقسم طعامه بينه وبين الفقراء أو بعبارة أدق يقسم جسمه في جسومهم؛ بل كثيرًا ما يؤثرهم على نفسه بكل طعامه مع جوعه ومسغبته مكتفيًا بشرب الماء البارد، على حين يعصف الشتاء بزمهريره. والذي لا ريب فيه أنه طمح إلى مثل نبيل في البر والإيثار ودفع غوائل البؤس والشقاء عن البؤساء والضعفاء. ونحن نقف عند قصيدة أنشدها له الأصمعي في أصمعياته(54)، وهي بذلك من أوثق شعره وأصدقه. وهو يستهلها بتوجيه الخطاب إلى امرأته سلمى التي تلومه على كثرة مخاطراته ومغامراته في الغزوات والغازات، وقد رد عليها بأنه يبغي حسن الأحدوثة وبقاءها، وأنه إنما يرمي بنفسه في المهالك من أجلها، حتى يغنيها، وحتى لا تشعر بالحاجة من بعده أو بالذل والهوان، وهي تماريه شفقة عليه:

تَقولُ لَكَ الوَيلاتُ هَل أَنتَ تارِكٌ ضُبُوًّا بِرَجلٍ تارَةً وَبِمِنسَرِ(55)

فهي تقول له: إنك لن تنتهي عن غاراتك بالصعاليك من الراجلين تارة ومن الفرسان تارة ثانية، وحري بك أن تكف عن ذلك؛ حتى لا تلقى حتفك ويرد عليها:

أَبى الخَفضَ مَن يَغشاكِ مِن ذي قَرابَةٍ وَمِن كُلِّ سَوداءِ المَعاصِمِ تَعتَري(56)

وَمُستَهنِئٍ زَيدٌ أَبوهُ فَلا أَرى لَهُ مَدفَعًا فَاقني حَياءَكِ وَاِصبِري(57)

فهو لا يستطيع القعود عن الغزو كما تريد زوجه؛ لما عليه من واجبات وحقوق لأقربائه المحتاجين من قبيلته، ونسائها المعوزات، والعُفاة، طلاب العطاء من الضعفاء؛ فهو إنما يغزو من أجل الوفاء بحقوق هؤلاء جميعًا. ويعرض عليها صورتين للصعلوك، صورة رديئة، وصورة جيدة، أما الصورة الأولى ففيها يتراءى الصعلوك خاملًا، حسبه أن ينال أكلة من فتات مائدة، لا يهمه أهله ولا عياله

ولا قوتهم، يقول:

لَحى اللَهُ صُعلوكًا إِذا جَنَّ لَيلُهُ مضى في المُشاشِ آلِفًا كُلَّ مَجزَرِ(58)

يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ(59)

يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ قاعِدًا يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ(60)

يُعينُ نِساءَ الحَيِّ ما يَستَعِنُّهُ وَيُمسي طَليحًا كَالبَعيرِ المُحَسَّرِ(61)

وواضح أنه ينعته بأنه ضعيف الهمة؛ فحسبه لقمة تشبعه، مما يتساقط من فضلات الموسرين، وإنه لينام ملء جفونه فليس هناك ما يشغله، وحتى هو في النهار ليس هناك ما يعمله سوى خدمة النساء؛ فهو ذليل مهين يعيش عالة على مجتمعه. ومثل هذا الصعلوك جدير بكل ملامة، لأنه يَحْيَا حياة وضيعة، أما الصعلوك الآخر الشريف فهو جدير بكل ثناء وتشجيع من الزوجة وغير الزوجة، يقول في وصفه:

وَلله صُعلوكٌ صَحيفةُ وَجهِهِ كَضَوءِ شِهابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ(62)

مُطِلًّا عَلى أَعدائِهِ يَزجُرونَهُ بِساحَتِهِم زَجرَ المَنيحِ المُشَهَّرِ(63)

وإن بَعُدوا لا يَأمَنونَ اِقتِرابَهُ تَشَوُّفَ أَهلَ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ(64)

فَذلِكَ إِن يَلقَ المَنِيَّةَ يَلقَها حَميدًا وَإِن يَستَغنِ يَومًا فَأَجدِرِ

فهذا هو الصعلوك الذي يعجب به عروة، صعلوك وجهه مشرق بأعماله المجيدة، لا يزال يطل على أعدائه ويشرف عليهم؛ فيظفر منهم بكل ما يريد، رغم صياحهم به وزجرهم له. وهم مهما بعدوا لا يأمنون غزوه؛ بل إنهم لينتظرونه انتظار أهل الغائب له، علمًا منهم بأنه لا بد راجع إليهم، ومصيب منهم. ويقول: إن مثل هذا الصعلوك المغامر الجريء، إن يمت تظل ذكراه خالدة لمحامده ومناقبه. ويمضي فيحدثنا عن غزواته وغاياتها؛ يقول:

أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وَزَيدٌ وَلَم أَقُم عَلى نُدَبٍ يَومًا وَلي نَفسُ مُخطِرِ(65)

سَتُفزِعُ بَعدَ اليَأسِ مَن لا يَخافُنا كَواسِعُ في أُخرى السَوامَ المُنَفَّرِ(66)

نُطاعِنُ عَنها أَوَّلَ القَومِ بِالقَنا وَبيضٍ خِفافٍ ذاتِ لَونٍ مُشَهَّرِ(67)

وَيَومًا عَلى غَاراتِ نَجدٍ وأَهلِه وَيَومًا بِأَرضٍ ذاتِ شَثٍّ وَعَرعَرِ(68)

يُريحُ عَلَيَّ اللَيلُ أَضيافَ ماجِدٍ كَريمٍ وَمالي سارِحًا مالُ مُقتَرِ(69)

وهو في أول هذه الأبيات يستنكر أن تهلك عشيرتي معتم وزيد، وهو قاعد في الحي، لا يخاطر بنفسه من أجلها فذلك عار ما بعده عار. لقد خلق لرعاية الضعفاء والهلَّاك من قبيلته، وهو لذلك لا بد مقتحم مع رفاقه من الصعاليك الفرسان حِمَى بعض القبائل ليسوقوا منها ما يشاءون من الإبل السائمة، وهم يهجمون تارة في الحجاز وتارة في نجد. وكل ذلك حتى يغنم ما يقدمه لضيفانه، وكم يغنم! إلا أنه لا يُبْقِي على شيء في يده، فماله مال مقتر أو فقير مقل.

والحق أن عروة كان صعلوكًا شريفًا، وأنه استطاع أن يرفع الصعلكة وأن يجعلها ضربًا من ضروب السيادة والمروءة؛ إذ كان يستشعر في قوة فكرة التضامن الاجتماعي وما يطوى فيها من إيثار وبر بالفقراء، فهو لا يسعى لنفسه فحسب، وإنما يسعى قبل كل شيء للمعوزين من عشيرته حتى يدفع عنهم كل ما يجدون من بؤس وشقاء.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- راجع بحثًا في الشعراء الصعاليك ليوسف خليف "طبع دار المعارف".

2- الأغاني: 18/ 21

3- ذيل الأمالي للقالي ص 188.

4-  ديوانه المطبوع في لجنة التأليف والترجمة والنشر: ص40.

5- ديوانه "طبع الجزائر": ص120.

6- ديوان الهذليين: طبعة دار الكتب المصرية: 2/ 127 والأغاني: 21/ 42.

7- أثوي: أطيل حبسه.

8- أغتبق: أشرب عشاء. القراح: الصافي. المزلج: البخيل.

9- انظر ترجمته في الأغاني: 18/ 209 والشعر الشعراء: 1/ 271 وشرح شواهد المغني للسيوطي: ص19، 43 والخزانة: 1/ 66.

10- انظر تعليق التبريزي على القصيدة في شرحه لديوان الحماسة.

11- العيكتان: موضع. معدى: عدو.

12- حثحثوا: حركوا وأثاروا. القوادم: ما يلي الرأس من ريش الجناحين. الحص: جمع أحص وهو ما تناثر ريشه وتكسر لسرعته. يريد بذلك الظليم. الحشف: ولد الظبية. الشث والطباق: من نباتات الصحراء.

13- ذا العذر: الفرس. والعذر: ما أقبل من شعر الناصية على الوجه. وذا جناح: يريد الطير. الريد حرف الجبل.

14- السلب: ما يسلب في الحرب. الواله: ذاهب العقل. القبيض: السريع. الشد: العدو: غيداق: واسع.

15- العول: الاستغاثة وأصله رفع الصوت كالعويل.

16- مرجع الصوت: يصيح آمرًا ناهيًا. أرفاق: رفاق: الهد: الصوت الغليظ.

17- عاري الظنابيب: خفيف اللحم. وأصل الظنبوب عظم الساق. النواشر: عروق ظاهر الذراع. ممتد النواشر كناية عن طول الذراع واكتمال الخلق: الأدهم: الليل. واهي الماء: مطره شديد. غساق: شديد الظلمة.

18- المحكمة: الكلمة الفاصلة.

19- غزوي هنا: مقصدي. ضافي الرأس: كثير الشعر لا يتعاهده لكثرة غزوه. نعاق: يكثر من الصياح.

20- العذالة: كثير العذل. الخذالة: كثير الخذلان لصاحبه. أشب: معترض. يريد من يعينني على هذا العذالة.

21- ثوب صدق: ضد ثوب سوء. البز: الثياب والسلاح. الأعلاق: كرائم المال.

22- معنفة: عنف.

23- انظر في ترجمة الشنفرى الأغاني "طبع الساسي" 21/ 87. وخزانة الأدب: 2/ 14. وما بعدها وشرح المفضليات لابن الأنباري 195 وما بعدها وذيل الأمالي ص 208 وما بعدها، والشعراء والصعاليك ص328.

24- خزانة الأدب: 2/ 16.

25- شرح المفضليات: ص196 وما بعدها.

26- الأمالي للقالي: "الطبعة الأولى" 1/ 157.

27- باضعة: قاطعة. ويريد بها رفاقه الصعاليك بعثتها: غزوت بها. حمر القسي، يقال: إنها تحمر لقدمها وطول تعرضها للشمس. يشمت: يخيب ويفشل.

28- مشعل والجبا: موضعان. السرية: الجماعة. أنشأت: أظهرت من مكان بعيد.

 

29- لن تضرني: لن يخيفني بها شيء. أنكي العدو: أصيب منه. الحمة: المنية.

30- أمشي: إشارة إلى غزوه على رجليه. أَيْن: تعب.

31- أم عيال هنا: تأبط شرًّا. تقوتهم: تطعمهم. أوتحت: أقلت وقترت.

32- العيل: الفقر وفقد الطعام. أي آل تألت: أي سياسة ساست من آله بمعنى ساسه.

33- مصعلكة بكسر اللام: صاحبة صعاليك، لا يقصر الستر دونها: لا تغطي أمرها.

34- وفضة: جعبة. صيحف: سهم عريض النصل. العدى: العداءون أو الرجالة اقشعرت: تهيأت للقتال.

35- بارزًا نصف ساقها: كناية عن الجد في الأمر. العير: حمار الوحش. العانة: جماعة أتنه الوحشية.

36- فزعوا: دهمهم محاربون وتهيأوا لقتالهم. أبيض صارم: سيف قاطع. الجفر: الجعبة رامت بما فيه أي بسهامه. صلت السيف: شهرته.

37- جراز: قاطع. أقطاع الغدير: قطع الماء فيه. شبه السيف بها في اللمعان والبريق.

38- الحسيل: جمع حسيلة. وهي أولاد البقر. والنهل: الشرب الأول، والعلل الشرب المكرر.

39- راجع ترجمة المفضليات للايل: 2/ 68.

40- أزلت: قدمت.

41- معنى الشطر الأول: أن الأزد يهنئون به وبشجاعته؛ لأنه منهم، وفي الوقت نفسه هو لا يهنئهم لأنهم لا ينتفعون به. وهو يشير في وضوح إلى أنه ينزل في بني فهم وليس منهم.

42- الغليل في أصله: حرارة العطش، هو هنا العطش إلى القتل. المعدي: موضع العدو، والمراد ساحة المعركة. أوان استهلت: في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات للحرب.

43- العزوف: المنصرف عن الشيء. استمرت: من المرارة.

44- راجع في ترجمة عروة الأغاني "طبعة دار الكتب": 3/ 73، والشعر والشعراء: 2/ 675. والخزانة: 4/ 194، والشعراء  الصعاليك:ص320.

45- أغاني: 3/ 88.

46- ديوانه: ص157.

47- أغاني: 3/ 78 وما بعدها والشعر والشعراء 2/ 657.

48- أغاني: 3/ 81.

49- أغاني: 3/ 81.

50- أغاني: 3/ 73.

51- أغاني: 3/ 74.

52- العافي: طالب المعروف. ويريد بقوله: "عافي إنائك واحد": أنه يأكل وحده.

53- حساء الماء: شربه شيئًا بعد شيء. القراح: الخالص الذي لا يخالطه لبن ولا غيره.

54- الأصمعيات: "طبع دار المعارف" ص35.

55- ضبوء: غزو. رجل: جمع راجل ضد راكب. المنسر: كمجلس ومنبر: الجماعة من الخيل بين الثلاثين والأربعين.

56- الخفض: الدعة ولين العيش: ويريد بسوداء المعاصم التي أجهدها الجوع والهزال. تعتري: تغشى.

57- مستهنئ: طالب للهنء وهو العطاء، وزيد من أجداد عروة يريد أنه قريبه. اقني حياءك: صونيه واحفظيه.

58- لحى: قبّح ولعن. المشاش: رءوس العظام اللينة. المجزر: موضع الجزر.

59- قراها: طعامها. ميسر: غني كثرت إبله.

60- يحث: يحرك.

61- الطليح: المعيي ومثله المحسر.

62- صحيفة الوجه: بشرته. الشهاب شعلة ساطعة من النار. القابس: الذي يقبس النار أو يأخذها. المتنور: المضيء.

63- مطلًا: مشرفًا. يزجرونه: يصيحون به كما يزجر القدح إذا ضرب. المنيح: قدح سريع الخروج والفوز. المشهر: المشهور.

64- تشوف: تطلع. المتنظر: المنتظر قدومه.

65- معتم وزيد: بطنان من عبس. ندب: خطر.

66- كواسع: خيل تطرد إبلًا وتكسعها. السوام: الإبل السائمة أخرى: آخر. المنفر: المذعور.

67- بيض: سيوف. وفي البيت إقواء. ورواية الديوان: ذات لون مشهر ولو صحت لم يكن في البيت إقواء.

68- الشث والعرعر: من أشجار البادية.

69- يريح: يرد. ويقصد بالماجد الكريم نفسه، كما يقصد بماله إبله. سارحًا: سائمًا في المرعى. مقتر: فقير مقل.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي