1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : مستويات علم اللغة : المستوى الصوتي :

الملامح المميزة والفونولوجية التطريزية

المؤلف:  جون ليونز

المصدر:  اللغة وعلم اللغة

الجزء والصفحة:  ص124- 134

25-11-2018

4507


الملامح المميزة والفونولوجية التطريزية
تعد الفونيمات -تبعا للنظرية علم الفونيمات الأمريكي الكلاسيكي المشار إليها في القسم السابق- أصغر العناصر الفونولوجية في النظم اللغوية، وثمة وجهة نظر أخرى أخذ بها تروبتسكي أحد الأعضاء المؤسسين لمدرسة براغ في علم اللغة التي طورت رؤيتها الخاصة لبنائية دى سو سير وكان لها تأثيرها الكبير خصوصا في الفونولوجيا وعلم الأسلوب في الثلاثينيات من هذا القرن، والفكرة الأساسية لفونولوجيا مدرسة براغ أن الفونيمات على الرغم من أنها ما زالت أصغر القطع في النظم اللغوية فإنها ليست أصغر العناصر فهي حزمة "أو مجموعة" من الملامح المميزة المتزامنة، وهذه الفكرة -مع تعديلات معينة أدخلت فيما بعد عليها- تبناها في الستنيات من هذا القرن مؤيدو النحو التوليدي، وفي صياغتها الحالية حلت محل الأفكار التي تميز علم الفونيمات الأمريكي الكلاسيكي التي ترتبط في الأصل بالنحو التوليدي بوصفها جانب من موروث ما بعد البلومفيلدية(1) ، وما نحن بصدده فيما يخص نظرية السمة المميزة لا يعنى بالتمييز بين المراحل التاريخية لتطورها.
ص124
ويشير مصطلح مميز إلى ذلك الجانب الخاص بالتقابل الوظيفي في النظم اللغوية الذي يتعلق بتميز صيغة عن صيغة أخرى "انظر 3 - 4"، وقد أعطى الفونولوجيون التابعون لمدرسة براغ اهتماما كبيرا لأنواع أخرى من الوظيفة الفونولوجية غير أن هذا لا يعنينا الآن، ومصطلح ملمح معروف سلفا منذ تناولناه في ذلك القسم الذي يتناول علم الأصوات النطقي، ويمكننا في الواقع أن ننتقل سريعا إلى تفسير الأفكار الأساسية لنظرية الملمح المميز على أساس ما قلناه في الفصلين السابقين.
فالأصوات الكلامية يمكن أن تصور على أنها مجموعة من الملامح الصوتية، والملامح الصوتية التي استخدمناها من قبل نطقية لكنها قد تكون بالدرجة نفسها سمعية أو -من حيث المبدأ- تجريبية، ويصدق الأمر نفسه على ما يتصل بالملامح الفونولوجية الخاصة بنظرية الملمح المميز، وتستخدم كلا من الملامح السمعية والنطقية، وبقدر ما يمكن أن تعد الفونولوجيا -بخلاف علم الأصوات- إحالة غير مباشرة للوسيلة الصوتية "على الرغم من أن نظريات الملمح المميز تميل كلها إلى عدم الأخذ بهذه الوجهة المجردة إلى حد ما للفونولوجليا" فقد يكون من الواجب أن يتامل المرء مع الملامح الفونولوجية غير النطقية وغير السمعية لكنها قادرة "حتى ولو من
ص125
خلال طريق معقد إلى حد ما" على الارتباط بهما معا على قدم المساواة، وأيضا بالملامح التجريبية عندما يحقق علم الأصوات التجريبي تطورا أبعد مما هو عليه الآن، وسنستخدم المسميات النطقية سعيا وراء بساطة العرض، وحتى تجعل الأمور واضحة فإننا عندما نتكلم عن الملامح الفونولوجية وليس الملامح الصوتية سنستخدم الأقواس التي على شكل // وليس الأقواس التي على شكل [] لتحيط بالمسميات النطقية "وما ذكرناه لا يعد عرفا مشتركا لكنه يعمل على وضوح التصور ويفتح الباب لخيارات نظرية معينة" لذلك فإنه بينما يمكن وصف الصوت الكلامي [P] بالرجوع إلى الجدول رقم2 بالمجموعة: "[+ شفوي]، [+ شديد]، [- مجهور]، [- أنفي]" فإن الفونيم الإنجليزي /P/ يفترض أنه يمكن تحليله إلى المجموعة "/+ شفوي/، /+شديد/، /- مجهور/".
وربما بدا لنا من الوهلة الأولى أننا لا نفعل أكثر من خدمة رمزية نستبدل خلالها الأقواس // بالأقواس [] وندعي أن النتيجة فونولوجية بدلا من أن تكون صوتية، ومع ذلك يجب أن نلاحظ أن ثلاثة ملامح وليس أربعة ملامح قد ذكرت بخصوص الفونيم الإنجليزي /P/ كملامح مميزة، ولا يوجد الملمح الفونيمي /- أنفي/ مذكورا للفونيم /P/ وذلك لأن غياب الأنفية يمكن التبنؤ به في اللغة الإنجليزية "وليس في جميع اللغات" من غياب الجهر، وتذكر /- أنفي/ للفونيم /b/ لشرح وظيفته المتميزة في ban التي تقابل man وفي cub التي تقابل come.... إلخ، والوصف النطقي لـ [p] أيضا ناقص إلى حد بعيد "فهو ينحصر في الملامح النطقية التي يشملها الجدول رقم2" وعموما فإن مجموعة الملامح المميزة التي وتحدد الوحدة الصوتية وتمييزها ستكون أقل بكثير من مجموعة الملامح الصوتية التي تميز إحدى صورها الصوتية، فعلى سبيل المثال للفونيم الإنجليزي /p/ صورة صوتية عبارة عن صوت
ص126
نفسي مهموس شفوي فموي شديد، وله وصف نطقي أتم من ذلك لا يشتمل على الإشارة إلى نفسية فحسب ولكنه يشير أيضا إلى درجة اندفاع تيار الهواء بعد إعاقة الشفتين له، وإلى مدة الإعاقة، وإلى مدة النفسية وإلى ملامح أخرى عديدة تجعل منها الصوت الإنجليزي المميز [ph] "بنبر معين" في الموضع الذي يذكر فيه، غير أنه لا يوجد من بين تلك الملامح الصوتية ملمح مميز إلى الدرجة التي تؤدي إلى تغيير الإدراك الصوتي لصيغة من الصيغ في اللغة الإنجليزية إلى الإدراك الصوتي لصيغة أخرى.
وفيما يتعلق بالملامح الثلاثة التي تعرفنا عليها سلفا باعتبارها مكونات للفونيم /p/ وهي /+ شفوي/، وتكافئ [+ شفوي] وتميز نطق pin من نطق tin ،و kin.... إلخ، و/+ شديد / وتميز pat عن fat "حيث إن اللغة الإنجليزية لا يوجد فيها صوت شفوي احتكاكي باستثناء الصور الصوتية للفونيم /p/ في مواضع أخرى، ولا يوجد فيها أصوات أسنانية لثوية شديدة ويمكن أن يعتبر المرء الفونيم /f/، والفونيم/v/ نظيرين احتكاكيين للفونيم /p/ والفونيم /b/ وتميز tick عن sick و"thick" ، و/- مجهور/ تبعا لوجهة النظر التقليدية ملمح يميز pin عن bin، وpat عن pad، ويمكن إثبات أنه الملمح الذي يميز /p/، و/t/، و/K/، و/s/ و/e/.. إلخ عن /b/، و/d/, و/g/، و/z/، و/o.... إلخ، ولا يتحدد في اللغة الإنجليزية بالهمس ولكن بشيء آخر يكون معه الهمس أو النفسية "أو كلاهما" مصاحبا صوتيا مألوفا، وعلى كل حال ومهما كانت وجهة النظر التي تأخذ بها في هذه القضية تظل حقيقة أننا بحاجة إلى كل من /+ نفسي/، و/- جهر/ في تحليل الملامح المميزة للغة الإنجليزية.
ص127

وقد استخدمنا مصطلح "صورة صوتية" في التفسير الذي قدمناه الآن عن العلامة بين الوحدات الصوتية والملامح المميزة التي تتكون منها، وفكرة اختلاف الصور الصوتية تعالج -في الواقع- معالجة مختلفة إلى حد ما في إطار نظرية الملمح المميز لذلك فإن إمكانية تطبيق المصطلح ذاته مثار جدل، والنقطة الحاسمة في تحليل الملمح المميز للفونيمات أن كل فونيم يختلف عن غيره في النظام اللغوي بما لا يقل عن ملمح واحد -وجودا أو عدما- من مجموعة الملامح التي تحدده، ومجموعة الملامح المحددة الخاصة بالفونيمات تظل ثابتة خلال الإطار الكلي لمواضع ذكرها وما تشير إليه نظرية الفونيمات الأمريكية الكلاسيكية فيما يتعلق بتنوع الصور الصوتية تعالجه في إطار نظرية الملمح المميز "على الأخص في إطار النحو التوليدي" قوانين "تحول أصغر مجموعة فونولوجية كافية لتمييز كل وحدة صوتية عن غيرها إلى ملامح صوتية: /+ شفوي/ [+ شفوي]، و/+ مجهور/ [+ مجهور]... إلخ" وتضاف الملامح الصوتية غير المميزة المناسبة سياقيا لمواضع معينة من ورودها، فعلى سبيل المثال الملمح الصوتي "+نفسي" يضاف إلى التحقق الصوتي الخاص بالفونيم الإنجليزي /P/ في موضع أول الكلمة "وذلك كما في pit أو por" لكنه لا يضاف عندما يكون هذا الفونيم واقعا بعد /S/ "وذلك كما في spit أو spot والملم الصوتي [- مجهور] يضاف إلى كل مواضع ورودها.
وقد أصبح من الواضح في القسم السابق أن اللغات تختلف إلى حد بعيد فيما يتعلق بالملامح الصوتية التي تصنع التميز، وتلك التي لا تصنع التمييز "إذا كانت موجودة بشكل من الأشكال"، ويظل هذا صحيحا بغض النظر عن النظرية الفونولوجية التي تأسست هذه الفكرة في إطارها، ومما يعد أيضا برغم كل شيء حقيقة تجريبية أن [+ نفسي] ملمح مميز في اللغة الهندية واللغة
ص128
الصينية المندرينية(2)، وأن حركات اللغة الفرنسية يمكن أن تكون أمامية ودائرية في آن واحد، وأنه في لغات أسترالية كثيرة للغاية تكون الأنفية -وليس الجهر- ملمحا مميزا، وتميز وحدات صوتية أكثر مما تميزه في أي لغة أوروبية وهلم جرا، وسنلاحظ مع ذلك أننا في كل مثال من هذه الأمثلة استخدمنا مصطلحات مثل "نفسي"، و"أمامي"، و"خلفي"، و"أنفي"، وهذه المصطلحات تستخدم في وصف المئات ولا نقول الآلاف من اللغات المنطوقة الأخرى، ونظرية الملمح المميز تلك لا يمكن أن تتناقض مع وجهة النظر التي تذهب إلى أن عددا غير محدد من الملامح المميزة الممكنة تصنع منها النظم اللغوية اختياراتها الخاصة المتفردة، وتربط هذه النظم بين هذه المكونات بطرق لا يمكن الإخبار عنها حتى تقيم فونيماتها الخاصة، غير أن الصياغات الحديثة لنظرية الملمح المميز تتجه نحو افتراض تؤيده شواهد مناسبة فاللغات الطبيعية الموجودة يمكن أن توصف وصفا مرضيا اعتمادا على قائمة تزيد قليلا عن اثني عشر ملمحا مميزا موجودا بالقوة بقدر ما تلقى نظمها الفنونولوجية من اهتمام، وإنه لحقيقة مؤكدة أن تكون هناك ملامح صوتية فسيولوجية كثيرة إلى حد بعيد لا تصنع تمييزا -على حد علمنا- في النظام الفونولوجي لأي لغة طبيعية، وتوجد روابط فسيولوجية كثيرة ممكنة بين الملامح لكنها نادرة إلى حب بعيد أو غير موجودة على الإطلاق، وقد ذهب تشومسكي(3)
ص129

إلى أن ذلك سببه أن النظام الفونولوجي في اللغات الطبيعية -مثل النظامين النحوي والدلالي فيها- يقيده بشدة النزوع الإنساني النوعي إلى التعامل مع أنواع معينة من المميزات دون غيرها.
ومن أكثر الفوائد اللافتة للنظر في نظرية الملمح المميز إذا ما قورنت بعلم الفونيمات أنها تقدم تفسيرا معللا للمبادئ التي تحدد صحة بنية تتابعات الفونيمات في إطار موسع من الأمثلة في لغات كثيرة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تقع بين /s/ الذي يقع في بداية الكلمة(4) و/r/ الموجودة في الصيغة نفسها الفونيمات
ص130
/p/ و /t/ و /k/ لكن لا يمكن أن تقع الفونيمات /b/ و /d/ و /g/ (انظر spray و stripe و scratch في مقابل /sbr-/* و /sbr_/ *و /sgr-/ *) وهو مجرد سياق من سياقات كثيرة يمكن أن تستبدل فيها الفونتات // و //و // استبدالا داخليا بخلاف الفونتات /p/ و /t/و /k/و وهذا الجانب من توزيع هاتين المجموعتين من الفونتات يفسره (بطريقة صوتية معلله) قانون مفرد يشير الى التقابل بين /- الجهر/،و/+ جهر/ وبالمثل فإن المماثلة بين /n/ و /m/ و/n/ (في ظروف معينة) عندما تلي /p/ و/b/ أو /m/ من ناحية، و/k/، أو /g/ من ناحية أخرى يمكن أن تنسب ألى وجود /+ شفوي/ من ناحية و /+ طبقي/ من الناحية الأخرى ضمن مكونات الفونيم موضع المماثلة، 
انظر:
 unpieducive[mp] ، و  unbeatable[mb] و  unmistakeable[mm]
[nk] uncouth و unguarded [ng] (ولا يعبر الهجاء هنا عن المماثلة كما يحدث عند تحول // الى // في الصيغ المشتقة من اللاتينية مثل imponderable, imbued، immutable) ، وتشيع تلك الحالة التي يعد فيها ملمح معين مثل /+ شفوي/، /+ أنفي/ و /+ جهر/ - في سياقات معينة – ملمحا تطريزيا أي ممتدا الى سلسلة من قطعتين صوتيتين أو أكثر.
لكن ماذا عن احتمال ألا يجوز لملمح مميز معين إلا أن يكون ملمحا تطريزيا في نظام لغوي معين؟ وهذا ليس ببساطة احتمالا نظريا، والملامح التطريزية من هذا النوع موجودة في لغات كثيرة فعلى سبيل المثال ما يطلق عليه التوافق الحركي أمرا غير شائع، وتشمل كما نرى في اللغة التركية
ص311
الملامح المتقابلة /+ خلفية/ في مقابل /- خلفية/، و/+ مستديرة/ في مقابل /- مستديرة/، ولو أننا نحينا جانبا صيغ الكلمات التي لا تتوافق مع النمط العام "وهي تلك التي تكون غالبا مقترضة من لغات أخرى" فإنه يمكننا القول بأن كل الحركات في المواضع المتتابعة في الكلمة التركية يجب أن يكون لها قيمة واحدة فيما يتصل بالتقابل /+ خلفية/ وفيما يتصل بالتقابل /+ مستديرة/ "وفق شرط آخر يمنع تركيب /+ مستديرة/ مع الملمح القطعي /+ مفتوح/ في كل المقاطع الابتدائية"، وبغض النظر عن الطول الذي يمكن أن تمتد إليه الكلمة -وبفضل البنية النحوية للغة التركية نجد فيها صيغ كلمات كثيرة طويلة- تكون التقابلات /+ خلفية/، و/+ مستديرة/ تطريزية بالمعنى الذي أوضحناه من قبل.
والملامح التطريزية المميزة من ذلك النوع الذي ضربنا له مثالا الآن هو ما يطلق عليه النظرية التطريزية في الفونولوجيا وتشير -بمعنى خاص للمصطلح- إلى التطريزيات، وتميز النظرية التطريزية للفونولوجيا ما يعرف بمدرسة لندن اللغوية التي لديها الكثير لدرجة أنها تشارك نظرية الملمح المميز أكثر تطوراتها الحديثة، ومن سوء الحظ أن الاختلافات في المصطلح -ولا نذكر الاختلافات الخاصة بالاستشراف النظري فيما يتصل بالموضوعات الأعم- تعمل على إخفاء أوج الشبه، والاختلاف الأساسي بين نظرية الملمح المميز التقليدية والنظرية التطريزية أن الأولى ما زالت نظرية فونيمية أو قطعية مثل علم الفونيمات الأمريكي الكلاسيكي بينما تسمح النظرية التطريزية على الجانب الآخر بتواجد العناصر الصوتية "القطعية" والعناصر التطريزية "الموسيقية" وأن يكون لها مكانة متكافئة ومتكاملة في قوائم المحتويات الفونولوجية للنظم اللغوية، وأكثر من ذلك تدرك أنه على الرغم من وجود اتجاه "لأسباب
ص132
صوتية" لأن تصبح مكونات معينة قطعية وتطريزية معا فإن فكرة التطريزية ترتبط من حيث المبدأ بنظم لغوية معينة.
ومصطلح تطريزي يجب شرحه الآن وقد استخدم هنا بمعنى غير متفق عليه، ومعظم اللغويين إذا استخدموا مصطلح تطريزي بأي شكل من الأشكال فإنهم يستخدمونه ليشيروا إلى أشياء مثل النبر، والنغمة، والطول وهي أشياء تعد مشكلة في علم الفونيمات الأمريكي الكلاسيكي الذي يفترض أساسا أن بنية الكلمات والجمل يمكن أن تفسر تفسيرا تاما بواسطة العناصر الفونولوجية المرتبة ترتيبا متسلسلا:
واختلاف النبر بين الصيغة الاسمية import والصيغة الفعلية impoit في اللغة الإنجليزية المنطوقة "الأول منبور المقطع الأول، والثاني منبور المقطع الثاني" لا يعالج بشكل طبيعي باعتباره اختلافا بين فونيميين قطعيين، ويرجع ذلك إلى سببين مستقلين جزئيا أولهما أن النبر بصفة أساسية حالة من البروز الأعظم لمقطع فيما يتعلق بالمقاطع الأخرى في الصيغة نفسها "أو الصيغ المصاحبة لها" وثانيهما أن التحقق الصوتي للنبر -بخلاف التحقق الصوتي للفونيمات القطعية- لا يمكن أن يسبق أو يتلو "في الزمن" التحقق الصوتي للعناصر الفونولوجية المجاورة له، ويستطيع المرء بشكل واضح أن يمثل اختلاف النبر بين الصيغ تمثيلا فونيميا عن طريق وضع الفونيم المنبور المناظر قبل "أو بعد" الفونيم الحركة التي تناظر نواة المقطع في التحقق الصوتي، والنقطة الأساسية أنه على الرغم من أن التجزئة يمكن أن تنفذ دائما في الفونولوجيا على أساس -إذا كان ضروريا- من القرار العشوائي فإن عشوائية القرارات المفروضة على اللغوي في حالات كهذه هي في حد ذاتها دليل على عدم الكفاية النظرية للإطار الذي ينفذ من خلاله التحليل.
ص133

وما قيل عن النبر يقال كذلك عن النغمة وتوجد في لغات كثيرة "يطلق عليها اللغات النغمية" وتعمل على تميز الصيغ بالطريقة التي يسلكها النبر مع أن ذلك ليس منتشرا إلى حد بعيد في اللغة الإنجليزية، وفيما يتعلق بالطول فيمكن أن تكون هناك صوامت طويلة وبالمثل يمكن أن تكون هناك حركات طويلة في لغات معينة، ويمكن أن يكون هناك اعتماد متبادل بين طول أحدهما وطول الآخر، وحتى في اللغة الإنجليزية "في النطق النموذجي لها" يختلف طول الحركات تبعا لنوعية الصوامت التي تتلوها في المقطع نفسه، وما يطلق عليه بشكل تقليدي الحركات الطويلة يحللها بعض الفونولوجيين دون غيرهم على أنها أيضا قطع قصيرة على المستوى الصوتي عندما يتلوها صوت شديد مهموس، وعليه فإن القطعة الحركة في segment أقصر من الناحية الصوتية من تلك الحركة التي في sead أو see، وفي الحقيقة يمكن أن تكون أقصر في تحققها الصوتي إذا ما قورنت بالحركة القصيرة على المستوى الفونولوجي في sit وهذه الحقيقة لا توضح فقط الاختلاف بين الطول الفونولوجي والمدة الصوتية لكنها تبين كذلك بشكل أعم تعقيد العلاقة بين التحليل الفونولوجي والكتابة الصوتية.
ص134
 __________________
(1) البلومفيلدية "Bloomfieldian "ism وصف لمن يتبع المنهج اللغوي لعالم اللغة الأمريكي ليونارد بلومفيلد. وذلك كما يتمثل في كتابه "اللغة" "Laguage" الذي نشر عام 1933، ويشير الاتجاه البلومفيلدي "Bloomf" ieldianism" بصفة خاصة إلى مدرسة في الفكر تطورت في الفترة الواقعة بين منتصف الثلاثينات والخمسينات، وبصفة خاصة في أمريكا وكان لها تأثيرها على علم اللغة البنيوي "attuctural linguistics"، وتميزها بصفة خاصة مبادئها السلوكية في دراسة المعنى، وتأكيدها على الخطوات الكشفية الحازمة في تأسيس الوحدات اللغوية، والاهتمام العام بتحقيق الصفة العلمية لعلم اللغة "بالمعنى السلوكي"، وتعد القوة التي أخرجت النحو التوليدي رد فعل ضد الاتجاهات البلومفيلدية، وعلى الرغم من أن البلومفيلدية لم تعد متمشية مع الاتجاهات المعاصرة فإن بعض طرائقها ما زالت مستخدمة على نطاق واسع في مجال البحث.
(2) اللغة الصينية الرئيسية المنطوق بها في حوالي أربعة أخماس الصين.
(3) أفرام نوعم تشومسكي Avram Neam Chomsky؛ "1928" الأستاد بقسم اللغات الحديثة وعلم اللغة في "Massachustts Technology of Institute وتعرف نظريته في البنية اللغوية، بالنحو التوليدي التحويلي، وتعد ثورة في علم اللغة أحدثها نشر كتابه Syntactic Strueture ثم كانت منشوراته الأساسية في الموضوعات اللغوية الفتية وتشمل كتابه الصادر عام 1964 Curent lssues in linguistic theory والكتاب الصادر عام 1965 Aspects of the Theory of" Syntax"، وأدخل هذا الأخير اتجاها جديدا في النظرية التوليدية وصار وجهة النظر المعتمدة لسنوات عديدة، وصدر عام 1968 مؤلفه الرئيسي في الفونولوجيا "The Souud Pattern of English بالاشتراك مع موريس هال "Morris Halle" ويتضمن كتابه Reflections on language الصادر عام 1976 أحدث ما وصل إليه.
وبحلول منتصف الستينات أكد تشومسكي على دور اللغة كوسيلة استراتيجية لبحث العقل الإنساني، وناقش وجهة النظر هذه في كتابه اللغة والعقل الصادر عام 1968 وهو الجانب الذي جذب أوسع القراء -وبصفة خاصة الفلاسفة وعلماء النفس- إلى علم اللغة.
(4) ويسمى الأولي أو الابتدائي "inital" ويشير إلى العنصر الأول من الوحدات الصوتية ويستخدم بصفة خاصة في الفونولوجيا فعلى سبيل المثال الوحدة الصوتية "الفونيم" /K/ يذكر في الموضع الابتدائي أو الأولي من الكلمة "cat"، والكلمة the تذكر في الموضع الابتدائي أو الأولي من العبارة الاسمية "the big house" ويشار إلى المواضع الأخرى بالموضع المتوسط "medial" والموضع النهائي "Final" وتأخذ السمات اللغوية الأخرى التي تذكر في هذا الموضع مسميات مناسبة مثل النبر الأولي "initial stress" أي: النبر على المقطع الأول من كلمة ما.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي