1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : قضايا لغوية أخرى :

فصائل اللغات (بعض ما تختلف فيه الفصيلتان السامية, والهندية - الأوربية)

المؤلف:  د. علي عبد الواحد

المصدر:  علم اللغة

الجزء والصفحة:  ص217- 225

22-4-2019

1563

 

بعض ما تختلف فيه الفصيلتان السامية, والهندية - الأوربية
تمتاز كلٌّ من هاتين الفصيلتين عن الأخرى بخواص كثيرة, من أهمها ما يلي(1):
1
- تتألف أصول الكلمات، في اللغات السامية في الغالب من ثلاثة أصوات ساكنة (أحرف ساكنة(2)) مختلفة؛ ففي اللغة العربية مثلًا ترجع جميع الكلمات التي فيها معنى القتل، إلى أصل ثلاثي مؤلف من ثلاث أصوات ساكنة مختلفة هي قْ تْ لْ.
ولا يشذ عن هذه القاعدة إلّا بعض الحروف والضمائر وبعض أسماء الشرط والموصول, وقليل من أسماء الذوات "يد، دم" ومن الأفعال "قال، وعد، تم، رد(3)".
وهذه الأصول لا توجد مستقلة في اللغات السامية؛ فالأصل الدال على معنى القتل في اللغة العربية مثلًا وهو قْ تْ لْ لا يوجد مستقلًّا في هذه اللغة، بل لا يمكن النطق به.

ص217

والأصوات التي يتألف منها أصل ما توجد مرتبة، حسب ترتيبها في هذا الأصل، في جميع الكلمات المشتملة على معناه العام؛ فالأصوات الثلاثة ق ت ل، التي يتألف منها الأصل الدال على معنى القتل، توجد مرتبة بالشكل السابق في جميع الكلمات المشتملة على هذا المعنى: قتل قاتل، قتال، قتيل..إلخ.
واشتمال الكلمة على أصوات أصل ما لا يدل على أكثر من تضمنها للمعنى العام لهذا الأصل.
أما ما عدا المعنى العام فيشار إليه بأصوات مد طويلة "ألف، ياء، واو..إلخ", أو قصيرة "فتحة، كسرة، ضمة" تلحق جميع أصوات الأصل أو بعضها. فنوع الكلمة "كونها اسمًا أو فعلًا أو حرفًا، اسم فاعل أو اسم مفعول. متعدية أو لازمة، مفردة أو مثنى أو جمعًا.. إلخ", وزمنها: "حدث معناها في الماضي, أو يحدث في الحال, أو في الاستقبال" ووظيفتها في الجملة "كونها فاعلًا أو مفعولًا أو مضافًا إليه أو حالًا أو تمييزًا..إلخ"، كل ذلك وما إليه تدل عليه في اللغات السامية أصوات مدة طويلة أو قصيرة تلحق جميع أصوات الأصل أو بعضها. وأصوات المد الطويلة هي التي يرمز إليها في الكتابة العربية بحروف اللين الثلاثة "الألف والياء والواو" والقصيرة هي التي يرمز إليها بالفتحة والكسرة والضمة, فبضم القاف وكسر التاء وفتح اللام في "قتل المجرم" مثلًا تدل الكلمة على فعل قتل حدث في زمنٍ مضى, ومسند للمفعول, وبمد القاف بالألف وكسر التاء وإبقاء اللام ساكنة في "قاتلْ الذي يقاتلك"، تدل الكلمة على أمر المخاطب بإجراء القتل في صورة متبادلة مع غيره. وبفتح القاف ومد التاء بالياء وكسر اللام في "هذا دم القتيل"، تدل الكلمة على شخص وقع عليه القتل ومنسوب إليه "مضاف إليه" شيء آخر, وبفتح القاف وإبقاء التاء ساكنة مد اللام بالألف في "هؤلاء قتلى الحرب" تدل الكلمة على عدة أفراد وقع عليهم القتل.. هلم جرَّا.

ص218

وقد يصحب هذا أحيانًا أصوات جديدة تسبق أصوات الأصل الثلاثة أو تتخللها أو تلحقها للدلالة على معانٍ خاصة في الكلمة, فبزيادة ميم محركة بالفتح قبل أصوات الأصل, ونون ساكنة في نهاية الكلمة, مع إبقاء القاف ساكنة وفتح التاء واللام في "أصاب مقتلًا "مقتلن" تدل الكلمة على عضو نكرة تؤدي إصابته إلى القتل, وقد وقع عليه القتل المعبر عنه في الجملة, وبزيادة ياء مفتوحة قبل أصوات الأصل, وتاء مفتوحة بعد القاف, ونون مفتوحة في آخر الكلمة، مع إبقاء القاف ساكنة وكسر التاء ومد اللام بالواو في "القوم يقتتلون" تدل الكلمة على فعل يحدث في الحال أو في الاستقبال في صورة متبادلة بين طائفتين من الذكور الآدميين.
ومما تقدَّم يتضح أن للأصوات الساكنة -ونعني بها ما عدا أصوات المد- في اللغات السامية أهمية تزيد كثيرًا على أهمية أصوات المد؛ فالمعنى الأساسي للكلمة يشار إليه غالبًا بالأصوات الساكنة, أما أصوات المد فلا تعدو وظيفتها في الغالب تحديد هذا المعنى العام, وتوجيهه وجهات خاصة, هذا إلى أن الأصوات الساكنة تنال في اللغات السامية أكبر قسط من عناية المتكلم، وهي لذلك أوضح في الجرس من أصوات المد وأظهر منها في السمع, وقد سرت أهمية الأصوات الساكنة في الدلالة والنطق إلى الرسم نفسه, فأهم مايعنى الرسم السامي بإظهاره هي الأصوات الساكنة, أما أصوات المد فيغفل بعضها إغفالًا تامًّا، ويشير إلى بعضها بالشكل، ويرسم بعضها رسمًا مضطربًا غير دقيق, وهذا في الرسم الحديث. أما الأشكال القديمة للرسم السامي فكانت تغفل جميع أصوات المد.
أما اللغات الهندية - الأوربية فتختلف عن اللغات السامية - الحامية, فيما يتعلق بأصول الكلمات من أربعة وجوه, أحدها أن أصول الكلمات الهندية - الأوروبية ليست متحدة في عدد أصواتها كما هو شأن الأصول السامية، بل تختلف في ذلك اختلافًا كبيرًا، فمنها الثنائي

ص219

ومنها الثلاثي ومنها الرباعي ... وهلم جرا, وثانيها: أن أصول الكلمات الهندية الأوروبية ليست مؤلفة من أصوات ساكنة فحسب, كما هو شأن الأصول السامية، بل تختلط فيها الأصوات الساكنة باللينة. وثالثها: أن أهمية الأصوات الساكنة لا تزيد في اللغات الهندية - الأوروبية عن أهمية الأصوات اللينة لا في الدلالة ولا في النطق ولا في الرسم, كما هو الشأن في اللغات السامية. ورابعها: أن الأصل الدال على المعنى العام للكلمة هو نفسه بمنزلة كلمة مستقلة يمكن فصلها والنطق بها على حدة(4). وقد يتحقق أحيانًا هذا الفصل في الواقع فيبقى الأصل في الكلمة مجردًا من كل عنصر آخر(5). على أنه في حكم الثابت أن جميع أصول الكلمات الهندية الأوروبية كانت في عصورها الأولى -حينما كانت اللغة غير متصرفة(6)- تستخدم وحدها عارية من كل زيادة(7).
ويشير الأصل في الكلمة الهندية - الأوروبية إلى معناها العام, أما ما عدا ذلك فيشار إليه بالعلامات الآتية(8).
أ- أصوات تلحق الأصل فتدل على نوع الكلمة "كونها اسمًا أو فعلًا أو حرفًا اسم فاعل أو مفعول ... إلخ" وتسمى هذه الأصوات "باللاحقة" suffixe وأصل الكلمة مع لاحقتها يسميان مادة الكلمة Theme.
وقد يتصل بالأصل أكثر من لاحقة واحدة للدلالة على عدة معانٍ في الكلمة من هذا القبيل, وقد تعرو الكلمة من اللواحق، ولكن تجردها منها يشير هو نفسه إلى معنًى خاصٍّ فيها.

ص220

ب- أصوات تأتي عقب اللاحقة, فتختتم بها الكلمة لتعيين وظيفتها في الجملة "كونها فاعلًا أو مفعولًا أو مضافًا إليه.. إلخ" وزمنها "ماضيًا أو مضارعًا ... إلخ" ونوع إسنادها "كونها مسندة إلى المتكلم أو المخاطب أو الغائب ... إلخ" ودلالتها على مذكر أو مؤنث، مفرد أو مثنى أو جمع ... وهلم جرا. وتسمى هذه الأصوات "بالخاتمة"(9) Desinence.
ولا يلحق الأصل أكثر من خاتمة واحدة, وقد تتجرد الكلمة من "الخواتم"، ولكن تجردها يشير هو نفسه إلى معنى خاص فيها, فتجرد الفعل مثلًا من الخاتمة يدل في بعض اللغات الهندية - الأوروبية "ومنها الإنجليزية والفرنسية" على أمر مسند للمفرد المخاطب. Aime Love.
وقد تتجرد الكلمة من اللاحقة والخاتمة, فيبقى الأصل عاريًا من كل زيادة, ولكن تجرده هذا يدل هو نفسه على معنًى خاصٍّ فيه.
جـ- أصوات تسبق الأصل فتلصق بالكلمة في مبدئها للدلالة على معانٍ من نوع المعاني التي تدل عليها الأصوات اللاحقة السابق ذكرها: وتسمى هذه الأصوات "بالسابقة" prefixe
د- أصوات لين طويلة أو قصيرة oi ei eau au ui.. etc a e e e e io w تلحق جميع أصوات الأصل أو بعضها على نحو ما تقدم شرحه في اللغات السامية.
هـ- شكل النطق بمختلف أجزاء الكلمة؛ ففي بعض اللغات الهندية - الأوروبية يتغير معنى الكلمة بتغير طريقة النطق بأجزائها؛ ففي الإنجليزية مثلًا تتردد بعض الكلمات بين الاسمية والفعلية تبعًا لطريقة النطق بها، فإذا ضغط في النطق على جزئها الأول كانت اسمًا, وإذا ضغط على جزئها الأخير كانت فعلًا:
The objict of our book is..
l object against this theory

ص221

و موقع الكلمة في الجملة؛ ففي بعض اللغات الهندية - الأوروبية لا يتميز الفاعل من المفعول إلّا بتقديمه في الجملة Pierrr bat Paul
وتختلف اللغات الهندية - الأوروبية في مبلغ استخدامها لهذه العلامات الست؛ فمن اللغات الهندية - الأوروبية ما يستخدم جميع هذه العلامات، ومنها ما لا يستخدم إلّا بعضًا، ومنها يستخدم بعضها بكثرة ولا يلجأ لبعضها الآخر إلّا نادرًا. وإليك مثلًا العلامات التي سميناها "السابقة" "رقم جـ": فهي لا توجد في كثير من اللغات الهندية - الأوروبية القديمة، على حين أنها تكثر في الحديثة منها؛ كالإنجليزية والفرنسية وما إليهما Understand Comprindre.
2
- لا تكاد توجد في اللغات السامية كلمات تشتمل على أكثر من أصل واحد، على حين أن هذا النوع يكثر في اللغات الهندية - الأوروبية، وبخاصة الحديث منها, وكل كلمة من هذا القبيل تدل على معنًى مركب من معاني الأصول التي تشتمل عليها(10).
3
- ليس للفعل في معظم اللغات السامية إلّا زمنان: فعل انتهى زمنه "ماضٍ"؛ وفعل لم ينته زمنه "مضارع للحال أوالاستقبال وأمر"،(11) على حين أن له في اللغات الهندية - الأوروبية أزمنة كثيرة لكل منها صيغة خاصة: الماضي القريب، الماضي البعيد، الماضي الكامل، الماضي المتصل بالحاضر، المستقبل..إلخ. وقد بلغت هذه الأزمنة في اللغة

ص222

الفرنسية أحد عشر في الجمل الإخبارية وحدها indicatif
Je parle, je parlais, je parlai, jُ ai parle, jُ eu parle, jُ avais parle, jُ ai eu parle, jُavais eu parle, je parlerai, jُ aurai parle, jُ aurai eu parle
4
- يحدث في الغالب تأنيث الاسم والصفة في اللغات السامية والحامية بإضافة تاء إلى المذكر, أما في اللغات الهندية - الأوروبية فللتأنيث طرق أخرى كثيرة، منها تضعيف الحرف الأخير للمذكر "Chat, te; gras se"، ومنها استبدال حرف آخر به Loup, Ve; neuf, ve ومنها استبدال عدد من الأحرف الأخيرة في المؤنث بعدد من الأحرف الأخيرة في المذكر "instituteur, trice, pecheur, cheresse" ومنها مد الحرف الأخير في المذكر "berger, ere; fermier, iere" ومنها زيادة بعض حروف على المذكر tigre, resse, fermier, iere" ومنها زيادة بعض حروف على المذكر tigre, resse, comte tesse0- وقد يلتزم التذكير أو التأنيث لبعض الحيوانات والطيور في الفصيلتين، ويدل على الجنس الآخر علامات زائدة على الكلمة "مثلًا الضبع والعقاب مؤنثان دائمًا في اللغة العربية، والذئب Wolf مذكر دائمًا في الإنجليزية ويقال للأنثى she wolf00- وأما الفصائل الأخرى الخارجة عن الإنسان والحيوانات فالتذكير والتأنيث فيها مجرد اصطلاح, وكثيرًا ما يختلف اصطلاح الفصيلتين اللغويتين إحداهما عن الأخرى "مثلًا: الشمس في اللغة العربية مؤنثة, وهي في الفرنسية مذكر، وعلى العكس من ذلك القمر". وفي بعض اللغات الهندية الأوروبية تختلف علامة التعريف تبعًا لجنس ما يلحقها "مذكر أو مؤنث" وتبعا لعدده "في الفرنسية مثلًا Le, La, Les " وهذا لا يكاد يوجد له نظير في اللغات السامية.
5-
يميل الأسلوب كثيرًا في اللغات السامية -وخاصة الأسلوب الأدبي- إلى استخدام الكلمات والعبارات في غير ما وضعت له عن طريق الاستعارة والمجاز المرسل والكناية, وما إلى ذلك, أما أساليب اللغات الهندية -الأوروبية فيبدو فيها الحرص على استخدام الكلمات في معناها الأصلي.

ص223

هذا وقد اعتمدنا في التفرقة بين هاتين الفصيلتين على أمور تتصل بالقواعد لا بالمفردات, وذلك لأن ناحية القواعد هي من أهم ما تمتاز به الفصائل بعضها عن بعض؛ فمنها تتكون شخصية اللغات, وإليها ترجع مقوماتها, وهي التي تمثل المظهر الثابت المستقر في اللغات؛ فهي لا تكاد تتغير، وما يحدث فيها أحيانًا من تغير يجري دائمًا ببطءٍ وفي نطاق ضيق, وهي إلى هذا كله، لا تنتقل بطريق الاقتباس من لغة إلى أخرى(12). فتشابه لغتين في القواعد يدل إذن على انتمائهما إلى فصيلة واحدة, واختلافهما فيها يدل على اختلاف فصيلتهما.
على حين أن المفردات تمثل المظهر المتقلب, والناحية المتنقلة في اللغات؛ فهي محاطة بعوامل كثيرة تحول دون ثباتها, وتجعلها عرضة للتغير المطرد والتطور السريع، وتذلل لها وسائل الانتقال من لغة إلى لغة, فتشابه لغتين في مفرداتهما عن الأخرى, واختلاف لغتين في مفرداتهما لا يدل على اختلاف فصيلتهما, فقد تكونان من فصيلة واحدة, ويكون السبب في هذا الاختلاف راجعًا إلى أن مفردات كل منهما قد سلكت في تطورها طريقًا يختلف عن الطريق الذي سلكته مفردات الأخرى لاختلافهما في المؤثرات المحيطة بهما, أو أن أحداهما قد اقتبست مفرداتها من لغة ثالثة لا ترطبها بها لحمة قرابة, فبعدت في هذه الناحية عن فصيلتها.
فاللغة السريانية مثلًا تعد من فصيلة اللغات السامية، مع أن قسمًا كبيرًا من مفرداتها يتحد مع مفردات اللغة الإغريقية التي تعد من أفراد الهندية - الأوروبية, وذلك لأن قواعد الأولى قواعد سامية، وقواعد

ص224

الثانية هندية - أوروبية. وتشابههما في المفردات نشأ عن مجرد اقتباس الأولى من الثانية لما كان يعوزها من كلمات, واللغة التركية تتفق في قسم كبير من مفرداتها مع الفارسية والعربية، مع أن كل لغة من هذه اللغات الثلاث تعد من فصيلة خاصة، فالتركية من الفصيلة التترية، والفارسية من الهندية - الأوربية، والعربية من السامية، وذلك لاحتفاظ كل منها بقواعد فصيلتها, أما تشابهها في المفردات فقد نشأ عن مجرد انتقال طائفة من كلمات اللغتين الثانية والثالثة إلى اللغة الأولى عن طريق الاقتباس, وعلى هذا الأساس عدت الفارسية الحديثة من فصيلة اللغات الهندية - الأوربية، على الرغم من اتفاقها في كثير من المفردات مع اللغة العربية التي تعد من الفصيلة السامية.

ص225

__________________

(1) وقف العلماء على هذا الموضوع مجلدات ضخمة، من أحسنها وأقربها مأخذًا في اللغات الهندية - الأوربية كتاب الأستاذ ميية Meillet: lntroduction a l etude comparative des Langues lndo-Europeennes ويقع في نحو خمسمائة صفحة من القطع الكبير، وفي اللغات السامية كتاب العلامة رينان Renan Histoire langues Semitiques, ويقع كذلك في نحو خمسمائة صفحة من القطع الكبير. وقد عرضت جمعية علم اللغة بباريس للفصيلتين معًا في كتابها "لغات العالم" في نحو مائة وخمسين صفحة "1-153".
(2) الحرف هو ما يرمز إلى الصوت في الكتابة، فاستعمال كلمة أصوات في هذا المقام أدق من استعمال كلمة حروف، ونريد بالساكنة ما يقابل اللينة.
(3) انظر تفصيل هذا الموضوع في مقدمة كتابنا "فقه اللغة". هذا، وأما الكلمات التي تبدو رباعية الأصول في العبرية والعربية فهي متفرعة في الحقيقة عن أصول ثلاثية "دحرج مثلًا متفرعة عن درج أو دحر، على الرغم من أن علماء الصرف يعتبرون جميع أصواتها أصيلة".

(4) V. Renan: Langues Semitiques, 455 suiv. Meillet: lntroduc tion etc ll5-122
(5) Meillet op cit 120
(6) انظر معنى هذه الكلمة في صفحة 117.
(7) Meillet ip cit 119-120
(8) انظر في هذه المميزات ومايتصل بها Meillet op cit 115-122.

(9) ليست كلمة "الخاتمة" بترجمة لكلمة Desinince, بل هي كلمة من اصطلاحنا لتسهيل التسمية.

(10) توجد هذه الظاهرة في اللغات السامية في بعض كلمات قليلة معظمها حديث النشأة، ومن ذلك ما يسمونه بالكلمات المنحوتة: تلاشى "أصبح لا شيء"، حمدل "قال الحمد لله"، بسمل "قال بسم الله" طلبق "قال أطال الله بقاءك"..إلخ. انظر تفصيل هذا الموضوع بكتابنا "فقه اللغة" الطبعة السابعة ص186 وتوابعها.
(11) يستثنى من ذلك اللغات الأكادية, فإن الفعل فيها ثلاثة أزمنة أصيلة: زمنان يشار إليهما بأصوات تلحق أول الفعل، وهما الزمن الماضي التام والزمن المضارع للاستقبال، وزمن ثالث يشار إليه بملحق في آخر الفعل, وهو الزمن المعبر عن الاستمرار. "انظر الطبعة السابعة من كتابنا "فقه اللغة" ص29".

(12) سنعرض لهذا الموضوع بتفصيل في الفصل الثاني, وسنذكر فيه أن القواعد إذا انتقلت من لغة إلى أخرى كان انتقالها إيذانًا بزوال اللغة التي انتقلت إليها, واندماجها في اللغة التي انتقلت منها، وأن هذا يحدث حينما تشتبك لغتان في صراع, ويكتب لإحداهما النصر.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي